رواية كاملة للكاتبة لؤلؤة 1 (نهاية الجزء الأول والثاني من الرواية)
الفصل الحادي والأربعون...
كانت مڼهارة حقا، شربت وشربت وشربت، حتى ثملت، كان هناك يراقبها بكل شوق، باعين عاشقة، متمنية امتلاك ما تراه، كانت حالتها مذرية، توجه لها. انها ثملة،
ستيفن: كفى ميرنا، ارجوك...
ميرنا: اووووه، انه انت ايها النذل الحقېر...
ستيفن: ارجوك كفى عن الشراب، انك ستعودين لإدمانه مرة اخرى، كفى.
ستيفن بتأثر: اننى احبك ميرنا، احبك جدا، لا تقولى بانه لا احد يحبك...
ستيفن انا تالمت اكثر منك، صدقينى، ومازلت اتالم حتى الان...
ميرنا تحاول النهوض ولكنها سقطت: لا فائدة من هذا الهراء، دعنى اذهب لبيتى...
ستيفن يساعدها: ليس بهذه الحالة سادعك، ساوصلك للبيت
ميرنا: ان شاهدك زوجى سيقتلك، انه عربى...
ميرنا: حقا، اذن هل رأيت كم هو وسيم. انه افضل منك...
ستيفن: لا ميرنا انه ليس كذلك، انه يشبهنى قليلا ليس الا، هيا لاوصلك بيتك، حبيبتى، هيا...
اوصلها ستيفن بسيارته، كانت ثملة للغاية، بكت طوال الطريق، نامت اثناء الطريق، وصل لمنزلها، حاول ايقاظها، لم تستيقظ، بل همهمت ببعض كلمات لم يفهما، حملها. ودخل بها المنزل اجلسها على الاريكة واعد لها فنجانا من القهوة، لقد كانت في عالم آخر، لاتدرى اى شئ،.
ميرنا: لا، لا اريد ان استيقظ، لماذا تركتنى ستيفن، لماذا...
ستيفن بتاثر: ليس الان ميرنا، اننى ساذهب الان قبل مجئ زوجك...
ميرنا: هههههه، زوجى؟ ههههه لا لن ياتى...
ستيفن: حسنا، سامكث معك الليلة، هل تمانعين؟
ميرنا: لا حبيبى، لقد اشتقت اليك ستيفن، لقد حطمتنى بغيابك عنى، دمرتنى، حتى جاء آسر. حاول ان ينسينى ما اعانى قليلا، تناسيت، لكننى لم انسك، لقد احببت آسر من خلال حبك انت، انت ستيفن، يا لغبائى...
ميرنا: وانا ايضا.
وساعد ستيفن ميرنا في النهوض وذهب بها الى غرفتها، وحدث ما كان يجب الا يحدث، اما هو صعد لغرفته ليهنأ بنومه قليلا، قام بضبط المنبه ثم نام، هي صعدت لغرفتها، تمنت ان تنال قسطا من الراحة قبل وقت السحر، نامت، ثم استيقظت من اثر السعال، كان الجو باردا جدا، ولم تضبط المدفئة جيدا، حاولت النهوض، لقد عاودها الالم مرة اخرى، قامت بضبط المدفأة. ثم نظرت لوجهها في المرآة، انه شاحب قليلا. وشفاهها تميل الى الزرقة، انه مؤشر ليس بالجيد اذن، اخذت دوائها، لكنه لم يجد نفعا هذه المرة. زال الالم. وبقى السعال، هبطت لتعد لها مشروبا دافئا، كانت متعبة حقا، استيقظ في الوقت المحدد، ثم اغتسل وابدل ملابسه وهبط لاسفل. كان يسمع صوت سعالها وهو على الدرج، توجه الى المطبخ ليجدها، واقفة مستندة على الطاولة بيديها، وتاخذ نفسها بصعوبة قليلا، ذُعر من مظهرها، اسرع نحوها، اقترب منها، لم تشعر به،.
سمية بتعب: معرفش، الكحة، جاتلى، شديدة، شديدة اوى، معرفش
وجد وجهها الشاحب، وعينيها الذابلتين، وشفاهها المائلة للزرقة، ارتعاش يديها، عدم انتظام انفاسها، اصابه بالقلق الشديد
آسر: طيب تعالى قعدى وانا هتصل بباسل ييجى يشوف مالك، تعالى...
سمية مسرعة: لا. لا. ملهوش لزوم، تلاقية شوية برد وقلب بنزلة شعبية، متقلقش. وبعدين انا لو في حاجة هعرف
آسر: طيب. تعالى اقعدى بس. تعالى...
جلست سمية على الكرسى اما هو. قام باحضار بشكير لها ليدثرها قليلا ثم اعد لها بعض الاعشاب. ثم ناولها اياها، جلس بالكرسى المقابل لها، كان قلقا عليها بشدة، تاملها، ليجد هاتين اليدين الصغيرتين ترتعشان بشدة، وهي تسعل، حرك كرسيه ليكون بجوارها اخذ منها الكوب ليشربها اياه،
سمية: انت تعمل ايه؟ انا هعرف اشربه لوحدى.
آسر: هششش انتى مش شايفة ايدك بترتعش ازاى، كده هيتدلق عليكى وتتحرقى، اشربى وانتى ساكتة.
سمية بحرج: حاضر.
اما آسر كان يشربها كطفلته، اما هي كانت تشعر انها بعالم آخر، انه بجانبها ويسقيها بيده، ويقوم بمسح فمها بمنديله، انه هو، يبدو على محياه القلق عليها، انها حقيقة، انتهت من مشروبها الساخن، ثم قال لها بخفة.
آسر: امرى لله هقوم اعمل السحور، س متاخديش على كده.
سمية وهي تحاول النهوض: وعلى ايه، انا هعمله.
آسر: انتى قايمة ليه. قلتلك اقعدى...
حاولت سمية النهوض. ثم اتكئت على الطاولة، شعرت دوخة بسيطة، جلست فجأة مرة اخرى بيد ممسكة براسها. واخرى على بطنها وهي ما زالت تسعل، الټفت لها ثم شاهدها كذلك، توجه نحوها مسرعا، امسك بوجهها، انتابتها قشعريرة بجسدها، نظر بعينيها بعمق، وقلق
آسر: انتى مش كويسة ابدا. مالك،؟
سمية: انا. انا، عايزة ادخل الحمام عن اذذنك...
نهضت سمية متوجهة للحمام بخطوات متثاقلة. ساعدها آسر. دخلت بسرعة. ثم اغلقت الباب بوجهه. سمع صوتها بالداخل. انها تاتى بكل شئ بمعدتها، طرق الباب عدة مرات. لم ترد عليه.
آسر بنفاذ صبر: هتفتحى ولا ادخل...
سمية: لا. متدخلش...
آسر: اللهم طولك ياروح، انتى هتجنينى. زانا هروح اتصل بباسل ييجى.
خرجت سمية من الحمام. ان وجهها كوجه المۏتى. مسط بيدها، واسندها حتى جلسا على الاريكة قالت له بصوت متقطع قليلا،.
سمية: لا، انا هاخد، الدوا. وهكون، كويسة، متقولش لحد
آسر: انتى مش شايفة شكلك عامل ازاى، انتى فنجان الاعشاب. رجعتيه كله جوه...
سمية بصوت منخفض: بجد، ملوش لازمة، انا هطلع اوضتى. هريح شوية، وهكون كويس عن اذنك...
آسر: سمية، انتى مالك، متدايقة منى،؟
سمية: لا ابدا. وهتدايق ليه، ده انا النهاردة رحانة عشان خاطرك اوى والله، وكنت عايزة اعملك مفاجأة. بس للاسف مكنتش اعرف انك هتيجى...
آسر بابتسامة باهتة: بجد،؟ طيب ايه هى؟
سمية بصوت متعب: هتعرف بس مش دلوقتى، بكرة ان شاء الله عشان ليها حكاية، عن اذنك، انا هطلع...
آسر: استنى. هتطلعى من غير ما تاكلى حاجة؟
سمية ابتسامة جانبية: اديك شوفت شربت قعدت ساعة في الحمام، امال لو اكلت هخرج في العيد ان شاء الله
آسر: ههههه، زمان الحمام اشتكى هههه انتى بتعرفى تهزرى اهه.
سمية تنظر الى الارض بالم: على فكرة الحمام نضيف. وريحته كمان كويسة، فمتقرفش.
آسر بلوم: انا هزر على فكرة، وبعدين اخص عليكى ليه بتقولى كده، يعنى لو مى مكانك تفتكرى ان انا هقرف منها
سمية: بس مى اختك...
آسر: وانتى، سمية، انتى غالية عندى والله...
سمية بابتسامة جانبية: الډم بيحن، ولاد عم بأى.
آسر: طيب يا بنت عمى يلا. عشان تريحى شوية قبل الفجر...
سمية وهى تنهض: لما الفجر يدن صحينى. ماشى.
آسر: انتى رايحة على فين استنى بس.
سمية بعدم فهم: خير؟
حملها بسرعة، كانت خفيفة جدا، تفاجئت ثم استحت.
سمية بتوتر: نزلنى لو سمحت، مينفعش كده. انا تعبانة...
آسر متجاهلا حديثها: ده انتى خفيفة اوى، ايه ده
.
كان يشعر بضعفها وهي بين احض
نه. كان يحملها ويضمها الى صد
ره كانها ابنته. حبيبته، لا يدرى، ساوره شعور. جعله يتمنى ان تستمر هذه اللحظة الى مالانهاية. نظر بعينيها ليجدها ناظرة الى اسفل. ووجهها برغم شحوبه يبدو عليه حمرة الخجل الشديد.
آسر بصوت منخفض: انتى بتتكسفى على طول كده...
سمية بارتباك وتوتر: لا، بس. اصل. يعنى. مش متعودة ان حد يشلنى كده. وكمان حد غريب.
آسر: يعنى انا غريب، ده انا ابن عمك. وكمان زوجك.
سمية: طيب ممكن تنزلنى بأى. ولا هتفضل واقف على باب الاوضة كده
آسر: لا هنزلك في حتة تانية.
سمية بقلق: فين يعنى؟
فتح آسر باب غرفتها بقدمه. ثم دخل. وانزلها برفق على سريرها، رتب لها وسادتها كما كانت ترتبها، ثم جلس بجوارها على كرسى.
آسر: نامى.
سمية بخجل: مش هعرف انام كده، اطلع برة وانا هنام...
آسر: لامش طالع. اقولك على حاجة، انا هقرا قرآن وانا قاعد جمبك ومش هبصلك عشان متتكسفيش انا عارف. ماشى
سمية يطيب انا اقرا الورد ازاى بتاعى. حرام عليك كان فاضلى جزء على الختمة، : طيب
آسر وامسك بمصحفها: ده مصحفك؟
سمية: امم
آسر: طيب. انا هقرا فيه بعد اذنك...
سمية بضيق: طيب
آسر: انتى متدايقة عشان هقرا فيه؟
سمية: لا والله...
آسر: طيب نامى.
سمية: حاضر، بس عللى صوتك، ماشى. وكمان متنساش تتسحر انت متسحرتش.
آسر بابتسامة: حاضر. نامى وريحى...
كان يتلو القرآن بصوت عذب. اخطا في بعض احكام التجويد، لكنها كانت تنبهه، ويبتسم، نامت سمية، اذن الفجر. صلى ثم ايقظها لتصلى. صلت. رفض ان ينام بغرفته، وجلس على الاريكة، اذعنت لطلبه فتوجهت نحو سريرها ونامت، سحب كرسى باتجاه سريرها، وجدها تبكى، پألم، علها تذكرت ابيها وامها واخوتها، علها تشاهدهم في رؤياها الان. اتى بمنديله، ثم كفكف لها دموعها دون ان ينطق ببنت شفة، جلس على الكرسى، اما هي فقد ذهبت الامها بعيدا، امسك بيدها. اخذ يمسح عليها، وضع عليها رأسه، ثم نام، استيقظت صباح لتجد وضعه هكذا، نظرت له بحب وحنان جارف، قامت من سريرها، عاودها السعال مرة اخرى، ذهبت الى الحمام، ثم ابدلت ثيابها، ودخلت غرفتها مرة أخرى، حاولت ايقاظه. كان صوتها محشرج للغاية، ما ان سمع صوتها. استيقظ بسرعة،.
سمية: معلش. صوتى ازعجك.
آسر: لا ابدا، بس معقولة الكحة تعمل كده؟
سمية بابتسامة: الحمد لله، معلش لو صوتى دايقك. انا. هنام، فروح اوضتك...
آسر: ياريت كل حاجة تكون زى صوتك يا سمية، ياريت. بس انتى نفسك لسة بردو...
سمية: هيرتاح لوحده، انا عارفة.
آسر: طيب تعالى نامى. وانا هنزل اعمل كام مشوار واجى...
سمية: امانة عليك متقولش لباسل.
آسر: بشرط.
سمية: خير؟
آسر: خللى بالك من نفسك وارتاحى خالص لحد لما اجى، ماشى.
سمية: ماشى...
آسر: طيب في رعاية الله، انا مش هتأخر...
خرج آسر تاركا سمية بمفردها، اما هي فاستيقظت لتجده بجوارها، ذعرت. وانتفضت قائلة،
ميرنا: ستيف، ستيفن. ماذا فعلت بى، ما جاء بك الى هنا...
ستيفن: لم افعل شيئا، انتى من اخبرتنى انك مازلتى تحبيننى، وطلبتى منى ان امكث معك.
ميرنا بارتباك: مستحيل. انت كذاب ومخادع...
ستيفن: ميرنا، لا تخدعى نفسك، انك ما زلت تحبيننى، اعترفى بذلك، لقد لامست ذلك ليلة امس وتاكدت ايضا، عليك ان تنفصلى عنه...
ميرنا: لا لن انفصل عنه لتتركنى مرة اخرى؟ اخرج ستيفن، اخرج...
قلها ستيفن على رأسها ثم خرج وودعها قائلا،
ستيفن: لن تكونى سعيدة معه...
خرج ستيفن من منزلها بينما هى. ظلت تبكى، لماذا ضعفت امامه هكذا، هل بهذه السهولة تخو..
ن زوجها الذي تحدى اهله من اجلها، لماذا، ههى خا...
ئنة، لكنه ايضا خا...
ئن، ظلت في غرفتها نائمة طوال اليوم، بينما، ذهب الى السوبر ماركت واحضر بعض الاشياء الضرورية للمنزل، ثم ذهب لمكان آخر واحضر منه طلبه ثم غادر، وصل لمنزله، وضع الاغراض بالمطبخ، ثم صعد لغرفتها، وجدها تبكى قليلا. شعرت بالوحدة الشديدة، شعرت بالمۏت يقترب منها وهي في غربة، لم ترد ان ټموت وحدية، اشتاقت لاهلها، تريد ان ترقد بسلام فى وطنها، لم تتحمل وبكت، قلق عليها، توجه نحوها، ما ان شعرت به. حتى كفكفت دموعها، جلس على طرف السرير. ثم رفع رأسها ونظر لعينيها،.
آسر: بتعيطى ليه طيب،؟ انتى تعبانة
سمية: لا
آسر: طيب مالك،؟
سمية: ولا حاجة...
آسر: انا زعلتك في حاجة...
سمية: لا والله
آسر: طيب بتعيطى ليه؟
سمية: ولا حاجة المهم، انت عايز تعرف المفاجأة ولا لا؟
آسر: مفاجأة ايه؟
سمية: اممم باين عليك نسيت خلاص مش وقته.
آسر: لالا افتكرت خلاص...
سمية تنهض من سريرها: طيب ماشى هجيبهالك. استنى.
فتحت سمية خزانتها، اختلس النظر اليها. ليجدها مرتبة بعناية شديدة، كانت تود ان تاتى بشئ ولكنه كان مرتفعا قليلا، لاحظ آسر، توجه اليها مازحا...
آسر: بيصعب عليا القصيرين. عايزة ايه...
سمية بحرج: الشكمجية اللى فوق.
آسر مد يده ليحضرها: وايه اللى وصلها لهنا، طولتيها ازاى دى...
سمية: دى يمن لما كنا بنرتب الدولاب.
آسر: ايوة، خلاص فهمت، اتفضلى يا ستى، هي دى المفاجأة؟
سمية: لو صبر القاټل.
اتجهت سمية نحو الاريكة الصغيرةالتى توجد بغرفتها، توجه نحوها هناك ثم جلس بجوارها، فتحت شكمجيتها، واخرجت منها علبة من القطيفة السوداء، يبدو عليها القدم الشديد، وكذلك الفخامة، ثم اغلقت شكمجيتها، طلبت ان يعيدها مكانها، اعادها مكانها ثم توجه نحوها مرة أخرى،
آسر: هي دى المفاجأة...
سمية مبتسمة: افتح العلبة وانت تعرف...
أخذ آسر العلبة من سمية ثم فتحها ليجد بها ساعة عريقة من الفضة الخالصة مرصعة بالالماس والاحجار الكريمة، وبجوارها خاتم، من الفضة، تعجب آسر من فخامتها،
سمية: اتفضل هي دى المفاجأة
آسر بانبهار: ايه دى، انتى جبتيها منين، الحاجات دى بتكون فى المتاحف...
سمية مبتسمة: مهى فعلا كده...
آسر: ايه حكايتها دى...
سمية: دى هدية جدتى الكبيرة ليا...
آسر متعجبا: جدتك؟
سمية مطرقة رأسها: ايوة جدتى سمية. اللىى انا متسمية على اسمها، بس للاسف مش شبهها هههه، تكون جدة بابا وعمو محمود الله يرحمه، والدة جدى وجدك الهدية دى كانت هديتها لجدى الفيومى، كانت جيباها معاها من تركيا، فلما جدو اتوفى، اخدتهم، ومرضيتش تديهم لحد من اولادها. من خۏفها وقربها الشديد للحاجات دى خصوصا ان جدو مقلعهمش.
لحد لما توفى، ربنا يرحمه، بس لما ماما خلفتنى. كانت قاعدة معاناا، وكانت كبيرة اوى، وانتوا كنتوا في القاهرة، فترة طفولتى كانت كلها معاها، تعلمت منها حاجات كتير، خصوصا القرآن واذكار الصباح والمساء، في يوم قبل متموت. كنت في تانية ابتدائى، نادتلى وقالتلى، تعالى يا سمية. هديكى امانة. تخليها معاكى، دى اعز حاجة عندى، قولتلها هتدينى سبحتك يا تيتة، قالتلى لا، هديكى قلبى، وادتنى العلبة دى، وقالتلى حافظى عليها، انتى الوحيدة اللى تستحقيها، عشان ده وراحت مشاورة على قلبى ده ده اللى يستحقها، قولتلها ليه يا تيتة، قالتلى، لما تكبرى هتعرفى، المهم خديها واوعى توريها لحد، وافتكرينى بيها، وحافظى عليها، تيتة توفت بعدها بيومين، فتحت العلبة دى بعد ۏفاتها، عرفت فيها ايه. مكنتش عارفة قيمتهم. بس حافظت على وعدى ليها، لكن لما كبرت عرفت. هتلاقى الساعة مكتوب عليها اسم جدو الفيومى. والخاتم عليه سمية والفيومى بالتركى، عينتهم، محدش عرف عنهم حاجة، حتى بابا، ودلوقتى هي ليك...
كاانت سمية تتابع حديثها باستمتاع حتى اتت على ذكر ۏفاة جدتها، غلبتها دموعها وترقرقت على وجنتيهاا، كان يتابع كلامها بصمت، حتى انتهت بنظرة صافية له،
آسر: بس دى بتاعتك وامانة عندك، مش من حقى. اخدهاا، دى بتاعتك
سمية: الهديةة مبتتردش، عشان تفتكرنى بيها بعد كده...
آسر: بس الهدية دى كتيرة عليا اوى، اوى. مش هقدر اردهالك.
سمية: متقولش كده، انت ادتنى حاجات مكنتش من حقى، ودى حاجة بسيطة، دى اغلى حاجة عندى، انا عارفة انك مش هتلبس ولا الساعة ولا الخاتم، بس خليهم عندك. كل متبص ليهم، ادعيلى.
آسر: انا مدتكيش حاجة، يا سمية، وبعدين مين قالك انى مش هلبسها، انت عارفة جوايا ايه؟
سمية: يووه، خدنا الكلام ونسيت الفطار، ها تاكل ايه؟
آسر: نجريسكو...
سمية بتعجب: نعم؟ نجريسكو. لا، انا لسة هقطع الفراخ. واسلقها واعمل البشاميل، اختار حاجة سهلة الفطار مبقاش عليه وقت.
آسر: طيب انتى بتحبيها، بتاكليها يعنى؟
سمية: عادى، بس انا مبكلش دسم...
آسر: هي هتيجى من اكلة يعنى، تعالى بس انزلى...
سمية: يعنى هتخلينى اعملها بردو...
آسر: يووه عليكى، سيبى بس العلبة دى هنا ويلا...
نزلت سمية ببطء على السلم، بينما هو اسرع الى المطبخ وارتدى مريلة المطخ. فدخلت، ثم تفاجئت من منظره،
سمية مبتسمة: ايه ده، انت بتعرف تعمل اكل،؟
آسر: اكيد طبعا، سنين في الغربة هتعمل الواحد كتير، انتى عارفة هدوقك احسن نجريسكو، اقعدى بس...
سمسة: طيب هات اعمل حاجة. اساعدك،؟
آسر: لا.
جلست سمية على الطاولة تراقبه بابتسامة، كان يتحرك بخفة شديدة وبمهارة، يبدو انه ماهر بفن الطبخ، سرحت بخيالها، نزل شعره على نظارته الطبية، اثناء عمله، لم يكن بالطويل، ممااعطااه وسامة وجاذبية، تخيلت لو انهما فعلا زوجين، لو انه فعلا يحبها كما يحب زوجته، لمم تشعر بنظراته التي ياخذها خلسة ليراقبها، ليراقب صفائها ونقائها، بعد كل اهاناته لها وكلامه الچارح، تبتسم بوجهه بصفاء. تمرضه. تخدمه. وتهاديه، يالها من ملاك، لم يعد يشعر بالرراحة الا بجوارها، لا يطمئن الا بدعائها، كلما ابتعد عنها. احتاج قربها بشدة، لماذا يغير عليها هكذا، لماذا لا يفكر بتصرفاته عندها. يغيب عقله، لم يعد هادئا بقربها. سيعترف لها، نعم سيعترف. انتهى ووضع الصنية بالفرن. ثم غسل يديه. وتوجه نحوها، جلس بجوارها،.
آسر: هتدوقى نجريسكو عمرك ما دقتى في حلاوتها.
سمية مبتسمة: متأكدة...
آسرر: يلا نقرا الاذكار او قرآن لحد المغرب...
سمية: قول وانا هقول وراك، ماشى.
آسر: ماشى...
تلا آسر اذكار المساء ثم دعاا وامنت عليه سمية، اذن المغرب. صلا جماعة، ثم، اخرج من الفرن الصينية. كانت رائحتها شهية، قطعها آسر. ثم وضع لسمية بطبقها،
آسر: تاكليه كله...
سمية: لا مقدرش، بجد.
آسر: انتى هتاكليها اساسا، من غير ممقولك...
سمية مبتسمة: ولو تعبتنى هتعمل ايه...
آسر بنظرة ذات معنى: هداويكى يا سمية، ميهمكيش...
سمية بخجل: الشافى هو ربنا.
تناولا افطارهما. كانت تاكل بسعادة. تستشعر لذة الاكل، لا تدرى لماذا هذا المذاق الخاص لللاكل، تُرى لانه من صنع يديه تلك، التي تان بلمستها، انتهت سمية بسرعة من الاكل، اصر عليها آسر لكنها بررت له انها تخاف من تتعبها معدتها مرة أخرى. تركها. ثم صعدت لغرفتها، صعد هو الاخر. طرق الباب عدة طرقات، ثم دخل،
سميةة: كويس انك جيت. ينفع تنسى الهدية، كنت هجبهالك...
آسر: لا منستهاش
سمية متسائلة: معجبتكش؟
آسر وهو يجلس بجوارها على الااريكة: بالعكس، افتحى العلبة، وخدى الخاتم.
سمية: ليه. مش عاجبك.
آسر: اعملى اللى بقولك عليه...
سمية وهى تأخذ الخاتم: حاضر...
آسر مادا لها يده: لبسيهولى.
سمية بتعجب: ايه.؟
آسر: لبسيهولى...
سمية بارتباك: لا اقصد يعنى. هو ذوقه قديم...
آسر: هههههه عارف. لبسيهولى. والله ازعل منك.
سمية: خلاص ماشى.
تناولت الخاتم. بايد مرتعشة وانامل رقيقة، وضعته باصبع آسر،
سمية بخجل: خلاص كده.
آسر بتنهيدة: لا، في حاجة، انا.
سمية: خير؟
آسر: عايز اسالك سؤال...
سمية: خير؟
آسر: عمرك حبيتى قبل كده؟
سمية وقد تغيرت ملامح وجهها: نعم؟..
آسر مبتسما: ايه، متعرفيش يعنى ايه حب.؟
سمية بارتتباك: انا، يعنى، عن اذنك...
آسر بتعجب: رايحة فين؟
سمية بارتباك: رايحة الحمام...
آسر بتنهيدة: طيب...
توجهت الى الحمام، ثم بكت. لماذا يسالها مثل هذا السؤال، ايريد تعذيبها باجابتها، اتقول له انها تحبه هو، لا يوجد سواه قد ملأ قلبها ومشاعرها، فقلبها ينبض بحبه، يتنفس عشقه، قد ادمن وجوده، اتقول له انها احتفظت بقلبها واغلقته لياتى هو دون سابق انذار ويدخله بكل سهولة بل ويستوطنه، اتقول له. انها تعشق صوته، يقشعر بدنها بلمسة من يده، احست اشياء بقربه لا تعلم ما هيتها، قطع تفكيرها. صوته طارقا الباب،.
آسر بقلق: سمية، انتى كويسة؟
سمية وهى تكفكف دموعها: امممم
خرجت سمية من الحمام لتجده واقفا، امسك بيدها،
آسر باهتمام: انا دايقتك بسؤالى؟
سمية بارهاق: لا، بس النجريسكو خدت حقها معايا...
آسر: ههههه، حقك عليا، تعالى عشان او ريكى حاجة...
سمية باستفهام: ايه؟
لم يجبها ولكنه اخذها. على غرفته. ثم اتى بعلبة مغلفة واعطاها اياها،
آسر: اتفضلى
سمية: ايه ده؟
آسر: افتحيها عشان تعرفى؟
فتحت سمية العلبة، ثم وجدت هاتفا نقالا من احدث الموديلات وذى ماركة معروفة، ثمنه يصل لآلاف من الجنيهات. كما اخبرتها نغم من قبل. تعجبت كثيرا.
سمية باستفهام: وده لمين بأى؟
آسر: ليكى.
سمية: ليا انا؟ انا بقالى كام شهر هنا من غيره، ايه اللى جد يعنى؟
آسر بنظرة ذات معنى: هقولك بعدين ايه اللى جد، وبعدين عمو وطنط اكيد واحشينك، صح. كده تكلميهم عادى.
سمية بابتسامة امتنان: متشكرة جدا بس ده غالى اوى، كنت جبت اى موبايل كويس وخاص.
آسر: مفيش حاجة تغلى عليكى، وبعدين ده كله من خير معاليكى ههههه ولا انا غلطان
سمية: كلها كام شهر ويرجعلك خيرك وخير والدك، وتعيش حياتك زى ما انت رسمتها، ان شاء الله
آسر: خلينا في دلوقتى، انتى بجد لازم تروحى لدكتور يا سمية، صحتك مش عجبانى، من ايام العملية وانتى مش مظبوطة...
سمية: ان شاء الله. ربنا يسهل، جزاكم الله خيرا على الموبايل على فكرة...
آسر: واياكم...
سمية: عن اذنك انا هروح اوضتى...
آسر ينهض ليذهب معها: طيب. يلا...
سمية: خليك، انا بأيت كويسة الحمد لله، عن اذنك...
آسر: بس...
سمية مقاطعة: مبسش ولا حاجة انا بأيت كويسة، عن اذنك...
آسر: طيب لو احتجتى حاجة انا موجود...
سمية: حاضر. متشكرة جدا عن اذنك.
ذهبت سمية لغرفتها، صلت العشاء والقيام ونامت، وهو ايضا، ثم آسر بغرفته غارقا بافكاره وبها، كيف لانسانة ان تحمل هذا النقاء، ان عينيها بريئة للغاية. لم ير صدقهما، سمع صوت جرس المنزل، نزل، وفتح الباب ليجد،
آسر: سيف؟
سيف: ازيك يا آسر مش هتقولى اتفضل،؟
آسر بتعجب: لا ابدا، اتفضل، اهلا وسهلا...
دخل سيف المنزل ثم اخذ يتامله ويدقق النظر بارجائه، دخل حجرة المعيشة، بينما آسر كان مستغربا لهذه الزيارة،
آسر: نورت.
سيف يصطنع الهم والحزن: ده نورك، انا جيتلك عشان افضفض معاك. انت عارف ان انا في غربة، ومليش حد هنا، اسف على ازعاجك...
آسر: متقولش كده احنا ولاد بلد واحدة واخوات، الاول تشرب ايه؟
سيف: اى حاجة...
آسر: طيب ثوانى، خد راحتك انت في بيتك...
دخل آسر المطبخ. اما هي افاقت على صوت الجرس، ارتدت اسدال الصلاة ثم نزلت، وجدت آسر في المطبخ. فاتجهت له، سمع صوت سعالها، الټفت ورائه ليجدها
آسر: ايه اللى منزلك؟
سمية: سمعت جرس الباب، مين؟
آسر: ده واحد صاحبى متعرفيهوش، اطلعى.
سمية: طيب روح اقعد معاه. وانا هجيبلك الحاجة على هناك...
آسر بحزم: بقولك اطلعى...
سمية: طيب براحتك، انا هعملى حاجة دافية واطلع...
آسر: الماية لسة ساخنة في البويلر، اعمليها واطلعى بسرعة...
سمية بضيق. وهي تعد مشروبها: طيب...
آسر: متدايقيش، بس انا مش عايزه يشوفك، ممكن بأى تطلعى...
سمية: حاضر...
اذن فهو ما زال يخجل منها، ربما صديق ذلك. والد ميرنا، اخوها، ربما، صعدت غرفتها. بينما هو دخل عليه، ثم جلس بجواره.
آسر: نورت، خير مالك؟
سيف بسأم: مخڼوق اوى. تعباااان...
آسر بتعجب: خير، يا بنى وحد الله؟
سيف: لا اله الا الله، انا بحب ياآسر...
آسر: ما انا عاررف. كريس صح؟
سيف: لا، بحب واحدة تانية...
آسر: مين؟
سيف: الموضوع كبير، عندك وقت
آسر: اكيد...
الفصل الثاني والأربعون...
سيف: الموضوع بدأ من سنين، المهم. كنت لسة في الكلية، كان زمانى متخرج دلوقتى. المهم حبيت واحدة اصغر منى، وهي كمان حبتنى، قولت لبابا انا عايز اخطبها، قاللى مش من مستواك، وسقطت كذا سنة عشانها، عشان اكون معاها، صارحتها في يوم وقولتها على ظروفى، قالتلى. لو بتحبنى اطلبنى من بابا، طلبتها، بس مش من والدها، من واحد تقدر تقول عليه عمها، المهم. قاللى انت فاشل، وهي متنفعكش، اټجننت، كانت بتحبنى اوى، المهم. تعبت. وهي اتخطبت. وفلكشت الخطوبة، جيتلها في يوم قولتلها، تتجوزينى؟ قالتلى تانى؟ قولتلها ملكيش دعوة بحد لو عيزانى، هنروح نتجوز دلوقتى. من هنا لهنا، وافقت، ضربنا ورقة عرفى، سلمت نفسها ليه بسهولة، حست بالذنب بعدها، وفضلت تزن عليا عشان اكتب عليها رسمى، بينى وبينك مستامنتهاش على سمعتى، ماطلتها وحاولت اهرب منها وطلقتها، فوضت امرها. لله، وبعدت عنى، سمعت انا استشيخت، وبأت تروح دروس في الجامع وحاجات من دى. ندمت حاولت ارجعلها، هي رفضت، في يوم كان في خناقة وضړب نقلو واحد المستشفى اللى هي بتتدرب فيها جابوا اسسمى في الموضوع، كانوا اعداء ليا، هي لما صدقت ومسكت في الموضوع. وقررت انها تنتقمم، وانتقمت ومن يومها وانا هنا، اناا بحبها اوى، ومش عارف، اعيش من غيرها، من كام يوم عرفت انها هنا في امريكا مع جوزها. هتقوللى اتجوزت ازاى وهى!، هقولك معرفش. المهم اتجوزت وجت مع جوزها هنا امريكا، مش عارف اعمل ايه، بحبها اوى، قوللى اعمل ايه؟
لم يجاوبه آسر بل كان يستمع له بذهن مشوش، لا يستوعب ما يقوله، كان متفاجئا من حديثه، كيف لبنت ان تعطى اغلى ما تملك لشخص حقېر مثل هذا، كيف لها اان تغش زوجها الحالى، يا لحقارتها، انتبه على سيف،
سيف: ايه يا بنى مالك، انصحنى، اعمل ايه؟
آسر بجدية: اولا الجواز العرفى د حرام ده بيعد ژنا وليعاذ بالله، ثانيا انت غلطان لما تخليت عنها، هي دلوقتى مش من حقك. اى نعم هي متستاهلش الشخص ده اكيد. لكن هي تابت لله. عيش حياتك وانساها. وحاول تصلح من نفسك...
سيف: انا بحبها اوى يا آسر، انت مش متخيل...
آسر محاولا التخفيف عنه: يا بنى انت بس اتجه لرنا سبحانه وتعالى وتوب. وقرب منه يا سيف، وانت تنساها...
سيف محاولا استفزازه: حاولتكتير، يمكن انساها، انا بحبها اوى، لو تعرف، اد ايه، مفيش اى حاجة تقدر تنسيهالى...
آسر: يا شيخ متبقاش عبيط كده، دى انسانة رخيصة متضيعش نفسك علشانها...
سيف: تفتكر؟ على العموم ربنا يسهل معلش تعبتك معايا، استئذن انا...
آسر: متقولش كده، خليك نتسحر مع بعض...
سيف: لا معلش، استئذن، مع السلامة...
أوصله لباب المنزل، ثم صعد لغرفة سمية، طرق الباب. لم يجد اجابة، طرقه مرة اخرى. دون اجابة، دخل عليها وجدها، ترتدى اسدال الصلاة. وتصلى، تبسم لها ثم خرج لغرفته هو الاخير وصللى، انقضى الليل جاء وقت السحور، اعد السحور. ثم ذهب ليناديها، وجدها جلسة على السرير تقرأ القرآن، ضحك ثم بادرها،
آسر: انا اعمل السحور وانتى تقرى الورد...
سمية مبتسمة: محسيتش بالوقت معلش...
آسر: طيب يلا، عشان نلحق نتسحر...
سمية: ده انت شيف على كده...
آسر: مش اوى، يلا بس ننزل
تناولا سحورهما سويا، ثم بدء الكلام،
آسر: مسالتينيش عن اللى جالى النهاردة...
سمية: لو عايز تقول براحتك...
آسر: ده واحد معرفة من مصر، بس حكايته حكاية...
سمية احست اننه يريد ان يتحكى: ايه هي حكايته؟
آسر: كان بيحب واحدة معاه، وبعدينن الظروف شائت انم ميتجوزوش، المهم اتجوزاز عرفى وهو طبعا. خلع، وهي انتقمت منه بطريقتها. وبيقول انها تابت خدعت واحد اتجوزته دلوقتى، وهو بيحبها ومش متخيل انها متجوزة واحد تانى، تفتكرى ان الحب ممكن يوصل الانسان ان يغضب ربنا. كده، وان البنت تفرط في نفسها للدرجة دى. وتغش واحد تانى ملوش ذنب،؟
سمية بتعجب: لا طبعا، لان اساسا الحب اللى بيكون بين الواحد والواحدة مفروض يكون في اطار دينى معين واجتماعى كمان يعنى علاقة شرعية، زواج، هو د الحب الصح وبيكون وسيلة لهدف اكبر وهو بناء اسرة مسلمة تخدم الدين. وهو ده الحب نفسه نابع من مصدر اساسى هو حبنا لله عز وجل، وربنا امرنا بالحب د وجعل بينكم مودة ورحمة، فاستحالة يكون الحب يوصل لكده، ممكن الاعلام الفاسد والافلام الخارجة. والروايات اللى دلوقتى بتاخد جوايز هي الى بتشجع الشباب على كده، لكن الحب الحقيقى لا، اسمى بكتير، صعب الانسان يوصفه.
آسر: يااااه، ده انتى حكاية. انتى عارفة الكلام ده منين، وبتقوليلى محبتيش؟
سمية بخجل: لا مش كده، بس عادى يعنى. ده اللى بابا وماما ربونا عليه.
آسر ينظر لها بعمق: سمية، انتى حبيتى قل كده؟
سمية تبلع ريقها ثم تنظر لطبقها: لا.
آسر: بس انا حبيت...
سمية بوجه تكسوه حمرة الخجل: ربنا يباركلك...
آسر: طيب، ادعيلى تحبنى وتنطق...
سمية: ان شاء الله، الحمد لله شبعت...
وحملت صحنها ثم اتجهت ناحية الحوض. فهى لم تعد تحتمل حديثه عن حبيبته وعن حبه، همت بغسل الاوانى. بايد مرتعشة متوترة. فبادرها،
آسر: طيب متسالنيش هي مين؟ انا بحبها اوى، مكنتش فاكر انى ممكن احبها للدرجة دى، لما بشوفها بحس ان الدنيا وقفت، انا هقولك وامرى لله هي مين، هى...
لم تحتمل ان يتفوه باسم حبيبته امامها خانتها يدها واسقطت ما كان بيدها، وجدها آسر مرتعشة. توجه نحوها، تلملم بقايا صحنها بايد مرتبكة ترفع خصلات شعرها المنسدلة على وجهها، هبط لمستوها، امسك يدها، احست بكهرباءتسرى بجسدها انتزعت منه يداها، نظر لها بقلق،
آسر بقلق: مالك. فيكى ايه،؟
سمية تهرب من عينيه بنظرها: ولا. حاجة. الجو برد ممكن، الطبق فلت منى عادى...
آسر: ايه سرك يا سمية؟
سمية بوجه مصډوم: سر؟
آسر: ايوة، انتى مين، ومن ايه. واي اللى مخليكى كده
سمية: معلش، ابعد شوية عايزه المه ليجرح حد فينا...
آسر جذب يدها: لا، سيبيه. لازم نتكلم، عندى كلام لازم تعرفيه...
انتزعت منه يدها بصعوبة بالغة وبقوة ايضا، لټرتطم بقطعة من الزجاج ارضا. ثم تخترق يدها، لتتثبت بها، اطلقت صړخة مكتومة، وجدها قد جرحت يدها، وټنزف كثيرا.
سمية بالم: ياربى هو انا كنت ناقصة، أستغفر الله العظيم، استغفر الله...
آسر پخوف: والله مكنتش اقصد، قومى قومى...
جلست على الكرسى ممسكة بيدها تقبض عليها بشدة علا توقف الڼزيف، اتى بعلبة الاسعافات الاولية، ووضعها، ثم هم ليخلع القطعة الزجاجية. اوقفته،
آسر: ۏجعتك؟
سمية بصوت مكتوم: ، استنى. لو كانت جاية في شريان مش هينفع نشيلها كده، استنى...
فحصت سمية ييدها خلال. ثوان معدودة، ثم قالت له،
سمية: هات البن اللى هنا.
آسر: حاضر...
اتى بالبُن ثم وضعه على الطاولة، كانت تثبت يدها بطريقة معينة
آسر: بتعملى ايهه؟
سمية: هشيلها، بس امسكها ماشى...
آسر: ماشى، هتقدرى تشيليها...
سمية: ايوة، بس اول ما اشيلها حط بن مش كتير على الچرح ماشى،؟
آسر: تمام تمام.
بايد مرتعشة انتزعتها سمية فسببت الما شديدا وڼزفا كثيرا لحقه آسر ببن ثم ضغط عليها برفق. وقام بتعقيمها، وتطهيرها ورش عليها المسكن، ثم لفها، نظر لها وجد الالم على وجها،.
آسر: اكيد مش هتحتاج خياطة؟
سمية بالم: ايوة...
آسر بندم: أنا. آسف سامحينى مكنتش اقصد...
سمية: مفيش مشكلة، روح اتوضا الفجر هيادن...
آسر: نصلى مع بعض،؟
سمية: هتستنى اغير هدومى،؟
آسر: ايوة...
صعدت سمية. الى غرفتها ابدلت ثيابها. ثم هبطت لاسفل وصلت بجواره، ما ان انتهيا من الصلاة، حنى الټفت لها آسر،
آسر: هتكملى صيام؟
سمية: عشان چرح زى ده، هفطر؟
آسر: بس انتى اساسا تعبانة. وكمان يعنى. الچرح مش بسيط...
سمية بتنهيدة: ياريت كل الچروح كده، عن اذنك...
صعدت سمية غرفتها، ثم اغلقتها بالمفتاح، كما اغلقت قلبها، هي لا تريده ان يتوغل في عالمها مرة اخرى. لا تريد ان تفكر بحبه مرة اخرى، من هي ليحبها، انها فتاة بسيطة ,,,,مازال يخجل منها الى الان، ماذا سيفعل ان علم بمرضها، حبها له مجرد حلم صعب التحقيق، سيكون هناك معاملة اخرى، ووجه اخر، استسلمت للنوم، اتى صباح جديد. طرق الباب. ثم هم ليدخل وجده مغلق تفاجأ كثيرا، فتحت له، كانت ترتدى ثياب الخروج، نظر لها متعجبا،.
آسر: انتى رايحة فين؟
سمية: رايحة شغلى...
آسر: بس انا اخدت اجازة، عشانك
سمية: وانا كويسة، عن اذنك...
آسر متعجبا: انتى مالك، كده...
سمية ببرود: ولا حاجة، عن اذنك الباص تحت...
آسر بتعجب: مع السلامة...
تعجب آسر من معاملتها له، انقضى اليوم واتت سمية لتعامله بكل برود، وهو يحاول ان يذيب هذا الثلج دون فائدة، ظلا هكذا عدة ايام، بينما في مصر الوضع مختلف، كانت مى تمكث لدى والدتها فيوسف يسافر لمدة اسبوعين بعمله. وياتى اسبوعين، اصبحت ميرفت اكثر حدة من ذى قبل، باتت تحقد على سمية، اكثر، حاولت مى ان تخفف الوضع مرات، دون جدوى، كانت سمية تطلب محادثتها في كل اتصال تليفونى، تقابل ذلك رافضة متعنتة، اما بالنسبة لخليل، فكان يتصل بها للاطمئنان عليها، كان يطلب منها في كل مرة ان ترسل له اخر التقارير والاشعات والتحاليل، ولكنها كانت تتهرب، قلق عليها كثيرا، كان يحادث آسر ويحاول ان يستشف منه احوالها واخبارها، فيظمئن نوعا ما، هكذ.
مرت ايام عديدة، حتى جاء يوم، كان آسر بغرفة المعيشة وسمية. كانا يتابعان برنامج، دينى. للدكتور محمد العوضى، فقد كانت سمية تستمتع ببرامجه كثيرا، رن جرس الهاتف، اجاب آسر،
آسر: السلام عليكم
ميرنا: الو آسر، ارجوك. تعال، فورا...
آسر مخضوضا: ليه،؟
ميرنا: اانى مريضة بشدة. حاولت ان اتصل بابى. ولكنه لم يجب، ارجوك آسر...
آسر بارتباك: اممم، ماشى ماشى. مع السلامة...
انتبهت سمية لتعابير وجهه، فضلت الا تساله فهى تتحاشا الحديث معه، بينما،
آسر: انا مضطر اخرج...
سميةة: ماشى...
آسر: مش هتاخر، عايزة حاجة من برة...
سمية: سلامتك...
خرج آسر. مسرعا. قاصدا منزله الاخر، ميرنا. يالها من مسكينة طال هذه الفترة لم يتصل بها وكان يتهرب منها دوما، حاول ان يلمح لها بالانفصال كثيرا ولكنها كانت متمسكة به، انه ظلمها، وصل المنزل، دخل مسرعا توجه الى غرف النوم، وجدها ترقد على السرير،.
آسر بقلق: خيرمالك...
ميرنا پبكاء: ان بطنى تؤلمنى كثيرا، واشعر بدوار شديد...
آسر: الم تاخذى مسكنا...
ميرنا: بلى لكن دون جدوى...
آسر: حسنا بدلى ثيابك لنذهب للمشفى...
ميرنا: حسنا، ولكن من فضلك ناولها لى.
ابدلت ميرنا ثيابها. كان يبدو عليها الاعياء الشديد. فجسدها اصبح انحف من ذى قبل، اوصلها للمشفى ثم توجهوا لغرفة الطبيب، فحصها ثم، بينما سمية كان عقلها ياتى ويذهب، هل هو معها، هل تتصل به، وجدت على الطاولة، جواز سفره واقامته، الان هي مجبرة تتصل به، اتصلت به لتجد، كان يقف قلقا، انتهى الطبيب من فحص ميرنا، ثم جلس على مكتبه، يخبرهما، رن هاتفه في ذلك الوقت ثم ضغط زر الاغلاق. ولكن رد دون قصد لتسمع سمية،.
الطبيب: لماذا انت قلقا هكذا، فهو امر طبيعى بالنسبة لها.
آسر: كيف ذلك؟
الطبيب مبتسما: زوجتك. حامل، مبارك لكما...
آسر مصډوما: ماذا قلت، من فضلك تاكد، هذا مستحيل...
ميرنا بقلق: كيف ذلك،؟
الطبيب: انكما متزوجان، وهذا امر بديهى، لا ارى فيه مفاجأة، وجنينكما في شهره اللاول، ساكتب لك بعض الادوية، يجب عليك الراحة التامة والبعد عن اى شئ يضياقك...
ميرنا: حسنا دكتور...
ككانت تستمع لكل كلمة وتبكى، اغلقت الهاتف، لقد رأت الصورة واضحة، عائلة كاملة، وجوده بجوارها يحعله مقصرا في حق ابنه وزوجته، يجب عليها ان تغادر حياته، اما هو كان بعالم آخر. سيكون لديه طفل، ستكون امه ميرنا، ليست سمية، ظل صامتا طوال الطريق، اما هي كانت فرحة ولكن قلقة، ترى هل هذا ابن آسر ام ستيفن، ذهب بها الى المنزل ثم مكث بجوارها، بعث برسالة لسمية، ثم اغلق هاتفه، كانت الليلة الاولى التي يتسحر بها منفردا دون سمية، انقضى الليل واتى الصباح، وانقضى واتى الليل، سيف. طلب ان يقاابله في امر ضرورى. قابله آسر، وجد على ملامحه الحزن،.
آسر: خير يا بنى مالك، اوع تقول الموضوع اياه تانى؟
سيف: للاسف، بص يا آسر. انا عرفت حاجة مهمة، لازم اقولهالك، مهنش عليا متعرفش...
آسر بقلق: خير؟
سيف: عارف البنت اللى انا كنت متجوزها اسمها ايه؟
آسر بتململ: ايه؟
سيف: سمية...
آسر بتوتر: وفيها ايه؟ عادى...
سيف: اسمها سمية الفيومى...
آسر بعصبية شديدة: يا واطى يا قليل الادب، يا حيوان. انت انسان ساڤل، غور من وشى، انا استاهل اللى جيت اتكلم معاك...
سيف يمسك يده: اهدى يا آسر انا عارف انها صعبة بس انت عشان صاحبى قولتلك، امبارح انا عرفت انها متجوزاك، وكمان يعنى انتوا لسة كل ده يعنى، عايشين زى الاخوات. تفتكر رضيت بكده ليه، تفتكر كل ما تقربلها تبعد عنك ليه، تفتكر سمية رضيت بوضع الزوجة التانية، ليه، تفتكر وش الملاك اللى هي لبساه. ده حقيقى. ممكن يكون حقيقى، بس وراه ازمة، هي جوازنا، حاولت اكلمها، بس كنت بسيبلها رسالة على الانسرماشين، ولو مش مصدقنى. دى ورقة الجواز بتاعتنا. ودى صورنا، قبل ما سمية، تتغير كده، ودى كمان تسجيلات لينا، كنت بسجلها عشان اسمع صوتها من وقت للتانى عشان تصدق، انا قولت اقولك واخلص ضميرى من ناحيتك لانى بعزك، وبعتبرك زى اخويا، مع السلامة.
الفصل الثالث والأربعون...
تركه سيف في حيرة من امره بل وقد جن عقله، هل هذا هو سرها، انه بالفعل، هذا هو خطها؟ هذه صورها، انها ليست فوتوشوب فهو على علم بفن الفوتوشوب ويعلم من فنونه ما يجعله يكتشفها، هذا العقد انه ليس بصورة انه الاصل، ان تاريخه قديم، وكذلك الخط والحبر، بالفعل وهذا هو صوتها، ضحكاتها، همساتها. كيف يمكن ان تخدعه، كي يحب خا...
ئنة كتلك، هل هذا ما يجعلها تبتعد عنه. هل هذا هو سبب انفصالها عن خطيبها الاول، ايضا سبب رضاءها بوضعها معه، ما مصلحة سيف. كي ېكذب عليه، ربما يكون صادقا، استغل سيف نقطة ضعف آسر وهي الشك والغيرة، اتجه آسر لمنزله مسرعا، ثم ډخله واخذ يصيح،.
آسر بعصبية: سمية، سمية، انتى فين، سمية...
كانت في حجرتها سمعت صياحه. هبطت لاسفل بسرعة نه يبدو القلق على محياها، والخۏف،
سمية: خير؟
آسر پغضب: تعالى، المكتب عندى...
سمية: خير، في ايه...
آسر بصوت عالى: قولتلك تعالى وخلاص...
سمية: حاضر.
دخل آسر مكتبه كان متوترا وغاضبا لغاية، جلست على المكتب، ثم،
سمية پخوف: انت عايز منى ايه؟
آسر پغضب شديد: انا تلطخينى على قفايا، انا؟، امسكى، الورقة دى، اكتبى فيها اسمك...
سمية ترتعش: حاضر...
كتبت سمية اسمها. قارنه بما لديه، انه نفس الخط، نظر لها پغضب وباعين تطلق شرارا،
آسر اقترب منها پغضب هادر: بأى، سيف حبيب القلب، عملالى فيها رابعة العدوية، انتى رابعة العدوية بس في بداياتها يا هانم. فعلا مفيش بنت محترمة. ليه يا سمية ليه تعملى كده...
سمية تنهض بعصبية: انا مش فاهمة حاجة، انت ليه بتعمل معايا كده...
آسر وامسكها من وجهها: فرطتى في نفسك ليه، عشان مت. عشان شه
وة يا ستنا الشيخة، خلاص يبأى اخد حقى بأى ولا حلال على الغريب حرام عليا، وحب حلال وبناء اسرة مسلمة، ضحك ع الدقون يا دكتورة، اتعلمتيه فين يا ترى في حض مين...
سمية تبكى بشدة: اتقي الله حرام عليك انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه...
آسر وقد ابتعد عنها: انتى عارفة انتى اقذ...
ر واحدة شفتها في حياتى، بجد، انا ماشى، يا، يامدام، ياريتنى مكنت لوثت عينى بشوفتك يا شيخة...
سمية باڼهيار: اتق الله حرام عليك، انا عملت ايه، فهمنى، معنى اللىى بتقوله ده...
آسر بسخرية: قطة مغمضة حضرتك، انا همشى واسيب البيت ملع...
ون ابو ده ورث ودى وصية، بجد، انتى انسانة مقر....
فة...
خرج آسر صاڤعا الباب ورائه ظلت تبكى، امسكت الظرف الذي كان بحوزته، فتحته، رات ما يحتويه. انه هو، سيف، يا الهى ماهذه الصور، ما هذا العقد انه، عقد زواج عر....
فى، انتفضت سمية من مكانها. ثم اسرعت لغرفة آسر، حيث كان يلملم اغراضه.
سمية پبكاء: آسر الكلام ده غلط والله افترا...
الټفت اليها توجه اليها ببطء واعين غاضبة. تراجعت قليلا، ليقابل تراجعها، بصڤعة شديدة على وجهها. اسقطتها ارضا،.
آسر بعصبية: اسمى مش تنطقيه على لسانك، معنتش عايز اشوف خلقتك تانى، انا لما ارجع ليا كلام مع ابوكى المسكين اللى استغفلتيه، زى ما استغفلتينا كلنا، اطلعى برررره...
نهضت سمية ويدها على وجهها، هذه اول مرة ان يلامس هذا الوجه مثل هذه الصڤعة،.
سمية بصوت متهدج: يا ايها الذين آمنوا ان جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصحبوا على ما فعلتم من النادمين، مش هقولك غيرها، ربنا عالم ان انا مظلومة. اسمعنى ارجوك. هحكيلك حكاية سيف كلها...
آسر مقاطعا: انا ماشى، وياريت لما اجى، مشفش وشك تانى، احمدى ربنا ان انا مقتلتكيش. عن اذنك.
سمية پبكاء: يعنى حتى مش من حقى ادافع عن نفسى...
آسر بسخرية: هههه، ده انتى ممسوكة تلبس هههه، ولا تحبى اعرضك على طبيب شرعى...
سمية بالم: طيب اسمعنى، الحكاية مش زى ما انت فاكر، طيب ودى العقد ده يفحصوه ويثبتوا تزويره ارجوك.
لم يجبها آسر. ولكن توجه الى باب منزله. حاملا حقيبة يده، وذهب، اما هي فظلت تبكى مكانها، لأا تدرى ما تفعل، جلست على نافذة المنزل تبكى، وتبكى، اما هو فذهب لزوجته، كان غاضبا لا يطيق كلمة من احد، دخل غرفة مكتبه واغلقها عليه جيدا، جلس على الكرسى، اخرج من جيبه صورتها، تحسر، لقد احبها ملاكا، كيف تكون شيطانا هكذا، لماذا كلهن كذلك، ميرنا ثم هى. ولكن ميرنا واجهته. وهذا امر عادى بالنسبة لها، اما سمية، كيف لها ان تفعل ذلك، اتصلت به كثيرا، واغلق الهاتف لم يرد عليها، ظلا هكذا يومين، ثم قررت شيئا، لا رجعة فيه، حجزت تذكرة باسمها لمصر، دخلت غرفته، تركت له شيكا بالمبلغ الذي كتبه محمود، نقوده التي كان يعطيها اياها.
فهى لم تنفق منهن بل كانت تنفق من حسابها الذي فتحه لها احمد وكانت تدخر به، وورقة تنازلت بها له عن كل شئ تملكه، ثم آخرشئ، هو خاتم زواجها، كتبت له رسالة، ثم غادرت، تاركة قلبها ورائها، ولكن تركت شيئا آخرا او نسيته، انه دفتر مذكراتها، استقلت سيارة متوجهة الى المطار، وصلت المطار، همت بالدخول، ولكن توقفت، الدنيا كلها سوداء لا ترى لا تسمع لا تشعر، وجدت نفسها مکبلة الايدى. بغرفة، صُعِقت لرؤيته، انه سيف،.
سيف: هههههه ايه يا امورة لسة مخضۏضة ولا ايه، ده احنا معرفة قديمة اوى...
سمية بدهشة: انت؟
سيف بانتصار: ايوة انا، سيف قدرى عليان، قولنالك هتندمى. بس مسمعتيش الكلام اشربى يا حلوة...
سمية بمرارة: حسبى الله ونعم الوكيل فيك، حسبى الله، خليته يشك فيا
سيف: هههههه بتتحسبنى على ايه بس، جوزك ده لو كان راجل كان حافظ عليكى، كان دافع عنك حتى قدامى، هههههه ده زى ميكون كنتى غمة وانزاحت من على كتافة...
سمية پبكاء: انت اللى غمة، حسبى الله، ربنا ينتقم منك...
سيف وقد اقترب منها. : طول ما انتى هنا مش عايز اسمع لك صوت، وكمان حاجة، الطرحة دى، دى طرح ولا ملاية، مش وقتها خالص. ولا مكانها...
اقترب سيف اكثر واكثر، كانت تحاول ان تفك قيدها، دون جدوى، اقترب اكثر ليخ....
لع حجابها، وهي تبكى وتقاوم، واخذ يمل....
س على شعرها،
سيف: يااااااااااااه، ده انتى شعرك حلو اهه، امال حارمنا منها ليه بس يا جميل...
سمية پبكاء: ابعد عنى يا حيو....
ان، ابعد عنى، حرام عليك اتقي الله...
سيف: هو انتى لسة شوفتى حاجة، انا هوريكى هعمل فيكى ايه خطوة خطوة، عشان متكونيش مخضۏضة بس، ماكس، ماكس
دخل عليه شاب قوى البنية من زنو....
ج امريكا،
ماكس: نعم سيدى...
سيف: راقب هذه، ساعود بعد دقائق، صحيح، ادخلها الغرفة...
ماكس: امرك سيدى...
حمل ماكس سمية ثم ادخلها الغرفة وقيدها واغلق عليها، اما سيف، فعاد بعد دقائق. بصحبته فتاة، دخل الغرفة وجدها مازالت تبكى، ابتسم لها بمكر ثم،
سيف: اعرفك على جوليا، هتديكى درس دلوقتى في اللى انتى هتعمليه، بس الاول. استنى...
ثبتها على الكرسى. حتى لا تستطيع ان تتحرك، ثم توجه لجوليا، ليقضى مع....
ها ليلة من لياليه، ولكن مختلفة، فكانت تصر....
خ من منظرهما. صوتهما، تغلق عينيها، في....
خترق صوتهما مسامعها، انتهى سيف من فتا...
ته، ثم توجه اليها، كانت قد انتهت من صړاخها، جسدها يرتعد، عيناها خائفتان، قلبها يد....
مى الما،.
سيف امس....
ك بشعرها: ايه يا قطة شكلك ماله كدا ليه، انتى لسة شوفتى حاجة، استنى، بكرة وبعده، لازم اوريكى العذ....
اب الصح لازم امۏتك بالبطئ زى ما دفنتينى هنا، انا بأى همو....
تك بالبطيييييييئ
خرج سيف من الغرفة، بينما هي ظلت تبكى، وتدعو ربها، وتناجيه باصوات مرتفعة، بعد وقت، نادت ماكس، لم يلبها، ظلت تنادى وتنادى، حتى اتاها، نظرت له پخوف،
سمية: من فضلك اريد غطاء رأسى ارجوك...
ماكس: لا...
سمية: ارجوك، اريد ان اصلى، ارجوك...
خرج ماكس من الغرفة، بينما هي ظلت تناجى ربها، اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس. الى من تكلنى الى بعيد يتجهمنى ام الى قوى ملكته امرى، ان لم يكن بك على ڠضب فلا ابالى. اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات. يا حى يا قيوم برحمتك استغيث، يارب، لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين، ربنا انى مغلوبة، فانتصر يارب، يارب، ظلت هكذا. حتى غفلت. ونامت، استيقظت على صف....
ع وجهها،.
الفصل الرابع والأربعون...
خرج ماكس من الغرفة، بينما هي ظلت تناجى ربها، اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس. الى من تكلنى الى بعيد يتجهمنى ام الى قوى ملكته امرى، ان لم يكن بك على ڠضب فلا ابالى. اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت به الظلمات. يا حى يا قيوم برحمتك استغيث، يارب، لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين، ربنا انى مغلوبة، فانتصر يارب، يارب، ظلت هكذا. حتى غفلت. ونامت، استيقظت على صڤعة اخرى على وجهها،.
سيف: انتى نمتى،؟ امممم يعنى مش خاېفة ومطمنة. طيب هوريكى حاجة النهاردة، جديدة لانج، ماكس
ماكس: نعم سيدى...
سيف: احضر لى الفتيات...
ماكس. : امرك سيدى...
احضر ماكس بمجموعة من الفتيا....
ت يبدو عليهن انهن من الهيب....
ز او عبد....
ة الشي.....
طان، اشكالهم غريبة ونظراتهم مق.....
ززة،
سيف: البنات دول بأى هيعملوا احلى شغل، النهاردة بس مش دلوقتى. هما بس هيقعدو هنا معاكى عشان ياخدوا على المكان ويظبطوا د....
ماغهم.
خرج سيف وتارك مجموعة الفتيات. جلسن بينما هي كانت جسدها يرتعد خوفا منهم، بدأن بتعا.....
طى المخد.....
رات وغيرها بكافة الوسائل من حيث الحق....
ن او الاستنشاق&الشم & او التد....
خين، ظت تدعو الله وتستغفره، مر وقت كثير، حتى دخل سيف،
سيف: افتكر دلوقتى ظبطوا د.....
ماغهم تمام، صح، هيا قوموا بعملكن...
وخرج سيف، مار.....
س الفتيات امامها شتى انواع الش....
ذ.......وذ، كانت عينيها باكية تتمتم بذكر الله، بعد مدة من الوقت. اقتربت منها فتاة، حاولت تمز.....
يق ملابسها، اخذت تصر......
خ وتصر......
خ، تصر......
خ، حتى سكتت عن الصر.....اخ، ابتعدت عنها الفتاة خشية مو......تها، ثم دخل عليهن ماكس في هذه اللحظة، امرهن بالخروج، ثم توجه الى سمية، ستر جس.....
دها، حاول افاقتها، ثم افاقت وهي تصرخ،.
ماكس: اهدأى، لن اؤذيك، صدقينى، كنتى تريدين الصلاة اليس كذلك، انه غطائك، خذيه، صلى بسرعة قبل ان ياتى سيف...
سمية بتعب: اشكرك بشدة ولكن احتاج ماء...
ماكس بتردد: حسنا، ولكن بسرعة...
كانت في حالة من التعجب، فربما قد بعث الله لها ها الزنجى. لمساعدتها. توضأت سمية حيث كانت تخاف ان تغتسل. ثم صلت. احست بالتعب الشديد، بعد انتهائها من الصلاة. قال لها ماكس،
ماكس: هاتى هذا الغطاء...
سمية بتوسل: ارجوك اتركه لى، ارجوك. اريد ان استر به رأسى
ماكس: اسف سيدتى، لا استطيع مساعدتك اكثر من ذلك...
اخذه من على رأسها وهي متمسكة به وتبكى، ثم خرج، اتاه سيف بعد دقائق، واعينه تطلق شرارا،
سيف: لماذا اخرجتهن من الغرفة...
ماكس: انها كانت على وشك المۏت، وانت لم تؤمر بعد بقت......
لها سيدى
سيف: حسنا، هل هي نائمة؟
ماكس: لا...
سيف: حسنا على ان اذهب لانهى عملا الان، راقبها جيدا...
ماكس: امرك سيدى.
خرج سيف، بينما كا آسر في جامعته بحالة مزاجية سيئة للغاية، وجد احدا يطرق باب مكتبه، امره بالدخول،
باسل: السلام عليكم
آسر: وعليكم، خير؟
باسل: خير؟ بدى اشوفك. واطمن عليك بس، الى زمان ما شفتك. وكمان سمية بقالها كام يوم ما ايجت، وما حدا عم يرد ع البيت، قلقت وايجيت لما عرفت انكك هون، شو فيك؟
آسر بضيق: ولا حاجة، معلش يا باسل عندى شغل
باسل بتعجب: خلاص راح ايجيك بوقت تانى. مع السلامة...
خرج باسل، ثم اتصل بزوجته،
يمن: هلا باسل...
باسل: هلا حبيبتى، يمن حكيتى مع سمية شى.؟
يمن: لا، حتى عم دقلها بس ما عم ترد. شو فى؟
باسل: ما بعرف، شو اخبار صغنونتى؟
يمن: ههههه مجننتنى على الاخير، بدك تاكل شى معين ع الغدا،؟
باسل: لا حبيبتى، اللى بتعمليه، يمن. حاولى تتصلى بسمية، وخبرينى اذا لقيتى شى؟
يمن: حاضر حبيبى مع السلامة
باسل: مع السلامة...
بينما آسر كان غارقا في افكاره، كان يتخيلها وهي بين احضان هذا اللعېن. كان يتخيل كذبها عليه. على اهلها، يتخيل موقف أحمدد عند علمه بهذا الامر، حتما سيصير له اپشع مما عليه الان. اتصل بالحارس ليسأل عن سمية، اخبره باها غادرت منذ يومين، احس بغصة في قلبه، انهى عمله باكرا، ثم توجه لمنزله. حيث كانت سمية، لم يدخل المنزل، بل اعطى الحارس بقية حسابه، وامره بالمغادرة، ظل واقفا امام المنزل لبضع دقائق. يفكر بها، ثم غادر، وصل منزله لم يجد ميرنا، اتصل بها لم تجبه. بينما هي كا. نت تجلس مع ستيفن وكريس بالبار،.
كريس: الن تجيبى عليه؟
ميرنا: لا، ستيفن. ارجوك ساعدنى ماذا سافعل ان كان هذا طفلك...
ستيفن: حبيبتى. لا تقلقى سنتزوج اذا طلبتى منه الانفصال، صدقينى ميرنا...
ميرنا: انا خائڤة منك...
ستيفن: لا تخافى، لن انزع حياتك مرة اخرى اعدك...
ميرنا: سافكر بالامر، خاصة انه لم يطيقنى، فلن يكلفنى هذا مجهودا
ستيفن: كريس. اين صديقك
كريس: لا اعلم قال ان عليه ان يسافر لانهاء بعض اعماله. وسيعود...
ميرنا: اووه، حسنا، على ان اغادر. الى اللقاء
ستيفن: الى اللقاء حبيبتى...
وصلت ميرنا الى المنزل. لتجد ان آسر في غرفة المعيشة على حاله منذ ايام، يجلس يحملق في التلفاز فقط لا يتكلم معها او مع غيرها، لا ياكل الا القليل، كان يبدو عليه الحزن، دخلت ميرنا وجلست بجواره.
ميرنا: علينا ان نتحدث بامر مهم...
آسر بسأم: خير...
ميرنا: يجب ان ننفصل آسر، انك لا تحبنى...
آسر بتعجب: ليه بتقولى كده...
ميرنا: هذه هي الحقيقة. اريد ان انفصل عنك...
آسر: هذا مستحيل فلن اقبل لطفلى ان يعيش مثل هذه الحياة لن اقبل.
انصرف آسر ثم توجه لغرفته، قرأ بعض ايات من القرآن ثم نام، رأى اعين معاتبة، حزينة. متالمة. تبكى، لم يستطع تمييزها. لكنه احس بالمها، قام مڤزوعا من نومه، تذكر سمية، ثم قام وصللى، واخذ يتلو القرآن حتى اذان الفجر صللى ونام، اما هي كانت في حالة لا يرثى لها، لاتدرى ما يخبئ لها القدر، دخل عليها سيف مترنحا من اثر الشراب، ثم اقبل عليها، وامسك بوجها،.
سيف: شوفتى ايه اللى حصل كمان، امى ماټت. هههههه، ايه رأيك، ماټت واستريحت صراحة، بس مكنش حد جمبها هناك، ابويا غرقان في البيزنس، وهي غرقانة في الخم.
را ههههههه، وانت يا قمر هتغرق في ايه. اكيد في بحر العسل بتاعى، ههههه...
سمية پبكاء: حرام عليك. هيفيدك بايه لما تعمل فيا كده...
سيف باعين حمراء غاضبة: ايه؟ انى اذلك واكسر نفسك، انتى عارفة اللى هنعمله مع بعض هيتسجل صوت وصورة وينزل في القنوات، عشان يعرفوا حقيقتك، وانك عملتى اللى عملتيه عشان تنتقمى منى لما فضحتك ومرضتش اكتب عليكى مش عشان الضعيف والمظالمي، يا ست الدكتورة ههههههههههه.
سمية بذهول: حرام عليك، يا حيواااااااااان، حسبى الله ونعم الوكيل...
اقترب سيف اكثر واكثر. مزق ما تستر به جس....
دها، اخذت تصرخ وتصرخ، مازاده صوتها الا اصرارا منه على ما عزم فعله، قام بزجها ارضا، وخ....
لع ملابسه بعن....
ف. مما سبب لها چروحا من اثر الحبل ويديه. ثم سقط ارضا، فرأت سمية صورة رجل تهتز، انه ماكس،
ماكس: انهضى بسرعة. هيا...
حاولت النهوض ولكنها استحت. كانت شبه عار.....
ية، احس ماكس بها. ثم اتى لها بغطاء السرير لتلفه عليها، لفته عليها، ثم حملها، ووضعها بسيارته. هم لينطلق، استوقفته،
ماكس: ماذا...
سمية: اريد حقيبة يدى. فيها دوائى، فانا مريضة.
ماكس بتردد: حسنا...
دخل ماكس بسرعة واتى بحقيبة يدها وحقيبة ملابسها بسرعة، ثم انطلق بها، كانت تشعر بالم شديد، وتصلب جميع اعضائها.
سمية پبكاء: اشكرك بشدة فقد انقذتنى.
ماكس: لا تشكرينى، اشكرى دينك...
سمية بتعجب: ماذا؟
ماكس: اننى مسلم، ولكن لم اخبر احدا حتى اعمل هنا، علمت انك مسلمة، شعرت بالغيرة لا ادرى لماذا، احسست انك ابنتى او اختى...
سمية: لكن سيف سوف يقتلك...
ماكس: لا يستطيع، فانا قمت بتسجيل افعاله كلها صوتا وصورة، وساقدمها للعدالة. انها تشمل اغت.....
صاب اطفا.....ل، وحيازة المخد.....
رات، لا تقلقى...
سمية بامتنان: اشكرك بشدة، اريد ان اطلب منك طلبا...
ماكس: ماذا...
سمية بالم: اوصلنى لاقرب مشفى، فانا مريضة بالقلب وقد اوشك عمرى على الانتهاء، هذا ما يبدو، ارجوك.
ماكس: حسنا، ولكن عليك ان ترتدى ملابسك، ساخذك الى استراحة عامة، وبعدها الى المشفى. لكن بشرط
سمية: ماذا.
ماكس: لا تخبرين احدا عنى وعن ديانتى ارجوك
سمية: حسنا لا تقلق.
وصلا الى الاستراحة العامة كان هذا في الصباح الباكر، وارتدت ثيابها، ثم خرجت. لم تحملها قدماها في طريقها للسيارة، فسقطت ارضا، حملها ماكس الى السيارة، فقد كان وجهها شاحب وشفاهها زرقاء، انها كالمۏتى، اقلها مسرعا الى المشفى، بمجرد دخولها الطوارئ، غادر ولم يدر عنه احد، بينما آسر، ذهب لعمله شعر پاختناق اتصل باحمد، ليتاكد من وجودها لكن،
أحمد: وسمية عاملة ايه يا آسر، يارب تكون بخير، هي جمبك اكلمها،؟
آسر بارتباك: لا هى، هى، في البيت وانا في الشغل يا عمو، المهم سلملى على اللى عندك مع السلامة.
اغلق آسر هاتفه، ثم بدأ القلق يساوره. ترى اذهبت له، اترى انها برفقته الان، اجرى اتصالا بسيف، ولكن الاخير هاتفه مغلق، انهى عمله ثم توجه الى المنزل، عل ان يجد ما يريح به تفكيره، دخل المنزل، وجد لا شئ، المكان مظلم وكئيب، صعد الى غرفتها، لا يوجد لها اثر، بالفعل اخذت اغراضها، لكنه وجد على طاولتها. دفتر يبدو انه دفتر ملاحظات او مذكرات، اخذه ثم توجه الى غرفته، جلس على سريره، وجد، ملف، فتحه، وجد به ظرفا. به بضع ورقات من مئات الدولارات، ثم شيكا، ثم رقة تنازل مكتوبة بخط اليد، انها تنازل من سمية عن كل شئ كل شئ، ثم وجد ظرفا بع خاتم زواجها ويوجد مكتوب له، كان ينص على...
آسر، انا مش عارفة انا بكتبلك ازاى، ربنا عالم انك ظلمتنى، واللى انت عملته ده رمى محصنة، واكيد عارف معناها ايه الكلمة دى، كان نفسى تثق فيا، تسمعنى، لكن انت بخلت عليا بكده، على الاقل كنت ودى الدليل اللى انت جايبه وتاكد من صحته، لكن انت، حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا هيبرئنى انا عارفة كده، اطمن فلوسك وكل حاجة عندك، دى الفلوس اللى انت كنت بتديهالى، عندك، كل حاجة عندك، كل حاجة، عمرى مكنت في حاجة ليهم ولا هكون، انت اثبتلى حاجة واحدة بس، بعد كل المدة دى، ان انا قلب مش من حقه يحب ولا يتحب، ان انا مفروض معيش في الدنيا دى، كنت مفروض افضل في القفص بتاعى مخرجش منه، بس للاسف، انا معرفش انا هكون فين وانت بتقراالرسالة. يمكن اكون تحت التراب او فوقه، لكن النتيجة واحدة بالنسبة ليا، ربنا يسامحك، يوم ما ربنا يبرئنى يا آسر، تأكد انى مش هسامحك. مش مسمحاك على رميك ليا، هييجى يوم تعرف حكايتى، لكن يوم ما تعرف، تاكد ان الوقت فات. فات من زمان اوى، ربنا يرزقك ببنت الحلال، ولا اقول ربنا يباركلك في مراتك، انت تستاهل كل خير، هفضل ادعيلك من قلبى يا آسر تعيش السعادة والحب مع اللى احسن منى هي فعلا احسن منى، بس متظلمهاش، اوعى تظلمها، زى مظلمتنى، في رعاية الله، سمية...
كان يقرأ الخطاب وعينيه يملؤها الدمع، اذن انها تعرف انه متزوج من أخرى، امسك خاتمها، ثم بكى. بكى كثيرا، ما ذا يحدث، فتح دفترها، كان به شعرا وخواطر، انه دفتر حديث، بدأت الكتابة به من قدومها معه، اخذ يقلب فيه حتى جذبه عنوان، الحب وانا، وجدها تكتب...
ان قلبى ينبض بحبه، اعشق همساته. نظراته، اعشق صوته، لا ادرى لماذا هو، لماذا، اعلم انه لا يحبنى ولكنى اعشقه، اغلقت قلبى كثيرا حتى جاء وهدم سده المنيع ودخل ون استئذان ليستوطنه، انه، لا اجرؤ حتى على مناداته باسمه، لا اقوى على نطقه، انه آسر، أسر قلبى وعيناى، فكرى وخاطرى، غضبى ورضاى، انه هو. آسر. كم كنت اتمنى لو ان باستطاعتى قولها له، انى احبه. لكن اعلم جيدا انه من رابع المستحيلات ان يبادلنى مشاعره. وان يحيا هذا الحب، ساظل ممتنة له طوال عمرى بانه منحنى حق، كان مبتورا عنى، وهو الحب، لا يهم ان كان من طرف واحد، لكنه على الاقل موجود، سأظل ممتنة له طوال حياتى، لا اريد شيئا الا ان يحيا بسعادة، حتى لو كنت سادفع حياتى ثمنا لهذا، ساقوم بدفعه، بسعادة، فانه حب قلبى الوحيد، ادعو له بصلاتى، ان يحفظه الله ويرعاه، يكفينى فقط ان يكون لى اخا، يكفينى قربه، ارضى بالقليل منه، لكن سياتى يوما. سيكون محرما على هذا الحب، اتمنى ان ياتى اجلى قبل هذا، واعلم ان هذه الامنية ليست صعبة التحقيق، وعدتك ان اكون اختاا لك وانك ستكون في حل من عهد زواجنا بمرور عام، ولكن كما يقول نزار قبانى...
وعدتك أن لا احبك
ثم أمام القرار الكبير جبنت
وعدتك أن لا أعود، وعدت
وان لا أموت اشتياقا، ومت
وعدت مرارا
وقررت أن استقيل مرارا
ولا أتذكر أني، استقلت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا غدا ستقول عني
أكيدا ستقو ل أني
جننت
وعدتك أن لا أكون ضعيفه
وكنت
وان لا أقول بعينيك شعراً
وقلت
وعدت بالا وألا وألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدتك أن لا أبالي بشعرك
حين يمر أمامي
وحين تدفق كالليل فوق الرصيف
صړخت
وعدتك أن أتجاهل عيناك
مهما دعاني الحنين.
وحين رائيتهما تمطراني نجوماً
شهقت
وعدتك أن لا اوجه
أي رسالة حب اليك
ولكنني رغم انفي
كتبت
وعدتك أن لا أكون في أي مكاناً
تكون فيه
وحين عرفت انك ستأتي
ذهبت
وعدتك ألا احبك
كيف. وأين. وفي أي يوم
وعدت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت
وعدت بكل برود وبكل غبائي
بإحراق كل الجسور ورائي
وقررت بالسر قتل جميع الشباب
وأعلنت حربي عليك
وحين رأيت يديك المسالمتين
اختجلت
وعدت بالا وألا وألا
وكانت جميع وعودي.
دخانا وبعثرته في الهوائي
وعدتك أن لا أتلفن ليلاً
وان لا أفكر فيك حين
تمرض
وان لا أخاف عليك
وان لا اقدم وردا
وتلفنت ليلا على الرغم مني
وأرسلت وردا على الرغم مني
وعدت بالا وألا وألا
وحين اكتشفت غبائي
ضحكت
وعدت بذبح حبي لك خمسين مرة
وحين رأيت الډماء تغطي ثيابي
تأكدت أني التي قد ذ
بحت
فلا تأخذني على محمل الجدي
مهما ڠضبت ومهما فعلت
ومهما اشتعلت ومهما انطفأت
لقد كنت اكذب في الوعود من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت.
وعدتك أن احسم الأمر فورا
وحين رأيت الدموع
تهر هر من عيناي
ارتبكت
وحين رأيت الحقائب في الأرض
أدركت انك لا ترحل عني
بهذه السهولة
فأنت البلاد وأنت القبيلة
وأنت القصيدة قبل التكون
أنت الدفاتر أنت المشاوير
أنت الطفولة
وعدت بإلغاء عينيك
من دفتر الذكريات
ولم اكن اعلم أني سألغي
حياتي
ولم اكن اعلم انك
رغم الخلاف الصغير انا
وأني أنت
وعدتك أن لا احبك
ياللحماقه ماذا بنفسي
فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت.
وعدت بان لا أكون هنا بعد
خمسه دقائق
ولكن إلى أين اذهب
إن الشوارع مغسولة بالمطر
إلى أين ادخل
إن مقاهي المدينة مسكونه بالضجر
إلى أين أبحر وحدي
وأنت البحار وأنت السفر
فهل ممكن أن أظل
لعشر دقائق أخرى
لحين انقطاع المطر
أكيد أني سأرحل
بعد رحيل الغيوم
وبعد هدوء الرياح
والا سأنزل ضيفه عليك
إلى أن يجيء الصباح
وعدتك أن لا احبك مثل المجانين
في المرة الثانية
وان لا أهاجم مثل العصافير
أشجار تفاحك العالية.
وان لا أمشط شعرك حين تنام
يا عمري الغالي
وعدتك أن لا أضيع بقيه عقلي
إذا ما سقطت على جسدي
نجم حافي
وعدت بكبح جماح چنوني
ويسعدني باني لا أزل
شديدة التطرف حين احب
تمام كما كنت في
السنة الماضية
وعدتك أن لا أخبئ وجهي
طيلة عام
وان لا أصيد المحار
علي رمل عينيك طيلة عام
فكيف أقول كلاماً سخيفاً
كهذا الكلام
وعيناك داري
ودار السلام
وكيف سمحت لنفسي
بچرح شعور الرخام
وبيني وبينك خبزا وملكاً
وسكب حنان
وشدو حمام.
وأنت البداية في كل شيء
ومسك الختام
وعدتك أن لا أعود، وعدت
وان لا أموت اشتياقا، ومت
وعدت بأشياء اكبر مني
فماذا بنفسي فعلت
لقد كنت اكذب من شدة الصدق
والحمد الله أني
كذبت.
انها تحبه، نعم تحبه، لماذا فعلت هكذا، ايكون كلام سيف خاطئا، ربما، حاول ان يتصل بها على هاتفها النقال، لكن وجد الهاتف بصحبة الاشياء التي تركتها، اتاه ااتصال من يوسف، صديقه، لم يجبه، خرج آسر من المنزل. ثم اتصل بشركة الطيران ليجدد فعلا ان سمية قامت بحجز تذكرة الى مصر، توجه الى المطار، لكن لم يجد اسمها ضمن قوائم المسافرين، ترى اين ذهبت، بينما هي كانت بغرفة العناية المشددة، حولها الاطباء،.
الطبيب 1: ان حالتها خطېرة جدا، ولا نعلم عنها شيئا.
الطبيب 2: وجدوا باغراضها جواز سفرها، انها مصرية...
الطبيب 1: علينا ان نجد احدا لها هنا، انها من المحتمل ان تفارق الحياة باى لحظة، قلبها لا يعمل بشكل جيد على الاطلاق، حتى لو قمنا باجراء عملية لها، فنسبة نجاحهها ضعيفة وتحتاج من يوقع اقرارا بتحمل المسؤلية...
الطبيب 2: نتمنى من الله ان يقف بجانبها فيبدوا ان تعرضت لحاډث اعت...
داء وح....
شى، فاثناء فحصها وجدنا چروحا وخدوش بفترق جس....
دها...
الطبيب 1: نتمنى كذلك...
بينما في القاهرة كانت نائمة بجوار زوجها، قامت مڤزوعة من نومها، تبكى،
أحمد بقلق: خير يا مها خير، بسم الله.
مها: اتصل بسمية يا احمد، بنتى تعبانة، بنتى هتروح منى. انا عارفة قلبى مقبووض يا احمد...
أحمد: يا حبيبتى وحدى الله كده. قومى. قومى نتسحر، يلا وندعيلها، مينفعش نتصل دلوقتى هيقلقوا علينا لا حول ولا قوة الا بالله...
قومى يا حبيبتى قومى.
مها پبكاء: انا بقالى كام يوم عمالة احلم لها احلام مش تمام عشان خاطرى اول ما الوقت يكون مناسب نتصل، عشان خاطرى
أحمد يقل رأسها: حاضر يا ستى، قومى، يلا...
نهضت من جوار زوجها. ثم توضأت وصلت اخذت تدعو الله ان يحفظ لها ابنتها، كان احمد ايضا قلقا، فلم يتصلوا به منذ يومان، وكان صوت آسر في اخر مكالمة، غير مطمئن، ترى ماذا حدث، اخذ يدعو لابنته ان يحفظها الله، بينما آسر حاول ان يتصل بسيف ولكنه لا يجيب، اتصل بكريس فاخبرته بغيابه، قلق كثيرا، اتصل بباسل، واخبره بان عليه ملاقاته، قابله باسل، ليجد انسانا مهموما،
باسل: قلتلك انه فيك شى وانت مو اقتنعت...
آسر: انا في مصېبة.
باسل بقلق: قلقتنى، شو صار.
آسر: سمية...
باسل: شو؟
آسر: هحكيلك...
روى له آسر ما حدث،
باسل پغضب: وانت صدقت ها الواطى،؟
آسر بعصبية: كنت اعمل ايه جايبلى ورقة جوازهم العرفى، وصورهم وتسجيلاتهم مع بعض. وعارف كل حاجة عنها. اقوله ايه...
باسل: ولا شى، تشك ببنت عمك ومرتك، ولا تقوله اشى مو؟
آسر: سمية مش لاقيها ولا في مصر ولا هنا، هي مسافرتش، انا سالت المطار وشركة الطيران. هتجنن...
باسل: وحد الله، ان شاء الله بنلاقيها، اول اشى. بدنا نودى الصور والاشياء التانية المعمل الجنائى مشان يقوموا بفحصها، يلا
آسر: ماشى...
الفصل الخامس والأربعون...
كانت ترقد في المشفى على حالتها، افاقت قليلا ثم عادت مرة اخرى لنومها. مرت ايام هكذا، تاكد آسر ان هذا العقد مزور، وايضا الصور مفبركة، وكذلك التسجيلات الصوتية، ولكن من قام بتركيبها محترف، ندم كثيرا، تذكر وهي تقول له ان جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. ، اخذ يبحث عنها، لا آثر لها، بينما في شيكاغو، الشرطة قد قامت بالقاء القبض على سيف، علمت كريس وميرنا بالامر التي بدورها اخبرت آسر. توجه آسر بصحبته باسل الى شيكاغو، فقابله المحقق، وحكى له عما كان يفعله سيف. واراه الاشرطة والفيديوهات المقدمة ضده، ان باخدها محاولة اعتداء وشرب لسمية، لكن الشريط لم يكمل تسجيله، واجه سيف آسر، لم يستطع ان يتحمل. فبادره بلكمة قوية في وجهه، هدأه باسل،.
آسر بعصبية: ليه عملت كده ليه، والله لاقټلك بايدى...
المحقق: من فضلك، انك بمركز شرطة وقد يستخدم هذا الكلام ضدك...
باسل: اهدى آسر راح ياخد جزاءه...
سيف: المهم ان انا انتقمت منها، خدت حقى بايدى...
غادر آسر مركز الشرطة واخذ يبحث عن سمية، لا اثر لها، بينما هى، كانت قد تجاوزت مرحاة الخطړ وتم نقلها لغرفة عادية، دخل عليها الطبيب،
الطبيب: آمل انك تشعرين بتحسن قليلا
سمية بتعب: الحمد لله، متى ساخرج من هنا...
الطبيب: اننا لن نستطيع ان نفعل لك اكثر من هذا، ولكن من باب المراقبة الجيدة عليك ان تظلى هنا لبضعة ايام اخرى
سمية: اننى طبيبة ايضا، وساعتنى بصحتى جيدا لا تقلق...
الطبيب: الشرطة ستاتى اليك، لقد اعطيتهم خبرا بانك قد افقت، سياخذون اقوالك...
سمية بتوتر: لماذا.
الطبيب: لقد وجدنا اثار ضړب واعتد
ء على جسدك، فابلغنا الشرطة
سمية بقلق: وهل. حدث لى شيئا، اقصد...
الطبيب بابتسامة: لا تقلق. انك ما زلت عذر
ء لا تقلق، انك عربية. وهذه الامور حساسة جدا عندكم، اليس كذلك.
سمية: نعم، متى سيكتب لى الخروج أنا في امس الحاجة للمغادرة...
الطبيب: غدا. حمد لله على سلامتك. سياتيك الشرطى بعد قليل...
سمية: حسنا...
اتى الشرطى واخذ اقوالها في المساء. اتى الصباح، ولملت سمية بقاياها، ثم توجهت الى المطار، كانت تشعر بالتعب الشديد، تحاملت حتى وصلت الى مطار، ركبت طائرتها، ثم غادرت، غادرت ارض القسۏة والالام، كان يوم العيد، لم تخبر احدا في مصر بقدومها، وصلت الى القاهرة، توجهت الى الفندق، بينما هو كان يبحث عنها ليل نهار بمساعدة صديقه باسل كانا يقيمان بفندق في شيكاغو، يبحثان في اقسام الشرطة في المستشفيات، حتى تم استدعاؤه،.
آسر: مرحبا، هل وجدتم شيئا سيدى...
الشرطى: نعم. ربما سيساعدك، لقد ابلغنا المشفى بوجود حالة لديه تم الاعتداء عليها، توجهنا الى هناك واخذنا اقوالها...
آسر بقلق: ما اسمها سيدى، علها تكون زوجتى...
الشرطى: اسمها سمية أحمد. كان هذا البارحة فقط.
آسر بتوتر: انها هى، انها هى، هل مازالت هناك، ارجوك اعطنى اسم المشفى.
الشرطى: حسنا لكن، امض على هذا المحضر...
آسر: حسنا.
اتصل آسر بصديقه فقدم اليه فورا،.
باسل: بشرنى، لقيتها.
آسر: تقريبا، امبارح الشرطة راحت المستشفى، واستجوبوها...
باسل پصدمة: مشفى؟ كل هالوقت، ليش؟ صاير لها شئ مو منيح...
آسر باسف: معرفش، ربنا يسترها
باسل: ان شا الله يلا، شو بننظر يلا.
ذهب آسر وباسل الى المشفى واستعلموا عنها. وجدوا انها بالفعل كانت هناك وخرجت في الصباح الباكر، حاول باسل ان يعرف حالتها، لكن محاولته تلك بائت بالفشل، رجعوا فندقهم بخفى حنين، كان آسر متحسرا نادما تمنى لو ان يراها. يطمئنن عليها، ترى ايكون فعلا اعتد....
ى عليها، ايكون ضر....
بها، يا الهى، ترقرق الدمع من عينيه، لاحظ باسل.
باسل: وحد الله ان شا الله بنلاقيها.
آسر بتنهيدة: يارب، ياارب، نسبناش مكان غير لما دورنا فيه، بقالنا ييجى عشر ايام على الحالة دى، كل لما اقربلها بتبعد اكتر واكتر
باسل: ان شا الله بتلاقيها، يلا قووم كل شى، انت ما دقت شى من الصبح
آسر بسأم: انت ناسى احنا في رمضان
باسل: كل سنة وانت سالم، النهاردة العيد
آسر بابتسامة باهتة: كل سنة وانت طيب، معلش خليتك تقضى العيد بعيد عن يمن.
باسل: ولا يهمك، روق، آسر، يمكن سافرت مصر...
آسر وقد لمعت عيناه: تصدق ممكن. انا هاتصل بالشركة دلوقتى و المطار، يارب نلاقيها.
اتصل آسر بالشركة والمطار فوجدها فعلا قد غادرت، اطمئن قلبه قليلا، قرر ان يسافر. هو الاخر، توجه الى ولاية كونتيكيت، حيث يمكث هناك، مر على ميرنا، واخبرها انه يريدها بشئ مهم. تقابلا خارجا،
ميرنا: مالك آسر،؟
آسر: اتمنى انك تسمعينى، ميرنا انا عارف انك بتحبينى وان انا ظلمتك وظلمت ابنى، لكن مش بايدى، قلبى مش بايدى يا ميرنا، انتى طلبتى الانفصال، انا ممكن احققلك طلبك ده بشرط...
ميرنا: قول.
آسر: يكون بعد الولادة. واخد ابنى معايا مصر. وهبأآ اجيبهولك كل سنة شهرين او تلاتة يقعد معاكى قولتى ايه؟
ميرنا: آسر، انا هكون صريحة معاك، زى انت. انت كنت صريح مع انا كمان، ده مش ابنك آسر. ده. ده ابن ستيفن.
آسر مصډوما: بتقولى ايه.؟
ميرنا: ارجو ان تتفهنى، لقد اهملتنى بمجئ سمية، لم تعد تجلس معى او تهتم بى، حتى يوم الاحتفال برسالتك، لقد بخلت عليا به. كنت في حالة نفسية سيئة جدا، لقد كنت عالمى، قابلت ستيفن في هذه الايام، عدت للخمرايضا لانساك، كنت سکړانة بهذه الليلة، ودث ماا حدث. ارجو ان تسامحنى...
آسر بسخريةة: هههههه اسامحك؟ ماشى، يعنى انتى قرطستينى يعنى...
ميرنا: مش فاهم...
آسر: يعنى ضحكتى عليا، المهم، خير الحمد لله، جوازنا كان غلط، ولازم نصححه، انتى طالق يا ميرنا، وابدأآ في معاملة الطلاق، عن اذنك.
ميرنا: اتمنى لك السعادة الى اللقاء
هكذا انتهت حكايته مع ميرنا لتبدأ حياتها مع حبيبها الاول الوحيد ستيفن، اما هو ذهب للمنزل، كان يرى وجهها بكل زاوية من زوايا المنزل، انه مرتب على طريقتها، ماتزال به رائحة المسک، مازالت لمسة يدها عليه، صوتها يصدح بالمكان، اتصل بيوسف،.
يوسف: يا مساء الندالة.
آسر: ازيك يا يوسف ايه اخبارك...
يوسف: فلة سمعة منورة والله، الحمد لله، انت ايه اخبارك واخبار سمية يارب تكونوا بخير...
آسر: سمية؟ هو انت فين انت في الشغل.
يوسف: هههههههههههه شغل ايه ياعم، النهاردة العيد، وعمو احمد عازمنا احنا الكل في بيته، يااااه والله القاعدة نقصاكم.
آسر: يعنى انتوا عند عمو احمد في البلد ولافى القاهرة...
يوسف: لا في البلد. جينا امبارح بعد الفطار، وهنروح كلنا ان شاء الله بكرة، بس العيد هنا تحفة. مكل سنة وانتو طيبين
آسر: وانت طيب
يوسف باهتمام: آسر، في ايه مالك.
آسر: ولا حاجة كنت بطمن عليكم بس.
يوسف: آسر، سمية فيها حاجة
آسر بتوتر: لا، ليه بتسال...
يوسف: لو في حاجة قوللى...
آسر بتنهيدة: يوسف اطلع برة خالص ومتحسسهمش بحاجة...
يوسف: حاضر ثوانى، انا طلعت خير؟
آسر: سمية سافررت مصر بقالها يوم تقريبا، يعنى هي عندكم دلوقتى
يوسف متفاجئا: ايه. انت بتقول ايه. مجتش عندنا يا بنى وبعدين انت متصلتش ليه نستناها
آسر: يا بنى استنى اصبر عليا، في حاجات كتير حصلت مينفعش اشرحهالك في التليفون. المهم ان هي سافرت من غير محد يعرف، ومتقولش لحد عشان ميقلقوش، انا هخلص ورقى هنا كلها يومين بالكتير واكون عندكم، بس بالله عليك متقول لحد...
يوسف: لا حول ولا قوة الا بالله سمية تسافر من وراك مكنتش اتوقع منها حاجة زىدى
آسر بسخرية: انت متعرفش حاجة، دى ابسط حاجة ممكنن تعملها اى واحدة لو كانت مكانها، المههم مع السلامة وسلملىى على اللى عندك ومتحسسش حد بحاجة...
يوسف: حاضر حاضر مع السلامةة...
كان هناك شخص شعر بشئ غريب، انصرف ورائه بهدوء. فسمع ما جرى، ما ان انتهى من هاتفه حتى وجد وجه عليه علامات القلق والڠضب.
عمرو: صاحبك عمل فيها ايه؟
يوسف: ايه يا بنى اللى انت بتقوله...
عمرو يكز على اسنانه: انا العفاريت الزرق بيتنططوا قدامى، آسر عمل ايه في سمية، انطق لقلبها على راسكم ومش هيهمنى حد...
يوسف بارتباك: آسر بيقول ان سمية ررجعت مصر بقالها يومين تقريبا، وده من غير ميعرف، ومحدش عارف، باختصار هو مش عايز حد يعرف انها في مصر، وهو بيقول انه هيجى كمان يومين، وهيتصؤف.
عمرو بعصبية: نعم يا اخويا انت وهو، اكيد عمل لها مصېبة، انا مش هستنى لما هو يتصرف، انا هوريه، وهتصرف.
يوسف: اوعىى تقول لحد؟
عمرو: متقلقش وطمن حيلة مامته اللى اتصل بيك...
دخل عليهم عمرو بوجه غير الذي خرج، جلس يعبث بهاتفه، جلست بجواره ملك،
ملك: خير ريا حبيبى مالك...
عمرو: ولا حاجة جالى تليفون دايقنى من الشغل، لازم امشى، انا اسف يا ملك.
ملك بابتسامة: ولا يهمك. متدايقش نفسك، واهو هقضى العيد مع ابنك باى ههههه
عمرو: ههههه ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم...
مها: بتتودودا في ايه يا ولاد، لا يتناجى اثنان دوون القبيلة اللى قاعدة دى هههه
عمرو: ولا حاجة يا خالتوا، بس لازم انزل اسكندرية دلوقتى، جالى تليفون من الشغل في مشاكل. انا اسف
مها: ده احنا في العيد يا عمرو. يا حبيبى فيها ايه لو مشيت بكرة الصبح النهار له عينين.
عمرو: معلش انا آسف يا جماعة عن اذنكم...
الفصل السادس والأربعون...
نظر لها عمرو پصدمة، سقطت من يده علبة الدواء، ثم امسكها من ذراعيها،
عمرو بعدم فهم: ده، دوا قلب،؟
سمية بتأثر: عارفة، انا عندى القلب يا عمرو.
نظر لها عمر، باعين دامعة، متفحصة كانه يراها لاول مرة، نعم من يلاحظ وجهها يعلم علتها، ماذا حدث لهذه الزهرة.
عمرو پصدمة: من امتى،؟
سمية: سنتين تقريبا، المهم. يلا عشان نمشى. ولا رجعت في رأيك.
عمرو بعصبية: كل المدة دى، كل المدة دى يا سمية ومحدش يعرف. عشان كده فسختى خطوبتك مع محمد، عشان كده قبلتى بواحد زى آسر، ليه كده، ليه...
سمية پبكاء: انا مش مستحملة كلام، هحكيلك على كل حاجة في الطريق، بس ملك متعرفش حاجة.
عمرو: طيب. طيب. يلا، هتقدرى تيجى.؟
سمية: ايوة يلا...
خرجت سمية برفقة اخيها، عمرو. كاد ان يجن، حكت له عن مرضها. ولماذا فضلت عدم اخبار احد،
عمرو: وايه حكاية آسر؟
سمية باستعطاف: بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتى ارجوك...
عمرو: حاضر...
بينما كان يجوب الشوارع، يسال عنها يبحث عنها بالمستشفيات، لا شئ، بالفنادق، وجد انها مكثت ليلة ثم غادرت وجاء رجل وسأل عنها بيومها، من هذا
الرجل، وصل عمرو الى منزله بالاسكندرية، صعدت معه، اوقفته قبل دخوله منزله،
سمية بصوت منخفض: زى ما اتفقنا...
عمرو: حاضر، ملك، انتى فين عندى ليكى مفاجأة. انتى فين...
اتت ملك وهي ترتدى مريول المطبخ بيدها ملعقة وبالاخرى، تحمل طفلها الباكى،
ملك: يووووه عايز ايه انت كمان. مين ده. سمية.؟
سمية: ههههه. ايه ده. جه عليكى اليوم اللى تكونى فيه ست بيت شاطرة ههههههههه
عمرو: شاطرة مين. دى كل ما تعمل اكلة يجيلى تلبك معوى، ومبترضاش تخللى الشغالة تطبخ...
ملك: يا شيخ امسك ابنك خلينى اسلم على اختى
احتضنت ملك سمية بشدة واخذت تقبلها. وټحتضنها،
ملك: وحشانى اوى، ايه مالك خاسة كداليه؟
سمية: مفيش مسبك هناك ولا مقلى ههههه
ملك: هدوقك النهاردة بأى بشاميل تمام اتعلمته من فتافيت
عمرو: اه يا قلبى. فتافيت. يبأى ميزانية الشهر هتخسع ههههههه
سمية همت لتحمل الطفل: هاتو حبيب خالتو ده. ماشاءالله ماشاء الله...
عمرو: عمتو وخالتوهههههه
احتضنت سمية الطفل بينما استكان بين احضانها ,,,واطمئن،
ملك: ايه ده الواد نام بسرعة كده ليه، قوم ياد
سمية: ايه يا بنتى ياد دى، لو ماما سمعتك هتقص لسانك.
ملك: اطلعى من دماغى انتى كمان خللى الواد يبأى روش كده مش كفاية اسمه ههههههه
سمية: هههههه ېخرب عقلك يا ملك، ربنا يخليهلكم يارب...
ملك: اروح اتصل بماما هتفرح اوى، امال فين آسر. انتى جاية لوحدك.
عمرو بجدية: ملك، محدش يعرف ان سمية هنا خالص، خالص ولا حتى ماما ولا خالتو
ملك باستغراب: ليه؟
عمرو بجدية: ملك...
ملك: خلاص خلاص براحتك، احسن بردو لان ماما لو شافتهاكده هتموتها هههههه، المهم ادخلى غيرى، عشان ترتاحى...
سمية: عن اذنكم...
عمرو: انا دخلت الشنط جوه، ادخلى يا ملك رصيهم. وانا هخللى بالى من خلودةة حبيب بابا و الاكل وامرى لله
ملك تقبل وجنته: ربنا يخليك ليا يا حبيبى يارب...
انقضى اليوم، جلست سمية مع اختها وزوجها، كاان يوما جميلا هادئا شعرت بالحب يغلف حياتهم، بينما كانت نظرات عمرو؟ لا تخلو من الشفقة والحزن، قامت ملك لتنيم صغيرها،
سمية: مكنتش عايزة اقول لحد عشان كده...
عمرو: عشان ايه؟
سمية: عشان الشفقة اللى في عينك والحزن ده يا عمرو، انا راضية الحمد لله، دى نعمة من ربنا، ربنا بيحبنى عشان كده ابتلانى، انا الحمد لله كويسة، مجيش حاجة بالنسبة للاطفال اللى بيعانو من المړض ده. او حتى الناس المړيضة بالسړطان يا عمرو، معنتش عايزة اشوف النظرة دى في عينيك ليا تانى، عشان خاطرى
نهض عمرو وقل رأسها، ثم ترقرت دموعه.
عمرو: حاضر، هخدلك حقك منه، باباكى مش هيقف قصاده عشان ابن اخوه، لكن انا هاخد حقك، متحمليش هم اى حاجة...
سمية تربت على يده: بشرط دموعك مشوفهاش تانى، امسحها ملك جاية، اللى اعرفه ان الراجل مبيعيطش، وبعدين انت بتفول عليا ولا ايه...
عمرو: ربنا يخليكى ويشفيكى يارب
سمية: احسن حاجة عملتها، يارب، ملك يا ملك...
ملك: ثوانى جاية، خير عملك ايه. اقطعه على طول واحطه في اكياس. اؤمرى انتى بس...
عمرو: متجوز فتوة الفيومى، صبرنى يارب...
سمية: هههههه ربنا يخليكم لبعض، ايه رأيك ننزل نتمشى على الكورنيش شوية، الجو حلو اوى...
ملك بفرحة: اه بالله عليكى فكينى منه ومن ابنه
سمية: هههههه لا هما هييجوا معانا عشان منبقاش لوحدنا. ه
ملك: يا دى الهم طيب هقوم البس ولا عندك رأى تاننى يا دكترة.
عمرو: انا اقدر بردو. اتفضل يا معلم غير. والله انا حاسس ان انا على القهووة. هههه.
الفصل السابع والأربعون...
نزلو الثلاث، جلسوا على الكورنيش، كان يوجد الكثير منذ زمن لم تستنشق سمية نسيم عليل كهذا، كانت تاكل البطاطا المشوية مستمتعة بها، وعمرو يحمل ابنه وملك بجوارها. حالة من السعادة، شاهدت شابا يتحرش بفتاة. وهي تحاول ان تبتعد عنه وهو مازال يمسكها حتى اتوا مجموعة من الشباب خلصوها منه، تذكرت سيف وما كان يفعله، سقط ما كان بيدها، ثم توقفت مكانها، لاحظ عمرو. توجه اليها، وجد يدها ترتعش،.
عمرو بقلق: سمية، مالك...
ملك: مالك يا بنتى شوفتى عفريت...
سمية بصوت متهدج: عايزة. اروح، اروح...
ثم سقطت سمية ارضا، حملها عمرو الى السيارة، ثم حاول ان يفوقها، حتى افاقت. وهي تصرخ وتقول: لا لا لا، لاااااا. حاول تهدئتها، حتى هدأت واستعادت وعيها، ثم بكت، احتضنتها ملك.
ملك: لا حول ولا قوة الا بالله، مالك بس. ايه اللى حصل...
سمية: عايزة اروح، مش عايزة اشوف حد. مش عايزة...
عمرو باسف: اركبى يا ملك هنا معاها. اهدى يا سمية هنروح هنروح...
اقلهم عمرو الى المنزل توجهت سمية الى غرفتها، تناولت دوائها. ثم همت لتنام، طرق عمرو الباب عدة طرقات، اذنت له بالدخول ثم دخل، جلس على الكرسى،
عمرو: البنت اللى اتحرشوا بيها صح؟
سمية پبكاء: امممم
عمرو: حد عمل فيكى حاجة...
نظرت له سمية پألم: لا، الحمد لله، عمرو انا اسفة بجد...
عمرو : بس. مش عايز اسفة دى. احنا اخوات. اهدى دلوقتى. صليتى العشا؟
سمية: اممم
عمرو: خلاص نامى، الصباح رباح، لو تعبتى ناديلى. ماشى؟
سمية: حاضر...
تركهثم جلس بالصالة يراجع اوراق خاصة بالعمل. اتاه اتصال، من رقم غريب،
عمرو: السلام عليكم...
آسر: وعليكم السلام ازيك يا عمرو
عمرو باستغراب: الله يسلمك، انت آسر،؟
آسر: اممم، انا
عمرو: والله لاوريك، هدفعك التمن غالى اوى. انت عملت فيها ايه. ظ.
آسر بلهفة: انت قابلتها عرفت هي فين؟
عمرو: لا، بس عرفت انها هنا في مصر ومحدش لاقيها قولتلك مش حمل چرح، وانت دوست جامد جامد اوى، هوريك يا آسر. اطمن عمرك مهتلاقيها لانها واضح كده انها مبأتش طيقاك، مع السلامة...
اغلق عمرو الهاتف بوجهه، ودخل غرفته لينام، بينما آسر، لم يحتمل،؟ ل يجوب الشوارع هائما على وجه لا يرى اى طريق. يسلكه، ظل هكذا حتى الصباح، استيقظت، ثم حضرت اغراضها، وارتدت ملابسها، استيقظ عمرو وملك، طرق الباب ثم دخل، وجدها هكذا،
عمرو: انتى رايحة فين من الصبح كده...
سمية: رايحة بيتنا يا عمرو، بيتنا، لازم اواجه اللى انا فيه...
عمرو: طيب اذا كان ده يريحك، استنى اروح الشغل واجى اوصلك، /اشى.
سمية: لا. انا حجزت تذكرة طيران، المطار قريب من هنا. وصلنى المطار. ويبأى كده كتر خيرك...
عمرو: حاضر، بس انا كده قلقان عليكى
سمية: متقلقش، انا مبأتش بتاعة زمان يا عمرو.
اوصلها المطار، ثم غادرت الطائرة متوجهة الى القاهرة، وصلت القاهرة استقلت سيارة اجرة، متوجهة الى منزلها، وصلت منزلها ضړبت الجرس، لتفتح الخادمة الجديدة،
شروق: مين حضرتك؟
سمية: مش ده بيت الباشمهندس أحمد الفيومى؟
شروق: ايوة...
سمية وهى تدخل منزلها: انا سمية، انتى جديدةة هنا صح.
شروق: ايوة، هو حضررتك، دكتورة سمية؟
سمية بابتسامة: بالضبط، ماما هنا صح...
مها: مين ياا شروق اللى جه...
سمية: انا ياست الكل...
اسرعت مها نحوها، احتضنتها وبكت.
مها بفرحة: سمية حبيبتى، حمد لله على سلامتك يا بنتى، الحمد لله ربنا طمنى عليكى، مقولتيش ليه نجيبك من المطار، فين جوزك يا حبيبتى...
سمية: يعنى انا مش مكفياكى؟
مها: اخص عليكى، ربنا عالم قلبى كان واكلنى عليكى ازاى، وحشتينى يا ضنايا، تعالى ندخل جوة، وانتى يا شروق طلعىحاجة الدكتورة في الوضة المقفولة اللى فوق ونضفيها بسرعة يلا، وحشتينى اوى اوى
سمية بدموع: وحضرتك يا ماما، ربنا ميحرمنيش منك ولا يبعدنى عنك...
مها تمسك وجهها: آمين يا حبيبتى، مالك. انتى تعبانة، شكلك ماله كده؟
سمية بتنهيدة: الرحلة كانت طويلة ومتعبة اوى، اوى يا ماما.
مها: حمد لله على سلامتك، امال فين آسر، راح لمامته؟
نظرت سمية ارضا ثم ارتمت بحضن امها باكية، فزعت مها.
مها: لا حول ولا قوة الا بالله. مالك، ايه اللى حصل، لا حول ولا قوة الا بالله، اهدى يا حبيبتى، اهدى. اذكرى الله...
سمية: لا اله الا الله، لا اله الا الله...
مها: عمل فيكى ايه؟
سمية پانكسار: ولا حاجة مش عايزة اتكلم في الموضوع ده دلوقتى عشان خاطرى...
مها بحسرة: ماشى يا بنتى. يلا اطلعى فوق. غيرى، اوضتك جهزتهالك من اول منقلنا، وحطالك فيها المسک والياسمين، قلبى حاسس.
سمية: ربنا يخليكم ليا، يارب...
مها: يارب، يارب، قومى يلا نامى. لحد لما ترتاحى يكون بابا جه، ده هيفرح اوى هتصل بيه اقوله...
سمية بسرعة: لا لا. خليها مفاجأة احسن، لما اصحى.
مها: اللى انتى عيزاه، يلا تعالى...
صعدت سمية غرفتها الجديدة، وجدتها لا تختلف كثيرا عن سابقتها، دون انها اكثرر فخامة تفتقر نوعا ما الى البساطة، وجدت صورتها هىى وآسر يوم كتب كتابهما، انزلت الصور. واسقطتها ارضا، اخذت تحطمها، باكية، سمعت مها صوت الزجاج، دخلت عليها، وجدتها تجس ارضا باكية بجوار الصورة المهشمة، صدمت، اقبلت عليها. ټحتضنها، رفض الدمع الاستقرار ففقد اتزانه على وجنتيها،
مها: يا حبيبتى اهدى. اهدى...
سمية باڼهيار: ليه، ليه، ليه يا ماما، ليه انا يا ماما، ليه،؟
مها: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اذكرى الله يا سمسمة مش كده، اهدى. استغفرى الله، اهدى كده غلط عليكى مينفعش كده، كل حاجة هتتصلح، واللى انتى عيزاه، كله هيحصل ان شاء الله
سمية: خلصت يا ماما، خلصت خلاص، مش عايزة حاجة، معنتش عايزة حاجة من الدنيا يا ماما، خلاص...
مها: طيب قومى يلا اغسلى وشك، واتوضى وصللى كده، ان في صلاتك سكن لهم، يلا يا بنتى يلا، هنزل احضرلك لقمة تاكليها
سمية: لا يا ماما، انا عايزة انام.
نهضت سمية بمساعدة والدتها، اغتسلت وابدلت ثيابها، وصلت، ثم نامت بين احضان امها، ترقيها وتتلو القرآن والاذكار، حتى هدأت سمية واستسلمت للنوم، نهضت مها. ثم توجهت لغرفتها، واخذت تبكى على حال ابنتها، اتاها اتصال من رفيقتها أميرة،
مها: السلام عليكم.
آميرة: وعليكم السلام، مشغولة ولا ايه؟
مها: ليه؟
أميرة: بقالى ساعة عمالة اتصل بيكى، المهم ايه اخبارك وحشانى جدا والله...
مها: وانتى اكتر والله يا أميرة، ايه اخبار دكتور خليلونغم؟
أميرة: تمام الحمد لله، ايه رايكم تيجوا تتغدوا معانا النهاردة، عالة طاجن الكوارع اللى بتحبيه...
مها: ربنا يخليكى يا حبيبتى. خليها ليوم تانى.
أميرة: اخص عليكى يا مها ده انا عاملة حسابكم، متكسفينيش عشان خاطرى...
مها بنفاذ صبر: يوووه باى يا أميرة قولتلك لا، سيبينى باللى فيا...
أميرة: خلاص يا مها براحتك، مالك فيكى ايه؟
مها پبكاء: سمية يا أميرة...
أميرة بقلق: خير مالهالا؟
مها: سمية عندى هنا لسة جاية، لوحدها، البت تعبانة اوى، لو شفتيها متعرفيهاش، عينيها دبلانة، ووشها زى اللمونة، وجسمها مهدود
أميرة: لا حول ولا قوة الا بالله، طيب معرفتيش مالها.
مها: لا، بس آسر عملها حاجة كبيرة اوى. مش راضية تتكلم...
أميرة: الطف بينا يارب، طيب اجيب خليل وآجى...
مها بسرعة: لالالا، سمية مش عايزة حد يعرف انها جت. زحتى مخلتنيش اتصل بابوها. البت ضاعت منى...
أميرة: متقوليش كده يا حبيبتى، دى في حضنك وكلها يومين وترجع احسن من الاول، رببنا يهدى سرها يارب يا مها، ويرجع الامور لمجاريها بينها وبينه.
مها: يارب، بس والله لاوريه، بنتى ميحصلش فيها كده غير من الشديد القوى...
أميرة: عارفة يا حبيبتى عارفة...
مها: يلا الحمد لله، معلش يا اميرة، انا مضطرة اقفل، رهف جت من المدرسة باين كده
أميرة: ولا يهمك يا حبيبتى، مع السلامة وطمنينى عليها يا مها عشان خاطرى...
مها: ان شاء الله مع السلامة
انهت مكالمتها ثم توجهت لغرفة ابنتها لتطمئن عليها، وجدتها نائمة تحلم بكابوس وتهذى،
سمية نائمة: لالا، حرام عليك، سيبونى، يارب، لا، لا. انا مظلومة، لااااااا
مها تحاول ايفاقتها: سمية، ايه يا حبيبتى. مالك، فوقى يا ماما، >ه كابوس.
سمية تصرخ: لاااااا سيبونى، سيبونى...
مها بهلع: سمية، سمية، قومى يا بنتى ده كابوس، الله اكبر...
ففزعت سمية من نومها، باعين زائغة خائڤة، ارتمت بين احضان امها، تبكى، اخذت امها تملس علىشعرها وترقيها الرقية الشرعية، حتى استكانت، اطفأت الانوار، دخلت عليهم رهف،
رهف: ايه يا حاجة اين انتى بس، ايه اللى جابك هنا مش دى اوضة سمسمة...
مها بصوت منخفض: هشششششش، اختك نايمة بس...
رهف بهمس: مين اختى. والله لو كانت ملك، لمدفعاها مياية كاملة...
مها بصوت منخفض: بس دى سمية، يلا اطلعى.
رهف متفاجئة: سمسمة؟ جت امتى، طيب وسعى يا حاجة نسلم.
مها بصوت منخفض: يا بت اختك. تعبانة يلا، اطلعى مالك اخوكى جه؟
رهف: ايوة، في اوضته بيغير...
مها: طيب يلا. عشان تغيروا وتتغدوا، انا جاية وراكى.
رهف: حاضر...
خرجت رهف من غرفة اختها. ترى اختها نائمة ين احضان امها، ان بها شئ ما، لقد كانت بمجرد سماعها تنهض من سريرها، فهى ابنتها المدللة، توجهت رهف لغرفتها، ثم ابدلت ثيابها، وبعثت لاخيها رسالة نصية، &تعالى عندى في الاوضة في مصېبة بجد &. رآها مالك. ثم توجه لغرفة رهف، دخل ممسكا بيده عصا الجولف،
مالك: عارفة لو كان مقلب، هقلبك...
رهف: لا والله، بس ادخل واقفل الباب.
مالك وهو يغلق الباب: اهه اتقفل. خير...
رهف: سمسمة هنا، وفي اوضتها، وتعمامامرضيتش تخلينى اسلم عليها وخرجتنى من الاوضة
مالك بنصف عين: الكارتون لحس دماغك...
رهف بضيق: والله انت اللىدماغك اتلحست. أفهم يا بنى، مش مصدقنى روح اوضة سمسمة المقفولة وانت هتلاقيها نايمة جوه...
مالك: طيب يمكن هي عايزة ترتاح من السفر...
رهف: انا ايه اللى خلانى اتكلم معاك، سمية تعبانة كانت نايمة في حضڼ ماما، وماما عمالة ترقيها وټعيط...
مالك: وآسر هنا؟
رهف: تؤ...
مالك: عارفة لو كان مقلب
رهف مقاطعة: اكفينا شړ الهبل يااااااااااااااارب، المهم. ادخل وشوفها، عشان ادخل معاك والنبى...
مالك: طيب طيب، تعالى...
ساوره القلق، دخل الغرفة. وجد شخص ما نائما، اقترب وجدها سمية، طبع قلة رقيقة على جبهتها، مماا جعلها تفزع من نومها،
سمية بفزع: مين.؟
مالك محاولا تهدئتها: انا مالك ياا سمية اهدى يا حبيبتى، مش عفريت.
سمية بابتسامة، : مالك، وحشتنى اوى.
مالك : وحشتينى، اوى. حمد لله على السلامة، وانا بقول مصر منورة ليه...
رهف: يا عم وسع، ده انا اللى قيلالك...
سمية تحتضن اختها: هههه تتعالى تعالى. وحشتينى.
رهف: وانتى اكتر والله يا سمسمة، كده تسيبينى لاخواتك، استفردوا بيا، خاااااالص.
سمية: مين اللى يقدر ده انا وريهم العين الحمرا...
رهف: سمية فاكرة وعدك ليا قبل ما تسافرى...
سمية: امممم
رهف: اخباره ايه؟
سمية: على وعدى يا رهف...
رهف بفرحة: ياااس.
مالك: ادى اخرة مدارس اللغات. هههههه. امال فين آسر هو مجاش معاكى؟
سمية: مالك، متجيبش السيرة ماشى،؟
مالك باستغراب: ماشى، مش هتتغدى معانا؟
سمية: لا مش دلوقتى، شوية وهنزل. عايزة اكتشف البيت لسة ههههه
مالك: اطمنك ان مفيش اسطبل هنا ههههههه
سمية: عارفة، مش كل حاجة بتفضل على حالها، يلا عشان اغير، سيبونى بأى...
مالك: كابتن رهف يلا.
رهف: حاضر.
الفصل الثامن والأربعون...
خرج مالك واخته، تاركين سمية، ابدلت ثيابها، ثم اخذت دوائها وهبطت لاسفل وجدت شروق الخادمة الجديدة، سنها في الثلاثينات، حسنة المظهر، يبدو عليها انها خادمة لطبقة معينة من المصريين الذين يسكنون القصور،
سمية: السلام عليكم، انتى شروق.
شروق: ايوة يا دكتورة. معل والله انا اسفة جدا مكنتش اعرف حضرتك.
سمية: ههههه مفيش مشكلة خالص، على فكرة، انا اسمى سمية مش دكتورة، انتى مش مريضة عندى، ماشى.
شروق بابتسامة: بس مينفعش...
سمية بابتسامة: لا ينفع، جدا جدا، المهم. انتى باين عليكى مرتبة جدا
شروق بفخر: الحمد لله...
سمية: خلاص تعالى رتبى معايا شوية حاجات في اوضتى بس مش دلوقتى بعد الغدا ماشى
شروق: حاضر.
سمية: بالمناسبة اقولك شروق ولا ابلة شروق، يعنى على حسب ما تحبى، انا ديموقراطية جدا
شروق: ههههه لا خليها شروق بس...
سمية: امممم ماشى، فين ماما،؟
شروق: ف المطبخ، مبتحبش حد يعمل الاكل غيرها...
سمية: هتقوليلى. طيب فين المطبخ، لانى لسة جديدة ههههه
شروق: في اخر الطرقة اللى عند السلم، هتنزلى سلمتين تحت...
سمية: هزعل منك لو كانوا تلاتة
شروق: ان شاء الله ميكونش في زعل بيننا...
سمية: اكيد، عن اذنك.
توجهت سمية الى المطبخ، لتجد امها تغرف الاطباق.
سمية: برددوحمام بالسمنة البلدى يا ام سمية
مها: منمتيش ليه؟
سمية: مجاليش نوم يا ماما...
مها: لازم نقعد نتكلم مع بعض يا سسمية مينفعش، مينفعش الوضع ده...
سمية: ان شاء الله. بابا هييجى امتى.
مها: ن نصساعة بالضبط ويكون هنا. ان شاء الله
سمية: ان شاء الله. معلش ياماما. اعمليلى شوربة خضار ورز بسممتى على البخار...
مها باستغراب: شعر ده ولا ايه، انتى بتستهلى شوربة خضار ايه دى، هتاكلى حمام معانا يغذيكى شوية، دده انتى بايتى ارفع من رهف اختك، ووشك اد اللقمة، اسكتى خالص متجيبيش سيرة الاكل دى...
سمية بتنهيدة: طيب متحمريش بتاعتى.
مها: طيب براحتك، شروق، شروق.
شروق: نعم يا مدام.
مها: يلا طلعى الطباق ونادى رهف تشيل معاكى
شروق: حاضر.
رتبت شروق السفرة فكانت منظمة للغاية. وجلس الجميع، ثم قددم أحمد، ضړب الجرس فهمت شروق لتفتحه استوقفتها سمية،
سمية: انا اللى هفتحله، خليكى...
فتحت سمية لابيها الباب،
أحمد متفاجئا: سمي؟ أيه اللى جابك؟
سمية: امشى يعنى؟
أحمد بفرحة: تعالى دخلى الكرسى
سمية: من عينيا، بس اخد حضنى الاول.
استقرت سمية بحضن ابيها،.
أحمد: ضهرك هيوجعك من التميلة. يلا دخلينى، ولا هدوسك
سمية: عمرى ما اتعب من حضنك يا بابا، ع العموم يلا.
ادخلت سمية والدها قام بغسل يديه، ثم توجه الى غرفة الطعام برفقتها.
مها: الاكل برد...
أحمد: يا ستى. نسخنه، امال فين آسر مجاش معاكى.
سمية: لا...
أحمد: ليه. خير؟
سمية: ولا حاجة يا بابا.
اشارت مها لزوجها. ليسكت. فانتابه القلق، انتهى الجميع من طعامهم. كانت سمية تساعد شروق في ت=لم الاطباق، انتهت، ثم ذهبت لتجلس مع والدها،
أحمد: يعنى مبتريحيش نفسك، انتى لسة جاية من السفر يا بنتى...
سمية: يا والدى العزيز انا مرتاحة كده
مها: ها يا سمية عاملة ايه في رسالتك هناك...
سمية: الحمد لله...
أحمد: رجعتى دلوقتى ليه يا سمية؟
سمية: ها.
أحمد: بقولك في ايه؟ ايهه اللى حصل، ومتهربيش ومتسكتيش، ردى عليا.
سمية بتنهيدة: هننفصل يا بابا، ملناش نصيب نكمل مع بعض...
مها بخضة: ليه؟ ايه اللى حصل دهه انتو مكملتوش حاجة...
أحمد: ومين اخد القرار ده ان شاء الله...
سمية تزم شفتيها: انا وهو...
أحمد: بناءا على ايه؟
سمية: بناءاعلى اسباب انا في غنى عن توضيحها دلوقتى، عن اذنك يا بابا.
أحمد بعصبية: اقعدى هنا، متهربيش، تلاقيها من حساسيتك الزايدة، وزعلك، لو في اسباب مقنعة قوليها، يا اما انا اللى حجزلك بكرة على اول طيارة لامريكا وانا عارف انه هناك منزلش...
سمية بصوت مخټنق: بابا انا مش قادرة بجد دلوقتى...
مها: اهدى يا احمد. اهدى صحتك، اطلعى فوق يا سمية دلوقتى ونتكلم بكرة الصباح رباح...
صعدت سمية الى غرفتها، ثم استسلمت للنوم، علها تجد الهدووء بينما جلست مها تهدى زوجها.
مها: اعصابها ترتاح، وهتيجى تحكيلنا لوحدها، اكيد في مشكلة كبيرة. عشان كده نزلت انت عارف سمية مبتزعلش كده غير من حاجة كبيرة
أحمد: بنتك لسة فاكرة نفسها عيلة صغيرة، تزعل من اى كلمة تتقال، تلاقيها اتقمصت منه. متعرفش يعنى ايه بيت واسرة ومسؤلية...
مها: لا يا احمد سمية مش كده، انت لسة هتعرفها دى بنتك، وبعدين انت مش شايفها تعبانة ازاى ووشها الحزن مغطيه، بدل ما تطبطب عليها، تزعقلها كده وتقول كده، لا ملكش حق.
أحمد: يا مها انا وانتى متجوزين بقالنا اد ايه، عمرك معملتى عملتها دى...
مها: لانك عمرك ما اضطريتنى ان انا اعملها، وكنت بتحتوينى، متنساش فرق السن اللى بينها وبين آسر يا أحمد، وبعدين بنتنا مقفولة هو لا، عاش برة وراح هنا وهنا وواخد وضعه ع الاخر، اكيد ده ولد مشاكل مقدرتش تحلها وتواجهها بحكم خبرتها.
أحمد: بلاش حجج خايبة، ما انا اكبر منك ييجى ب 15 سنة ومشاكلنا كنا بنواجهها لوحدنا...
مها: جيلنا غيرهم يا احمد، اهدى بس ومتخدش كل حاجة على اعصابك.
أحمد: ربنا يسهل، من حق خليل جاى بكرة، بعد الصلاة ان شاء الله
مها: هو لوحده ولا هو واميرة؟
أحمد: لا كلهم.
مها: طيب ماشى ينوروا.
باتت سمية ليلتها متحسرة على ما آل اليه حالها، مستقبلها ودراستها وكل شئ، قد خسرته، ابت رهف الا ان تنام بين احضان اختها، كان قرآن صلاة الجامعة يصدح بالاذاعة والمساجد، دق جرس المنزل، ليس من العادة ان ياتى احد بهذا الوقت، انه. آسر، كان احمد بصحبة زوجته في التراس، يقرأ جريدته، دخلت عليه شروق، واخبرتهم ان شخصا بالخارج اسمه آسر يريد مقابلته، توجه احمد، الى الباب، ليراه،.
أحمد: حمد لله على السلامة ادخل يا بنى، كده يا شروق متخدليهوش...
مها: وهي كانت هتعرفه منين، ادخل يا آسر حمد لله على سلامتك...
آسر بابتسامة باهتة: الله يسلمكم، معلش لو كنت جيت بدرى...
أحمد: اقعد يا شيخ بلاش كلام فاضى، شروق اطلعى صحى سمية...
آسر متفاجئا بلهفة: هى. هي سمية هنا، موجودة هنا...
مها باستغراب: ايوة...
آسر بتنهيدة: الحمد لله...
أحمد بنظرة ذات معنى: هو انت مكنتش تعرف انها موجودة...
آسر بارتباك: يعنى. لا. اقصد كنت فاكرها في البيت عندنا، المهم، متصحيهاش سيبيها نايمة...
أحمد: روحى يا شروق اعمليلنا فنجانين قهوة...
شروق: حاضر يا فندم...
أحمد: فين شنطك، مش انت جاى من المطار على هنا بردو.
آسر: الشنط بعتها البيت.
أحمد: امممم، ايه اللى حصل بينكم،؟
آسر: تقصد ايه حضرتك؟
أحمد: ايه اللى حصل بينك وبين سمية، خليك صريح معايا، راجل لراجل
آسر: طيب نروح نصللى الجمعة وبعد كده نتكلم...
أحمد: ماشى...
آسر: طيب انا عايز اتوضى عن اذنكم
أحمد باستغراب: انت عارف الحمام ولا ايه؟
آسر: لا.
مها: طيب تعالى انا هوريهولك...
آسر: لا لا لا ملوش لزوم، انا هسال شروق برة عن اذنكم.
أحمد: اتفضل. متتاخرش عشان نلحق الصف الاول.
آسر: حاضر...
خرج آسر من غرف الصالون، ثو توجه الى الدور العلوى، لم يدر اى غرفة تسكنها، تجسس على ابواب الغرف، لم يسمع شيئا، دخل غرفة في اخر الممر. ډخلها بهدوء وجد رهف نائمة بين احضانها، اقترب اكثر فاكثر، ترقرت دموعه، كان كالعطش الظمآن الذي وجد نهرا من المياه الصافية، كالغريق الذي وجد مركب نجاه بعد تيقنه من مۏته؟ قبل رأسها. ازاح خصلا. تدارى وجه حزين ومكسور، ماذا فعل بهذا الملاك، انتبه للوقت، ثم خرج، نزل لاسفل ثم توجه للحمام، توضأ ,,,ثم خريج،.
أحمد: كنت بتتوضا في حمامات عامة ولا ايه
آسر: معلش بس متاخرناش اوى، فين مالك؟
أحمد: في المسجد، كان عنده تحفيظ الساعة 10 ادينا هنروحله يلا...
آسر: ماشى...
الفصل التاسع والأربعون...
خرج آسر برفقة أحمد توجها الى المسجد، قابلا مالك هناك، سلم عليه سلاما حارا، ثم صلا، واعادا ادراجهما الى المنزل، بينما كانت سمية قد استيقظت، اغتسلت ثم هبطت لاسفل، لتجد امها في المطبخ،
سمية: السلام عليكم
مها: نموسيتك كحلى، ايه اللى مصحيكى متاخر كده.
سمية: معرفش، راحت عليا نومة
مها: طيب يلا تعالى ساعدينى يا اما روحى ساعدى شروق عندنا ضيوف.
سمية: مين؟
مها: خليل وأميرة ونغم، اكيد واحشينك...
سمية: يااااه عمو خليل، اخيرا.
مها: وحد كمان، بس ده مفاجأة...
سمية: معنديش فضول اسال ههههه
دق جرس المنزل،
مها: يا شروق. شروق، شوفى مين، هي راحت فين، شروق
سمية: انا هروح اشوف. >ه اكيد عمو خليل...
فتحت سمية الباب لتجد عائلة طالما شاركتها حياتها. ودفئها، انه خليل وعائلته، تعجب خليل وتفاجأ،
خليل: سمية؟..
أميرة: ههههه كنت متاكدة من ردة الفعل، حمد لله على سلامتك يا سمسمة وحشتينا.
وسلمت سمية على أميرة ونغم ايضا، ودخلوا جميعهم، وجائت مها. بينما اكتفى خليل بمراقبتها، حتى لاحظت.
سمية: شكلى اتغير صح؟
خليل بنظرة ذات معنى: انتى اتغيرتى جدا جدا...
سمية فهمت قصده: مفيش حد بيفضل على حال واحد يا عمو...
نغم: بس يا ترى امريكا احسن ولا هنا. اكيد امريكا
سمية: المكان باللى فيه يا نغم ، على اى وضع هنا احسن بكتيييير.
اوى من غيرك ويا عيني خليل كل لما يروح الجامعة لا المستشفى يقول الله يمسيكى بالخير يا سمية.
أميرة: والله عندك حق يا سمية، البيت وحش
اوى من غيرك ويا عينىى خليل كل لما يروح الجامعة لا المستشفى يقول الله يمسيكى بالخير يا سمية، ههههه لحد لما في يوم قولتله الحمد لله انها اتجوزت. ولا كنت هخاف منها
سمية: هتخافى من ايه يا طنط بس، لو روحتى الكلية بأى هتعملى ايه
أميرة: هههه الحمد لله مبيدينيش فرصة.
خليل: هو أحمد اتاخر ليه كده...
مها: لا متاخرش ولا حاجة دقايق ويكونوا هنا...
نغم: هي رهف فين؟
مها: فوق قومى صحيها...
نغم: ماشى عن اذنكم
رن جرس الباب،
مها: قومى افتحى يا سمية، شروق تلاقيها في المطبخ ومش سامعة...
سمية: حاضر عن اذنكم.
فتحت سمية الباب، لتتصنم بوقفتها، توقف الزمن. نظرت له بعتاب شديد وڠضب، لم تنتبه لحديثه ولا لتنبيه والدها لها. ولا لدخول مالك المنزل، لم تنتبه، رأت آخر ما حدث بينهما، احست بصفعه وجهها، تركتهم وصعدت مسرعة الى غرفتها، اغلقتها عليها. وارتمت باكية على السرير، دخل عليها اخوها مسرعا، امسكها بكلتا يديه.
مالك بخضة: في ايه مالك، ايه اللى حصل...
سمية تبكى بشدة: ايه اللى جابه ازاى له عين ييجى هنا...
مالك: مين ده، آسر، ده زوجك.
سمية ارتمت باحضان اخيها: لا لا لا، خللوه يمشى، مش عايزة اشوفه...
فى هذا الوقت طرقت شروق الباب ثم اذن مالك لها بالدخول،
شروق: احمد بيه عايزكم تحت فورا، وياريت متتاخروش، متعصب اوى.
مالك: طيب، قوليله هننزل. اتفضلى
شروق: حاضر...
سمية پبكاء: مش عايزة اشوفه، يا مالك، عشان خاطرى مش عايزة انزل.
مالك يمسح وجهها: باين في مشكلة، لازم تواجهيها. زى مكنتى بتعملى، مينفعش تهربى كده...
سمية: المۏت عندى اهون منه، ارحمونى...
هنا تصاعد صوت أحمد مناديا.
مالك: سمية بابا بيزعق. وده مش مؤشر كويس، يلا ننزل. ووعد مش هخللى اى حد يدايقك. وبعدين كمان عمو خليل تحت، متقلقيش. يلا. قومى غسلى وشك ويلا
سمية بتردد: مش عايزة يا مالك...
مالك: يلا يا سمية. على الاقل بنية طاعة لبابا، يلا
سمية: حاضر.
ههبطت سمية بصحبة اخيها الذي ظل ممسكة بيدها مطمئنا لها، ما ان رآها، حتى توجه اليها. مد يده ليسلم عليها، لم تنظر اليه. تمسكت بمالك اكثر، نهرها ابوها.
أحمد: سلمى على جوزك، عيب...
خليل: اهدى يا احمد، تعالى يا سمية، اقعدى جمبنا هنا
توجهت سمية إلى خليل، وجلست بينما ظلت ممسكة بيد مالك،
أحمد: في ايه؟ شوفتتيه كأنك شوفتى عفريت، ايه اللي حصل...
آسر: بالراحة يا عمو عليها، انا مش زعلان، اعصابها تعبانة، انا مراعى وضعها.
ما ان سمعت صوته. حتى انتفضت. وقامت موجهة كلامها له،
سمية بصوت متتقطع: ملكش دعوة، ازعل اتفلق، ايه اللى جابك، ايه اللى جابك.
خليل يهمس لها بهدوء: اهدى. اهدى. كده غلط عليكى.
آسر: اللى جابنى انتى، تعالى نتكلم جوه...
سمية: مليش كلام معاك.
أحمد: بنت، اسمعى الكلام ادخلى انتى وهو اتكلموا جوه وحللوا مشاكلكم، اعملى خسابك النهاردة هتروحى لبيتك...
سمية باڼهيار: لا. انا مش هتكلم معاه، حرام كده، انا تعبت، كل حاجة أمر، واجى على نفسى واقول عادى مفيش مشكلة، حياتى كلها كده، للاسف معرفتش اقول لا على اى حاجة. روحى يا سمية، تعالى، ادخلى الكلية دى، روحى المكان ده.
اتجوزى ده، لا متعمليش كده، انا تعبت، انا كنت بلوم نفسى على اى تفكير ضد رغبتكم، مجرد تفكير كنت بحس بالذنب، انتوا بتقولوا عليا معرفش حاجة، مسبتونيش ليه اعرف، ليه ربتونى كده. وبعد كده رميتونى في غابة، ليه مبتسمعونيش، انتوا بتحبونى ايوة، لكن مش كل حاجة بتفكروا انها لمصلحتى، تكون كده، كفاية بأى مبأتش قادرة كفاية، كفاية. اقول لنفسى زى ما بتقولوا معلش يا سمية تعالى على نفسك شوية، بس خلاص تعبت، انا انسانة من لحم ودم عندى مشاعر، عندى طاقة، خلاص مبأتش قادرة، وعندى ارادة، مش آلة انتوا بتحركوها، انا مش راجعالك، ومش عايزة اسمعك روح روح، ربنا يسامحك، روح...
كان خليل يراقبها جيدا، يحاول تهدئتها دون جدوى، سكت ابوها وكذلك الجميع، سقطت سمية مغشى عليها، نزل الى مستواها خليل مسرعا، ثم حاول ايفاقتها بينما هرع اليها الجميع، امسك خليل بهاتفه، واتصل بالاسعاف حملها مالك الى الاريكة، امسك آسر بيديها پخوف عليها، بينما كان أحمد يكتفى بمراقبتها. بذهول شديد
خليل: ابعدوا شوية. كده، عشان النفس...
مها پبكاء: مالها اتصلت بالاسعاف ليه، فيها ايه.
خليل: ربنا يستر، ربنا يستر ومتضيعش مننا...
جاءت الاسعاف في غضون دقائق، ونقلتها الى المشفى، دخل معها خليل، بينما ظل الجميع في حالة قلق ينتظرون خارجا، فمها باكية وآسر بوجه متجهم ومالك يحتضن اخته الصغرى الباكية، وأميرة ونغم، استمر الوضع لنصف ساعة حتى خرج عليهم خليل بمعالم أسى على وجهه اسرعت اليه مها.
مها بهلع: خير، بنتى فين؟
خليل: سمية في العناية...
أحمد پخوف شديد: ليه؟
خليل باسف: معدش ينفع نخبى، بس اتمنى انكم تتماسكوا
أحمد: متخلص يا خليل.
خليل: سمية، عندها القلب، ضعف في عضلة القلب، بقالها ييجى سنتين تقريبا من ايام تعب أحمد عرفنا وقتها، لما حصل موضوع سيف ابن قدرى عليان، كالعادة مرضيتش تقول لحد عشان صحتك يا احمد حالتها كانت كويسة في الاول. بس هي اهملت. كانت بتحاول متبينش. لكن كل حاجة كانت بتحصل تكتمها وتأثر عليها، سمية عشان كده لغت موضوع خطوبتها الاولانى، وكانت رافضة فكرة الجواز. لانها صعب تكون ام، معرفش ايه اللى خلاها توافق على آسر، مقالتليش ليه، المهم باين عليها تتعرضت لضغط جامد قبل كده وجاتلها الازمة، وللاسف دى مضاعفات. ربنا يسترها ويعدى 48 ساعة دول على خير...
كان الجميع في صدمة، بينما حاول آسر استيعاب ما يقال كان يشعر بان العالم باكمله يعج بالسواااااااااااااااااد، نطق أحمد.
أحمد: ومقلتليش انت ليه؟
خليل: وعدتها يا أحمد، وكمان صحتك مكنتش تتحمل، المهم ادعولها دلوقتى، وياريت ان شاء لله لما تفوق محدش يعمل وكيل نياب عليها. ممنوع الكلامفى الموضوع ده خالص، آسر، عايزك في اوضة المكتب، بعد اذنكم
مها: هشوف بنتى امتى، عايزة اشوفها...
خليل: مش دلوقتى خالص ممكن تشوفيها من بكرة لكن ممنوع الدخول.
مها: ماشى.
ذهب خليل لغرفة مكتبه بينما تبعه آسر.
خليل: اقعد ياا آسر، انت عارف انا جبتك هنا ليه؟
آسر بتنهيدة: لا...
خليل: انا شوفت على جسم سمية اثار چروح وخدوش لسة جديدة، ممكن تفسرلى الموضوع ده
آسر: ده حصل اكيد لما سمية اتخطفت، في امريكا...
خليل باهتمام: ازاى،؟ حصللها ايه؟
آسر: واحد مش كويس هناك خطڤها، بس معرفش ايه اللى حصل بالضبط، بس محدش عرف ارجوك متقولش لحد
خليل: لا حول ولا قوة الا بالله، تانى حاجة، سمية قالتلك انها تعبانة...
آسر باسف: لا، للاسف مقالتليش
خليل: بس انت بصفتك جوزها، اكيد استشفيت تعبها، اقصد يعنى بيبان. انت فاهمنى...
آسر: ايوة فاهم حضرتك، بس اصل انا وسمية، كانت حياتنا منفصلة يعنى كل واحد في حاله
خليل: وضحلى اكتر.
آسر: انا وسمية اتفقنا اننا نكون اخوات لحد لما فترة الوصية تعدى على جوازنا وبعد كده ننفصل
خليل باستغراب: وصية؟
آسر بتنهيدة: ايوة، وصية، بابا كتب كل حاجة كل حاجة، لسمية وشرط ان حقى يرجعلى اتجوزها سنة كاملة تقعدها معايا هناك في امريكا، بس الكلام ده محدش يعرفه غير انا وماما وسمية، ومعرفش سمية عرفت ازاى
خليل: ايوة ايوة. فهمت، طيب سمية تعبت وانتوا هناك، لاحظت عليها حاجة...
آسر: ايوة، كانت في رمضان. تعبت جدا وكانت بترجع وتكح كتير، ونفسها مكنش بيكون مظبوط
خليل: انت مهنش عليك تاخها لدكتور يعنى؟، كام مرة حصلتلها، افتكر...
آسر: معرفش. بس اللى فاكره ان في يوم كنت محتاج نقل ډم وهي تبرعتلى. وتعبت شوية بعدها، والمرة اللى في رمضان، وتحايلت عليها اتصل بدكتور صاحبى هناك لكن كانت بترفض
خليل: نقل ډم؟
آسر: ايوة.
خليل: هي هتفضل طول عمرها كده، طيب يا آسر، انت عملت فيها ايه، ايه اللى خلاها ټنفجر كده صارحنى الكلام ده مش هيطلع برة الاوضة دى
آسر نظر الى الارض: معلش اعفينى
خليل: شكل الموضوع كبير، ياريتها كانت سمعت كلامى، يا ما قولتلها بلاش، تقوللى ڠصب عنى، لازم اتجوزه، مفهمتش غير دلوقتى...
آسر: وڠصب عنى انا كمان والله، انا. اانا بحبها بحبها جدا، ومكنتش اتخيل اجرحها ف يوم.
خليل بأسى: بس انت جرحتها من زمان المهم دلوقتى، لو عاشت سمية ياريت تنفذلها طلبها بالانفصال عنك، لانك وقتها هتكون رضيتها ومظلمتش نفسك
آسر: بس انا كده بمۏت نفسى بالبطئ.
خليل: لا، محدش بېموت عشان حد، سمية بجد تعبانة. عارف لو كان في امل 10%تخلف وتتعيش، >لوقتى من رابع المستحيلات، وكمان مش هتقدر تمارس حياتها بعد الانتكاسات اللى حصلت لها بشكل طبيعى، فكر في الموضوع، تقدر تقوم دلوقتى وياريت محدش ياخد علم بالكلام اللى اتقال.
آسر: بس ياعمو ممكن يكون في عملية؟
خليل: بص يا آسر لما يكون عندك ترس في مكنة او موتور الترس ده لما بيتكسر او بينعم ويتاكل، مينفعش تصلحه صح، انت بتيدله بواحد تانى من نفس المقاس ونفس التفاصيل. صح...
آسر بأسى: يعنى، مفيش أمل...
خليل: ان شاء الله هتعيش بس هيكون ليها وضع تانى...
خرج آسر من غرفة خليل ثم توجه الى حديقة المشفى، اخذ يبكى. ويبكى، هي مريضة واخفت عنه، كانت تتحمل وتتحمل لاجله، تحملته دون تململ، كم يتمنى ان تفيق علها تسامحه، بينما كان احمد ومالك ورهف بالداخل، أحمد كان يفكر كم اخطأ بحقها، كيف اجبرها على دخول القسم العلمى في الثانوية العامة، حيث كانت تريد ان تدخل القسم الادبى. وكيف اجبرها على الكلية، كيف اجبرها على اشياء كثيرة، تمنى ان تقول لا، لكنها لم تحقق تلك الامنية، وزواجها بآسر، وكل شئ، بينما مالك رهف الباكية، دموعه على خديه،.
رهف باككية: سمية ھتموت يا مالك؟ لو قلبها تعبان هديها قلبى يا مالك
مالك يمسح دموعها، : هششش ادعيلها احسن من العياط، مش ھتموت هتعيش، هتعيش.
رهف: انت كمان بټعيط يبأى هي ھتموت، عشان خاطرى قول لعمو خليل ياخد قلبى ويديهولها بجد.
مالك: مينفعش يا حبيبتى، هي ان شاء الله هتكون بخير. ادعيلها بس...
رهف: يااااااااااااااارب يارب خليلى سمية يارب، متحرمنيش منها يارب، والله هي طيبة. وبتحب الناس، يارب اشفيها وخليها كويسة ومتخليهاش تحس بۏجع يارب
مالك بصدق شديد: يارب يارب...
نغم: مالك، اتفضل انت مكلتش حاجة ولا شربت.
مالك: شكرا يا نغم. ادى لبابا.
نغم: ماما اديتله، خدى يارهف اشربى العصير ده.
رهف: نغم عشان خاطرى قولى لعمو خليل ياخد قلبى ويديه لسمية...
نغم باسف: مينفعش يا حبيبتى، هي هتكون كويسة ان شاء الله...
مالك: شوفتى نغم كمان قالتلك اهه...
نغم: ربنايشفيهالكم، يارب والله كلنا بندعيلها
مالك: يارب يا نغم يارب...
بينما كانت مها تراقب ابنتها من خلال الحاجز الزجاجى، انها كالمۏتى، وجهها وشفاهها، وكم الاجهزة التي يحيطط بها والخراطيم والاسلاك، كانت تبكى لا تتكلم. حتى وجدت يد تربت عل كتفها.
أميرة: ربنا هيقومها بالسلامة متقلقيش...
مها: بنتى هتضيع منى واحنا السبب كانت من جواها بتتقطع من جواها واحنا منعرفش، واحنا منعرفش، والله كنت جمبها، كنت جمبها، مقصرتش معاها والله
أميرة: وحدى الله يا مها، وادعيلها ان شاء الله هتقوم بالسلامة
مها: يارب، يارب، خليهالى دى نور عينى يا رب، يارب.
كان عمرو وملك فىى طريقهم الى القاهرة. اتصل بالبيت وعلم ماحدث، فذهب الى مشفى خليل مباشرة، دخل المشفى اخذ يبحث عنهم، حتى وجد غرفتهم، دخل وبصحبته زوجته الباكية على حال اختها وابنه، وجد احمد على حاله ورهف قد نامت بينما مالك يقرأ القرآن،
ملك بهلع: خير سمية مالها؟
أحمد: ان شاء الله هتكون كويسة...
عمرو: عمو خليل فين...
أحمد: في مكتبه...
عمرو: طيب انا رايحله...
كان آسر مازال بالحديقة، يبكى سمية، قرر ان يدخل. وجد عمرو خارجا من غرفته الذي لقاه باعين تطلق شرارا ثم توجه اليه.
عمرو: عارف هخليك تدفع تمن اللى انت عملته. هتندم
آسر بحزم: عمرو، لو سمحت انامش متحمل كلمة زيادة...
عمرو بعصبية: حذرتك قبل كده. لكن انت مبتحسش، حرام عليك، اهى جوه بين الحياة والمۏت بسببك. اتبسط وارتاح...
آسر بأسى: مين قالك انى مبسوط ومرتاح، انت متعرفش حاجة، متعرفش، روح يا عمرو. وياريت متخدلش لسمية ولا تشوفها.
عمرو: مش بمزاجك، ڠصب عنك
آسر بعصبية: انا جوزها انت ميين، ولا حاجة
عمرو: انا اخوها
آسر: ايوة ايوة، مش هسمح لراجل غريب وخصوصا انك تدخل عليها...
عمرو: غريب ايه. انت نسيت ان انا وهي اخوات في الرضاعة، مش عايز اضيع وقت معاك اكتر من كده عن اذنك.
تركه حائرا معاتبا نفسه، يجلد نفسه الما وندما، كم مرة ظلمها، دخل عمرو غررفة خليل وجده يسند رأسه على مكتبه بكلتا يديه،
عمرو: لو حضرتك مشغول ممكن امشى.
خليل: لا تعالى يا عمرو. خير
عمرو: كنت عايز اكلم حضرتك بخصوص سمية وتعبها
خليل: انت عرفت؟
عمرو: ايوة. واعرف حاجات ممكن تساعد حضرتك
خليل: قول...
حكى عمرو لخليل منذ دخولهاا المصحة وادويتها واعطاه تقارير طبية من المصحة، واخرى كانت نسيتهم بمنزله،.
خليل: سمية كانت بټموت نفسها بالبطئ، للاسف...
عمرو: حالتها عاملة ايه؟
خليل بحزن: ادعيلها، انا هقوم اروح اشوفها...
عمرو: جاى مع حضرتك...
خليل: لا يا عمرو الافضل متجيش روحلهم واقف جمبهم.
عمرو: ماشى
ذهب خليل لغرفة العناية وجعل مها واميرة يغادرنها، ودخل فحصها ثم جلس بجوارها،
خليل: ايه اللى حصلك، مين اللى عمل فيكى كده يا سمية، مين، فوقى، فوقى وكلمينى يا بنتى...
هنا اطلقت صافرة، للجهاز، منبهة لتوقف اللقب عن النبض، افزعت خليل، الذي استدعى الطاقم الطبى، محاولين انعاش قلبها، كان آسر في طريقه الى العناية وجد حركة غير طبييعية، انه خليل يحاول انعاشه، والجهاز لا يكف عن الصفير، هلع آسر، حاول الدخول، لكنه لم يستطع، كان يراقب جسدها الضئيل المهتز االذى يتحرك صعودا وهبوطا، داعيا الله ان يحفظها له، لا يريدها زوجته، يريد ان تكون بخير فقط فقط، بعد دقائق ليست بالقليلة، استعاد القلب نبضه، الذي اعطى لآسر حياة جديدة تمناها ان تكون بجوارها بصحبتها، لكن لها ما تشاء. ز. كان ينظرلها متلهفا خائڤا، تحتبس بعينيه دموعه، حتى خرج خليل، توجه اليه آسر باعين بائسة،.
آسر: هتعيش صح؟
خليل: الاعمار بيد الله، بس حالتها زى ما هى...
آسر برجاء شديد: ممكن ادخل اشوفها. والله خمس دقايق، مش هزعجها
خليل: مينفعفش، انت عارف
آسر باعين دامعة: ارجوك يا دكتور خليل، هما خمس دقايق مش هتكلم.
خليل بتردد: خمس دقايق بس ومتتكلمش، هي حاسة باللى حواليها.
آسر: حاضر...
ارتدى آسر الملابس المخصصة ثم دخل، مد يده لتلمس جبهتها لكنه تراجع، لكنه لم يتراجع عن لمس يدها والجلوس بجوارها، مسكها، وقلها، ترقرقت دموعه على يديها، نظر لها،
آسر بصوت هامس: سامحينى، انا اسف، اللى انتى عيزاه هعمله، بس قومى تانى يا سمية، كل اللى هنا محتاجينك، وانا اكتر واحد
محتاجك، انا بحبك.
ترقرق دمع آسر على خديه، بكاءا لحالتها، وجد دمعها ينزل عن خديها مسحه، كانت تستمع لحديثه لا تقوى على الرد لا تقوى على الحركة لكن دموعها ساعدتها في ردها. احست بلمسة يده على وجهها، جاءت الممرضة لتنبهه بالخروج، خرج آسر بعد ان قبل يدها وجبينها، خرج آسر ليراقبها من خلال النافذة الزجاجية، وجد اتصال من يوسف، توجه خارجا ثم رد عليه،
آسر: ايو يا يوسف ازيك
يوسف: ايوة؟ متعلمتش السلام عليكم.
آسر: مش ناقص هزارك. خير...
يوسف: انت داخل فيا شمال ليه كده، انا عرفت انك جيت بقالك كام يوم من طنط ميرفت وحبيت اتصل عشان اشوفك، لكن باين ان انا غلطان...
آسر بصوت مخټنق: يوسف، سمية في المستشفى
يوسف بخضة: ايه؟ ليه؟ خير.؟ في ايه، انت لقيتها امتى؟
آسر بتنهيدة: سمية بټموت يا يوسف...
يوسف: يا ستار يارب، ايه اللى حصل يا بنى، طيب انتوا في مستشفى ايه...
آسر: عارف مستشفى عمو خليل، هي دى، مش واخد بالى من اسمها.
يوسف: خلاص خلاص، مسافة السكة...
آسر: متقولش لمى هي حامل على وش ولادة.
يوسف: ماشى، يلا سلام...
كان الجميع بالغرفة، في حالة من الحزن،
احمد: مالك شوف ابن عمك فين، مينفعش كلنا هنا وهو برة لوحده.
مالك: حاضر يا بابا...
توجه مالك خارجا، اتصل به لم يرد عليه، توجه الى اخته. وجده واقفا مسندا جبينه على الزجاج بيديه، وقف بجانبه،.
ماالك: مرة قالتلى. اعمل الخير وعينه لدنيتك مفهمتهاش قالتلى اعمل حسنة بينك وبين ربنا بس. وقت ضيقتك هتحتاجها عشان ربنا يرفع عنك، انا متاكد انها عملت حاجاتكتير بينها وبين ربنا، ربنا هيرفع ع نها ويعديها من الازمة دى على خير...
آسر: يارب...
مالك: هسالك سؤال واحد ااسمحلى، بس ياريت تجاوبه بصراحة. وسامحنى لو هتجاوز فيه حدودى
آسر بتهكم: ده انا في نيابة، اسال يا مالك.
مالك باهتمام: انت بتحبها بجد، ولا صعبانة عليك، ولا حاسس بالذنب اتجاهها ولا ايه...
آسر بتنهيدة: انت متعرفش حاجة يا مالك، انا بحبها، لا مبحبهاش، انا بعشقها، عارف لما تفضل تدور على حلم و متأكد انه مش موجود، وفجأة تلاقيه، وحاسس بالذنب لانى السبب، بس والله يا مالك لو مكنتش بحبها مكنتش عملت معاها اللى عملته...
مالك: ممكن اعرف عملت معاها ايه؟
آسر: اعفينى يا مالك، لما سمية تقوم هي اللى هتحكيلكم.
مالك بسخرية: كانك بتقول للاخرس اتكلم، سمية عمرها مهتقول ولو حتى انت اتكلمت هي مش هتتكلم...
باين عليك متعرفهاش، المهم بابا بيقولك تعالى اقعد معانا هناك بدل ما انت قاعد لوحدك...
آسر: معلش يا مالك، مش عايز اشد مع عمرو
مالك: معلش. بس عمرو دمه حامى شوية، وكمان مع سمية زيادة حبتين، هو بيعتبر نفسه اخوها الكبير، مينفعش تفصله عنها، فمتلوموش...
آسر: وسمية كمان كده؟
مالك: ايوة، سميةعامة مبتتكلمش، اللى بيفهمها بس هو اللى يعرف يخفف عنها ويقف جمبها، عمرو الشخص ده...
آسر بتلقائية: ليه متجوزوش؟
مالك: ههههههه، اخوات في الرضاعة...
آسر: ايوة صح نسيت...
مالك: يلا يلا...
القى آسر نظرة على سمية ثم توجه الى الغرفة، دخل وجد كل على حاله، القى السلام ثم جلس صامتا، كانت تلاحظ نظرات زوجها لآسرزززبينما الاخير في دنيا اللاوعى،
ملك: عمرو، نسيت حاجة في العربية برة...
عمرو: طيب خدى المفاتيح وروحى...
ملك بنظرة ذات معنى: يا عمرو ثوانى.
عمرو: حاضر...
خرج عمرو ووزوجته. ثم اوقفته.
ملك: بالراحة شوية على آسر. بجد شكله زعلان يمكن اكتر مننا...
عمرو بعصبية: هو انا عملتله حاجة...
ملك: اهدى خلاص، ده جوزها يا عمرو مهما كان
عمرو: طيب يا ملك، هاهدى...
ملك بتأثر: عمرو سمية هتعيش صح، هتكون كويسة.؟
عمرو: ادعيلها بس، وهي اان شاء الله هتكون كويسة...
ملك پبكاء: انا عايزة اشوفها.
عمرو: بللاش دلوقتى.
ملك رجاء: عشان خاطرى...
عمرو يمسح دموعها: طيب بس بلاش عياط، ماشى.
ملك: ماشى...
اخذها، كان يمسك يديها ويربت على كتفها، ما ان رأت اختهاا حتى بكت، زوجها،
عمرو بحزن: احنا قولنا ايه؟
ملك پبكاء: عمرى مكنت اتخيل انى اكون في موقف زى ده، عمرى مكنت اتخيل ان سمية يحصلها كده يا عمرو
عمرو: ابتلاء من ربنا يا ملك، ادعيلها انتى وبس يا حبيبتى، يلاا عشا ن خالد زمانه تعب مامتك.
ملك تنظر لاختها: خاېفة اسيبها...
عمرو: ربنا احسن من الكل، يلا ياا حبيبتى...
توجها الى الغرفة، كانت في اواخر شهور حملها، كانت تجلس بالمنزل، وجدت زوجها يحادث الهاتف ويبدو عليه التوتر،
مى: خير يا يوسف، مالك.؟
يوسف: ولا حاجة بس عندى مشوار مهم...
مى باستغراب: النهاردة الجمعة، وكمان دلوقتى، خير؟
يوسف بنفاذ صبر: مشوار يا مى وخلاص واحد صاحبى تعبان شوية، يلاا عايزة حاجة،؟
مى: لا سلامتك...
يوسف يقل وجنتها: مع السلامة يلا.
خرج يوسف مسرعا متوجها للمشفى، سال الاستقبال ثم دخل عليهم وجد الجميع في حال حزن سلم على أحمد والجميع ثم احتضن آسر وربت على كتفه، ثم استئذن الرجلان، بينما مها كانت في حالة لا يرثى لها، كانت حزينة تجلس وحيدة في شرفة الغرفة باكية، دخل عليها عمرو،
عمرو: لازم تكونى اقوى من كده يا خالتو
مها بتنهيدة: خلاص يا بنى معدش فيها قوة...
عمرو: علشان عمو احمد حتى، حالته صعبة جدا. ورهف كانت مڼهارة قبل متنام، ارجوك يا خالتو
مها پبكاء: دى بنتى يا عالم بنتى...
عمرو: ربنا هيشفيها يا خالتو وهتكون كويسة وتاخديها في حضنك من تانى...
مها: يارب يارب، بس هي تفوق وتكون كويسة...
عمرو: ان شاء الله، يلا يا خالتو البلكونة زحمة هههههه
مها بابتسامة باهتة: ربنا يخليكم كلكم ليا، وميحرمنيش منكم...
خرجت مها ثم جلست بجوار زوجها امسكت بيده ثم نظرت لعينيه، لتجد فيهما الما وحزنا لم تره من قبل، زم أحمد شفتيه، ثم نظر لها،
أحمد بالم: انا السبب صح،؟
مها: ده قضاء ربنا سبحانه وتعالى، متحملش نفسك يا احمد. وان شاء الله هتكون كويسة...
أحمد: يارب يا مها، يااارب
كان يجلس على احد المقاعد في الكافتيريا وبجواره صديقه.
يوسف: هي ايه اللى حصلها،؟
آسر: سمية عيانة، عيانة من زمان.
يوسف بعدم فهم: ازاى يعنى؟
آسر بدموع: عندها القلب...
يوسف بمفاجأة: ايه؟ لا حول ولا قوة الا بالله، ازاى، من امتى، ازاى انت متعرفش لحد دلوقتى يا بنى...
آسر: مقالتش لحد، خالص، خالص، تحملت تعبها لوحدها، انا بحبها، انا مش متخيل هعيش ازاى من غيرها، انا عارف ان انا غلطت كتير بس معقولة العقاپ يكون قاسى بالشكل ده.
يوسف: اهدى يا آسر وحد الله، هتكون كويسة متقلقش، متوقعتش انك تحبها في يوم...
آسر بسخرية وألم: ولا انا، بس، حبيتها...
يوسف: طيب تعالى نلع من المستشفى نشم هوا نضيف
آسر: لا خلينى هنا، روح انت. انا هطلعلها فوق.
يوسف: انت بتقول انها مش حاسة بحاجة قعادك هنا ملوش لازمة، انت شكلك تعبان اوى، روح غير هدومك واحلق دقنك. وتبقى تعالى
آسر: مش هقدر اطلع قبل ما اطمن عليها، مش هينفع...
يوسف: طيب اجيبلك هدوم وتغير هنا وتحلق دقنك طيب.
آسر بسأم: مليش نفس، يلا انا طالع سلام.
يوسف: ينفع اطلع معاك، هاطمن عليها،؟
آسر: بعدين، بعدين.
صعد آسر ثم توجه لغرفة العناية، وجد أحمد وزوجته يراقباها، ظلا دقائق ثم غادرا، بينما هو تقدم لهها ظل متأملا اياها، لائما نفسه، داعيا الله ان يحفظها، كانت الساعة قد قاربت على الرابعة صباحا، وجد خليل قادما نحو الغرفة، راقبه، دخل فحصها ثم خرج، وجد آسر، دنى منه،
خليل: ادخللها، كلمها يمكن يا بنى...
آسر: خاېف اتعبها...
خليل يربت على كتفه: هتتعبها وهتتعبك، هو ده الحب، هي بتحبك يا آسر...
آسر: هي حالتها لسة على حالها بردو؟
خليل: على حالها، لسة مفيش تحسن. بس على الاقل فيه استقرار، ادخللها...
آسر بامتنان: شكرا...
رد عليه بايمائة بسيطة من وجهه ثم انصرف، بينما دخل آسر عليها، مسك يدها، قلها، ثم جلس، مرت عدة ايام والفراق يقترب منهما لكنه لا يستسلم له، كان الجميع منقسم بين البيت والمشفى، وأحمد يتابع اعماله بصعوبة حيث مى ببيتها لاقتراب موعد ولادتها، بينما عمرو كان يذهب لعمله ويقضى اجازته الاسبوعية بجوار خالته، اما آسر فلم يذهب لمنزله، اخبر والدته ان سمية اصيبت بوعكة صحية وعليها ان تاتى لزيارتها وطلب منها عدم اخبار مى، لم تخبر مى ولم تلبى طلبه بالزيارة، كان يجلس بجوارها في يوم، اشتاق لعينيها و لصوتها،.
الفصل الخمسون...
صعد آسر ثم توجه لغرفة العناية، وجد أحمد وزوجته يراقباها، ظلا دقائق ثم غادرا، بينما هو تقدم لهها ظل متأملا اياها، لائما نفسه، داعيا الله ان يحفظها، كانت
الساعة قد قاربت على الرابعة صباحا، وجد خليل قادما نحو الغرفة، راقبه، دخل فحصها ثم خرج، وجد آسر، دنى منه،
خليل: ادخلها، كلمها يمكن يا بنى...
آسر: خاېف اتعبها...
خليل يربت على كتفه: هتتعبها وهتتعبك، هو ده الحب، هي بتحبك يا آسر...
آسر: هي حالتها لسة على حالها بردو؟
خليل: على حالها، لسة مفيش تحسن. بس على الاقل فيه استقرار، ادخللها...
آسر بامتنان: شكرا...
رد عليه بايمائة بسيطة من وجهه ثم انصرف، بينما دخل آسر عليها، مسك يدها، قلها، ثم جلس، مرت عدة ايام والفراق يقترب منهما لكنه لا يستسلم له، كان الجميع منقسم بين البيت والمشفى، وأحمد يتابع اعماله بصعوبة حيث مى ببيتها لاقتراب موعد ولادتها، بينما عمرو كان يذهب لعمله ويقضى اجازته الاسبوعية بجوار خالته، اما آسر فلم يذهب لمنزله، اخبر والدته ان سمية اصيبت بوعكة صحية وعليها ان تاتى لزيارتها وطلب منها عدم اخبار مى، لم تخبر مى ولم تلبى طلبه بالزيارة، كان يجلس بجوارها في يوم، اشتاق لعينيها لصوتها،.
آسر: عارفة يا سمية لما شوفتك اول مرةة، قولت مين البنت دى، مش شبه صحاب مى ولا شبه اهل العروسة، لما ايدك اټجرحت وقتها قولت هتبهدلنى، بس انتى متكلمتيش ومشيتى، افتكرتك خرسا، لما شوفتك في فرح مى كمان، استغربت اكتر، بس حسيت فيكى حاجة مختلفة، مختلفة، اوى. يو خطوبتنا اكيد فكرراه صح، بصراحة مكدبش عليكى اټخضيت لما شوفتك، لما طلعتى تصلى فو ق ودخلت عليكى، وقتها كنت اول مرة اشوف عينك، واسمع صوتك بجد، عينك كان فيها حزن يا سمية. تمنيت لو اشيله واحط مكانة فرح وسعادة، مش عارف حبيتك من امتى، يوم النادى، قولت لا يمكن دى تكون سمية، كنتى واحدة تانية، جرحتك يومها بكلامى، وانتى قابلتى كده بتضحيتك ليا، انا معرفش حبيتك امتى بجد، بس اللى اعرفه انى بحبك من زمان اوى. اوى، انا اتغيرت يا سمية، غيرتينى يا ملاك، انا كنت خاېف منك. كنت بقول لا يمكن النقاء ده يكون في حد، بس للاسف كنت غلطان وانانى، فوقى يا سمية اسمع منك كلمة واحدة بس، سامحينى، عايز اسمع صوتك تانى.
بكى آسر على يدها ث اسند رأسه عليها، كانت تستمع له، لا تقوى على فعل شئ، اذن الفجر.
آسر: انا هقوم اصللى وجاى تانى...
خرج آسر ثم صللى الجر. وتوجه اليها مرة اخرى، امسك بيدها كالعادة.
آسر بهمس: انا صليت الحمد لله، وهقرا الورد دلوقتى ان شاء الله بس صححيلى زى ما اتعودنا. ماشى...
كانت تستمع له ولقراته وهو يمسك المصحف بيد واليد الاخرى يمسك بيدها، انهى ورده ثم نظر لها،
آسر بتنهيدة: بردو مش هتردى عليا...
وجدها تحاول ان تفتح عينيها،
آسر بلهفة: انتى فتحتى عنيكى انتى كويسة،؟
لم تجبه سمية. فتحت عينيها ثم اغلقتها مرة أخرى، ارادت سحب يديها لكنها لم تستطع،
آسر: سمية، ادينى اى اشارة. حتى لو مش قارة تتكلمى، طمنينى عليكى...
لم تستجب سمية يأس آسر ثم توجه لمكتب خليل. الذي كان نائما على كرسى مكتبه،
آسر: دكنتور خخليل. >كتور خليل...
خليل مڤزوعا: خير، حصل حاجة...
آسر بتوتر: فتحت عينها، ونامت تانى...
خليل: طيب طيب، ا=تعالى ورايا...
خرج خليل مسرعا من غرفة المكتب ثم توجه لها واستدعى طاقمه الطبى، ثم خرج خليل،
آسر: ها.؟
خليل بابتسامة: الحمد لله، تعدت مرحلة الخطړ...
آسر بفرحة: بجد. الحمد لله، طيب ادخلها؟
خليل: ماشى، انا هروح اطمن الباقى...
دخل آسر لها، قل جبينها، ثم جلس على الكرسى،
آسر: ياااااااااااااه حمد لله على سلامتك، اتكلمى يا سمية، وحشنى صوتك الهادى، وحشتنى برائته ورقته، وحشتينى...
كانت تستمع له، فتحت عينيها، ثم قالت بصوت متقطع يكاد يسمع،
سمية: ، اطلع، ماما، بابا. ماما...
آسر بدموع بسيطة: الحمد لله اتكلمتى خير الحمد لله، هندهلك عمو وطنط حاضر.
قل رأسها، دون ان يستشف رغبتها في غيابه وبعده عنها. ثم خرج مسرعا نحو غرفتهم، طرقها بسرعة، ففتح له عمرو،
عمرو بضيق: خير...
آسر بجدية: سمية فاقت، ياريت تقول لطنط وعمو هي عايزة تشوفهم...
ما ان اكمل جملته حتى دخل عمرو مسرعا الغرفة...
عمرو: خالتو عمو، سمية فاقت ملك قومى، سمية فاقت.
بينما هو توجه لسمية ليجد خليل بجوارها، انتظره خارجا، خرج خليل.
آسر: هتتنقل اوضة عادية امتى؟
خليل: مش دلوقتى مكن بكرة وممكن آخر اليوم النهاردة ان شاء الله، متقلقش.
آسر: الحمد لله، هي اتكلمت مع حضرتك صح...
خليل: لا هي فتحت عينيها وشافتنى ابتسمت، وبس، مش هتقددر تتكلم دلوقتى...
آسر: اممم. ماشى.
قدم الجميع دخلت لها مها، جلست بجوارها وامسكت يدها وبكت بكاءا كثيرا، ضغطت سمية قليلا على يد امها، لتنظر لها امها فتجدها مبتسمة.
مها: حمد لله على السللامة وحشتينى...
اومأت لها بعينيها،
مها: بابا برة عايز يشوفك، هخليه يدخل، الف حمد لله عل السلامة...
دخل أحمد ليكون بجانب ابنته مسك يدها، نظر لها بفرحة مصاحبة لشعور بالذنب،
أحمد: حمد لله على السلامة، سامحينى يا سمية. انا.
اشارت له بعينيها الا يكمل جملته، ثم ضغطت على يديه، فهمها أحمد، فلم يتكلم، دخل عمرو وملك، كل على حدة وكذلك رهف ومالك ونغم وأميرة، ولكن ظل هناك شخص يراقب من بعيد، يشعر بانه يعيش حلم ولكن سينتهى قريبا بمجرد طلب سمية للانفصال عنه، خرج له عمرو مبتسماثم توجه نحوه،
عمرو: حمد لله على سلامتها.
آسر باستغراب: الله يسلمك...
عمرو: معلش لو كنت شديت معاك في الكلام انا بعتذر.
آسر بجدية: مفيش مشكلة، كلنا اعصابنا كانت تعبانة...
عمرو: انت مدخلتش تانى ليه.؟
آسر: سيبتها تريح شوية...
عمرو بابتسامة: طيب، بس لازم تكون جمبها حتى وهو نايمة، هتحس بيك، حتى لو كانت تعبانة ومش عايزة حد. هتحتاجك انت، صدقنى
آسر بتهكم: انت اللى بتقول الكلام ده، اعتقد انك لو طولت تطلقنى منها هتطلقنى منها.
عمرو: مش وقته حساب يا آسر. لسة، بس انا عارف حاجة مهمة جدا، انها بتحبك، ومتقوليش ازاى انا اعرفها من نظرة عينيها، وانت بتحبها بجد عشان كده لازم تحس بوجودك جمبها، انا هروحهم عشان يرتاحوا شوية، بقالنا كتير على اعصابنا. وهييجوا ان شاء الله بعد العصر، خليك جمبها.
انصرف عمرو دون ان ينتظر منه ردا، بينما هو كان مترددا في دخوله لها، كانت نائمة، دخل عليها جلس، بهدوووء. اسند رأسه على طرف سريرها رافعا اياها قليلا بيده، ثم نام، استيقظت بعد قلليل لتجد جالسا على الكرسى يميل بجسده على طرف سريرها لينام، رفعت يدها قليلا. ارادت ان تمسح على شعره، فقد اشتاقت له كثيرا، تكرت انه آسر، انزلت يدها خائبة مرة أخرى ثم ادارت وجهها الناحية الاخرى، اتطلق العنان لدموعها الحائرة، استيقظ آسر، رفع رأسه قليلا، ليجد وجهها الناحية الاخرى، علم بانها لا تريد رؤيته، مسك يدها، لتسحبها منه بهدوء،.
آسر: انا بحبك يا سمية، بحبك، انا غلطت في حقك كتير، سامحينى، انتى قلبك كبير انا عارف...
اشارت له بيدها ان يصمت ثم، جاء خليل، لتنتبه لسلامه، ثم تنظر له،
خليل: ايه اخبارك النهاردة، اظن كده ان الاوضة التانية هتكون احسن من هنا، ولا ايه؟
سمية: امممم
خليل: لا لازم تشدى حيلك كده. مش هنفضل نتكلم بالاشارة عايزين نسمع قطرات الندى ولا ايه يا آسر.
آسر ينظر بعينيها بعمق: اكيد...
خليل: طيب، هتتنقلى الاوضة بكرة الصبح ان شاءالله، يارب مشوفك تانى هنا، الف سلامة يا حبيبتى، آسر ياريت متطولش
آسر: حاضر...
خرج خليل. بينما بلعت سمية ريقها بصعوبة، لاحظ آسر.
آسر بقلق: انتى تعبانة، حاسة بۏجع...
سمية: تؤ.
آسر بحنان: الحمد لله، حمد لله على سلامتك، وحشتينى...
لم تنظر له لم تجبه سمعت كلاما بما فيه الكفاية لا تريد سماع صوته الذي كان ېحرق قلبها كالڼار في الهشيم، تحاملت على نفسها ثم قالت بصوت يخرج من تحت الانقاض،
سمية: . انا، تعبانة، و. وعايزة اانام...
آسر بحنان: حاضر، نامى...
تركها آسر وخرج، ثم اتاه اتصال،
آسر: السلام عليكم
مى پبكاء: وعليكم السلام، كده يا آسر متقوليش، كده...
آسر: اهدى بس يا مى، اقولك ايه؟
مى: سمية تعبانة، وانت متقولش...
آسر: يا حبيبتى انتى على وش ولادة عيزانى اعمل ايه، خفت عليكى...
مى: خلاص انا ولدت اساسا...
آسر متفاجئا: امتى؟
مى: النهاردة الفجر، يوسف وانا بولدد قاللى ادعى لسمية، ولسة عارفة من ماما دلوقتى
آسر: ويارتر جتى محمود بيه ولا ميرفت ههانم؟
مى: لا محمود، بسشبه يوسف خالص
آسر: يا عبيطة، هو لسة بان
مى: طمنى بس يا آسر، سمية مالها، ماما قالتلى انها كانت في المستشفى...
آسر: انتكاسة وعدت، المهم انتى فين؟
مى: انا في المستشفى، ان شاء الله هروح بكرة
آسر: طيب يا حبيبتى حمد لله على سلامتك، لو نفع هجيلك ان شاء الله النهاردة
مى: لا يا آسر، خليك جمبها، ينفع اكلمها؟
آسر: هي نايمة دلوقتى، لما تفوق ان شاء الله هاتصل بيكى، سلميلى على حبيب خالو، محمود بيه الصغير...
مى: الله يسلمك يا حبيبى، عقبالك انت وسمية، مع السلامة...
آسر بتنهيدة: مع السلامة...
فكر آسر بحديث اخته ودعائها، ترى استعود له سمية مرة اخرى، ترى سينعم معها بحياة زوجية مطمئنة، ترى هل سيرزقا بالذرية الصالحة، ماذا سيفعل لو لم تقبل به مرة اخرى، نفض رأسه طاردا تلك الافكار، توجه لمنزله وابدل ثيابه واغتسل، ثم اخذ شيئا بيده وغادر، بينما هي نامت قليلا. واستيقظت لتشاهد خليل يجلس بجوارها،
سمية بتعب شديد: تعبت، حضرتك.
خليل: شدى حيلك انتى بس، مش قولتلك خللى بالك من صحتك...
سمية تغمض عينيها: مبأتش فارقة.
خليل: لا تفرق، لو مش عشا خاطرى عشلن خاطر بابا وماما، عشان خاطر اهلك، عشان خاطر، آسر...
ابتسمت سمية ابتسامة جانبية بسخرية، ثم فرت من عينيها دمعة،
خليل: آسر بيحبك، بجد، كان هيتجنن عليكى...
سمية: عمو، هتنقل اوضة تانية امتى؟
خليل بتنهيدة: طيب، بكرة ان شاء الله، حمد لله على سلامتك...
سمية: الله يسلم حضرتك...
خرج خليل من غرفة سمية وعلم انها قد دخلت صومعتها ولن تخرج، اما هي تذكرت كلامه، وقارنته باتهامه لها وطعنه بشرفها، نزل الدمع من مقلتيها كحبات الؤلؤ المبعثرة، لا تدرى كم مر من الوقت وهي هائمة بخيالها، ولكن انتبهت ليد تمسح دمعها، يد تعرف ملمسها جيدا انه آسر، لم تنظر له بل اغمضت عينيها، بينما هو تنهد،
آسر: طيب فتحى عينك بس، والله سوادهم وحشنى...
سمية: ...
آسر بتنهيدة: طيب، انا عارف غلطت في حقك، وغلطت فيكى و...
سمية بصوت مخټنق: ، من فضلك، عايزة اقعد لوحدى.
آسر: مش هطلع غير لما اديكى ده...
وامسك يدها تحت مقاومة منها والبسها خاتمها،
آسر محاولا ان يقنعها: اوعى تقلعيه تانى، لو ده مش خاتم خطوبتك وجوازك على الاقل هدية بابا الله يرحمه ليكى قبل ميموت، عن اذنك...
خرج آسر بينما هي نظرت لاصبعها قليلا، متذكرة عمها وابنه وماذا فعلا بها. لم تره لم تجرؤ ان ترى عينيه، هما سرر ضعفها، نظرته، حمدت ربها واستغفرته، خرج وهو في حيرة من أمره ماذا يفعل معها كى تسامحه. قابل خليل في طريقه للخارج،
خليل: ايه رايح فين؟
آ سر بسأم: هروح اشوف مى اصلها ولدت...
خليل بفرحة: ماشاء الله الف مبروك، ربنا يباركلهم، يوسف معاها مش كده...
آسر: ايوة. ووالدته وماما عن اذنك يا عمو...
خليل: طيب سلملى عليهم كتير وباركلهم، هترجع تانى؟
آسر بملل: معتقدش مش عايزة تشوفنى ولا تتكلم معايا حتى...
خليل: زهقت؟
آسر: تعبت...
خليل: طيب هتتنقل اوضتها الصبح ان شاء الله.
آسر باهتمام: طيب هي حالتها كويسة يعنى...
خليل يزم شفتيه: الحمد لله، المهم روح لاختك دلوقتى، الوقت هيتأخر...
آسر: طيب ماشى يا عمو عن اذنك...
الفصل الحادي والخمسون...
خرج آسر ثم توجه لاخته في المشفى عدة طرقات ثم دخلل، كان يجلس بجوار زوجته وهي تحتضن صغيرها، كان، بينما امها نائمة وامه قد غادرت منذ قليل، وجودوا طرقا على الباب اذن يوسف، فدخل،
آسر بابتسامة: السلام عليكم، ادخل ولا...
يوسف ينهض متوجها اليه: ما انت دخلت خلاص...
آسر يحتضنه: مبروك يا عم. يتربى في عزك وعز مى...
يوسف: الله يبارك فيك عقبالك...
آسر بأسى: ان شاء الله، حمد لله على سلامتك يا مى.
وحمل ابنها
مى: الله يسلمك يا حبيبى
آسر بابتسامة باهتة: ماشاء الله، حبيب خالو شرف، فتح عينيك يا ولا، يلا شوف خالو، وشوف جابلك ايه.
يوسف: هههههه اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش ايام السكاشن، كنت بتبص لكل واحد فينا تكتمه على طول...
آسر: اعملكم ايه يعنى، انا اشرح وانبح في صوتى وانتو قاعدين تعملو مقالب في يعض، يا شيخ اتنيل وامسك ابنك...
يوسف: ورينى كده يا بطل خالو جابلك ايه.
مى: مكنش له لازمة تتعب نفسك انت فيك اللى مكفيك...
آسر بعتاب: اخص عليكى ده ابنى، بس هادى مبيعيطش ليكون تعبان ولا حاجة لا قدر الله؟
يوسف بسخرية: طالع لخاله...
آسر: لا وانت الصادق لمامته، طيب هستأذن. بورك في المولود وشكرتم الرازق.
مى: سمية عاملة ايه...
آسر بأسى: ادعيلها يا مى، ادعيلها
مى: والله دعيتلها، ايه اللى حصلها، عندها ايه طيب...
آسر يقل رأسها: ادعيلها بس، يلا مع السلامة...
خرج آسر، اخذ يفكر بها. يفكر بكل ثانية عاشتها معه. وكل موقف مرا به سويا. وكل شئ، كل شئ، يالله. ترفق بها واشفها، حاډث باسل في الهاتف،
باسل: هلا آسر كيفك؟
آسر: تمام الحمد لله ازيك انت ويمن ولين؟
باسل: الحمد لله باحسن حال والله. شو اخبارك. لقيتها لسمية؟
آسر بتنهيدة: ايوة. الحمد لله
باسل: كطيب تمام الحمد لله طمنتنى، ايش وضعها هلا. يارب تكون منيحة؟
آسر: عشان كده اتصلت بيك، بص يا باسل انا هبعتلك تقارير واشعات لسمية. وقوللى رأيك فيها، ماشى
باسل بتعجب: تقارير شو؟ ليش سمة مريضة لا سمح الله؟
آسر: ايوة يا باسل، تعبانة شوية لما توصلك التقارير هتعرف، المهم ابعتهالك امتى؟
باسل: والله بأى وقت، فيك تبعتها هلا اذا بدك...
آسر: طيب ماشى هشوف وابعتها، متشكر جدا يا باسل
باسل: لا تقولهيك. نحنا اخوة
آسر: ده العشم، يلا مع السلامة
باسل: مع السلامة.
اغلق آسرهاتفه، ثم توجه لمشفى خليل حيث ترقد هناك، زوجته، توجه لغرفتها. وجد والدتها معها. تكلمها وسمية تنظر اليها مبتسمه، لم تلحظا ووجوده، لم يدر كم من الوقت مر وهو يراقبها، لم تكن تتحدث، كانت فقط تبتسم، لقد اراحته ابتسامتها، يبدو ان والدتها تقرأ قرآنا، نامت سمية ويدها مازالت في يد والدتها، قبلتها والدتها ثم خرجت.
مها: آسر؟ انت هنا من بدرى.
آسر: يعنى، سمية عاملة ايه؟
مها: الحمد لله، ربنا يثبتها يابنى...
آسر: يارب. حضرتك هتباتى النهارد ة هنا؟
مها: ان شاء الله، وانت
آسر: ربنا يسهل لسة معرفش، حضرتك روحى ريحى في الاوضة
مها تربت على كتفه: ماشى. لو حبيت ترتاح تعالى يا بنى انت بقالك كام يوم من الشركة للمستشفى ومن المستشفى للشركة...
آسر بابتسامة: انا كويس ياا طنط متقلقيش، بالمناسبة. مى ولدت...
مها بفرحة: بجد الف مبروك. هكلم ملك ان شاء الله ونروحلها، هي فين؟
آسر: هي في المستشفى هتروح بكرة ان شاءالله.
مها: ماشاء الله. ربنا يباركلهم يارب، عقبال متفرح بعوضك انت كمان.
آسر: اللى يفرحنى بجد سمية تكون كويسة يا طنط...
مها بتنهيدة: يارب، المهم انا هروح اريح في الاوضة شوية عن اذنك يا بنى.
ذهبت مها الى غرفتها. بينما ظل هو على حاله، اذن الفجر، صللى. ثم عاد لوضعه. جلس على الكرسى يتلو ورده من القرآن. اسند رأسه قليلا على الجدار ثم اغمض عينيه لثوانى، استيقظت. فجرا. لم تجده. ثم نامت مرة اخرى، استيقظت في الصباح على صوت خليل،
خليل: صباح الخير.
سمية بصوت مبحوح: صباخ النور
خليل: صوتنا طلع اهه. الحمد لله. هتنتقلى النهاردة اوضة عادية.
سمية مازحة: الحمد لله. اصل الاجهزة دى حسستنى انى ھموت متكهربة.
خليل: ههههه لا يا ستى بعد الشړ، خلاص، شدى حيلك.
نظرت سمية خارجا لتجده، مسندا ظهره نائما، لاحظ خليل، ثم. وجه نظره اليها مبتسما،
خليل: سامحيه يا سمسمة، اللى بيحب بيسامح.
سمية بتنهيدة: ربنا يسامحه...
خليل: يارب...
خرج خليل ثم ربت على كتف آسر، ليوقظه، استيقظ آسر. ثم فرك بيديه عيناه من تحت نظارته الطبية، دلك رقبته بيديه قليلا، ثم نهض،
آسر بتثاؤب: ها يا عمو هتتنقل امتى؟
خليل: كام ساعة كده ان شاء الله، انت مش هتروح الشغل النهاردة؟
آسر: لا، استئذنت من عمو أحمد، هي نايمة ولا صاحية؟
خليل: صاحية. انا هروح اقول لمها عشان تكون معاها...
آسر: طيب. زماشى اتفضل يا عمو...
ذهب خليل متوجها لغرفة مها، بينما هو نظر لها من خلف الزجاج. كانت مغمضة عينيها، تنهد ثم دخل، مسك يدها، فتحت عيناها بتثاقل، فوجدته ناظرا لها مبتسما، نظرت امامها، ثم سحبت يدها بهدوووووووء، كانت تفكر. هل يرضى ذلك ربها، هو زوجها، وله حقوق عليها. ابسطها منعته اياها، كان بناءا على اتفاق لكنه كان اقتراح منها. هل يرضى عنها الله وهي تعامل زوجها هكذا، والحديث الشريف يقول، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حقَّ زوجها كلَّه، وايضا ((اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع)).
لكنه جرحها كثيرا، فعل بها كل شئ كل شئ. ماذا ستفعل. ماذا سيكون ردها، تركتها انامله، پخوف، ظل ناظرا اليها. والصمت حليفهما. حتى،
آسر: مى ولدت الحمد لله جابت محمود الصغير...
سمية: حمد لله على سلامتها، ربنا يباركلها...
آسر بأمل: نفسها تكلمك او تسمع صوتك...
سمية: مش وقته. لما صوتى يكون كويس عشان متقلقش
آسر يمسك يدها مرة اخرى وبحنان بالغ يقلها: الف سلامة.
سمية تسحب يدها بارتعاشة خفيفة وبارتباك: الله يسلمك.
آسر: سامحتينى؟
سمية بسخرية: انت مغلطش عشان اسامحك، المسامح ربنا.
آسر: سمية انا لما سيف.
سمية مقاطعة: بعد اذنك. مش عايزة اسمع سيرة الموضوع ده تانى.
سكت آسر وماهى الدقائق حتى أتى خليل،
خليل: جاهزة دلوقتى هنتنقل اوضتنا...
سمية: ان شاء الله
انتقلت سمية الى غرفتها، ورتبت لها امها بمساعدة الممرضة سريرها، ارتاحت سمية، ثم دخل عليها،
مها: تعالى يا آسر واقف عندك ليه...
آسر: الاوضة هنا احسن كتير، عقبال متنورى البيت...
مها: طيب انا هطلع اكلم باباواجى، عايزة حاجة يا سمسمة.
سمية برجاء: خليكى يا ماما. وكده كده بابا جاى اساسا.
مها: انا عايزة منه حاجة، عن اذنكم يا ولاد...
خرجت مها لتترك سمية وآسر، جلس بجانبها.
آسر: تصدقى كده احسن من هناك.
سمية: اممم
آسر: طيب شدى حيلك عشان نرجع بيتنا.
سمية: انا اخدت قرار. ولازم تعرفه ده حقك...
آسر پخوف: قرار ايه؟
سمية: احنا لازم نكمل اتفاقنا، مبقاش فاضل غير شهر من تاريخه...
آسر: مش فاهم...
سمية: يعنى انا هخرج من هنا على بيت بابا. ولحد ما ارتاح ان شاء الله. هيكون الشهر عدا وكل واحد يكمل طريقه اللى وقف عنده.
آسر: انتى بتقولى ايه. طريقى هو طريقك، تكملة حياتى معاكى اانتى مش راضية تفهمينى ليه، انا بحبك، انا سبتت امريكا وشغلى وكل حاجة عشانك وجيت، لفيت عليكى مصر كلها وامريكا ععشان الاقيكى، ولما لقيتك بتقوليلى كلل واحد يروح لحاله، مش من حقك طبعا...
سمية بدموع بسيط وصوت مبحوح: هو ده حقى الوحيد دلوقتى، انى اطلب منك الطلاق يا آسر، انت عمرك محبتنى ولا هتحبنى. انت حاسس بالذنب. بالشفقة، متفتكرش عشان كلمتك يباى سامحتك لا. انا، انا، خاېفة اكون پغضب ربنا عشان معاملتى ليك، وعشان اتفاقى، لكن مبأتش مستحملة، انا بشړ. ارحمنى. وريحنى، والله اللى شوفته مش شوية، كفاية اللى انا فيه، خلينى اموت وانا مرتاحة...
آسر بتأثر: بعد الشړ عليكى انتى مش هتكونى مرتاحة لو سيبتك يا سمية.
سمية بسخرية: ليه ما انا كنت معاك وتعبانة، راحتى في بعدى عنك
آسر يمد لها دفترها الخاص: طيب وده، ده مش خطك. دى مش مشاعرك.
سمية ملتقطة دفترها بسرعة: انت، يعنى. ازاى ده جه معاك، ازاى وصلك...
آسر: نسيتيه في اوضتك، هناك
سمية: اديك قولتها نسيته. يعنى خلاص.
آسر: مشاعرنا الحقيقية مبننسهاش، حتى لو الزمن جار عليها.
سمية بتهكم: للاسف البنى ادمين هما اللى جاروا عليها ياباشمهندس. والزمن هو اللى يداويها.
هنا دخلت عليهم مها فتوقفا عن الحديث، استأذن آسر بينما جلست مها بجوار ابنتها.
مها بابتسامة: ااتراضيتوا ولا لسة...
سمية بجدية: ماما من فضلك. متعمليهاش تانى
مها: هو انا عملت ايه يا سمية،؟
سمية: ماما، حضرتك عارفة انا اقصد ايه، ياريت الموضوع ده محدش يتدخل فيه. خالص لو سمحتى.
مها: بس احنا اهلك. وعايزين نطمن عليكى يا بنتى...
سمية: لما جوزتونى كنتوا عايزين تطمنوا بردو. صح، واظن كده اطمنتوا الحمد لله، لو سمحتم محدش يتدخل. اعتقد ان سنى وعقلى يسمحلى احل مشاكلى بنفسى.
مها: انا مش هاخد على كلامك لان اعصابك تعبانة. واللى مريتي بيه اكيد مش سهل، نامى يا سمية وريحى نفسك...
سمية بهدوء: ماما انا اسفة مكنتش اقصد لكن، اسمحولى احل الموضوع ده، واكيد لو محتاجة حاجة مليش غيركم...
مها محاولة ان تغير مجرى الحديث: على راحتك. سها كلمتنى. وبتسلم عليكى بس هي مش عارفة تسيب مصطفى لوحده عشان مذاكرته، ان شاء الله هتجيلك يوم الجمعة.
سمية: ربنا يعينها يارب. والله خالتو دى ثوابها كبير عند ربنا من اللى هي استحملته.
مها بتنهيدة: اه والله يا بنتى. حتى اللى متسمى ربنا ينتقم منه مبيسالش على ولاده بالتتليفون، ده يا عينى عمرو كان بيلف عليه عشان عايزه يحضر فرحه، ومعترش فيه بردو. والله الواد قطع في قلبى.
سمية: يا ماما يعنى هو مهاجر من عمر مصطفى وكمان طل خالتو ومن يومها اخباره اتقطعت، منتظرة منه ايه. ربنا يمهل ولا يهمل...
مها: والله يا بنتى لولا ميراث خالتك من بابا الله يرحمه في الارض مكنتش عارفة هتعيش ازاى...
سمية بتثاؤب: ربنا مبينساش حد يا ماما...
مها: هسيبك تنامى دلوقتى، وهطلع اكلم البيت...
سمية: ماشى يا ماما...
بينما توجه لمنزله ليجد ميرفت بصحبتها صديقتها وابنتهاالحسناء، يجلسون بالحديقة، اصدر صوتا لينبههم بوجوده،
آسر: السلام عليكم...
الجميع: وعليكم السلام...
نادين: هاى ازيك يا آسر، من زمان مشفناش بعض...
آسر باستغراب: الله يسلمك، ماما لو سمحتى عايزك جوه، عن اذنكم...
نادين: هو ماله يا طنط، كانه مفرحش انه شافنا...
ميرفت: هاه، لا يا حبيبتى. تلاقى مشاكل في الشغل، ده كان كل شوية يا ماما اتصلى بطنط ليلى وحشونى جدا، ثوانى هقوم اشوفه ماله واجى على طول...
كانيتحرك ذهابا وايابا يفرك في فروة راسه ويمسح وجهه بيديه متوترا، يبدو عليه الضيق، العصبية، ما ان دخلت والدته عليه، حتى،
ميرفت بعصبية بسيطة: ايه قلة الذوق اللى عندك دى، دى مقابلة تقابلها للناس...
آسر بضيق مكتوم: انا متعاملتش مع حد بقلة ذوق ده اولا ثانيا، ازاى جايلك قلب تفضلى تضحكى مع صحابك وتسقبليهم عادى. وانا تعبان كده ومهموم...
ميرفت: آسر، افتكر انك ابنى مش جوزى عشان تحاسبنى.
آسر: ماشى بما انى ابنك، ليه مسالتيش عن مرات ابنك وروحتى زورتيها، دى شالتكم في ۏفاة بابا الله يرحمه، انتى نسيتى هي عملت ايه، ولا لا يا ماما.
ميرفت: لا منسيتش، وردتلها اللى هي عملته، انى وافقت الجوازة ىى تم. كان ممكن ارفع قضية وابطل بيها الوصية وانت عارف ان انا اقدر، بس قولت لا خليها تمشى من غير مشاكل، بس انا مبحبهاش، اظن الحب ده مش بالعافية...
آسر: ماشى، متحبيهاش، بس احترميها يا ماما، كلها كام يوم وتيجى هنا، هتكون مراتى، وكرامتها من كرامتى واللى هيجرحها بكلمة، مش هسكتله.
ميرفت پصدمة: نعم؟ لا طبعا لا يمكن تفضل غلى ذمتك بعد نهاية الوصية، لا يمكن انت فاهم...
آسر: اللى انا فاهمه اللى بلغت حضرتك بيه دلوقتى، عن اذنك يا ماما، انا رايح لمراتى. سمية.
الفصل الثاني والخمسون...
كان يتحرك ذهابا وايابا يفرك في فروة راسه ويمسح وجهه بيديه متوترا، يبدو عليه الضيق، العصبية، ما ان دخلت والدته عليه، حتى،
ميرفت بعصبية بسيطة: ايه قلة الذوق اللى عندك دى، دى مقابلة تقابلها للناس...
آسر بضيق مكتوم: انا متعاملتش مع حد بقلة ذوق ده اولا ثانيا، ازاى جايلك قلب تفضلى تضحكى مع صحابك وتسقبليهم عادى. وانا تعبان كده ومهموم...
ميرفت: آسر، افتكر انك ابنى مش جوزى عشان تحاسبنى.
آسر: ماشى بما انى ابنك، ليه مسالتيش عن مرات ابنك وروحتى زورتيها، دى شالتكم في ۏفاة بابا الله يرحمه، انتى نسيتى هي عملت ايه، ولا لا يا ماما.
ميرفت: لا منسيتش، وردتلها اللى هي عملته، انى وافقت الجوازة ىى تم. كان ممكن ارفع قضية وابطل بيها الوصية وانت عارف ان انا اقدر، بس قولت لا خليها تمشى من غير مشاكل، بس انا مبحبهاش، اظن الحب ده مش بالعافية...
آسر: ماشى، متحبيهاش، بس احترميها يا ماما، كلها كام يوم وتيجى هنا، هتكون مراتى، وكرامتها من كرامتى واللى هيجرحها بكلمة، مش هسكتله.
ميرفت پصدمة: نعم؟ لا طبعا لا يمكن تفضل غلى ذمتك بعد نهاية الوصية، لا يمكن انت فاهم...
آسر: اللى انا فاهمه اللى بلغت حضرتك بيه دلوقتى، عن اذنك يا ماما، انا رايح لمراتى. سمية...
ميرفت: مفيش روحة لهناك، تطلع دلوقتى تسلم على ثريا وبنتها...
آسر وهو يدخل غرفة المكتب: ماما، انا مش فاضى ماشى. ودول ضيوف حضرتك مش ضيوفى عن اذنك...
دخل آسر غرفة مكتب والده، ثم اتى ببعض الاوراق الخاصة بالعمل. وخرج. مر عليهن في طريقه. ابتسم على مضض مودعا اياهن، ثم مضى، توجه الى الشركة، كانت له هيبة طاغية، فقد كان وجهه كالقناع الصخرى، لا يدرى احدعما يجول بخاطره، كان حازم وجدى جدا في عمله، دخل غرفة أحمد، هبت مروة بالنهوض.
مروة: اهلا. اهلا يا باشمهندس...
آسر باقتضاب: عمو موجود؟
مروة ك ثوانى هديله خبر. اتفضل...
دخلت مروة الى احمد مسرعة، واخبرته، فاذن له بالدخول، دخل آسر،
آسر بابتسامة: السلام عليكم
أحمد: وعليكم السلام والرحمة، خير.؟ سمية تعبانة ولا حاجة،؟
آسر: لا ابدا، بس دى اوراق شركة الغزل والنسيج
أحمد وهو يتفحصها: طيب كويس الحمد لله انك جبتها...
آسر ينهض من مكانه: طيب استأذن انا...
أحمد: رايح فين...
آسر: رايح المكت باخلص شوية حاجات بخصوص معامل الغردقة...
أحمد: طيب ماشى، هتروح لسمية انا رايحلها دلوقتى؟
آسر: ايوة ان شاء الله، هخلص واروح ,,عن اذنك...
توجه آسر لغرفة مكتبه، ثم انهى اعماله سريعا، اخرج من درج المكتب، صورة، لفتاه تسمى، سمية. كان ق التقطها لها في امريكا، كانت جالسة بالحديقة، ممسكة بدفترها وتكتب به، لمس صورتها بانامله، قائلا، كم احبك. ادخلها مكانها مرة اخرى ثم غادر، توجه الى المشفى، وتحدديدا الى غرفتها، طرق الباب عدة طرقات ودخل. وجد عمرو وملك ومالك ورهف ومها وأحمد. القى السلام،
عمرو: فينك يا هندسة،؟
آسر: كان عندى شوية حاجات بخلصها. عاملة ايه لوقتى يا سمية.؟
سمية: الحمد لله...
ملك: طيب احنا هنمشى الحمد لله اطمنا عليكى يا سمسمة...
مها: خليكى يا بنتى لسة بدرى...
عمرو: لا يا خالتو الطريق طويل كده يا دوب، الحمد لله اطمنا على سمسمة، كلى يابنتى عشان تخرجى من السجنده وشدى حيلك كده...
سمية بابتسامة: ان شاء الله، سلملى على خالتو ومصطفى...
عمرو يقل رأسها: الله يسلمك. معلش يا جوز اختى دى ختم الاخوة عندنا.
آسر: ختم حلو. بس ياريت ميكونش قدام حد
عمرو: ههههه طيب، يلا عن اذنكم...
خرج عمرو بصحبته زوجته وابنه، تاركين باقى العائلة،
مها: يا بنتى كلى متتعبينيش معاكى، انتى سمعتى عمك خليل قال ايه...
سمية بتململ: مليش نفس والله لو كلت هرجع...
مها: يوووه بأى انتى ولا العيال...
رهف بابتسامة: سمسمة، معايا جالاكسى وكيت كات، ها عايزة ايه اؤمرى بس...
سمية بصوت ضعيف: عيزاكى تقومى تروحى يدوب تذاكرى وتنامى عندك مدرسة الصبح.
مالك: ههههههه تستاهلى...
رهف: ده انتوا اخوات فظاع، قفلتونى بجد...
أحمد: يلا يا مالك خد اختك وروحوا الوقت هيتأخر...
مالك: طيب وحضرتك ياا بابا.
أحمد: لا انا لسة قدامى شوية، روحوا خللوا السواق يوصلكم، ويجيلى تانى...
مالك: حاضر. يلا يا برنسيس.
رهف: حاضر يا اخويا. اوووووف...
كان آسر يتابع حديث العائلة صامتا متأملا بوجه سمية وبعلاقتها مع اخواتها، احس بالدفء العائلى. تذكر كلمة والده، (هييجى اليوم اللى تحتاج فيه عيلتك ياآسر )، تمنى ان يظل بينهم للابد، افاق من افكاره على صوت مالك مودعا اياه،
آسر: معلش مخدتش بالى يا مالك.
مالك بخبث: ولا يهمك، اللى واخد عقلك يتهنى بيه.
آسر بابتسامة: يااارب...
رهف: هي مى خلفت بيبى بجد؟
آسر: هههه امال بهزار ايوة.
رهف: طيب...
آسر: تحبى تشوفيه...
رهف باعين لامعة: بجد؟
آسر: ايوة، بجد ها ايه رأيك؟
رهف: قشطة، حضرتك حدد معاد وانا موافقة.
آسر: هشوف جدول اعمالى رهف هانم وابلغ جنابك هههههه. خلاص ماشى اتفقنا
رهف: سلام يا سمسمة...
سمية: في رعاية الله يا رهف.
خرج الاخ واخته، بقى الثلاث،
مها: اتغديت ياآسر...
آسر: الحمد لله، هو عمو خليل هنا؟
مها: ايوة لسة خارج من هنا قبل ما تيجى...
آسر: طيب انا هروحله خمس دقايق. وارجعلكم عن اذنكم.
ذهب آسر الى خليل، وجده يهم بالرحيل،
خليل: خير ياا آسر. عالى...
آسر: كنت عايز حضرتك في موضوع بخصوص سمية...
خليل بقلق: خير قلقتنى، تعبانة،؟
آسر: لا لا الحمد لله بس كان في دكتور صاحبى هناك متخصص في جراحةالقلب والاوعية الدموية، وماشاء الله عليه. فككنت عايز يعنى. التققرير والاشعة هبعتها ليه عشان يعرضها على دكتور كبير هناك ويشوف ممكن نعمل ايه. انا مبشككش في قدرات حضرتك اطلاقا، [س بقول ى محاولة مش هنخسر منهاحاجة...
خليل: انا فاهم قصدك، بس صدقنى ياآسر، مش هتلاقى اللى انت عايزه، ع العموم ادى الملف بتاع سمية كله...
آسر: اهى محاولة، متشكر جدا يا عمو، ياريت سمية متخدش خبر، وبعد اذنحضرتك ممكن ابعته من مكتب حضرتك لانى احتمال ابات هنا.
خليل: ماشى خد المفتاح...
آسر: خلاص ماشى. انا هسيب الملف هنا. متشكر جدا يا عمو
خليل: متشكرنيش، دى بنتى
خرج آسر متوجها لسمية، وجدها نائمة، وأحمد ومها ي
تناقشون بصوت منخفض،
مها: هي قالت محدش يتدخل في الموضوع، خلاص يا احمد مش وقت تكلمه
أحمد: طيب يا مها، اللى انتو عايزينه...
آسر بصوت منخفض: السلام عليكم...
أحمد: وعليكم السلام، تعالى يا آسر...
آسر: هو الشوفير لسه مجاش؟
أحمد: لا لسة زمانه على وصول...
آسر: ياريت حضرتك تروحى مع عمو يا طنط اطمنى على الاولاد وارتاحى وتعالى بكرة. انا هفضل هنا مع سمية، بعد اذنكم طبعا...
مها: يا حبيبى لو انت عايز تقعد معانا مفيش مشكلة، لكن مش هسيب سمية، دى لسة تعبانة...
آسر: يا طنط، انا موجود متقلقيش، لو سمحتى حضرتك روحى اطمنى على البيت وتعالى بكرة...
أحمد: السواق جه. اتصل بيا. ها قررتوا ايه...
مها بتردد: انا خاېفة لتصحى ومتلاقينيش جمبا تقلق، لو احتاجت تروح هنا ولا هنا. كانت عايزة تصللى وانا اللى وضيتها...
آسر بابتسامة: يا طنط انا زوجها، متقلقيش. هي مش هتصحى غير الصبح، اتفضلى روحى مع عمو...
أحمد: خلاص يا مها، وتبأى تعالى بعد الفجر...
مها: خلاص ماشى، بالله عليك يا آسر لو حصل اى حاجة اتصل بيا، عشان خاطرى، خللى بالك منها، بص في اكل وعصير في التلاجة لو حبيت تاكل يا حبيبى. والبطانية في الدولاب لو بردت وهي نايمة.
آسر بابتسامة: ههههه حاضر يا طنط.
قبلت راس ابنتها ثم غادرت برفقة زوجها، بينما هو اتى بالملف من سيارته وبعثه من خلال جهاز الكمبيوتر في مكتب خليل، ذهب اليها، خلع سترته، وقبل رأسها ثم جلس بجوارها على كرسى، يتصفح الانترنت من خلال ابل آى باد تابلت. حتى نام على كرسيه، اذن الفجر، استيقظت تلقائيا، وجدته نائما على كرسيه، مممسكا بيدها مسندا رأسه على سريرها كعادته، حاولت سحب يدها. احس بها. استيقظ،
سمية بصوت خاڤت: ماما فين،؟
آسر: روحت وهتيجى الصبح ان شاء الله...
سمية: ايه ليه روحت؟ ازاى تروح اساسا.
آسر: انا طلبت منها تروح، باين عليها الارهاق جدا، دى تعبت اوى اليومين اللى فاتو...
سمية: انا عارفة، خير.
آسر ينهض من كرسيه ثم يبتسم لها ويمد يده اليها، نظرت له بعدم فهم وبتساؤل،
آسر: مش هتقومى تتوضى؟ ولا اشيلك،؟
سمية ببرود: لا انا هقوم اتوضى مش عايزة مساعدة من حد.
وهمت سمية لتنهض من سريرها وهي تشعر بالالم. متجاهلة اياه ولكنها لم تستطع ان تتجااهل الدوخة التي انتابتها فجأة، سندت على الكومدينو بيده ثم جلست على السرير، واغمضت عينيها، كان يراقبها. فجأة جلست على السرير، توجه اليها مرة اخرى، نزل الى مستواها امسك وجهها،
آسر بنبرة حانية: مالك، انادى للدكتور،؟
سمية بصوت ضعيف: تؤ. يمكن لانى نايمة بقالى كتير.
آسر يمسح على شعرها: طيب ولا يهمك، يلا.
نهض آسر ثم حملها ارتبكت كثيرا،
سمية بارتباك: ايه. ده. ايه اللى انت عملته ده، نزلنى.
آسر: بس انتى مش عايزة تصللى اسكتى...
ادخلها الحمام. ثم اسندها بيديه، توضأت سمية، فهم ليحملها مرة أخرى. نظرت له نظرة كلها ضيق وحقد،
سمية بضيق: انا مش معاقة عشان تعاملنى كده...
آسر بعتب: ليه بتقولى كده...
سمية برجاء: انا مش عايزة اغضب ربنا بسببك، كفاية اللى بيحصللى، سامحنى، عن اذنك...
واستندت سمية على الائط ومشت شيئا فشيئا حتى وصلت سريرها وبدأت بصلاتها، بينما ظل صامتا هي بحالتها تلك وتطلب منه السماح حتى لا تغضب ربها بسببه، ما هذه الفتاة. اى طفلة بريئة، ام ملاك، انتبه لها وقد بدأت صلاتها، توضأ هو الاخر ثم ادى فرضه، انهت سمية فرضها ثم نامت مرة اخرى. او بالاحرى انها تظاهرت بالنوم، جلس على السرير الاخر، ثم اسند ظهره، تلى ورده القرآنى، وغفا، استيقظت سمي بعد عدة ساعات. تلفتت حولها راته نائما، تنهدت بالم، تمنت من الله ان يبعده عنها، طرق الباب عدة مرات متتالية، عدلت حجابها، اذنت لمن بالخارج بالدخول، دخل خليل، واستيقظ آسر،.
خليل: السلام عليكم
آسر متثائبا: وعليكم السلام...
سمية: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
خليل: ازى الاخبار النهاردة؟
سمية: الحمد لله يا عم بس...
خليل: بس ايه؟
سمية: اممم.
آسر: عن اذنكم انا داخل الحمام...
خليل: ها بأى في ايه.
سمية: يا عمو الالم مش راضى يروح، مكنتش عارفة اخد نفسى منه الصبح، بحس انى بجرى ومش عارفة اخد نفسى...
خليل: اممم. طيب خلينى اكشف عليكى...
كان آسر بالحمام يفتح المياه ولكنه يستند على الباب ليحاول سماع ما يجرى بالخارج، فقرر شيئا في نفسه، بينما انهى خليل فحصه الطبى لها ودون ملاحظاته، ثم توجه اليها بالكلام،
خليل: لازم تتمشى شوية عشان الدورة الدموية، ولازم تاكلى كويس والعلاج يا سمية. واهم حاجة الراحة، مش راحة الجسم بس راحة البال، انتى عارفة دواكى، عن اذنك، بالمناسبةة أميرة ونغم هييجو يشفوكى النهاردة، تقومى بالسلامة يا حبيبتى...
هنا غسل آسر وجهه وخرج من الحمام ثم توجه اليها.
آسر: عمو خليل مشى.
سمية: امممم
آسر: طيب كويس، كنت عايز اكلمك في موضوع. ووعد مش هدايقك.
سمية: اتفضل.
آسر: انا موافق على اللى انتى عيزاه يا سمية. بس بشرط...
سمية متفاجئة: شرط؟
آسر: ايوة متقلقيش، الشرط، انك تعملى معايا عمرة، >ه اخر طلب ليا منك، ومش هدايقك، بصى لما صحتك تتكون كويسة وتتحسن هنروح، ووعد اول ما نيجى كل اللى انتى عيزاه هيحصل، ها قولتى ايه،؟
تفاجئت سمية من طلبه و لكنها لمحت صقا شديدا بعينيه، هذا زوجها. وحبيبها. لا تستطيع ان ټقاومه، لا تستطيع ان ترفض طلبه ورجائه لها، ابتسمت بالم،
سمية: خلاص ماشى، بس انت وعدت، خليك فاكر...
آسر يقب رأسها: وعدى سيف على رقبتى، متشكر جدا...
سمية بتهكم: دى بدايتها يعنى.؟
آسر: هههه اعتبرينى اخوكى يا ستى، ماهو عمرو رايح جاى يبوس على راسك، جت عليا...
سمية: اممممم، لا مجتش عليك بس...
آسر مقاطعا اياها: مبسش ولا حاجة انا هكون زى مالك او زى عمرو طول الفترة اللى جاية وخلاص...
سمية: طيب ماشى...
ومرت الايام هكذا، يأتون لزيارتها والعلاقة تتحسن بينها وبين آسر. على الاقل لم تعد تنفر منه، كان قلبها مازال يؤلمها من جرحه الغائر ولكنها كانت تصبره بانها سوف
تتركه بعد اداء مناسك العمرة بصحبته، و جاء موعد خروج سمية. كان آسر يود ان تاتى معه لبيته، ولكها رفضت ورفضت ان تذهب لبيت ابيها، ولكنها،.
سمية: انا عايزة اروح البلد، معلش هناك هكون مرتاحة اكتر، على الاقلل لحد مكون كويسة واقدر ارجع زى الاول
أحمد: مينفعش تروحى لوحدك هناك.
مها: طيب يا بنتى تعالى نبات في هنا لحد ما جهز حاجتنا، ونروح بكرة...
سمية: لا ملوش لزوم يا ماما، متغيروش نظامكم، حضرتاك بقالك فترة تعبانة ومشتتة نفسك بين المستشفى والبيت. اخواتى محتاجينلك وبابا متنسيش...
مها: انتى الاول يا بنتى والباقى بعدين، لا يمكن اسيبك لوحدك وانت لسة قايمة من دور عيا
آسر: بعد اذن حضرتك يا طنط انا هروح معاها، لو مفيش مانع، وهاخد بالى منها كويس وان شاء الله تيجوا تقضوا الويك اند هناك، ها ايه رأى حضرتك،؟
مها: والله مش عارفة، بس شغلك يا بنى؟
آسر مبتسما: هاخد اجازة، ها يا عمو هتدينى اجازة ولا استمارة 6؟
أحمد: هههههه انا هدى الموظفين منك اجازة، يشموا نفسهم...
آسر: الله يسامحك يا عمو، ها ايه رأيك يا سميةموافقة؟؟
مها: هي تقول ايه يعنى ولا مش هتوافق ليه؟
. بس حطها في عنيك ولو حصل اى حاجة كلمنا
أحمد: ها يا سمسمة...
سمية: خلاص ماشى
آسر: خلاص تعالى يلا في عربيتى هنرووح هناك.
سمية: بس انا عايزة هدوم وحاجات من بيتنا. وانت كمان...
آسر بنظرة ذات معنى: متقلقيش، يلا بس. هنعدى على اى ممول واشترى منه يلا بأى.
سلمت سمية على والدتها وعلى والدها، وودعتهم ثم ذهبت مع زوجها الى موطنها حيث يسكن قلبها ويطمئن،.
الفصل الثالث والخمسون...
سلمت سمية على والدتها وعلى والدها، وودعتهم ثم ذهبت مع زوجها الى موطنها حيث يسكن قلبها ويطمئن، بينما ذهب أحمد الى المنزل مع زوجته، كان مالك يعد مفاجأة لسمية بمساعدة رهف ونغم. عبارة عن احتفال بسيط، ولكن تفاجئوا هم،
مها: هو البيت مسكت كده ليه...
أحمد ك معرفش. يممكن الاولاد نايمين...
مها بصوت عال: مالك، رهف، شروق
قدمت اليهم شروق مبتسمة، حيتهم. ثم اردفت،.
شروق: ايه ده هي دكتورة سمية مجتش؟
مها: لا، راحت على البلد، فين الولاد...
شروق: ا...
لم تكمل شروق لمتها حتى جاء الاولاد الثلاث،
الثلاث: surprise: ...
مالك متعجبا: فين سمية...
أحمد: راحت البلد مع آسر. حبت تريح نفسها...
نغم بخيبة امل: كده، فركش
رهف بضيق: يعنى ابى آسر ده طالعلى في البخت...
مها بعدم فهم: في ايه،؟
مالك بزعل: بصراحة كنا عاملين زى حفلة استقبال ليها، لكن خير...
أحمد: ولا يهمكم ع الجمعة ان شاء الله هنروح ونعملهالها هناك...
رهف بفرح: هييييييييييه يعيش بابا يعيش...
مها: اتغديتوا،؟
نغم: لا والله يا طنط كنا مستنيين ابلة سمية، بس خير...
مها: خلاص، هنتغدى كلنا، اكيد بابا وماما في الجامعة،؟
نغم: امممم. للاسف...
أحمد: انا هاتصل بيهم ونقضى اليوم كله مع بعض ان شاء الله
نغم بسعادة: ياريت يا عمو...
أحمد: ان شاء الله يا حبيبتى، مها اتصلتى بسامية توضب البيت هناك.
مها: ايوة يا حبيبى متقلقش، يلا يا ولاد قولوا لشروق تحضر الغدا، واحنا هنجيلكم
مالك: الله يسهلووووو...
مها بحزم: ولد...
مالك: عيب كده يارهف اخص عليكى، يلا يلا جوه، سلامو عليكو...
أحمد: هههههه جيل ېخاف ميختشيش...
كانت سمية في الطريق. تجلس على مقعدها الامامى تنظر من الشباك، تتفحص الشوارع البنايات الاشجار، كل شئ، تفكر، هل ستظل قوية مثل هذه الاشجار ام ستتتصدع مثل هذه البنايات، قطع عليها تفكيرها. رفيق رحلتها،
آسر: اللى واخد عقلك...
سمية: ولا حاجة...
آسر: بصى يا ستى تفق اتفاق، انا بنام في الطريق. مكن انام وانا بسوق لا قدر الله ومرة واحدة هووب اروح لابس في حيطة وبعد كده...
سمية مخضۏضة: ايه في ايه، هتحسسنى ان انا في فيلم عربى، لا ركز كده انا مش حمل حاډثة ومواضيع...
آسر: هههههه ماشى. ياااه ده انتى رهيفة خالص، خلاص افضلى اتكلمى...
سمية: شغل الراديو او الكاست...
آسر: كده بيكون ودنى بتتعود بسرعة ومبيكونش فيه تفاعل لكن لو اتكلمتى اكيد هرد وهصحصح، هاا قولتى ايه...
سمية: قولت لا اله الا الله...
آسر: محمد رسول الله، قوليلى بأى، انتى عندك كام سنة بالضبط...
سمية: عندى 23 وكام شهر. تقدر تقول 24...
آسر: ياااه، ده انتى اللى يوفك يقول 14 مش 24، انا عندى بالضبط بالضبط، 33 وشهرين ويوم واحد...
سمية مبتتسمة: ماشاء الله حاسبهمم باليوم
آسر: مهندس بأى ولازم كل حاجة عدى بالمللى...
سمية: ماشى يا باشمهندس...
آسر: عليكى الدور...
سمية بعدم فهم: في ايه...
آسر: في الاسئلة، وليكى مطلق الحرية، وانا هجاوب بس...
سمية وقد بدأت تجاوب معه: متاكد؟
آسر: انا مبقولش كلمة غير لو متاكد منها اكتر ما انا متاكد من نفسى...
سمية: ماشى. امممم، بتحب الخيل...
آسر: جدا، بس مركبتهمش من زمان، من وقت ما سافرت امريكا من حوالى 8 سنين...
سمية: يااااه ده انت مسافر من زمان اوى...
آسر: ههههه ايوة، : نتى لسة بنوتة بضفاير هههههه
سمية بتهكم: كنت طفلة. قولها متخليش في نفسك حاجة...
آسر: انتى عارفة انتى طفلة ليه، اقولك ليه، االاطفال ملايكة، انقياء، عندهم يا ابيض يا اسود، ميعرفوش اللون الرمادى، بتحبى تروحى لللعالم بتاعهم لانك متاكدة مفيش نفاق ولا مصالح ولا زيف، الاطفال هما الحاجة الوحيدة اللى بتهون علينا الدنيا والللى فيها يا، طفلة...
كانت سمية تتابع حديثه. متعجبة من كلامه، اهو آسر الذي ضربها وجرحها، الذي سلمها لسيف، ما الذي يقول، ما ان انهى حديثه حتى، اوقف سيارته، ثم مسك يدها برفق شديد وحنا بالغ. ارتبكت سمية م هذا الوضع، ثم نظرت له. متخوفة مرتبكة، لتجد عيو. من اجمل ما رأت، انها اول مرة ترى عينيه دون القناع الزجاجى، انها واسعة وكحيلة، ذات رموش كثيفة وحادة، يغلب عليها اللون الرمادى، بها سر أسمه، بهها سر أسره لها، بهما الحب والحنان والعشق والاماااااااااان، اما هو وجد عينين ذابلتين حزا تنظران له وهما مرتبكتان خاڤتان عاتبتان، ولكنه سواد طاغى وبياض ناصع يلمع من شدة صدق هذه العيون، ورموش. كثيفة وطويلة. انها اجمل ما {ات عينه، فلتقل. اصدق ما رأت عينه، ظل هذا الوضع دقائق، انتبهت سمية، ثم تنحنحت، وسحب يدها بسرعة، ولكنه نظر اليها بابتسامة واكمل طريقه،.
سمية بارتباك: أظن لازم نعدى على اى محل لبس عشان نشترى منه، مفيش هناك على ما اعتقد
آسر بثقة: متقلقيش، انا عامل حسابى...
سمية: ازاى يعنى؟
آسر بابتسامة: لما نوصل هتعرفى...
سمية تتثائب: لسة الطريق طويل...
آسر: افردى الكرسى وخدى البشكير من وراكى ونامى...
سمية: بس انا مبعرفش اعمل الكرسى ازاى...
آسرر: ههههههه يادى يا بتى انتى بتعرفى تعملى ايه بس، وادى ركنة...
ركن آسر سيارت، ثم نزلت سمية من كرسيها على ملامحها الضيق. وفرد لها كرسى عربته الفاهرة،
آسر: يلا اتفضلى...
سمية پصدمة: انت عملته زى السريركده لليه، لا انا مش هعرف كده. أرفعه شوية...
آسر: متتكسفيش كده احسنلك والله، انامظبطه ع الوضع الصحيح مش هتتعبى ولا حاجة
سمية بتصميم: انا مش هنام، هه وخلينا واقفين...
آسر بتحدى: طييييييب...
وحملها بخفة، ثم وضعها على الكرسى تحت مقاومة منهاولكنه هدأها بنبرته صوته القوى، وبحزم قال لها. (هتتعبى على فكرة وكده غلط عليكى يلا، مبهزرش بتكلم بجد) نامت سمية على مضض وهي تتحسبن عليه بينها وبين نفسها، ثم دثرها، واغلق الباب ثم عاود القيادة مرةة أخرى. تحت انغام اغنية حمزة ننمرة عصفورين، وصل العصفوران بيتهما، كانت سمية نائمة. تناثرت بعض من خصلات شعرها على جبهتها ووجهها من تحت الحجاب، وقف آسر سيارته بالجراش الخاص بالقصر، ثم نزل. وانزل الحقائب، وفتح باب سمية، ايقظها برفق،.
سمية بصوت نائم: احنا وصلنا معقولة؟
آسر: ايوة يلا انزلى، دخلى الحرير اللى نازل ده...
سمية حرير ايه. انا مش لابسة حرير. ده كتان...
آسر وملس على خصلها المتناثرة: اتق الله دى كتان.؟، قومى قومى يلا...
حسين: حمد لله على السلامة يا دكتورة، حمد لله على السلامة يا باشمهندس...
آسر: الله يسلمك يا عم حسين، معلش ممكن تاخد الشنط وديها اوضة دكتورة سمية...
سمية: ازيك يا عمو وسامية عالمة ايه...
حسين: زى الفل الحمد لله، هي مستنياكى في الصراية، عن اذنكم...
مشت سمية بجوار آسر بضع خطوات كانت خطواته سريعه كطبيبعتها، لكن خطواتها كانت خذرة للغاية فتخلفت عنه قليلا، لاحظ ذلك، فتوجه نحوها قلقا، وامسك بوجهها،
آسر بقلق: انتى تعبانة...
سمية تبعد يده عنها: لا. بس يعنى، عشان مجهدش نفسى مرة واحدة
آسر مبتسما: وعلى ايه يا ستى...
وحملها آسر بخفة،
سمية بضجر: مش كل مرة تعمل كده نزلنى لو سمحت، ده مش مكاه ولا وقته.
آسر بهدوء وهو مستمر بالسير: عشان متتعبيش نفسك، وبعدين دى الشنطة بتاعتى اتقل منك، الا انتى عاملة ريجيم من امتى،؟
سمية بحزن: من ساعة لما تعبت ارتحت. نزلى لو سمحت.
آسر اراد ان يغير مجرى الموضوع: طيب ايه رأيك ندخل من الباباللى ورا؟ احنا قربنا خلاص
سمية شبه باكية: نزلنى، بجد انا مبهزرش...
آسر وقد انزلها ومعالم الخۏف والصدمة بادية على وجهه: انا، كنت عايز راحتك...
سمية: لو. لو عايز راحتى، امشى على اتفاقنا، متستغلوش، عن اذنك...
شعر آسر انه قد تسرع قليلا، هاهى فهمته، اذن لابد من السير على الاتفاق كما تحب، دخلت سمية ودخل بعدها آسر، رحبت بهما مدبرة المنزل سامية ذات الوجه البشوش، قامت سامية بتحضير الغرفة التي توجد في الدور الاول لسمية وآسر بناءا على طلب مها، دخلت سمية الغرفة وعلى وجهها ابتسامة سخرية، نظرت بارجاء الغرفة، انها تعرفها جيدا ولديها الكثير من الذكريات السعيد والحزينة بها ايضا، انها غرفة جدتها الكبرى سمية، وهي وسط زحام افكارها، سمعت صوت غلق الباب التفتت ورائها لتجده آسر قد دخل وخلع سترته ووضعها على الكرسى ثم تجول بالغرفة متأملا ديكورها وتصميمها الكلاسيكى، تعجبت سمية من دخوله. فنظرت له متسائلة، فهمها آسر واجابها،.
آسر: حسين جاب هدومى هنا، وكمان مينفعش ابات في اوضة واتى في اوضة قدام الخدامين، ده في حقنا مش كويس، ووكمان ده سر من اسرار الحياة الزوجية. اللى مينفعش نبوج بيها، ولا انا غلطان؟
لقد ووضعها في خانة اليك، لم تجبهخ بل ظلت تظر له يغضب، فهمها فاجابها،
آسر: السرير كبير اى نعم لكن مش بسست، فانا هتطووع وانام على الفوتيه ده. ها اى استفسار تانى.
سمية: لو سمت اطلع عشان عايزة اغير...
آسر: تؤ، انا هناااااااااااام، وانتى خدى هدومك وادخلى الحمام، اعتقد ان ده الباب بتاعه ولا انا غلطان
سمية بنفاذ صبر: لا، مش غلطان...
تظاهر آسر بالنوم على الفوتيه. بينما توجهت لحقيبتها، وفتحتها لتجد الصدمة،
سمية پصدمة: يا لهوى، ايه ده، مين اللى جاب دول هنا.
آسر متظاهرا بالنوم: في ايه، شوفتى فار ولا حاجة؟
اغلقت سمية حقيبتها بسرعة. ثم توجهت اليه باعين مرتبكة.
سمية: ها، لا ولا اجة، بس، انا طالعة اوضتى فوق...
آسر بخبث: ليه؟ هي الهدوم دى مش بتاعتك؟
سمية بوجه أحمر وباندفاع: لا. مش بتاعتى. ايه اللى جابها هنا...
آسر: ازاى مش بتعتك، الشنطة دى لقتها في اوضتك في امريكا، باينك كنتى نسياها، ومعرفتش افتحهها، الباسوورد صعب زى صحبته...
سمية: والله، دى مفتوحة اهه...
آسر: بجد. طيب غيرى مستنية ايه...
نظرت له سمية پغضب. ثم تركته وصعدت لغرفتها الاولى، دخلتها، هي كما هى، لم يتغير شيئا، ولكنها مظلمة، فتحت شرفتها، ونافذتها تخلل النور بداخلها، اشيائها كما هي ولكنها مغطاة، ازاحت الغطاء تناثرت الاتربة في الجواء,,,ولكن ظهرت الغرفة. الذكريات. الطفولة، كل شئ، فتحت سمية خزانة ملابسها، كما هي كما رصتهم آخر مرة، ااخذت منها ما يلزمها، ثم جلست على الكرسى. تفكر فيما يحاول آسر ان يفعله، تذكرت ميرنا فجأة، وولدهما، بكت، قليلا، ثم دعت ربها، وجدت سى دى لوائل جسار فى حضرة المحبوب، قد جلبته لها ملك، وضعته سمية في الجهاز، جاء مقطع، قلبك حنين يا نبى، ومفيش حنان على كوكبى الشمس طلعت من الغروب لما بتزعل ع الصبى، ال آخره، استمعت اليها سمية وهي تهتز على كرسيها، تركته ويبدو عليها الڠضب الشديد، توضأ ثم صللى وابدل ثيابه، سأل عنها الخادمة لتخبره انها بغرفتها، صعد اليها لم يكن يعلم ايهم. ولكن سمع الصوت ورأى النور، فاتجه نحوها. وجدها تحتضن ثيابها جالسة على الكرسى المهتز. ترقرت برغم عنها دموع على وجنتيها، نظر لها آسر بندم شديد، لم تلحظ وجوده، أقبل نحوها ثم وضع يده على كتفها، التفتت منتفضة لتجده آسر، مسحت دموعها مسرعة، ثم نهضت، اغلقت الجهاز،.
آسر: مسيبتهوش ليه؟
سمية: كده. عن اذنك...
آسر: استنى...
سمية: خير...
آسر امسك بوجهها: انا آسف معلش متزعليش...
سمية بنفاذ صبر: انا قولتلك، متستغلش الوضع اللى احنا فيه. عن اذنك...
تركت وحيدا بغرفتها ثم انصرفت، الټفت في انحاء الغرفة. ليجدها بسيطة للغاية، فتح مكتبها ليجد شهادات تقدير متعددة محفوظة في الدرج، اخرجها، واخذ ينظر لكل واحدة على حدة، اغلبها في مراحل التعليم المختلفة. ويوجد بعض لاجتيازها مسابقات قرآن كريم وثقافة دينية، ولكن جميعها، كتب عليها المركز الاول، اخرج بعض الصور لها كانت في ذات المكان. صور لها بجوار الماظ واخرى بجوار معلمين لها. واخرى بجوار شخ ازهرى، وواحدة كانت مع وزي سابق للتربية والتعليم، فهى كانت حازة على المركز الاول في الثانوية العامة، تذكر والده. حينما قال له، (صاحبى بيقولى طول ما اولاد الفيومى في الثانوي مش هيسمحوا لحد ياخد المركز الاول، بنت عمك طلعت الاولى على الجمهورية يا باشمهندس، )، ابتسم لا اراديا، انها على ما هي عليه من علم وادب وثقافة ودين، ولم تشعره باى شئ وال الفترة الماضية، كم متواضعة تلك الفتاة، وضع كل ش بمكانه مرة أخرى. ثم رجع للتامل بغرفتهها، كانت هناك مكتبة صغيرة، مقسمة بعناية، بها قصص قصيرة. كقصص يوسف ادريس وكتب ادب للمنفلوطى وصلاح عبد الصور والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم. وكثيير من كتب الشعر، نزار قبانى. هاشم الرفاعى امل دنقل فاروق جويدة فاروق شوشة احمد شوقى تميم البرغوثى صلاح جاهين جبران خليل جبران. وكتب سيرة ذاتية للعديد من الشخصيات العربية والاجنبية كفان جوخ، وروايات مترجمة واخرى، وكتب دينية لفريد الانصارى وفتح الله كولن وسيد قطب والغزالى ومحمد احمد الراشد والعريفى والقرنى وغيرهم، تعجب لها كثيرا، وأعجب بها أكثر. احس ان الوقت داهمه. اغلق الغرفة ونزل مرة أخرى، دخل غرفتهما. ليجد سمية ترتدى اسدال صلاتها وتجلس بالشرفة، قرب اليها، وجد نفسها غير طبيعى لقد عاد الضيق نوعا ما، قلق عليها،.
آسر: اخدتى الدوا؟
سمية بصوت مخټنق: ايوة اخدته...
اقترب منها آسر وجدها تبكى وتشهق، نزل الى مستواها ومسح دموعها،
آسر: ليه العياط بس؟
سمية بلوم: متعرفش ليه، افهم يا، يابن عمى...
آسر: الانسان مبيقدرش يتحكم في مشاعره...
سمية: بس بيقدر يتحكم في تصرفاته...
آسر: حاضر، المهم بس انتى نفسك ماله كده بتنهجى ليه.
سمية بتنهيدة: معرفش...
آسر: بس انا اعرف انتى لسة خارجة من المستشفى الصبح، وتعرضتى لمجهود نفسى وجسمانى، بسببى.
سمية: لا مش بسببك ولا حاجة. انا اللى بأيت زى الموتور العطلان.
آسر: لاااا فشړ موتور عطلان ايه بس، كلها فترة راحة ويرجع الموتور زى الحصان
سمية بسخرية: الحصان العجوز اللى لما بيحوا يريحوه بيضروه رصاصتين، صح
آسر: ماعاش ولا كان، ومدام جينا للموتور والحصنة، يبأى لازم ترتاحى، يلا عشان تنامى...
سمية: عندى طلب...
آسر: اؤمرى...
سمية برجاء: متتعبنيش اكتر من كدده. بكفاية...
آسر بمرارة: حاضر، بس لازم تعرفى انى بحبك يا سمية. وحتى لو مكملتيش معايا لا قدر الله وانفصلتى عنى، قلبى وانا هنفضل ملك ليكى في اى وقت هتلاقينى جمبك ومعاكى.
سمية بتهكم: ياااه من امتى.؟
آسر: من زمان اوى، من يوم فرح ملك والله وانتى شديتينى وشغلتى قلبى وعقلى، فضلت اتعلق يوم عن يوم بيكى...
سمية: متكدبش عليا...
آسر بصدق: والله مبكدب، نفسى تكملى حياتك معايا ونكون مع بعض انا وانتى وبس
سمية بعفوية: وميرنا، وابنك اللى في بطنها موقعهم ايه في حياتك؟
آسر پصدمة: انتى بتقولى ايه،؟
سمية تبتسم بسخرية: انا عارفة انك متجوز واحدة غيرى من زمان تخيل، كنت عارفة انك بتروح وتبات عندها مش في شغل ولا حاجة، كنت بقعد خاېفة في اوضتى لوحدى في البيت، وانت معين عليا حارس. كنت مآمن عليا معاه. اكيد مفكرتش، وعرفت كمان انها حامل منك وقت ما انت عرفت، شوفت ازاى، هه، ربنا يتمملها على خير ويجيلك مولودك كويس وسليم يا ابن عمى، ويخليكم لبعض، الاسرة مبتتعوضش، عن اذنك...
آسر: انتى غلطانة، انتى فاهمة غلط، الموضوع مش كده خالص، انا هفهمك كل حاجة
سمية متوجهة نحو سريرها: سيبنى انام وارتاح، وانسى، سيبنى...
آسر: انتى لازم تفهمى...
سمية بعصبية: وانا مش عايزة افهم، سيبنى، حرام عليك بأى سيبنى اعيش اليومين اللى باقيين لى في راحة بال وسعادة.
آسر: انا...
لم يكمل آسر جملته سبب رنين هاتفه. نظر له، انه رقم ينتظره منذ ايام، اخذ هاتفه وتوجه خارجا دون ان ينطق ببنت شفة، بينما اخلدت لنومها واحلامها، خرج آسر وتوجه للحديقة ورد،
آسر: السلام عليكم ازيك يا باسل
باسل: الله يسلمك منيح، انت كيفيك وسمية كيفها.؟
آسر: الحمد لله. ها طمننى؟
باسل بتنهيدة: انت متأكد انه ها التقارير والاشعات لسمية مرتك، وما فيها اى خلل او خطأ,,,,
آسر بقلق: ايوة، خير...
باسل: بدى اياك تكون قوى، مرتك بحاجة قوتك وحنانك آسر مو اهمالك.
آسر بنفاذ صبر: متريحنى يا باسل...
باسل: ما في لالها علاج نهائى ولا دوائى ولا جراحى، الدوا اللى راح تاخده هو علاج اعراض مو علاج لعضلة قلبها
آسر بهدوء: يعنى ايه؟
باسل: يعنى، خليك جمها، ماراح تلاقى اللى بدك اياه برات مصر صدقنى.
آسر بانفعال: ليه يعنى؟ هي ذنبها ايه ټموت وتتعيش حياة هي مش تستحقها، هي معملتش حاجة لكل ده...
باسل: استغفر ربك مو منيح هالحكى ها، الحل الوحيد وممكن نلجأ له بآخر فرصة ووقت لما تكون يعنى لا قدر الله. تعبانة لدرجة شديدة، بآخر مرحلة بمرضها، بنيأس وبنحاول نعمل زرع قلب، لكن مو كتير بتنجح لانه الها متطلبات معينة يعنى لاوم القلب يكون صاحبه متوفى من شى ساعتين بالكتير وبتكون الانسجة متطابقة. ولو لقينا هالاشياء، احتمال كبير الجسم ما يتقبله لانه بيعامله على اساس انه جسم غريب عنه.
آسر: انا مش هستنى لما سمية ټموت وانا واقف بتفرج...
باسل: خليك جمبها ما تزعلها. احتويها بحبك الها وحنانك واهتمامك فيها، حاول تعوضها عن كل شئ صار، لا تحسسها بشفقة منك، حسسها بحبك، وياريت يا آسر ما يصير حمل بنوب بنوب، وحاول يعنى العلاقة اللى بيناتكن تخللى بالك منها،؟ اكيد فهمتنى
آسر بحزن: ايوة يا باسل، انا متشكر جدا. آسف انى ازعجتك...
باسل: لا تقول هيك. انا آسف مشان ما قدرت ساعدك، ان شاء الله بيخف عنها، سلملى عليها كتير
آسر: يوصل ان شاء الله، مع السلامة.
اغلق آسر هاتفه بينما جلس على المرجوحة المتواجدة بالحديقة. احس بالضياع، بالذنب، بالعجز، لماذا يحدث لها هكذا لماذا، اهو ابتلاء لها ام عقاپ له، نظر الى شرفة الغرفة، نهض وتوجه اليها، دخل الغرفة بهدووووء شديد، ليجدها نائمة كالملاك، شعرها خلفها على الوسادة، كانها عروس، ..ودثرها جيدا، ثم توجه للفوتيه عله يجد سبيلا آخرا للراحة، بينما كانت الاجواء مشحونة بالتوتر والقلق في القاهرة، كان الثلاث على السفرة،.
ميرفت: امال صاحبك فين يا جو؟
يوسف بارتباك: معرفش يا طنط. ممكن مع سمية في المستشفى...
ميرفت بعصبية: معدش فاضل غيرها يشتغل ليها ممرض...
مى: ماما، لو سمحتى دى مراته، سواء ضرتك حبيتيها او لا هو بيحبها. ومتمسك بيها، خلاص يا ماما...
ميرفت بتحدى: لا مش خلاص، وهيطلقها يعنى هيطلقها، دى بتدلع من الاول مقعداه جمبها...
يوسف: يا طنط محدش عارف ظروفهم، بس بليز يا طنط سيبيهم في حالهم وخصوصا آسر متضغطيش عليه، ولا سمية.
ميرفت بعند: لا والله، انتوا كلكم معاها بأى، انا هخليه يطلقها ويتجوز نادين بنت ثريا، وبكرة تشوفوا
مى بعصبية: يا ماما ليه حضرتك اخداها تحدى، هو احنا في حرب، اتنين اتجوزا وبيحبوا بعض، خلاص سيبيهم في حالهم، وآسر مش هيسمح باللى حضرتك بتفكرى فيه دهعن اذنكم...
يوسف: الحمد لله سفرة دايمة يا طنط، عن اذنك...
دخلت مى غرفتها ثم حملت صغيرها، وتأهبت للمغادرة، دخل عليها زوجها، وجدها في حالة من الضيق،.
يوسف: ايه يا ميوش، مش هتباتى؟
مى بضيق: لا، انا عايزة اروح.
يوسف: بس انا مسافر بكرة الفجر...
مى بنفاذ صبر: هقعد في بيتى يا سيدى مع طنط مديحة...
يوسف: ببصى يا حبيبتى، انا عارف ان طنط ميررفت ملهاش حق في اللى عملته، بس ۏفاة عمى الله يرحمه اثثرت عليها بردو، اعذريها، عايزاكوا جمبها...
مى پبكاء الله يرحمك با بابا الله يرحمك، لو كان عايش مكنش رضى باللى هي بتعمله.
يوسف: الله يرحمه، وآسر كمان مش هيرضى صدقينى، لازم تكونى مع ماماتك. من باب بر الوالدين يا ستى...
مى: يا يوسف. مش هقدر...
يوسف: اقعدى معاها يومين وبعد كده امشى، لو مشيتى دلوقتى هتقول انتو الاتنين سبتوها بسبب سمية، وهتكرهها اكتر، بلاش
مى: انا معرفش سمية عملتلها ايه، والله سمية طيبة اوى يا يوسف، انت شوفت ازاى كانت شايلة همنا لوحدها لما بابا الله يرحمه توفى.
يوسف: ايوة عارف والله، ربنا يجازيها خير ويحبب مامتك فيها، مى: يارب يايوسف، بقولك خليك هنا الليلة دى وسافر من هنا
يوسف: حاضر يا حبيبتى، نومى محمود باشا الصغير، ويلا ننزل نقعد مع مامتك...
مى بحنان تقب وجنته: ربنا يخليلك ليا يا احن زوج في الدنيا وميحرمنيش منك
يوسف بحنان: ولا منك يا حبيبتى، يلا. بأى...
نزلت مى برفقة زوجها لامها وحاولت ان تقضى يومها مع امها وتتجنب الحديث معها عن سمية وآسر، استيقظت سمية بعد فترة ليست بالقليلة وجدت الليل قد احل، فزعت، وشهقت،
سمية: استغفر الله العظيم يارب...
نهضت سمية، واسرعت الى الحمام، احس بحركتها آسر فاستيقظ هو الآخر، جلس الاريكة. نظر في ساعته ليجدها الثامنة مساءا، نظر حوله لم يجدها، خرجت مسرعة من الحمام، وفرشت سجادة صلاتها، ثم صلت مافاتها من فروض، قد فاتها العصروالمغرب، دخل آسر الحمام ثم توضأ وخرج وبدأ في صلاته هو الاخر، انتهت سمية من صلواتها، ثم جلست على سريرها تبكى، انتهى آسر من صلاته، ثم توجها لها وجلس بقربها،
آسر: طيب بتعيطى ليه،؟
سمية: انا آسفة، بجد انا آسفة، انا غلطت في حقك، زعلت منى صح؟
آسر باستغراب: ليه بتقولى كده، انا عمرى ما ازعل منك، مالك، ايه اللى مخليكى تقولى كده.
سمية تبكى: ربنا زعلان منى، ربنا مخلنيش اقابله النهاردة في المعاد...
آسر بعدم فهم: مش فاهم...
سمية تبكى اكثر: راحت عليا نومة، مصليتش لا عصر ولا مغرب، عمرها ما حصلتلى، لو كنت بمۏت بقوم واصللى، انا آسفة متزعلش منى، ربنا عاقبنى بسبب زعلك، سامحتنى؟
لم يجبها آسر، عجز لسانه عن نطق اى كلمة اخرى، ما هذه البراءة المتناهية، هل يوجد مثلها، تذكر كلام باسل صديقه، فرت من عينيه دمعة صادقة نت عينيه، نظرت له سمية لم يرد عليها، وجدت بعينيه نظرة لم تفهم ماهيتها، ولكنها وجدت دمعة من عينيه، اسرعت ومستها دون وعى، امسك يدها، ثم قبها، ووضعا على فخذه، وظل يمسح عليها، لم تفهم ماذا يجرى،
سمية: للدرة دى انت زعلان منى، انا آسفة، والله مش هعمل كده تانى، انا...
آسر مقاطعا اياها: انتى ايه، انتى ملاك، انا عمرى مشففت حد كده...
سمية باحراج: يعنى مسامحنى...
آسر بتنهيدة: بشرط، انك تسمعينى
سمية بشئ من الراحة: اتفضل...
آسر: اولا زواجى من ميرنا كان له ظروف، كانت رد فعل لبابا...
سمية: لما فرضنى عليك...
آسر: ربنا يرحمه. ياريته كان عملها من زمان، المهم، وولدها كمان تقدرى تقولى ممستقبلى كان في ايده، تزوجتها، من اول يوم وانا عرفت ان الموضوع كان غلط من الاول وان دى لحظة تسرع وتهور. المهم علاقتنا مكنتش كويسة واحنا الاتنين مكناش مرتاحين، انا كنت بالنسبة ليها دوا لفترة صعبة من حياتها وهي كانت بالنسبة ليا نموذج الست الغربية المتعلمة المتحضرة المثقفة الجميلة، يعنى مكنش حب. لما تجوزتك، عرفت انا مبحبهاش ليه وحبيتك ليه، المهم، حكاية ابنها دى، فميرنامش حامل منى زى ما انتى فاكرة، ميرنا حامل من زوجها الحالى. وجبيبها اللى كان قبلى ستيفن، انا عمرى محبيتها يا سمسة. حتى لما بكون معاها قلبى وعقلى معاكى انتى، لما جت المستشفى. كنت هتجنن، انتى اللى متزعليش منى...
سمية پصدمة: يعنى انت دلوقتى طلقتها؟
آسر بابتسامة: ايوة...
سمية: ربنا يرزقك ببنت الحلال. والذرية الصالحة...
آسر بتلميح: طيب ما هي بنت الحلال موجودة. ومش راضية...
سمية: في غيرها كتير احسن منها...
آسر: لا مفيش...
سمية: انت صليت ولا راحت عليك نومة انت كمان.
آسر: لا صليت العصر ونمت صراحة
سمية بحزن: طيب مصحتنيش ليه؟
آسر: قولت اسيبك نايمة، كنتى تعبانة. خۏفت عليمى.
سمية: ومخفتش عليا من عقاپ ربنا، المهم، اكيد لسة مكلتش؟
آسر: بصراحة، لأا، وھموت من الجوع...
سمية: طيب، انا هروح اقول لسامية تحضرلك الاكل...
آسر بابتسامة: سوتيه واكل عيانين،؟
سمية: اكيد انت عرفت انا كنت بعمله ليا هناك ليه...
آسر بابتسامة: هناكل بط يعنى؟ ولا حمام...
سمية: ههههه ده انت داخل على ططمع، معرفش. انا هروح اشوفها.
آسر: لا لا خليكى وانا هروح...
سمية: مينفعش، خليك.
آسر بجدية: رجعنا للدلع، قولت اقعدى وانا اهروح.
سمية: حاضر...
آسر: مبتجوش غير بالعين الحمرا، حتى انتى...
خرج آسر وتوجه لسامية التي وجدها تشاهد التلفاز بالنطبخ، تنحنح آسر ثم دخل،
آسر: ايه يا سامية هناكل ايه، ولا مطبختيش،؟
سامية: لا يا آسر بيه، ده انا عملتلكم من بدرى، حمام وفراخ لست سمية. وطاجن بامية بالكوارع، بس خبطت عليكم محدش رد عليا، فقولت نايمين، احضرلكم الاكل...
آسر: هي دى فيها كلام، بسرعة الله يخليكى، بس هاتيه الاوضة...
سامية: امرك يا بيه...
توجه آسر للغرفة ثم طرق الباب عدة طرقات ثم دخل، وجدها تجلس على سريرها ممسكة كتابا وتبتسم له، اقبل عليها وجلس بجوارها،
آسر: كتاب ايه ده؟
سمية: الحب والحياة لمصطفى محمود، كتاب صغنون بحب اقراه قبل ما انام...
آسر: أأأأه اللى فيه جدا جدا
سمية: ايوة...
آسر: انا قريته قبل كده بس من زمان اوى، عجبنى فيه رأيه في الحب الاول، لما قال ان الرجل بيكون مخطئ لما يتجوز اول حب يقابله...
سمية: ه بس اللى شدك في الكتاب؟
آسر: ده اللى انا فاكره من الكتاب، انتى ايه اللى شدك؟
سمية: الفقرة اللى بتقول، ان فرحنا جدا جدا فرح اليم فرح يرتجف فرح يبكى، حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جدا جدا فانه يهزمنا بما يشبه الحزن، اننا من فرط خوفنا على هذا الفرح ومن فرط لهفتنا على ان يطول. ومن فرط ذعرنا من ان ينتهى، نفرح بحزن نفرح بخرف نفرح والدموع تترقرق في اعينا، ان الحب جدا جدا. حب طعمه مالح حريف، لاسع ,,,ان فيه نفورا وبغضا بقدر ما فيه من حب. انه لعڼة،
آسر: يااااه انتى حافظة الكتاب...
سمية: بالصفحة...
آسر: بس انا اختف مع مصطفى محمود، في اخر سطرين...
سمية بتنهيدة: ليه؟
آسر: لان الانسان هو اللى بيخللى الحب جدا جدا حلو او مالح...
سمية: لا والله، تخيل انكك بتحب حاجة جدا جدا، لا يمكن تتخلى عنها، مش متخيل حياتك من غيرها ولا ساعة تعدى من غير متكون معاك، يعنى حب پجنون، اكيد هتسببلك ازمة في نفسيتك اتجاه الحاجة ددى، كل شئ بخصوصها هيكون خط أحمر بالنسبة ليك. هتتعب جدا...
آسر: هو انا لسة هتعب دده...
قطع عليهم الحديث طرق سامية الباب، قام آسر وفتح لها الباب، دخلت بطاولة الطعام المتحركة، وسلمت على سمية ثم انصرفت، رص آسر الاطباق على الطاولة الموجدة بالغرفة، ورفض مساعدة سمية له، ثم جلسا،
آسر بشهية: هو ده الاكل اللى يفتح النفس...
سمية: ههههه سامية اتوصت بيك ع الاخر...
آسر: وبيكى بردو، المهم كللى طبقك ده كله...
سمية: مش هقدر اكمل على فكرة...
آسر: يابنتى دى حتة فرخة اد العصفورة، : للى عشان هقول لطنط مها بجد.
سميو: يا ساتر هو انت كمان بأيت زيهم ههههه حاضر. بسم الله...
تناولا طعامهما، ثم خرجا للحديقة ليستنشقا عبيرا نقيا، جلس على الحشائش الموجودة على الارض خلف شجرة، ثم جلست بجواره،
آسر: لو القعدة هنا هتتعبك، اجيبلك كرسى.
سمية: لا، ملوش لازمة. بس انت ليه قعدت هنا...
آسر: فيكى من يكتم السر؟
سمية بابتسامة: اكيد...
آسر: لما بابا توفى، اول يوم االميت، جيت هنا وفضلت اعيط، كنت اول مرة اعيط في حياتى...
سمية: الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة...
آسر بتأثر: آآآمين يارب، وحشنى اوى يا سمية...
سمية: هو في مكان افضل ان شاء الله، الفراق صعب بسلازم نتحمل عشان اللى حوالينا على الاقل، مى وطنط ميرفت بيستمدواقوتهم وصبرهم منك، ملهم غيرك بعد المولى عز وجل، ادعيله...
آسر: ربنا يرحمه، انتى عارفة حصلت حاجة كمان،؟
سمية: ايه؟
آسر: فجأة لقيت رهف جاية وجيبالى فطاير وقراقيش وماية، من نفسها، كانت خاېفة منى اوى، بس جتلى وحطتلى الاكل وطلعت جرى تصحيكم عشان تقريبا كان فيه صيام او حاججة زى كده
سمية: هههههه...
آسر: بتدحكى على ايه؟
سمية: اصل فرح دى ممثلة هايلة، اقدر اعتمد عليها بجد
آسر: ازاى يعنى؟
سمية: اصل انا اللى كنت بعتاها، شوفتك صعبت عليا اوى، نزلت وحضرتلك الفطاير وخۏفت صراحة اجيبهم، لتتزعقلى ولا حاجة. فروحت بعتاهم مع ررهف وقولتلها اتصرفى...
آسر بابتسامة: كان قلبى حاسس، ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش من طيبة قلبك
سمية وقد احبت ان تنبه وتذكره بشئ: ويبعتلك بنت الحلال، يلا بأى لان الجو برد...
آسر: يلا ياستى، انتى تؤمرى يا دكتور...
سمية: هههه وحضرتك اللى هتنفذ ياباشمهندس؟
آسر: جربى...
سمية: ربنا يسهل وميأمرش عليك ظالم ولا عدو
آسر: ياااه ايه الدعوة القديمة دى، جيباها منين؟
سمية بابتسامة: من تيتة سمية الله يرحمها، كانت بتقول كده لبابا...
الفصل الرابع والخمسون...
دخل الاثنان المنزل، واتصل أحمد بابنته ليطمئن عليهما، اخبره آسر انه سيباشر عمله من خلال الانترنت وهو بجوار زوجته، انقضى الليل واتى صباح جديد يداعب اهدابهما المسامحة، استيقظت سمية باكرا، وجدته نائما على الاريكة الفوتيه، نظرت له بحنان، ثم نهضت، اغتسلت وابدلت ثيابها بهدوء، ثم خرجت متوجهة نحو المطبخ، وجدت سامية تنظف البيت، توجهت نحوها مبتسمة،
سمية: السلام عليكم، صاحية من بدرى.
سامية: شوية كده، البيت مقفول من زمان وعايزة اوضب الاوض...
سمية بابتسامة: ربنا يعينك، اللى ربنا هيقدرنى عليه هعمله معاكى، متحمليش هم...
سامية: لا بالله عليكى يا سمسمة، الست مها منبهة عليا، انتى لسة قايمة من انتكاسة مايعلم بيها الا ربنا...
سمية: ماشى خلاص، بس خللى حد ييجى يساعدك ع العموم يا سامية معلش اعمللى اوضتى بعد لما تخلصى هنا، ياريت ترجع زى الاول...
سامية: حاضر تؤمرى، اجهزلكم الفطار...
سمية: آسر لسة نايم، شوية ان شاء الله وهيصحى، بس عايزة فطار فطار يعنى...
سامية: من عينيا...
سمية: تسلميلى، فين الراديو.؟
سامية بابتسامة: والله زمان، ثوانى وهشغله...
سمية: متشكرة جدا جزاكى الله كل خير...
استيقظ من نومه لم يجدها. وجد سريرها مرتبا، دخل الحمام لم يجدها، نادى باسمها، لم ترد، خرج ونادى عليها اتته بابتسامة على ثغرهاالرقيق. وجدته واقفا على الباب، اشعث الشعر. يدلك رقبته،.
سمية بابتسامة: صح الله بدنك...
آسر بتثاؤب: واياكم، الساعة كام؟
سمية: 10...
آسر: ياااااااااااه، انا نمت ازاى لحد دلوقت، فطرتى...
سمية بابتسامة: لا لسة...
آسر بابتسامة: طيب انا هاخد شور، لحد لما الفطار يجهز، ثم توجه مرة أخرى للداخل...
سمية بتلقائية: احضرلك الحمام...
آسر الټفت لها وبخبث: ياريت، يلا تعالى...
سمية وقد انتبهبت: ها، لا. انا. انا عندى شغل
آسر نظر لها بعمق وقرب اليها: شغل ايه. تعالى هنا...
جاءت سامية في معادها،
سامية: سمسمة، الصور بتاعتك اعلقها تانى ولاايه...
سمية بخضة: ، ايوة انا جاية معاكى يلا...
سامية: صباح الخير يا آسر بيه.
آسر بابتسامة: صباح النور...
دخل آسر الغرفة مرة اخرى وهو في حالة من السعادة الحالمة والعشق المچنون، كم كانت ابتسامتها رائعة، ما احلاه من صباح حين يرى وجهها باوله وما ادفئه من مساء حين ينام حالما بها، توجه الى الحمام واغتسل ثم ابدل ثيابه وتلا ورد القرآن، خطرت بباله فكرة، توجه لحقيبة ملابس سمية التي جاء بها من امريكا، نظر لها بخبث، ثم فتحها، اخذ يرتب الملابس في الخزانة، بعدما انتهى، اخذ ينظراليها ويضحك، متذكرا ما ذا سيكون رد فعلها حينما تشاهد ما حدث، تذكر وعده لها، تذكر حساسيتها الشديدة، ربما تعتبره نوع من انواع الضغط غير المباشر لها عله ينال قربها منه، تنهد آسر، ثم اعاد كلل شئ لحاله الاول، ثم خرج، توجه للحديقة، واجرى اتصال للاطمئنان على اعماله، واتصل باخته وامه ايضا، كانت سمية بغرفتها تشرف على ترتيب اشيائها، نظرت من خلال الشرفة، رأته، كان يرتدى بنطاله من قماش الكتان الابيض، ويعلوه قميص من نفس الخامة مقلم باللونين الازرق والابيض، يرتدى حذاءه الرياضى الذي يمتزج به اللونان. ويحادث هاتفه، نظرت له وابتسمت، ثم وجهت حديثها لسامية،.
سمية: حضرتوا الفطار ولا لسة؟
سامية: نعمة تحت بتحضره زمانها خلصت.
سمية: خلاص انا هنزل واشوف، عن اذنك...
نزلت سمية ثم توجهت للمطبخ لتجد نعمة تلك الفتاة الريفية الهادئة تكون اخت سامية
سمية: ها يا نعمة، الفطار خلص...
نعمة: ايوة يا دكتورة، هتفطروا فين؟
سمية: معرفش ثوانى هسأل آسر واقولك...
خرجت بخفة متجهة نحو الحديقة، توجهت نحوه سمعت صوته يتحدث مع احد بعصبية،
آسر: يا ماما بلاش الكلام ده لو سمحتى...
ميرفت: تعالى حالا، بلد ايه وقرف ايه، هي الهانم ركبت ودلدلت رجليها
آسر بنفاذصبر: لا حول ولا قوة الا بالله، حضرتك عايز ايه. بالضبط، انا مرتاح كده.
ميرفت: وانا مش مرتاحة طول ما بنت احمد ومها مراتك يا باشمهندس، انا اللى ربيتك وكبرتك واقننعت محمود انه يسيبك تشوف مستقبلك، ده جزاتى، تجيبلى واحدة مش من مقامك ولا تناسبك، تكون مرات ابنى، ده انا اتكسف اقول لحد انها مراتك، تردلى جميلى عليك بكده...
آسر بعتاب: كتر خيرك يا امى، فعلا بس جميل حضرتك مش هنساه، لو حضرتك مكسوفة تقولى لحد انها مراتى، هي تاج على راسى يا ماما، المظاهر مش كل حاجة.
ميرفت مقاطعة اياه: هي كلمة واحدة تيجى دلوقت، ,شهور وتكون مطلقها، انا مش هسمحلها تدخل بيتى...
آسر بعصبية: انتى مبتحبيهاش مش مشكلتى، مش عايزاها في بيتك مش مشكلتى، خلاص انا اساسا الفيلا بتاعة التجمع خلصت وان شاء الله هنروح على هناك يا امى، مع السلامة، ربنا يهديكى يا امى.
كانت سمية تستمع لزوجها وهو يحادث والدته، الهذه الدرجة هي مرفوضة حتى من امه، اهى تكرهها حقا، ولكنها ماذا فعلت لها، اهى لا تناسبهم لهذه الدرجة، لماذا تخجل منها زوجة عمها، حتما بسبب جمالها المتواضع، ولكن ليس لها يد انها اقل جمالا من بنات عائلتها او من اخريات. حماتها المصون لا يهمها الاخلاق او التدين او اى شئ آخر، لابد ان تكون زوجة ابنها من مجتمعها الارستقراطى، هي لن تكون زوجته ابدا، سينتهى الاتفاق في غضون اشهر قليلة، يكفيها الحب الذي شعر به قلبها، ليس مقدر لها ان تكتب فرحتها كاملة، سيؤتيها الله من فضله حتما، فرت من عينيها دمعة حزن، كان قد انتهى من مكالمة والدته، تمنى ان تتغير، ولكن هي ستظل هكذا، دعا ربه ان يظل بجانبه، الټفت. وجدها تقف بالقرب منه، توجه نحوها، ابتسمت ابتسامة باهتة بمجرد رؤيته، ثم قالت بصوت حزين، حاولت ان تخفيه،.
سمية: الفطار جاهز، هتفطر فين؟
آسر بابتسامة: في اى مكان المهم معاكى...
سمية: كنت اصحى من بدرى...
آسر: اخص عليكى فطرتى؟
سمية: الحمد لله، انا هخليهم يجيبولك الفطار، عن اذنك...
آسر: سمية استنى.
وقفت سمية مكانها مطأطأة رأسها، تقدم نحوها، حتى صار امامها مباشرة، رفع رأسها بيده، ثم قال لها،
آسر: بصيلى...
نظرت له سمية ماذنبى اذا ابتلانى الله بمرض. ما ذنبى اذا كان جمالى ليس بصارخ وملفت، ما ذنبى اذا كنت لا اعلم شيئا عن هذه الدنيا بما فيها، ما ذنبى، وجد اعين حزينة مرة اخرى، غارقة في دموع، نظر لها متعجبا. ومتسائلا، اخفضت سمية ناظريها مرة أخرى وفرت منها دمعة خائڼة، مسحها بيده الحنون، ولكنها اسرعت الى الداخل ودخلت غرفتها ثم اغلقتها، اسرع آسر باتجاها، طرق الباب عدة مرات، ولكنها استئذنته ان تظل بمفردها قليلا، ووقفت امام المرآه، فكت حجابها، ثم امعنت النظر بوجهها وبنفسها، ما بها، انها ليست مشوهه او بها عيب خلقى، جلست على كرسى التسريحة، ومشطت شعرها ببطء، اخذت تفكر في اشياء كثيرة منذ صغرها تحدث، عندما كانت تمشى بججوار ملك، كانت سمية ضعيفة البنية نوعا ما وخجولة بعكس ملك عندما يمرا من امام جيرانهم، تستوقفهن احداهن، ثم تتسائل.
الجارة: انتوا اخوات...
ملك: ايوة يا طنط...
الجارة: بس مش شبه بعض خالص. انتو بنات مين.
ملك: بابا احمد الفيومى.
الجارة: ماشاء الله كبرتوا، انتى شبه مامتك وباباكى خالص، انتى اكيد ملك.
ملك: ايوة، ودى سمسمة اختى.
الجارة تنظر لسمية نظرة سريعة تاتى بها من رأسها لقدمها: انتى سمية الكبيرة، امال مش شبههم يعنى، الى يشوفكم ميقولش اخوات...
ملك بضيق: يا طنط احنا اتاخرنا عن اذنك...
ومشت الفتاتان، كانت ملك في سن العاشرة وسمية في الثالثة عشر، كانت سمية تعودت على مثل هذا الكلام.
سمية: مينفعش كنتى تكلميها كده يا ملك، دى ست كبيرة...
ملك: ما انا اتخنقنت منها بصراحة. هي مالها اخوات ولا مش اخوات. على فكرة طبع الناس جيراننا دول غريب جدا بيتدخلوا في كل حاجة، ماما عندها حق انها مبتخليناش نطلع برة ونحتك بحد فيهم، اووف
سمية: هما مقالوش حاجة غلط يا ملك، عادى.
ملك بحركة مسرحية: استنى استنى، يعنى احنا مش اخوات، آآآآآه يا قلبى، مش مسامحاكم، انتوو خبيتوا عليا اننا مش اخوات، انتو لقيتونى قدام باب انهى جامع، ولا انا بنت مين اااااااه يا قلبى
سمية: هههههههه يا خبر ابيض عليكى، يلا يلا، هنتأخر، وماما هتزعقلنا...
ملك: يا شيخة علقة تفوت ولا حد ېموت، سمسمة. متيجى نروح نشترى ايس كريم، عشان خاطرى...
سمية پخوف: لا يا ملك احنا مقولناش لماما...
ملك: يا بنتى مټخافيش هما خمس دقايق.
سمية: لا يا ملك، يلا وهنقول لعمو حسين يجيبلنا، يلانروح
ملك: طول عمرك جبانة، يلا يا اختى جتك خيبة...
هكذا كان الحال وهكذا ظل، كانت سمية تدرس بمدرسة الثانوية في بلدتها. كان السائق يقلها، كانت لا تختلط بأحد، كانت ذات يوم السائق مع والدها فترجلت الى منزلها، كانت تمشى مسرعة الى منزلها، قابلت في طريقها مجموعة من الشباب يضايقون الفتيات ويرمونهم بكلام غزل، خاففت فأسرعت أكثر، كانت ترتدى جلبابها وخمارها ونظارتها، مرت من امامهم، فقال لها احد الشبان،
شاب: انتى خاېفة كده ليه، روحى بنضارة ابلة نظيرة دى ههههه.
شاب 2: سيب عم الحاج يا عم شوفت الحتة اللى جاية دى...
مرت سمية. سعدت بانها لم تسمع كلمة تخدش حيائها، ولكنها توجهت لغرفتها وشاهدت نظارة ابلة نظيرة، نظرت لنفسها ثم قالت، على الاقل الحمد لله محدش دايقنى وقاللى كلمة مش كويسة، لم يحبها احد من قبل. حتى خلال فترة الجامعة، عندما ياتى لها من يتقدم لخطبتها، كانوا يأتون لسمعة والدها.
منهم من يراها ولا تعجبه، ومنهم من يأتى شاعرا بالتفضل عليها، ومنهم من كان يعتقد ملك هي سمية، ربما وافقت على محمد لانه رآها اولا ثم تقدم لخطبتها، ولكنه لم يحبها، كانت سمية رهينة تلك الذكريات. لم تتخل يوماعنها، كان يتحرك ذهابا وايابا امام الغرفة. يفكر، ربما سمعت مكالمته، ربما استنتجت ما قالته والددته، ربما ربما ربما، انها كانت على ما يرام البارحة، وايضا هذا الصباح، كان وجهها مشرق، ما حل بها، لقد تأخرت بالداخل، قلق عليها كثيرا، طرق الباب مرة اخرى، افاقت على صوت طرقاته، مسحت دموعها بمنديلها ثم غسلت وجهها بالماء البارد علها تهدأ قليلا، وخلعت عدساتها اللاصقة ثم ارتدت نظارتها الطبية، استمر الطرق عدة مرات، فتحت سمية الباب، وهي تنظر ارضا، ما ان فتحت الباب، تنهد ثن اسند رأسه على يديه على باب الحجرة،.
آسر: ضيعتى عليا الفطار، اعمل فيكى ايه...
سمية: معلش آسفة.
آسر: هصرفها منين.
سمية بعدم فهم: مش فاهمة...
آسر: ممسكا يدها: يلا تعالى...
سمية: على في بس...
آسر: تعالى بس...
صعد بها آسر الى غرفتها، ودخلا شرفتها، ثم جلساا على الكراسى امامهما الافطار،
آسر: يلا، افطرى. افتحى نفسى.
سمية: مليش نفس...
آسر: لا هتاكلى، يلا...
اطعمها آسر ڠصبا، فطرت سمية. وكذلك زوجها، ثم جلسا بغرفتها بناءا على رغبته،.
آسر: فين الشريط اللى كنتى مشغلاه امبارح.
سمية: في الكاسيت بس ليه،؟
آسر: شدنى فيه انه مفيهوش موسيقى، سمعته قبل كده بس كانت خاڤتة اوى
سمية: ملك جابتهولى، فيه نسخ بتنزل بموسيقى وفيه لا.
آسر: طبعا انتى مبتسمعيش موسيقى...
سمية: لا، لو قلب الانسان اتشغل بالحاجات دى، القرآن مش هيدخله...
آسر: عندكك حق، انا بأى مكنش عندى وقت لاى حاجة غير دراستى وشغلى وبس، حياتى اتسرقت منى وعدت في لحظة للاسف كان وقت فراغى كله في القراءة، انتى بتحبيها صح...
سمية: امممم.
آسر: السبب؟
سمية: هي الشئ الوحيد اللى لو حبيته مش هيرفضك هيقبلك مهما كنت مين...
آسر: ايوة، فهمت، اخدتى الدوا؟
سمية: لا هنزل اجيبه، عن اذنك.
آسر: ايه رأيك نقعد هنا في اوضتك؟
سمية: بس هنا صغيرة...
آسر: هتكفينا انا وانتى...
سمية: ربنا يسهل. عن اذنك.
آسر بابتسامة: دواكى اهه. جبته معايا، عشان تعرفى بس.
سمية: متشكرة. جزاكم الله خيرا...
: أخذت سمية دوائها ثم عاد الصمت مرة أخرى، وفجأة،
آسر: سمعتينى وانا بكلم ماما صح؟
سمية پصدمة: نعم؟
آسر بتأنى وتأكيد: سمعتينى، وانا، بكلم. ماما...
سمية بارتباك: ايوة، بس انا مكنتش اقصد اسمعك. انا كنت جاية عشان اشوف هتفطر فين، وسمعتك لما زعقت. انا آسفة، مكنش قصدى...
آسر بنظرة ذات معنى: طيب الحمد لله انك مخبيتيش عليا زى اى حاجة تانية خبيتيها...
اخفضت سمية ناظريها الى اسفل واحمر وجهها ثم بدأت دموعها في التساقط، لاحظ آسر. ثم قام من مكانه القريب جدا وتوجه نحوها. وامسك ذراعيها واقامها من مكانه حتى صارت مقابله، رفع ذقنها بيده،
آسر: ممكن اعرف. سبب الدموع دى ايه؟
سمية: انا مكنتش اقصد اسمعك، بس...
آسر بحنان: بس ايه، انتى خليتي فيها بس، نفسى اعرف، انتى بتفكرى ازاى، لو كل الناس تكون كده
سمية: ها...
آسر: هههههه، طيب تعالى نقعد في الجنينة تحت، نتكلم شوية...
سمية على مضض: طيب...
آسر: مش عايزة تنزلى، تعالى نقعد هنا يا ستى او الليفينج تحت...
سمية: لا عادى، اى مكان، بس خير.؟
آسر: طيب تعالى، نقعد هنا.
خرجا الشرفة مرة أخرى، كانت سمية تشعر بالتعب بعض الشئ، جلست سمية بينما وقف على سور الشرفة واسند عليه بكلتا يديه متأملا ما حوله،
آسر: يااااااااه الفيو راائع، يفتح النفس صح؟
ثم الټفت اليها، واراد ان يفعل شيئا،
آسر: ممكن اعرف مالك.؟
سمية: مفيش، بس انا لسة طالعة من المستشفى وده طبيعى.
آسر: ايوة فعلا، ووشك أصفر وتحت عينيكى سواد، انتى لبستى النضارة دى ليه.؟
سمية: عادى.
آسر: بس انتى شكلك كده مش عاجبنى...
سمية بتأثر: بس عاجبنى.
آسر: اممم، انتى شبه مين يا سمية، مش شبه عمو ولا طنط ولا حتى اخواتك...
سمية: معرفش...
آسر: طيب انتى ليه استايل لبسك كده، حتى نظامك كله كده غريب شوية، انتى محسيتيش بكده.
سمية بنفاذ صبر: لا...
آسر: امممم، عمرك ما حسيتى بالاختلاف لما بتقعدى ممع ناس في النادى او في حفلات شغل...
سمية: مبحضرش حفلات ومبروحش نوادى...
آسر: طيب مثلا بين صحاب ملك او صحاب مى، يعنى في فرح مى لقيتك في مكان لوحدك، اكيد حسيتى بالاختلاف.
سمية: عايز توصل لايه،؟
آسر: ولا حاجة بس اسئلة بتدور فىدماغى عايز اعرف اجاباتها، بس انتى غير البنات اللى بشوفهم...
سمية بسخرية: طبعا انت بتشوف هوانم جاردن سيتى، لكن انا مش هانم ولا من جاردن سيتى ولا تربيت هناك، عن اذنك...
آسر: استنى بس، انتى ققفشتى ليه، انا وصلت لمبتغايا، خلاص.
سمية: انا مليش دعوة، سيبونى في حالى...
آسر: اقعدى وارتاحى كده ع الاخر خالص، انتى مش من هوانم جاردن سيتى بس انتى ملكة هنا، واشار الى قلبه.
سمية: انا يا سيدى مش عايزة اكون ملكة او اميرة...
آسر: سمية. انتى متعرفينيش، يمكن ماما مكنتش موافقة على جوازنا، لكن دى مش ماما ولا انا...
سمية بدموع بسيطة: خلصت خلاص، مجرد شهور ومامتك ترتاح، وتتجوز واحدة تانية تليق بيك وبمامتك، واحدة مامتك تتشرف بيها مش واحدة تتكسف منها...
آسر: الله، ليه كده بس ليه بتقولى كده...
سمية پبكاء: انا اللى ليه بقول كده، انا اللى ليه بقول انى مليقش بيكم وانتو بتتكسفوا منى، انا اللى ليه بقول انى مش شبه حد من عيلتى، مش ذنبى انى مبعرفش اتعامل بوشين مبعرفش اتعامل مع الناس صح، مش ذنبى انى مش جميلة، مش ذنبى انى...
قالت كلماتها تلك ولم تكن بوعيها، كان آسر قد حقق هدفه ولكن ربما سيكون هناك خسائر، دخلت مسرعة الى الغرفة ثم فتحت الباب وخرجت مسرعة، كانت تشعر بالتعب الشديد. نزلت الدرج، ثم جلست عليه تبكى، خرج ورائها مسرعا ثم جلس بجوارها على الدرج،
آسر: انا اسف، انتى مختلفة فعلا عنهم، انتى مش زيهم، انتى اجمل منهم يا سمية، انتى ست البنات عندى، انتى متعرفينيش...
سمية: بس اعرف نفسى.
آسر: لا، انتى تعرفى انك دكتورة محترمة متدينة مثقفة جميلة، ايوة جميلة انتى مشفتيش عينك قبل كده في المراية، مشفتيش وشك وهو عليه ابتسامة الرضا الصبح، مشفتيش سمية، انتى مراتى اللى لا يمكن اسمح لحد انه ېهينها بمجرد بصة مش كويسة ليها، انتى عندك احسن حاجة في الدنيا، حاجة الناس لو صرفت مال الدنيا كله وعملت البدع متقدرش تجيبها، النقاء يا سمسمة، قلبك ده ابيض اوعى تستهونى بيه، انتى اجمل واحدة في الدنيا والله يا سمية...
سمية بصوت مرهق: متجاملش...
آسر: مجاملش ايه، انتى لو تعرفينى كويس هتعرفى انى مبجاملش حد حتى البت مى اختى
سمية: بس انا مش مى
آسر: انتى حبيبتى ومراتى، عارف كويس
سمية بصوت منخفض: بس انا مقصدش...
آسر: ههههه طيب طيب مش هكسفك اكتر من كده. انت عاجبك قاعدة شحاتين السيدة.
سمية: لا...
آسر وهو ينهض: طيب يلا...
همت سمية بالنهوض ولكنها شعرت بالالم يخترق قلبها، وضعت يدها على صدرها ثم جلست مرة اخرى،.
آسر ممازحا: عايزة ربع جنية.؟
سمية بصوت متعب: الالم. الالم رجع تانى...
آسر بقلق: ايه،؟ الالم فين. رجع التعب تانى؟
سمية پألم: امممم.
آسر: طيب طيب...
حملها آسر مسرعا ثم توجه لغرفتهما، وانزلها برفق على السرير، فك حجابها، كانت تتالم،
آسر بقلق و خوف: فين دوا الاززمة؟
سمية على حالها: على الكومدينو. العلبة، البيضا
اتى بها آسر ثم اعطاها دوائها وجلس بجوارها ممسكا بيدها ويملس على شعرها، حتى هدأت قليلا،.
آسر: احسن دلوقتى صح.
سمية: الحمد لله.
آسر: ينفع كده، احنا قولنا ايه...
سمية: انا عملت ايه؟
آسر: ولا حاجة، المهم نامى دلوقتى، مبقاش فيه حركة خالص.
سمية: لا انا مصليتش الضهر، انت صليت؟
آسر بابتسامة: الحمد لله طيب، يلا، ومش عايز مناقشة ولا معارضة...
حملها آسر الى الحمام ثم توضأت بمساعدته، وحملها مرة أخرى الى سريرها، صلت سمية ونامت، كان يجلس بجوارها، يتأملها ويملس شعرها، حتى نام هو الآخر، استيقظت سمية بعد عدة ساعات. لتشعر ان هناك انفاسا اخرى ملتصقة بها، فتحت عينيها..
الفصل الخامس والخمسون...
شعرت بالاماااااااااااااان، شعرت انها بمنأى عن كل ما يتعبها ويكدرها، لم تدم هذه الاحاسيس سوى ثوانى. حتى رن هاتف آسر. فأغمضت سمية عينيها مرة أخرى متظاهرة بالنوم، شعر وهي بين يديه انها طفلته، حبيبته زوجته، شعر بضعفها الذي منحه قوته التي هي بذاتها حبها له، انها قوته وضعفه الحقيقين، كانت هذه المشاعر. تداعب اهداب احلامه، ولكنه استيقظ على صوت هاتفه، نظر لها وجدها كالطفل الذي يحتضنه والده ابتسم ثم قب رأسها. وبهدوء وحذر نهض من مكانه واخذهاتفه ثم وضعه على الوضع الصامت. ودثرها جيدا، ثم دخل الحمام وتوضأ ثم صللى العصر، تذكر سمية حينما قاللت له.
ومخفتش عليا من عقاپ ربنا، ابتسم ثم توجه اليها، كان قلبها ينبض بشدة، من الحب، تتسمع الى خطواته بالغرفة. اقترب منها، تعالت نبضاتها، جلس بجوارها، ملس على شعرها وبحنان بالغ هز كتففها،
آسر بصوت حنون: سمسمة، قومى. العصر ادن...
فتحت سمية عينيها باريحية وهدوء.
سمية: من زمان؟
آسر: لا من نص ساعة بس...
سمية وهي تنهض: كويس...
آسر نظر لها بعمق: اخبار الۏجع ايه؟
سمية بارتباك: الحمد لله، الدواا سكنه...
آسر بابتسامة: طيب. الحمد لله، انا هعمل تليفون خاص بالشغل واجيلك، مش محتاجة حاجة...
سمية: لا متشكرة، على فكرة مكتب بابا مفتوح لو عايز تخلص منه شغل. واعتقد فيه كل حاجة هتحتاجها ان شاء الله...
آسر: ماشى، عن اذنك...
خرج آسر من الغرفة، ثم نهضت بتثاقل وتوضات وصلت العصر. توجهت خارجا وقد قررت في نفسها شيئا، جلست بغرفة المعيشة، ثم نادت على سامية،
سامية: خير يا سمسمة في ايه؟
سمية بابتسامة: خير ان شاء الله، انتى مروحتيش خالص صحح؟
سامية: لا والله خالص...
سمية بابتسامة: طيب خلاص متزعليش، معلش انا عارفة الاولاد وحشوكى...
سامية: اه والله خالص، يادوب نعمة بتروح تشقر عليهم.
سمية: طيب خلاص، انتى افراج، روحى باتى مع ولادك واطمنى عليهم وتعالى بكرة، بس عشان خاطرى جهزى الاكل لآسر قبل ما تمشى لانى بجد مش قادرة، وارجعى زى ما كنتى.
سامية: طيب والست مها، قالتلى.
سمية مقاطعة: يا ستى متقلقيش، بس انتى ان شاء الله هتيجى بدرى يعنى متسيبينيش لوحدى ههههه
سامية بفرح: من النجمة، متقلقيش هعمل الاكل لآسر بيه وهجهز كل حاجة متقلقيش وهجيلك الصبح قبل ما تصحى...
سمية ممازحة: خلاص ماشى. ع العموم لومجيتيش هنادى عليكى.
ساامية: لا متقلقيش، اجهز الغدا،؟
سمية: انا مش هاكل دلوقتى، شوففى آسر في اوضة المكتب...
سامية: حاضر...
جلست سمية تقرأ وردها بصوتها العذب الهادئ، بينما كان منهمكا يتابع اعماله من خلال الهاتف واخرى من خلال جهاز الحاسوب الشخصى به في غرفة المكتب، طرقت سامية الباب عدة ططرقات،
آسر: ادخل...
سامية: احضر لحضرتك الغدا...
آسر وهو ينظر بالجهاز: لا متشكر انا مشغول...
سامية بخيبة امل: طيب. عن اذنك...
اعادت سامية ادراجها الى المطبخ. ظل آسر منهما في اعماله لمدة ساعة تقريبا، انتهت سمية من وردها، ثم جلست متأملة الحديقة التي امامها، متأملة الطبيعة، ماهى الا دقائق حتى قدم لها آسر، وجدها تجلس امامالنافذة على الكرسى، اقترب منها، ثم جلس قائلا بصوته القوى،
آسر: الجنينة تحفة...
سمية بخضة خفيفة: اللى انت عملته ده اللى تحفة صراحة، الناس تدخل تقول السلاام عليكم
آسر: دى الناس مش انا، المهم اتغديتى،؟
سمية: تؤ، مليش نفس. لما اجوع هاكل...
آسر: ويس جدا. انا كمان متغديتش. اقول لسمية تجهز الاكل
سمية: يا خبر ابيض. هي سامية لسة هنا؟
آسر بعدم فهم: ايوة...
سمية بعتاب: طيب ليه مخلتهاش تروح تشوف اولادها. حرام.
آسر: اولاد ايه؟ انا مش فاهم...
سمية بتنهيدة ولا حاجة انا هقوم اشوفها...
توجهت سمية الى المطبخ ثم وجدت سامية تجلس على الطاولة واضعة خدها على يدها ونائمة. نظرت اليها سمية بشفقة،
سمية بحنان: سامية، سامية...
سامية: نعم يا سمسمة. خير...
سمية: مروحتيش ليه.
سامية بحزن: آسر بيه...
سمية مقاطعة: اكيد كان مشغول ومكنش فاضى، روحى خلاص وانا هحضر الغدا.
سامية: لا روحى وانا هحضره، احطه على السفرة.؟
سمية: ماشى هاتى اعمل السلطة، وبسرعة عشان تروحى...
سامية بابتسامة: حاضر.
جلست سمية على طاولة المطبخ تتحدث مع سامية حتى انتهت سامية من اعداد السفرة، جلسا على السفرة يتناولان طعامهما.
آسر: يااااه مكرونة بشاميل، بقالى سنين مدوقتهاش...
سمية بابتسامة: بالهنا والشفا، بس دوقت النجريسكو
آسر: انتى عارفة انا جربت اعملها كذا مرة وفشلت...
سمية: انت بتعرف تطبخ؟
آسر بثقة: طبعا، بس مش زى سامية طبعا
سمية: ههههه، طيب كويس لان سامية هتروح بيتها وهندبر احنا نفسنا.
آسر: ليه.؟ هي مبتقعدش هنا اساسا؟
سمية: لا هي عنندها بيتها وزوجها، بتيجى الصبح وتمشى المغرب...
آسر: اممممم ربنا يخليهم ليها.
سمية: آآمين...
غادرت سامية المنزل وظلا فيه وحيدين، انقضى يومهما بين القرءة ومتابعة اعماله اتى الليل، كانت تجلس بغرفة المعيشة تتابع التلفاز، كانتامسية شعرية للشاعر تميم البرغوثى، دخل آسر عليها، فاغلقت التلفاز، جلس على الاريكة وامسك رأسه.
آسر: بجد ربنا يرحمك يا بابا، الشغل بتاع الشركات ده مقرف...
سمية: ربنا يعينك، هتتعشى؟
آسر: لا، انا هشرب نسكافيه.
سمية: طيب تمام، انا هقوم اعمله.
آسر: لا خليكى. مش عايزين حاجة تحصل لا قدر الله، زى الصبح
سمية بضيق: انا مقولتش لحد من الاول تعبى عشا ن محدش يعاملنى كده، ولا حد يشفق عليا، ودلوقتى بردو نفس الشئ...
آسر: سمية انا مقصدش...
سمية: خلاص ولا يهمك، عن اذنك...
دخلت سمية واعدت له كوب النسكافيه، ثم قدمته له، كان لا يقصد ان ېجرحها. هو خائڤ عليها فقط، دخلت عليه بابتساممتها المعهودة.
سمية: اتفضل. بس يارب ميكونش ناقص سكر.
آسر وهو يرشف بعضا منه: لا بالعكس، احسن نسكافية شربته في حياتى...
سمية: انا هقوم انام...
آسر: دلوقتى؟
سمية: اممم.
آسر: طيب. انا هشوف النشرة وادخل.
ضحكت سمية في سرها، صعدت لغرفتها التي اعدتها لها سامية حتى تنام فيها ولا يحدث ما حدث مرة اخرى، ابدلت ثيابها لملاس نوم قطنية هادئة ورقيقة، كان البنطال من اللون الرصاصى، وبه فيونكات من الاسفل من اللون الرز الهادئ تعلوه بلوزة قطنية من اللون الروز به رسوم لميكى ومينى ماوس، كانت تبدو كالاطفال، حقا، نامت على سريرها تلت الاذكار، واشعلت الراديو على اذاعة القرآن الكريم، وذهبت في سبات عميق، دخل آسر الغرفة واشعل النور لم يجدها دخل الحمام لم يجدها، ناداها. لم تجب. قلق عليها. بحث عنها بكل مكان، صعد لغرفتها فتحها بهدوء وجد ان الانوار مطفئة، وصوت مصطفى اسماعيل يصدح بارجاء الغرفة بصوته المعهود بالخشوع، اشعل الاباجورة التي توجد بجوار السرير وجدها نائمة، ابتسم لها ثم تنهد، عرف انها شعرت به، وعرف ايضا لماذا سمحت لسامية بالمغادرة، ثم اطفأ الانوار، واتى لها بالدواء والماء ووضعهم بجانبها على الكومدينو وكتب ورقة ثم غادر الغرفة، ونزل لينام، اتت صلاة الفجر. استيقظت، وجدت ورقة بجانها، بردو اول حاجة هتشوفيها منى لما تصحى، اوعى متصحينيش للفجر، آسر، توضأت ثم نزلت له، طرقت الباب عدة طرقات، اذن لها بالدخول، دخلت سمية وجدته نائما على السرير،.
سمية: الصلاة، المسجد قريب ولسة ما اقامش...
آسر بتثاؤب: طيب، نمتى فوق ها...
سمية: قوم صللى، عن اذنك...
مرت عدة ايام والعلاقة كما هي بين آسر وسمية، كان آسر يذهب للقاهرة سريعا لانهاء بعض الاعمال ثم يعود اليها، تعرف عليها اكثر وكذلك هي لامست الجزء الحنون منه. وجدت منه الاحتواء والتفهم الشديد لها، بدأت صحتها بالتحسن، قرر أحمد ان يأخذ عائلته ليقضون ايام العطلة بجوارها، وعرض الامر على خليل، رحب خليل كثيرا، وكذلك اتت ملك وعمرو، كانوا يجلسون جميعهم بالحديقة، كان الجو رائعا، كانت سمية وملك وعمرو ومالك وره ونغم يجلسون على الحشائش يتذكرون الماضى، [ينما كان آسر مع خليل وأحمد، كان يناقش بعض امور العمل مع أحمد، خاصة انه سينتقل اليه منصب ابيه وعمه قريبا،.
خليل: طمنى يا آسر، سمية عاملة ايه؟ جاتلها الازمة ولا حاجة لا قدر الله
آسر: الحمد لله هىكويسة كل يوم بتتحسن. هي تعبت شوية من اسبوعين كده، بس الحمد لله.
أحمد: طيب يا بنى خللى بالك مننها...
آسر بابتسامة: متقلقش يا عمو...
اتت لهم مها تخبرهم ان الطعام جاهز الان، تناول الجميع الغداء وجلسوا يحتسون الشاى، كان خليل يستكمل قراءة جريدته، فاجأه خبر،
خليل: سبحان الله يمهل ولا يهمل...
أحمد: خير؟
خليل: كل خير، شوفتى يا سمسمة ربنا منتقم جبار، اللهم لا شماتة.
سمية باهتمام: ايه اللى حصل؟
خليل: اسمعى الخبر ده هيبسطك جدا...
الحكم على ابن الوزير الهارب بالسجن المؤبد، قضن مجكمة الجنايات بولاية شيكاغو باجماع اراء هيئة المحلفين، بحكم المؤبد للمدعو سيف قدرى عليان لارتكابه جرائم الخطڤ ,الاڠتصاب ,الټعذيب وتجارة المخډرات وټهديد الامن العام في الشارع الامريكى، وقد ذكر ان المتهم كان مسجون ببلده الام مصر پتهمة الشروع في قتل. ولكنه فر هاربا الى الولايات المتحدة بفضل والده الوزير السابق، الخ. مش انا قولتلك يومها فاكرة...
كانت سمية تستمع لتفاصيل الخبر ودموعها تتساقط، كان آسر بجوارها يحاول استيعاب ما يقال والجميع منتبه لخليل. حتى انتهى، ونظر لسمية ليجد عيناها زائغتان. وسقط كوب الشاى من يدها، وتعالت صوت انفاسها، تذكرت كل شئ حدث لها. ومحاولته للاعتداء عليها، انتبابت الرعشة جسدها. انتبه آسر لها. امسك كتفها.
آسر بقلق: سمية، سمية. انتى كويسة.
لم ترد عليه سمية بل نظرت له وهي تشعر پضياع والم شديدن، انتبه لها خليل، توجه نحوها،
خليل: سمية، سمية. بصيلى هنا...
نظرت له سمية، وحياتها بامريكا تمر كشريط فيديو امامها. اسندت رأسها للخلف وارتخى جسدها النحيل. وفقدت وعيها، ذعر آسر. فأمره خليل بحملها للغرفة لفحصها، انتاب الجميع حالة من القلق والبكاء، اعطى خلي لسمية ابرة مهدئة ثم امر آسر ومها بالخروج وتركها ترتاح،
آسر: انا هفضل هنا...
خليل: مش هتفوق قبل نص ساعة، يلا بأى
مها پبكاء: كان مستخبيلها فين ده ياربى...
خليل: حرام كده يا ام سمية، ان شاءالله هتكون كويسة، يلا بأى. اتفضلوا...
خرج الاثنان وبقى خليل بجانبها يراقب حالتها، كان احمد ينتظرهم بالخارج،
أحمد بلهفة: خير؟
آسر بحزن: ان شاء الله دكتور خليل معاها جوه...
مها بدموع: دى كانت مفروض تفرح لما تسمع الخبر متتعبش. ده اللى كانت بتتمناه
آسر: احم، وهي كانت تعرفه اساسا؟
مها: ايوة. انت متعرفش؟
آسر بارتباك: لا. وهعرف منين، ياريت حد يقهمنى
أحمد: انا هقولك...
آسر پصدمة: ايه؟
أحمد: زى ما انت سمعت...
هنا اتى خليل، وجلس بجوارهم،
آسر: ها يا دكتور...
خليل: لسةة نايمة. وحالتها مستقرة متقلقش، الحمد لله
آسر وهو ينهض: طيب عن اذنكم...
أحمد: اتفضل يا بنى، امال عمرو فين؟
مها: الاولاد في اسطبل الخيل، راحوا قبل ما يحصل اللى حصل
أميرة: طيب محدش يقولهم حاجة.
مها: انا خاېفة عليها اوى.
أميرة: ها يا مها احنا قولنا ايه...
مها: يارب...
توجه آسر للغرفة وجلس بجوار سمية مسك يدها ثم قبها. ونظر اليها بالم، بحب، بعشق، بل بحزن واسف،
آسر: ليه مقولتيليش، انا اسف. انا فهمت دلوقتى.
كانت سمية بدأت تستفيق.
سمية بصوت متقع ضعيف: لا. لا. سيبونى، لا لاااا.
جلس آسر بجوارها على السرير واخذ يديها بين يديه وجلس يقرأ عليها قرآن ويحاول تهدئتها، حتى فزعت من نومها على صورة سيف وهو ېمزق ثيا
ها، آسر باكية.
آسر بصوت خاڤت: هششش، بس. اهدى خالص. الحمد لله ربنا خد حقك...
سمية پبكاء: مباتش قادرة، هو ليه حصلى كده ليه عمل فيا كده...
آسر پخوف شديد: سمية. هو، هو، عمل فيكى ايه، سمية، ردى اعتد عليكى.
سمية بالم: اسوأ من كده، انا شوفت كل حاجة بيعملها، شوفت ادمانه وقرفه كله، شوفت كل حاجة قدام عينيا، كل حاجة، انا عملت ايه في حياتى ياربى...
آسر بدموع بسيطة: بس. ده ابتلاء. قولى الحمد لله. وبعدين ربنا نجاكى منه. وخد حقك منه ومنى.
سمية: انت معملتش حاجة.
آسر: انا السبب في كل حاجة. انا، اهدى ونامى. احنا جمبك. ومش هسيبك. نامى يا حبيبتى...
سمية وقد بدأت تهدأ: يارب، يارب...
الفصل السادس والخمسون...
ونامت سمية لتشعر مرة اخرى بالامان، , بينما كان عمرو برفقة بقية الشباب بالمزرعة،
ملك: حد ياخد الواد ده. عايزة اركب الخيل...
عمرو مازحا: نوو، مفيش ركوب خيل. انتى قبل الجواز كنتى بتركبى بالعافية دلوقتى هتقعى بيه، شوفى نفسك بقيتي عاملة ااى
ملك بضيق وزعل: كده يا عمرو، الله يسامحك، ده انا كنت بسابقك، ربنا يسامحك انت وابنك.
الجميع: ههههههههه.
انزعجت ملك ثم ذهبت لتجلس تحت شجرة التوت، انتبه لها عمرو، فذهب لها بعدما طلب من البقية الاستمتاع بوقتهم، كانت تحمل طفلها،
ملك: شوفت بابى بيتريق ازاى على مامى يا خالد،؟ اعمل فيه ايه...
عمرو: ولا اى حاجة، هو ميقدرش اساسا...
ملك التفتت للجهة الاخرى: جاى ليه؟
عمرو وقد جلس بجوارها: مقدرش الجميل يزعل منى؟
ملك بتهكم: جميل صح؟
عمرو: قمر 14، مبتركبيش خيل ليه،؟
ملك: ما انا خلا كبرت وعجزت...
عمرو: لااا مين قال كده، طيب انا هوريكى دلوقتى هاتى حبيب بابا ده، ومتقوليش بابى ومامى قدامه تانى. قال بابى قال...
ملك: لا والله،؟
اخذ عمرو خالد ونادى على مالك ليأخذه، أتى مالك ليأخذ خالد،
مالك: ايه يا عمرو، متوقعتشش منك كده. خاليك حمش.
ملك بعصبية خفيفة: ولا، اطلع من دماغى، مش ناقصاك انت كمان
مالك: هههههه خلاص خلاص، تعالى يا خالد باشا نروح لنغم ورهف...
ملك ببنصف عين: ايوة. نغم، قولتلى...
مالك بارتباك: مالها نغم...
ملك بخبث: ولا حاجة، بنت عسولة وشربات كده. وكمان نفسها تتدخل هندسة، بتحبها على ايه معرفش مع انه مجال للرجالة بس، انت ايه رأيك يا باشمهندس
مالك بنفاذ صبر: وانا مالى، عن اذنك...
ملك اڼفجرت ضاحكة: ههههههههههههههههه
عمرو: ده انتى خليتى وشه جاب الوان حرام عليكى يا شيخة...
ملك: يستاهل احسن...
عمرو: مفترية من يومك...
ملك: انا مش مفترية لانى مبظلمش حد، انا باخد حقى بس، ده افترا يا دكتور،؟
عمرو: لا ولا اى حاجة خالص. المهم تعالى عشان نركب الخيل.
ملك بنصف عين: مش هتتريق.؟
عرو قب جبهتها: اقدر بردو...
ذهب الاثنان لركوب الخيل بينما كان مالك يحاول ان يهرب بعيونه بعيدا عنهم، يشعر بشئ يجذبه نحوها لكنه لن يفكر بهذا الشئ سيكتمه سيصونها ويصون نفسه حتى يحدث الله يعد ذلك أمرا، ركب عمرو حصانه وركبت مالك حصانها بينما اختفى مالك بصحبة الطفل بعيدا عن الانظار، كانت نغم ممسكة سر حصان سمية الابيض، فلة، تملس على شعرها. بجوارها رهف. تطعمها السكر،
نغم: فلة هادية اوى...
رهف بابتسامة: عشان ابلة سمية هي اللى مربياها...
نغم باستغراب: مربياها؟
رهف: ايوة سمسمة كانت قالتلى ان بابا جابها ليها كان عندها شهر وابلة سمية عندها 7 سنين تقريبا...
نغم: امممممم، اول مرة اعرف.
رهف وهى تجلس بجوارها: انتى عارفة يا نغم احيانا كنت بتدايق منك...
نغم باستغراب: ليه؟
رهف: كنتى عايشة مع سمسمة وبتشوفيها اكتر منى...
نغم بابتسامة: دايما كانت بتفكر فيكم وتحكيلى عنكم، انا مليش اخوات يا رهف، ومعنديش حتى ولاد عم او ولاد خالة زيكم، بابا كان وحيد وماما كمان، وانا كمان، بس ربنا بعتلى سمسمة عشان تكونى اختى...
رهف بتأثر: يعنى واحنا مش اخواتك؟
نغم: طبعا، ربنا عالم انا بحبكم اد ايه، مركبتيش خيل ليه؟
رهف بضيق: مالك ربنا يسامحه، مشى وبابا منبه عليا مركبش غير وهو موجود، لبس طقية الأخفا ده ولا ايه...
نغم بابتسامة: تلاقيه بيكلم التليفون شوية وهتلاقيه قدامك.
اخذت الافكار تدور برأسه، ماذا رأت سمية. هل رأت ما شاهده، انه رجل ولم يتحمل ما شاهده بينما هى، سمية ماذا كانت تفعل، هل فعل لها شئ، لقد شاهد من قبل بالشريط سيف يحاول ټمزيق ثياب احداهن وهي تصرخ ولكن الصوت غير واضح، وانقطع التسجيل ولم يشاهدها جيدا، حتما تألمت كثيرا، حتما نفسيتها تأذت اكثر، حتما كان هو السبب، فهو من ادخله بيته هو السبب، كان جسرا كما اعتقد من قبل ولكنه جسر للاڼتقام من ملاك، استيقظ من افكاره الجلادة له على صوت طرقات الباب، دثرها جيدا وأزاحها بهدوء ورفق، وذهب ليفتح الباب ليجد خليل،.
آسر: اتفضل يا دكتور...
خليل: لا تعالى معايا، عايزك لوحدنا...
آسر ينظر لسمية: طيب بس.
خليل مقاطعا: متقلقش خمس دقايق، هنكون في الجنية كمان، بس بسرعة...
آسر: خلاص، اتفضل وانا هاجى...
خليل بتنبيه: متتاخرش...
قل جبهتها ثم اطمئن عليها وخر بهدوء ثم توجه لهليل في الحديقة، فاقبل عليه، كان يبدو على خليل الضيق الشديد، قلق آسر،
آسر: خير يا دكتور...
خليل بعصبية خفيفة: سيف هو اللى خطڤها مش كده...
آسر بثبات: ايوة...
خليل: وليه مقولتش من الاول؟ ليه، كنا عرفنا ناخد حقها.
آسر: وهي كده مأخدتش حقها...
خليل: لا طبعا، سجن مؤبد مش كفاية للى هو عمله فيها، ده كان ياخد اعدام، انت مشفتش اثار الچروح كانت فين، ده حاول يعتدى عليها انت فاهم يعنى يه...
آسر پقهر: بس المشكلة ان الاعډام هناك في القانون مش في الحالات بتاعة سيف، متفتكرش يا دكتور انى ممكن افرط في حقها، هو بس لو اتحول على هنا انا هتصرف حبل المشنقة هيلتف حوالين رقبته كده كده، لكن طول ما هو هناك القانون الامريكى الى هيمشى عليه...
خليل وقد بدأ يهدأ قليلا: اعذرنى، بس اللى حصل مش هين احنا كنا بنحاول نبعد سمية عن هنا عشانه...
آسر بضيق مكتوم: انا عارف، ياريتنى ارجع الزمن لورا، بس للاسف.
خليل: سمية لما تفوق متتكلمش معاها خالص في الموضوع ده.
آسر: اكيد...
دخل الاثنان واتى الشباب، سألوا عن سمية. فقال لهم خليل ان ضغطها انخفض وهي بغرفتها، اذن المغرب وذهب الرجال للصلاة في المسجد، ثم عادوا للمنزل مرة أخرى،
آسر: ها ياطنط، صحيت؟
مها: لا والله يا بنى لسة، بدخل اطمن عليها كل شوية...
آسر: طيب، عن اذنكم...
رهف: ابيه آسر ممكن لما تصحى تنادينى، عايزة اتكلم معاها...
آسر بابتسامة: حاضر.
دخل آسر عليها ثم جلس بجوارها وازاح خصلات شعرها التي اخفت وجهها، ثم ملس على جبهتها وايقظها بهدووووووووووء،
آسر بهمس سمية، سمسمة. المغرب يا حبيبتى. الصلاة...
سمية بفزع: مين؟
آسر بابتسامة: انا يا سمسمة متقلقيش يابابا. اهدى اهدى خالص...
سمية تضع يدها على وجهها: استغفر الله العظيم يارب...
آسر: يلا قومى. المغرب هيفوتك...
سمية تنظر له پانكسار: اطلب منك آخر طلب
قبض قلب آسر من هذه الكلمة،
آسر بتوتر: قولى...
سمية: عايزة اروح العمرة في اقرب وقت
آسر بتعجب: ليه،؟
سمية بدموع بسيطة: عايزة اروحله. عايزة اكلمه كتير اوى، من زمااان، محتاجة اروح عمرة، ارجوك. ارجوك...
آسر: انتى تؤمرى متترجيش يا بنت عمى، خلاص ربنا يسهل بس قومى صللى بس...
سمية بامتنان: متشكرة اوى، عن اذنك...
توضأت سية ثم ادت صلاتها. جلست تتلو اذكار بعد الصلاة، دخل عليها آسر.
الفصل السابع والخمسون...
توضأت سية ثم ادت صلاتها. جلست تتلو اذكار بعد الصلاة، دخل عليها آسر،
آسر بابتسامة: حرما...
سمية: جمعا...
آسر: يا قومى غيرى وتعالى اقعدى برة قلقانين عليكى...
سمية برجاء: مليش نفس عايزة اقعد هنا...
آسر: رهف قلقانة عليكى وعايزة تتكلم معاكى مستنيانى اناديلها، عشان خاطرى اطلعى...
سمية تنهض: طيب يلا.
آسر: ابسى الطقم ده، واطلعى
سمية: ماله اسدال الصلاة،؟
آسر بحزم: ده مش للقعاد برة، البسى الى قولتهولك ويلا، انا هستناكى برة...
خر آسر ددون ان ينتظر منها رد، نهضت سمية وطوت سجادة صلاتها، ورأت الثياب، انه ثوب ابيض كما موضح...
ارتدته. كان مقاسه رائع عليها، خرجت سمية من غرفتها. كان يسند رأسه على الحائك بجوار الباب رافعا رأسه لاعلى منتظرا اياها. خرجت سمية لم تلاحظه افلقت الباب والټفت لتجده في مواجهتها،
سمية بخضة: بسم الله الرحمن الرحيم، خضتنى...
آسر: انتى بتتخضى من الهووا اعمل ايه، المهم ايه الشياكة دى، ولا الملاك.
سمية بارتباك: هو. هو انت جته منين.
آسر بمكر: اصله كان محطوط غلط في الشنطة، اللى انتى قوتى عليها مش بتاعتك...
سمية بتوتر تبلع ريقها: عن اذنك...
تهرب سمية من امامه مسرعة وهو يلحقها وعلامات السعادة بادية على وجهه، توجهت اليهم، ما ان اقبلت عليهم حتى امسك يدها، وابتسم،
آسر: ادينى جبتهالك بنفسها اهه يا آنسة رهف...
رهف تركض نحوها: ده وعدك ليا قبل ما تسافرى صح...
سمية بابتسامة ټحتضنها: استحملينى شوية، وبعدين ده يعنى ازيك يا سمسمة
رهف: ولا يهمك، ازيك يا سمسمة؟
مها: تعالى يا حبيبتى اقعدى جمبى...
آسر واضعا يده على كتفيها: امال انا اقعد جمب مين...
عمرو يغمز له: اقعد جمب عمك يا باشا، وسيب البت ترتاح شوية جمب مامتها...
أحمد: ههههه، انا رايح المكتب وشوية وهاخده معايا متقلقوش، حمد لله على سلامتك يا حبيبتى، عن اذنكم.
سمية: اوصل حضرتك؟
أحمد: لا يا بابا، ارتاحى...
جلست سمية بجوار زوجها على الفوتيه،
سمية: امال فين عمو خليل وطنط أميرة ونغم؟
ملك: نغم طلعت نامت اول ما جينا، عمو وطنط تقريبا راحو...
مها: سمسمة، انتى طلعتى هدومك ليه فوق؟
سمية امتقع وجهها: ها، لا بس.
آسر مقاطعا: انا قولت نقعد فوق احسن سمية بترتاح فوق، فسامية نقلت هدومها ولسة هدومى كانت مفروض تنقلها النهاردة...
مها بارتياح: طيب يا حبيبى ربنا يهنيكم، انا هروح لسامية وننقل الباقى، اخيها تجيبلك حاجة تاكليها يا سمسمة.
سمية بابتسامة: لا يا أمى
آسر: متسمعيش كلامها يا طنط خللى سامية تجيب وباية عصير برتقال او لبن لو فيه...
سمية: بس انا...
آسر مقاطعا بجدية: مبسش ولا حاجة، انتى متعرفيش مصلحة نفسك.
مها: والله عندك حق يا آسر، عن اذنكم
عمرو مازحا: يا عينى علينا، ايه يا خالتو وقعنا من قعر القفة؟
الدلع لسمية وآسر. واحنا ناخد عى دماغنا...
ملك: عندك حق
مها: ههههههههه انتو كلكم حبايبى، بس انا عارفة انت وملك قرفة بالبن صح ولا انا غلطانة، عن اذنكم يا اولاد
خرجت مها بينما ظل البقية،
عمرو: اتحطينا في خانة اليك...
ملك: ههههه البس يا معلم...
سمية: هههه ربنا يعينك عليها، امال فين خالد؟
ملك: نايم فوق...
سمية باستغراب: لوحده؟، رهف قومى شوفى خالد...
رهف: اوك...
سمية: مينفعش تسيبيه فوق لوحده افرض عيط ولا جاع.؟
ملك بتلقائية: ههههه يا بنتى بطلى قلق، الله يكون في عون عيالك منك ده انتى هتخنقيهم، انتى المفروض تاخدى كام كورس في تربية الاطفال قبل ما تنوى، والا كده مش هتنفعى...
تغيرت ملامح وجه سمية، لاحظ ذلك آسر فشد على كتفها، وقربها اليه أكثر…لاحظ عمرو حساسية سمية من موضوع الاطفال خاصة انه يعرف حالتها جيدا.
عمرو: يا سلام، بأى سمية هي اللى محتاجة كورسات. بلاش اقول كنتى بتعملى في الواد اول شهر ولا اخلينى ساكت...
ملك برجاء: لا...
سمية: ههههه خلاص يا عمرو...
آسر ينظر لساعته: يااااه العشا خلاص هتادن، يادوب اشوف عمو أحمد، عن اذنكم...
نهض آسر ثم تبعته سمية لخارج الغرفة، انتبه لها ثم الټفت اليها باهتمام،
آسر: خير فيه حاجة،؟
سمية بابتسامة: لا، بوصلك بس
آسر بابتسامة، يقل رأسها: ربنا ميحرمنيش منك...
طرق الباب عدة طرقات ثم دخل،
آسر: اتاخرت على حضرتك؟
أحمد: ابدا، انت امريكانى اصللى في مواعيدك، تعالى
آسر يجلس: خير، قلقت...
أحمد: كل خير، بص يا آسر، انت هتكون رئيس مجلس الادارة وبكامل الصلاحيات...
آسر: بس حضرتك كنت قولتلى هكون مساعد لحضرتك او مدير عام.
أحمد: انا خلاص صحتى يا بنى مبقأتش زى الاول، وده مالك يا بنى ومال مراتك. انت هتستلم المجموعة كلها اول ما ترجع. واختار ليك مساعدين زى ما انت عايز وليك الحرية المطلقة في ادارتها، بس اتقى الله، اهم حاجة تراعى ربنا، المهم انت فاضى تستلم امتى؟
آسر: حضرتك قررت خلاص...
أحمد: ايوة، انت اد المسؤلية دى، الامر مننتهى. ها هتستلم امتى.
آسر: ممكن بعد العيد الكبير...
أحمد: لا. ده متأخرجدا...
آسر: انا وسمية مسافرين عمرة بعد الحج ان شاء الله. مش عايز ابتدى شغل واعطله.
أحمد: ربنا يتقبل، خلاص انت تستلم الشغل اول ما ترجعوا القاهرة ان شاء الله وبعد كده تروح العمرة بكتيرها اسبوعين وترجع، مينفعش التأخير او التأجيل...
آسر: خلاص ماشى يا عمو، هبلغ حضرتك القرار النهاردة ان شاء الله...
أحمد: ماشى، يلا نلحق الصلاة...
خرج احمد وآسرليجدوا عمرو يهم بالذهاب للمسجد، فيذهبوا جميعا، كانت مها ترتب اغراض غرفة ابنتها وجدت الحقيبة التي اعدتها لها، انتابها الفضول فتحتها لتجد ان جميع ما بها لم تمسه سمية انه بعلامته مازال، قلقت مها، لكن طردت ما يقلقها سريعا متعللة حتما زوجها اشترى لها ولم تكن بحاجة لتلك، ولكنها مازالت قلقة، رجعوا من صلاتهم. كانت سمية تجلس مع اختها وامها، كانت مها تنظر لابنتها بنظرات غريبة من نوعها، لاحظتها سمية،.
سمية: خير يا ماما،؟ في حاجة؟
مها: لا، انتى كويسة مع آسر،؟
سمية: الحمد لله يا ماما، كويسين خير؟
مها: ولا حاجة بطمن، كنت قلقانة عليكى خصوصا انكم اتجوزتم بسرعة
ملك: اه والله يا سمسمة، ده انا حتى بخاف منه لحد دلوقتى، اصله جد كده ومبيتكلمش ولو اتكلم يبأى كلمة ونص...
سمية بابتسامة: ههههه لا والله، مفيش حد زى آسر اساسا، اطمنى يا ماما لو لفيت الدنيا مش هلاقى زيه ربنا يبارك فيه يارب، على اى حال هو ابن عمى، حتى لو حصلت خلافات بيننا...
مها بارتياح: ربنا يطمنك...
استمع آسر-اثناء طريقه - لحديث سمية بينما لم ينتبه اليه الآخرون، ابتسم، احس بالنشوى، باحساس غريب. هي تمتدحه وتصرح بحبها له خفية، نطقت اسمه اخيرا، هي عادة لا تناديه باسمه اطلاقا، المرة الوحيدة هي تلك بأمريكا عنددما قام بضربهاا وتركها مظلومة، تغيرت ملامحه وشرد.
مها: ايه يا آسر واقف عندك ليه، تعالى يا بنى اقعد...
آسر بانتتباه: ها، ابدا ولا حاجة...
وجلس آسر بكرسى مقابل سمية، ناظرا لها بنظرات لم تفهمها هى، تبادل الجميع اقطاب الحديث، بينما كان هو صامتا يكتفى بالابتسامة فقط، اتتى خليل و أميرة،
خليل: يعنى في الضحك تنسونا، وفي النكد لا، ماشى يا ست سمية
سمية: لا والله يا عمو. بس سالت على حضرتك قالو هو وطنط خرجو، فقولت بأى خلاص خليهم براحتهم
أميرة: ازيك دوقتى يا سمية، احسن؟
سمية: الحمد لله، تمام...
خليل: امال فين نغم؟
تأتى نغم،.
نغم: انا سامعة حد بينادى عليا، ابى العزيز ليك وحشة والله...
أميرة: كنتى نايمة صح؟
نغم: شووووور
خليل: طيب اقعدى معاهم بأى واحنا نستأذن...
ملك: متخليك قاعد شوية يا عمو، القعدة هتحلو...
خليلل بارهاق: والله يا ملك كان نفسى بس بجد مرهق عن اذنكم...
ملك: طيب خليكى يا طنط أميرة
أميرة بتثاؤب: حرام عليكى انا من الصبح مقعدتش. عن اذنكم...
ما هي الادقائق حتى استأذن أ؛مد وزوجته، ثم نزل مالك ورهف تحمل الصغير، نهضت سمية، وحملته بحنان شديد،
سمية: حبيب خالتو، ماشاء الله الله اكبر، انت اسمك ايه يا ولا، ها، قول. يلا...
ملك: هههههه البت اټجننت، يا بنتى لسة مبيتكلمش. هو عنده دادا. دادا بس. قاموسه متعملوش ابدات لسة
سمية تجلس: ههههه، متقوليش كده على خلود حبيب خالتو، ولا اقولك يا خويلد، اختار انت.
ملك بخيبة أمل: سمية، هاتى الواد هتفسديه كده...
عمرو: هههههه هي اللى هتفسده بردو...
سمية: لا خليه شوية مشبعتش منه. وبعدين يا عمرو انت نسيت كلامك، لما نخلف انتى هتربيلنا عيالنا...
ملك: لا يا ختى، انا مش ناقصة حد يعقدنى، كفاية انتى عليا...
سمية: هههههه ماشى يا ستى...
الفصل الثامن والخمسون...
كانت سمية تحتضن الطفل بحنان بالغ، تحتويه بين حضنها الصغير الدافئ. كان يراقبها مبتسما، هي على سجيتها، كان يراقب دلعها للطفل، وحركاتها معه وضحكاتها، واستكانة الطفل بين احضانها، كل شئ، لماذا ستحرم امومتها من الطفل، لماذا، نهض آسر. وجلس بوارها على الاريكة. خجلت كعادتها، نظر لها بحب، ثم لاعب الطفل،
آسر يلاعب يدى الطفل: ماشاء الله عليه، ازيك يا خالد،؟
سمية: بالراحة، بهدوء كده وخللى صوتك حنين شوية مع الاطفال، ودلعه...
آسر: طيب، هاتيه اشيله...
سمية تناوله اياه: افرد ايدك كويس، وامسكه كويس. احضنه...
آسر بصوت خاڤت: زى ما بحض كده...
سمية بوه خجل: اااا. امسكه، الولد بيعيط.
ملك مازحة: هاتو حبيب مامى، انتو عيطوه، ناس مبتعرفش تتعامل مع ملايكة
مالك: سمسمة بتجرب فيه، تخيلى يا ملك. ابنك فار تجارب ههههه.
ملك تتناول طفلها من آسر ممازحة سمية: لا يا حبيبى، سمية هاتيلك عيل تجربى فيه، ابنى مش فار تجارب، ياختى عليا حبيب مامى
رهف: بجد يا سمسمة. هتجيبى بيبى...
انزعجت سمية من الحديث مرة اخرى عنها وعن اولادها، بدا على ملامحها وايضا نبرة صوتها،
سمية تحاول تغيير مجرى الحديث: لا يا حبيبتى، بس قوليلى هنا، انتى روحتى الجامع النهاردة...
رهف: امممم، وكمان قالوا نشيد، ابلة هناء قالتلى انك قولتيه قبل كده...
آسر: ايه ده، انتى تقولى اناشيد؟
عمرو: ايوة، دى مرة قالتلنا نشيد يا آسر هنا، ياااه عيطت...
آسر بعتاب: احرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس.
سمية باحراج: لا والله ابدا هما بيبالغوا، بس انا
نغم مقاطعة اياها: لا والله يا ابيه آسر صوتها حلو اوى...
آسر بخبث: خلاص، انا اللى هحكم...
سمية بعدم فهم: يعنى ايه.
آسر: يعنى قولى نشيد، وانا هحكم اذا كان وحش او كويس.
سمية: لا، معرفش.
عمرو: كلنا عليكى، يلا قولى النشيد.
سمية: لا. بجد مش هينفع.
ملك: ليه.؟ بصى قولى نشيد حبايبنا حوالينا عشان خاطرى. يلا...
آسر بنظرة حب: عشان خاطرى انا، متكسفيش جوزك.
توردت وجنتا سمية. فضحك الجميع على خجلها، لا مفر من القائها النشيد،
سمية: طيب انا هقول النشيد وانتوا بصوا الناحية التانية
عمرو محاولا كتم ضحكته: ها، طيب، اصل. ههههههههههههههههههه جديدة
ملك: يلا بأى.
سمية: يا ساتر. طيب، بس نفسى مش هيجيب النشيد كويس، فانتوا احرار.
حبيبنا حولينا. نسم يا نسيم علينا
ودعنا الهوا عادروب الهوا بالهوا سوا اتلقينا
حبيبنا من سفر بعيد لقونا من غير مواعيد
والهوا يقرب كل بعيد
ياخدنا بإيد ويجينا بإيد وطوينا الهنا بإدينا
ونسم يا نسيم اااه يا نسيم علينا
حبيبنا حولينا. نسم يا نسم علينا
ودعنا الهوا عادروب الهوا وبالهوا سوا اتلقينا
حبيبنا من بعد سنين لقونا ب شوق وحنين.
والهوا حنين يناجي حنين يهدي محبين على محبين
وضوينا الهنا بإيدينا ونسم يا نسيم اه يا نسيم علينا
حبيبنا حولينا نسم يا نسيم علينا
ودعنا الهوا عدروب الهوا وبالهوا سوا اتلقينا
انتهت سمية من كلمات انشودتها التي غنتها بنبرة صوتها الهادئ الحنون، صفق لها الجميع بينما، يوجد شخص آخر لم يبد اى رد فعل. كان فقط ينظر لها،
عمرو: ايه يا آسر، رأيك في صوت مراتك ايه؟ كروان ولا...
آسر بجدية: دى آخر مرة هتغنى فيها اساسا قدامكم...
مالك: ايه يا ابيه آسر ده احنا اخواتها مش حد غريب. ولا الاغنية معجبتكش؟
آسر: كلمة ورد غطاها، مفيش انشاد تانى...
سمية باستياء بسيط: والله انا قولتلكم لا، قولتلى لا قوليها. مليش دعوة.
آسر بصوت خاڤت: حسابى معاكى بعدين...
ملك: والله يا سمسمة كانت جميلة...
نغم: اه والله مش صح يا رهف...
رهف بعفوية: اكيد طبعا، اللى معجبوش مبيفهمش صراحة.
نظر لها آسر بنصف عين، بلعت رهف ريقها. ثم قال لها مبتسما،
آسر وهو ينهض: عندك حق، ابس الصوت هو اللى محليها مش هي اللى حلوة، عن اذنكم
مشى آسر دون ان ينطق هو او غيره بكلمة أخرى، كان يبدو على سمية الضيق الشديد كانت تتمنى بينها وبين نفسها ان يعجب آسر بانشودتها ولكن خاب املها، استئذنت هي الاخرى، بينما اكمل الباقى سهرتهم. دخلت ورائه المنزل، كان يصعد السلم،
سمية: احضرلك العشا؟
آسر يلتفت اليها: لا، مليش نفس كملى السهرة معاهم لو حابة...
سمية بابتسامة: انا مبسهرش اساسا...
آسر وهو ينزل الدرج: هتعملى ايه دلوقتى.
سمية: هدخل المطبخ اجيبل لبن بالجنزبيل ليك وآجى...
آسر: بس انا مطلبتش...
سمية: عارفة. بس انت متعود قبل متنام تشرب اللبن بالزنجبيل. صح ولا انا غلطانة.
آسر بابتسامة: لاصح، انا هاجى معاكى يلا.
سمية: مش مستاهلة.
آسر بحزم: يلا...
حضرت له كوب اللبن. وناولته اياه. ثم صعدا، دخل الغرفة أولا، اشعل الانوار، ودخلت ورائه،
آسر بابتسامة: هنام في اوضتك، شرف ليا...
سمية بخجل: مش اوى يعنى، هي صغنططة وحمامها صغنون كمان مش زى اللى تحت، فانت هتضطر آسفا...
آسر مقاطعا اياها: انام على الارض...
آسر تنظر له بخجل: الشازلونج مش هياخدك خالص يعنى. خالص...
آسر: ههههههه ليه الرجل الاخضر.
سمية: هههه لا. بس انت ماشاء الله طويل...
آسر بتنهيدة: المهم، مامتك رصت هدومى فين؟ عايز اغير وانااااام
سمية: في الدولاب ده...
آسر يفتح احدى ضرف الخزانة ثمم يبتسم بخبث: مامتك دى ست عسل والله. تعبت نفسها، اشكريهالى
سمية وهى ترتب فرشة سريرها: لقيتهم.
آسر بمكر: تعالى شوفيهم كده...
قدمت سمية اليه لتجد ان امها قد رصت ملابس النوم التي كانت بالحقيبة شهقت سمية. ثم تبدل لون وجهها، والتفتت بسرعة،
آسر: يعنى كنتى رصيهم انتى، بدل متتعبى طنط.
سمية بارتباك: انا مقولتلهاش ترصهم، وبعدين. يعنى، يووه. انا ماالى انا، خد هدومك وروح غير اووف
وجلست سمية على السرير معطية اياهه ظهرها بينما ابتسم، اخذ ثيابه بهدوء ثم توجه اليها، همس باذنها.
آسر: والله مليهم لازمة وهما في الدولاب كده...
سمية بخضة: انت عايز منى ايه...
آسر وهو يدخل الحمام: لما اخرج هقولك...
دخل آسر ليبدل ثيابه. بينما هي ابدلت ثيابها وهي تحت غطاء سريرها مسرعة كالاطفال ارتدت بيجامة قطنية. ثم جلست تمشط شعرها، خرج آسر من الحمام، انتفض جسدها انتفاضة خفيفة، قرب منها، ملس على شعرها. ابعدت يدداه عنها،
آسر: عمرى ما شوفت شعر حلو كده...
سمية بتوتر: لا شوفت وكانن احلى كمان. ممكن بأى تسيبنى اسرحه.
آسر بابتسامة: ههههه حاضر...
مشطته مسرعة ورفعته بمشبك لاعلى، ثم قامت لتنام،.
آسر: انتى مش عايزة تعرفى انا عايز منك ايه؟
سمية بتنهيدة خائڤة: عايز ايه...
قام آسر من محله ثم جلس بجوارها فتحركت مبتعدة عنه،
آسر: صوتك حلو واى اياكى تنشدى قدام حد تانى، سمعتى...
سمية باستغراب: لا والله؟، متشكرة. حاضر
آسر ينهض من مكانه: طيب هقوم انا اشوفلى حاجة انام عليها...
سمية: فيه مفارش وبطاطين في الدولاب من فوق على فكرة...
افترش آسر الارض ونام بجوار سريرها، بينما هي لم يأتيها النوم، اشفقت عليه، اقتربت اكثر من الجهة التي ينام بوارها ثم نظرت له بحب. وعجز. تذكرت حب آسر للاطفال وحديثه المتكرر عن ذلك عندما كانو بامريكا،.
سمية تحدث نفسها: ياااه. يعنى لو كانت صحتى كويسة دلوقتى. وزى الناس الطبيعية، كان ممكن تكون الشخص اللى اكمل حياتى معاه، كان ممكن تكون اب لاولادى وناو انا ام لاولادك، كان ممكن تحبنى بجد مش تشفق عليا، كان ممكن حاجات كتير اوى، بس للاسف هي مستحيلة...
اطلقت سمية تنهيدة ثمم استسلمت للنوم. اتى يوم جديد، سافرت عائلة خليل، وكذلك عمرو، كان مالك يجلس على الارجوحة في الحدديقة، شاهدته سمية التي كانت تقف في شرفتها، يبدو انه بمشكلة او هم، نزلت له سمية،
سمية: ممكن اعرف الباشمهندس ماله؟
مالك: سمية، تعالى اقعدى، فاكرة لما كنا بنتمرجح عليهاا.
سمية بتنهيددة وتجلس بجواره: ليت الشباب يعود يوما فاخبره بماا فعل المشيب، مالك يا مالك؟
مالك يشرد بوجهه بعيدا: ولا حاجة.
سمية تربت على كفيه: لا فيه حاجة. هتخبى عليا...
مالك ينظر اليها: سمية هو. احنا بنتحكم في مشاعرنا ازاى؟
سمية بنظرة ذات معنى: ليه؟
مالك بارتباك: مجرد سؤال.
سمية: مالها مشاعرك يا مالك؟ انت. يعنى معجب بحد،؟
مالك بتنهيدة: معرفش يا سمية. انا، خاېف، خاېف اكون پغضب ربنا...
سمية بابتسامة: نغم؟
مالك متفاجئ: عرفتى منين...
سمية بحنان: انت اخويا، اعرفك من نظرة عينك يا مالك.
مالك: بس انا يا سمية والله مبصش ليها، من اول محسيت كده من ناحيتها، وانا بحاول اقلل معاها في الكلام ده لو اتقابلنا...
سمية بجدية: هونا يا مالك، عارفة ده كله. بص يا مالك هقوولك حاجة افترض ان الانسان عنده 100 وحدة حب في قلبه مفروض كلهاا تتوجه لحب الله بعدها بيتفرع منها اى حب تانى بس يكون حلال يا حبيبى، لو حصل عنده خلل في علاقته مع الله الوحداتت دى بتنحرف ع طريقها وتروح لحاجات ممكن تكون حرام، تفكيرنا لا نحاسب عليه يا حبيبى، لكن تصرفاتنا بتكتب في صحائفنا، حاول تبع غم عن تفكيرك وكل ما تفكر فيها اشغل نفسك بكبائر الامور خد كورسات احضر ندوات احفظ قرآن، وادعى ربنا لو فيها ليك الخير ربنا يجمعكم بالحلال. ولو ليك فيها نصيب هتاخدها هتاخدها لكن لو ملكش فيها نصيب هتاخد واحدة احسن منها وتحبها وتكون حب عمرك كله، وبعدين لسة قدامك على الاقل في كليتك 4 سنين غير السنة دى، ويا عالم هيحصل فيهم ايه، صح ولا انا كلامى غلط.
مالك يقل رأسها: صح، يا بخت اولادك بيكى
سمية بابتسامة حزينة: انتوا اخواتى واولادى...
مالك: امال ابيه آسر فين؟
سمية: تقريبا مع بابا في المكتب، المهم انا نفسى اروح اشوف فلة، تيجى معايا...
مالك: ماشى يلا.
سمية: طيب انا هقوم استئذن منه وآجى.
مالك يغمز لها: يا بخته على فكرة.
سمية تنظر لهه بلوم: وبعدين؟
مالك: ههههه خلاص خلاص. انا هروح اغير لحد ما تستأذنى.
كان آسر بغرفة المكتب مع أحمد وقد أخبره بالموافقة ولكن يجب أخذ رأى البقية اولا، طرقت الباب عدة طرقات، ثم اذن لها والدها بالدخول، دخلت على حياها ابتسامة داعبت وجه آسر ليبتسم لها بحب،
أحمد: خير يا سمية...
سمية: انا كنت عايزة اروح للخيل، بعد اذن حضرتك؟
أحمد بابتسامة: دلوقتى الاذن من جوزك...
سمية بابتسامة خجلى: ما انا جاية عشان استأذن...
آسر: يا ترى لوحدك ولا معاكى حد؟
سمية: لا مالك هيجى معايا.
آسر: خلاص ماشى بس متتأخروش.
سمية: لو حابب تيجى معانا تعالى...
آسر: يمكن عايزين تروحوا لوحدكم...
سمية: خالص لى فكرة، ها هتيجى.
أحمد: قوم ياآسر حتى تشوف الخيل اللى هنا وتشوف فُلة.
آسر باستغراب: مين فُلة؟
سمية: تعالى وانت تعرف.
آسر: خلاص يلا بينا. بعد اذن حضرتك يا عمو.
أحمد بابتسامة: اتفضل يا بنى. خلى بالك منهم.
كان يشعر آسر بالسعادة فهى من طلبت منه الذهاب برفقتها واصرت على ذلك، ممشى ثلاثتهم. كان يمسك بيدها بشدة خشية ان يفقدها، كان هو ومالك يتحدثان طوال الطريق عن الدراسة خاصة ان مالك يدرس بنفس كلية آسر، كانت سمية تستمع لا تفهم الا القليل لكنها مستمتعة بصوته، كانت تخاف كثيرا من الكلاب اثناء الطريق. كان هناك مجموعة منهم. وقفت سمية.
آسر: خير يا سمية في ايه،؟
سمية پخوف: تعالى نمشى من طريق تانى...
آسر باستغراب: ليه؟
مالك: ههههههههه اصلها پتخاف من الكلاب هههههه
سمية: هههه خفة...
آسر: بجد، انتى بتخافى منهم.
سمية: يعنى بهزار، انا مش همشى من هنا...
آسر بتصميم: لا هتمشى من هنا. وانا معاكى مټخافيش يلا...
سمية وقد اوشت على البكاء: مليش دعوة، انا مش همشى من هنا...
مالك: يلا معندناش بنات تكسر كلمة جوزها...
آسر: يلا بأ سبنا ايه للاطفال، متخفيش.
مشت سمية بجوارهم خائڤة يرتعش بدنها، اغمضت عينيها ثم تمسكت بيديها الاثنتين بكتف آسر. سمعت نباح جلب بجانبها. فاطلقت صړخة مكتومة. ربت على كتفها آسر هامسا لها(انا معاكى مټخافيش، ). وصلوا الى مزرعة الخيل،
آسر: ده انتى باللمس يا بنتى. ايه بتخافى من كلب.؟ امال بتحبى الخيل ازاى؟
مالك: دى بتروضه كمان.
آسر بتعجب: سبحان الله، ايه التناقض ده. كل مرة بكتشف حاجة جديدة.
مالك: ولسة.
آسر: فين بأى فُلة دى؟
سمية: تعالى هوريهالك...
الفصل التاسع والخمسون...
اصطحبت سمية زوجها. حيث توجد فُلة، اقتربت منها سمية. فاطلقت حمحمة بسيطة كانما ترحب بها.
سمية تملس على شعرها: هي دى فُلة، أيه {أيك؟
آسر باعجاب: ما شاء الله. فعلا، وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحه الاخ امم امثالكم، متليقش على حد غيرك...
سمية بخجل: متشكرة...
مالك: حضرتك هتركب خيل.؟
آسر: لا.
مالك: طيب انا استتأذن اروح اشوف سندباد...
سمية: اتفضل يا مالك...
جلست سمية واخذت تمسح على فُلة، مبتسمة، راقبها آسر.
آسر: هي وحشاكى للدرجة دى؟
سمية: جدا...
آسر: طيب اركبيها، هتلاقيها مشتقالك كمان...
سمية بحزن: ممنوع اركب. لكن همشيها.
آسر باستغراب: ليه، امال بتروضيها ازاى؟
سمية بابتسامة باهتة: كان زمان، بس دلوقتى حاجات كتير اتغيرت من ضمنها ركوب الخيل، عمو خليل مانعنى منها...
آسر: مكنش قصدى، انا مكنتش اعرف...
سمية: عادى ولا يهمك، ممكن اقولك حاجة ومتزعلش...
آسر: قولى متقلقيش، خير...
سمية: انت بقالك فترة بعيد عن مامتك ومكلمتهاش اعتقد غير مرة واحدة، دى والددتك اللى ملهاش غيرك بعد ربنا سبحانه وتعالى. أنا آسفة لو كنت بتدخل في حاجة متخصنيش...
آسر بنظرة ذات معنى: والمطلوب...
سمية: المطلوب ده راجعلك انت، انت اللى عرف مامتك وازاى تبرها، انت اللى تحدد هتعمل ايه مش انا...
آسر بتنهيدة: انتى عارفة ماما عايزة ايه...
سمية باستغراب: انا،؟
آسر: متحاوليش تتذاكى عليا يا سمية، انا عارف وانتى عارفة تفكير وماما ومرادها، صح و لا انا غلط...
سمية: لا صح، بر والدتك.
آسر بتعجب: مش فاهم...
سمية والدموع تتجمع بعيونها ولكن تحاول اخفائها: روح رجع ميرنا، وخلى ابنكم يتربى بينك وبينها، ماماتك هتفرح
آسر يزم شفتيه: للدرجة دى سهل تقوليها.؟
سمية وهى تلهى نفسها بالخيل: ده اللى مفروض يحصل...
آسر وهو يقترب منها: بس ميرنا خلاص انا سيبتها من زمان، انتى عندى بالدنيا، انتى مراتى وحبيبتى
سمية: غلط. ابنك لازم يتربى تحت جناحك لازم تشوف مستقبلك الى قدامك واللى انت جاهدت عشان ترسمه، مترهنوش بواحدة متعرفش حياتها رايحة لفين
اقترب آسر منها أكثر ثم ادار وجهها اليه ورفعه ليرى عينيها الحزينة الهاربة بدموعها،
آسر: ليه بتبعدينى عنك يا سمية، للدرجة دى مش قادرة تسامحينى؟
سمية: ربنا عالم باللى جوايا...
آسر بابتسامة حانية: بس انا عارف انك سامحتينى. وعارف انك بتحبينى، ليه بتضحى بقلبك وحياتك؟
سمية بارتباك: انا مضحتش بحاجة انا عملت الصح وبعمله، انتو عيلة كاملة مليش دخل فيها.
آسر بتنهيدة: انا طلقت ميرنا وميرنا مش حامل في ابنى يا سمية، ميرنا متجوزة واحد تانى وحامل منه انتى فهمتى غلط، على العموم انا هسافر بكرة ان شاء الله مع عمو أحمد، وياريت تيجى معايا
سمية: والعمرة؟
آسر: فاضل 15 يوم ع الحج يا سمية، زحمة الحج تخف ونروح. ها هتيجى معايا؟
سمية: انت عايزنى آجى معاك...
آسر: عايزك تعملى اللى انتى عيزاه واللى هيريحك...
سمية: بس انا عارفة انى لو مجتش هتزعل.
آسر: مدام راحتك في كده مش هزعل. ها.
سمية بابتسامة: خلاص هاجى معاك، بس هنقعد فين؟
آسر: في بيتنا مع ماما، الفيلا بتاعتى ناقصها الفرش ننزل ننقيه ان شاء الله انا وانتى...
سمية: تنزل تنقيه انت وعروستك ان شاء الله...
آسر وقد اراد تغيير مجرى الحديث: ايه رأيك تركبى فلة وانا همشيها بيكى متقلقيش.
سمية بقلق: خاېفة.
آسر يمسك يدها: مټخافيش.
سمية بتوتر: ماشى...
ركبت سمية فُلة. وقادها آسر ظلا يتحدثان عن ذكرياتهما مع الخيل، حتى اوشكت الشمس على الغروب، قرروا العودة الى المنزل اثناء عودتهم، طلبت سمية أمرا،
سمية تنظر لآسر: ممكن نروح مشوار قريب؟
آسر: فين؟
مالك: احنا اتاخرنا اوى يا سمية خليها بكرة.
آسر: احنا مسافرين معاكم بكرة ان شاء الله فمفيش وقت، مشوار ايه يا سمية
سمية: عايزة اسلم على ابلة هناء اللى كانت بتدينى في المسجد هي بيتها هنا، عشان خاطرى ,,,
آسر: ماشى، يلا...
ذهبت سمية لمعلمتها صعدت لها سمية بينما انتظراها مالك و آسر. طرقت سمية بابها ما ان رأتها حتى احتضنتها، فقد انت العلاقة بينهما علاقة وطيدة وقوية اساسها الحب في الله. : انت تترى سمية في هناء معلمة القرآن الذي تتخذ القرآن منهج حياة لمست سمية بها الاخلاص والتفانى. اما هناء فقد رأت سمية نموذج للفتاة التي تتمنى ان تربيها على يديها. رأت فيها الفطرة المحبة للدين. رأت الحياء والتقوى منذ نعومة اظافرها فارادت ان تتبناها في المسجد وتحفظها القرآن وتعلمها التجويد وعلوم دينها، وهكذا نشأت العلاقة بينهما، حكى مالك لآسر عنهما اثناء انتظارها، قضت سمية زيارتها ثم توجهوا للمنزل، انقضى اليوم سريعا، صعدت سمية مبكرا لغرفتها لترتب اغراضهما، انتهت سمية من ترتيب اغراضها وشرعت في ترتيب نصفها الاخر.
روحها آسر، كانت يداها ترتعشتان بلمس ملابسه و تبتسم بمجرد استتنشاق عطره رتبت اغراضه بعناية فائقة، انتهت ثم اغتسلت و ابدلت ثيابها، واستعدت للنوم، شعرت سمية پألم في بطنها، عرفت ما هيته، فقررت التحمل فهو لا يستمر أكثر من ربع اونصف ساعة، صعد لها آسر، طرق الباب ثم دخل. توجه نحوها، وجدها تلف نفسها جيدا بالغطاء مغمضة العينين مټألمة، جلس بجوارها، وجدها مقطبة الجبين، قلق عليها هز كتفها برفق،.
آسر بقلق بالغ: سمية، مالك؟
سمية بصوت مټألم: ها. ولا حاجة...
آسر: حاسة پألم، اتصل بدكتور خليل.؟
سمية بسرعة: لالالا، ملوش لزوم شوية وهيروح...
آسر بنفاذ صبر: شوية ايه وهيروح، انتى مش شايفة نفسك عالمة ازاى، انا قايم اتصل بيه.
سمية اوقفته: ملوش لازمة والله، انا شوية وهرتاح
آسر: طيب اخدتى الدوا...
سمية پألم: اممم...
آسر ينهض: لا ما هو مش هينفع كده، قومى هوديكى المستشفى يلا.
سمية بارتباك: انا خدت مسكن وهرتاح دلوقتى لو مرتحتش اوعدك هنروح.
آسر بنفاذ صبر: طيب، ايه واجعك طيب
سمية: ولا حاجة، متشيلش هم نام عشان السفر...
آسر: طيب. نامى دلوقتى، هنزل اجيب حاجة وآجى...
نزل آسر الى المطبخ ليحضر لها كوبا من اللبن، كانت مها تقف بالمطبخ. تفاجئت به وعلى وجهه علامات القلق والضيق،
مها: خير يا آسر، عايز ايه؟
آسر: ولا حاجة يا طنط، كنت بس عايز كوباية لبن.
مها: ثوانىى هشوفلك في التلاجة، اقعد يا حبيبى.
توجهت مها الى الثلاجة ولم تجد بها الحليب.
مها: باين سامية مجبتش النهاردة...
آسر بحيرة: يعنى مفيش. طيب.
مها مازحة: يا حبيبى هو انت لازم تشرب لبن قبل ماتنام ياريت تعلم سمية العادة دى يا بنى مش هنسهالك والله.
آسر: هههه لا اللبن لسمية اساسا...
مها بتعجب: هي مبتحبش تشربه بالليل...
آسر: هي تعبانة فوق. معرفش مالها. قولتلها اتصل بعمو خليل. قالتلى مالوش لازمة اخدت المسكن وهرتاح، فقولت اللبن كويس ليها.
مها بقلق: لتجيلها الازمة تانى.
آسر مطمئنا اياها: لا دى مش اعراض الازمة، بس معرفش مالها، هي مش راضية تقولى.
مها: طيب يا حبيبىى انا هاجى اشوفها...
اعدت مها لابنتها كوبا من القرفة وصعدت معه فتح آسر الباب.
آسر: انا جبت طنط مها يمكن تقوليلها مالك...
ااقتربت مها من ابنتهاا، وملست على جبهتها،.
مها بتلميح: بطنك بټوجعك؟
سمية بحرج: اممم
مها: طيب اشربى القرفة، يلا.
آ سر: عرفتى مالها يا طنط؟
مها ببابتسامة: ههههه ايوة دلع البنات بأى، انا هقوم انام. عايزة حاجة يا سمسمة؟
سمية: سلامتك...
خرجت مها مطمئنة ثم توجهت الى غرفتها بينما ظل هو واقفا متعجبا مما حدث، لقد كانت مها مطمئنة، و ابنتها مازالت على حالتها. اقترب من سمية التي بدأت ترتاح نوعا ما.
آسر: احسن...
سمية بتثاؤب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ايوة الحمد لله، يلا نام عشان السفر الصبح...
آسر: ماشى. هجهز حاجتى وانام.
سمية: انا جهزت كل حاجة.
آسر بامتنان: تعبتى نفسك
سمية بتلقائية: تعبك راحة...
لم يرد عليها آسر. فقد ذهبت في النوم سريعا، نام آسر و استيقظ لصلاة الفجر، ايقظها للصلاة وذهب للمسجد، رجع آسر وجد سمية نائمة. استغرب فمن عادتها ان تقرأ وردها بعد الصلاة، اطمئن عليها. ثم اخلد للنوم، استيقظت سمية صباحا، ثم اغتسلت وابدلت ثيابها، ايقظت زوجها. تجهز الجميع ورحلوا عن البلدة، كانت سمية بسيارة زوجها، اذن الظهر فاستوقف سيارته بجوار مسجد.
آسر: مش هتنزلى تصلى.
سمية بحرج: لا. ربنا يتقبل منك.
آسر: ااااه طيب ماشى. يب كنتى طمنينى بدل ما انا قلقان عليكى طول الليل.
سمية بخجل شديد: معلش أسفة، روح صللى...
ذهب آسر للصلاة واتى، ركب سيارته.
آسر: هنروح ع البيت على طول ولا نروحح عندك الاول.
سمية: براحتك...
آسر: ايه الطاعة دى.
سمية: عمرى عصيتك في حاجة يعنىى؟
آسر بخبث: ايوة، انتى عارفة...
سمية: عايزة اطلب منك طلب. اعتبره رجاء.
آسر: خير...
سمية: مامتك تعرف اننا رايحين،؟
آسر: ايوة انا كلمت مى امبارح وقالتلها...
سمية بتوتر: طيب، يعنى...
آسر: مش عايزة تيجى معايا؟
سمية: لا، بس انا مش عايزة مامتك تعرف حاجة عن تعبى. هي عرفت حاجة؟
آسر بابتسامة: لا...
سمية: طيب الحمد لله. متقولهاش، اصل بيها دلوقتى وقولها اننا في الطريق...
آسر: ان شاء الله...
سمية: ممكن طلب صغير كمان، آخر طلب
آسر: لاحظى ان طلباتك كترت ومخدتش مقابل، لكن امرى لله...
سمية: ههههه معلش، عايزة اشترى هدية لمامتك...
آسر باستغراب: لماما؟
سمية: ايوة. تهادوا تحابوا، ، ع الاقل اسيب ذكرى حلوة.
آسر بابتسامة: حاضر ماشى، معاكى فلوس بأى ولا هتستلفى.
سمية: الحمد لله معايا، متخفش مش هكسفك
آسر: هههههه طيب يلا، المحل ده كويس ولا ايه رأيك؟
سمية: ننزل نشوفه ونحكم.
توقف آسر امام محل للمجوهرات، كانت امه اعتادات ان تشترى منه، دخل هو وزوجته المحل حياهما صاحب المحل، فقد كان يعرف آسر،
علاء: اهلا وسهلا يا باشمهندس، المحل نور، اهلا وسهلا.
آسر: اهلا وسهلا ياجاد، ورينا الجديد ولا مفيش.
علاء: الانسة خطيبتك،؟
آسر: لا دى دكتورة سمية. مراتى.
علاء: الف مبروك، نورتى يا دكتورة. ها طلب حضرتك.؟
آسر ينظر له نظرة ذات معنى: انت وذوقك.
علاء: فهمت خلاص، ثوانى.
تركهما الجواهرجى، وما هي الا ثوان معدودة واتى ومعه عدة اطقم من الالماس، نظرت سمية لآسر بتساؤل،
آسر: هاتهم كده، هاايه رأيك؟
سمية طبعدم فهم: رأيى في ايه؟
آسر: اختارى واحد على ذوقك...
سمية: لطنط؟
آسر: لا...
سمية: وطنط.
آسر: بعدين، اختارى بس وهقولك بعدين...
سمية بخضوع حاضر...
انتقت سمية طقما رقيقا جدا وبسيطا،
سمية: ايه رأيك في ده.
آسر: حلو، simpleجدا.
سمية طبابتسامة: وده اللى محليه...
آسر: طيب يا علاء جهز ده، وورينى حاجة لماما...
علاء: طلب معين.
آسر: لا. اللى تجيبه.
اتى علاء بمجموعة من الخواتم والبروشات الالماس، انتقت سمية بروش بسيط جدا، اعجب آسر،
آسر: خلاص يا علاء. كده كويس.
علاء: ماشى يا باشمهندس. ابعت الحساب ع الشركة؟
آسر: لا انا هحاسبك، الحساب كله كام
سمية بصوت هامس: آسر شوف البروش بكام، انامعايا فيزاكارد.
آسر نظر لها بقوة: مش وقته...
انزعجت سمية كثيرا من تصرفه، انهى آسر الحساب واعطى الجواهرجى شيكا بذلك، خرج آسر وتبعته سمية. ثم ركبا السيارة، لأاحظ انزعاجها،
آسر: فكيها...
سمية: يعنى ينفع اللى انت عملته ده، انا قولتلك انا هحاسب على هدية طنط...
آسر: ماهو مش كيس جوافة مع حضرتك، عشان تدفعى الحساب عيب...
سمية: خلاص هات فاتورة البروش وانا هدفعهالك...
آسر: يا مهون يارب، انا خلقى ديق والله مش حمل الهبل ده، وبعدين دى فلوسك، انتى ناسية مهرك اللى انتى حولتيه ليا...
سمية بغصة: ده مكنش مهرى دى فلوسك...
آسر: سمية، احنا كلها 10 ايام ولا حاجةونسافر، ياريت نتعامل كاى زوجين خلال الفترة دى، انا اعصابى مش مستحملة عشان خاطرى.
سمية بأسف: ان شاء الله، انا آسفة جدا مكنتش اقصد.
آسر: انا هستلم الشغل كله بكرة واعصابى تعبانى، المسؤلية تقلت عليا اوى، عايزك تكونى جمبى.
سمية بتلقائية: اللى انت عايزه كله هيكون متحملش هم، يلا بأى عشان منتأخرش.
انطلق آسر نحو منزله. : انت ميرفت على علم بقدومهما، فاعدت حفلة كبيرة لم تخبر بها آسر وجهزت لكل شئ، وصلا المنزل. نزلا من السيارة، وقفت سمية تنظر للفيلا بتوتر وخوف، امسك يدها وطمأنها بابتسامته الحانية.
آسر: اوعى تخافى، انا معاكى، يلا ندخل بيتنا انا وانتى
سمية: انا خاېفة اوى...
آسر: احنا قولنا ايه، يلا امال.
دخل آسر وسممية المنزل، نادى على امه فقدمت سوزان واستقبلتهم بحفاوة، واخبرتهم انها في الحديقة الخلففية، ذهب آسر اليها ممسكا بيدى سمية، كانت تجلس تتحدث في الهاتف لتريات الحفل، ما ان رأت ابنها حتى انهت المكالمة سريعا، ازدادت ضربات قلب سمية،
ميررفت حمد لله ع السلامة اتاخرت ليه كده؟
آسر : معلش الطريق زحمة...
ميرفت تحتضن ابنها: وحشتنى اوى يا حبيبى...
التفتت لسمية، كانت تقف في حرج، ونظرت لها نظرة متفحصة، تقدمت سمية نحوها. وسلمت عليها. همت سمية لتقبلها. ابعدتها ميرفت، احست سمية بالحرج. فلاحظ ذلك آسر.
آسر: امال فين مى؟
ميرفت: هتيجى بالليل. اعمل حسابك انا عاملة حفلة ليكم النهاردة بالليل، ياريت تجهزوا نفسكم.
نظرت سمية لآسر،
آسر: حفلة ايه يا أمى؟
ميرفت تنظر لسمية: حفلة استقبال ليكم، ولا قعدتك في البلد نستك نظامنا، على فكرة انا جبت فوق كذا فستان ليكى، نقى واحد والبسيه وانا هخللى جى جى لما تيجى تطلع تعملك الميك اب انتى لازمك شغل كتير اوى...
سمية: بس انا مش متعودة على الحفلات والجو ده.
ميرفت باصرار: من هنا ورايح تتعودى، زى ما انتى سيبتك هدومك القديمة في البلد. تسيبى عاداتك القديمة كمان هناك...
آسر بصوت عالى: سوزان. سوزان.
سوزان: مهرولة اليه: نعم يا آسر بيه؟
آسر: وصللى دكتورة سمية لاوضتنا، وخليهم يطلعو حاجتنا من العربية...
سوزان: حاضر.
آسر يضع يديه على كتفها: ثوانى وهجيلك اطلعى فوق.
سمية: حاضر. عن اذنكم...
ذهبت سمية بصحبة سوزان و قد اوشكت دموعها على مداعبة وجنتيها، وصلتا الى الحجرة، كانت غرفة النوم غاية في الدفء والفخامة، بينما كان مع امه يستشيط ڠضبا،.
آسر بضيق مكتوم: سمية مراتى كرامتها من كرامتى، مش هسمح لحد انه ېهينها، يا أمى عن اذنك...
صعد آسر لغرفته. دخل بهدوء. كانت سمية تجلس على النافذة، ناظرة فىالفضاء. شاردة، تفكر بما سيحدث لها. تنحنح آسر ثم اقترب منها.
آسر: ايه رأيك في الاوضة عجبتك؟
سمية بابتسامة باهتة: جدا، بس دى اوضتك؟
آسر: ايوة بس طبعا غيرت العفش لما نزلت مصر. اهم حاجة انها عجبتك...
سمية: الحمد لله...
آسر مازحا: اهم حاجة السرير عريض، ولا هتخلينى انام ع الارض؟
سمية بخجل: اللى انت عايزه
آسر قبل راسها: عمرى ان شاء الله ما هعمل حاجة تدايقك، تأكدى من كده، انا هنام ع السرير بس ع الطرف اللى بعيد ده ههههه متقلقيش مبتقلبش ومببشخرخش...
سمية بخجل شديد: عارفة، بخصوص موضوع الحفلة.
آسر مقاطعا: عايزة تحضرى براحتك والبسى اللى يريحك، مش عايزة تحضرى مفيش مشكلة
سمية: بس كده هيكون فيه حرج ليك ولوالدتك.
آسر بابتسامة: لا عادى.
سسمية: انا هحضرها ان شاء الله. بس اهم حاجة ميكونش فيه موسيقى. وهشوف الهدوم اللى طنط ميرفت جابتهم لو مناسبين هلبسهم، ها قولت ايه؟
آسر بامتنان شديد: قولتربنا ميحرمنيش منك.
سمية: ولا منك، انا مش هحط ميك اب...
آسر: انا مكنتش هوافق اساسا انك تحطى حاجة، انتى مش محتاجة اساسا.
سمية بسخرية: بجد؟
آسر بجدية: طبعا، انتى في تظرى اجمل واحدة في الدنيا.
سمية بعفوية: بجد.؟
آسر بنصف عين: ياااا رأيى فيكى يهمك اوى كده.
سمية بارتباك: لا عادى، بس يعنى، عادى.
آسر: ههههههه طيب طيب، انا هاخدلى شور وانام، لان جسمى اتكسر من السواقة. ز
سمية بابتسامة: الف سلامة، خلاص انا هقوم اجهزلك هدومك
آسر بابتسامة: ربنا يخليكى.
الفصل الستون...
اغتسل آسر وابدل ثيابه ثم صلى العصر و نام سريعا، بينما هي ظلت جالسة على النافذة التي تطل على الحديقة فقد كانت النافذة طولها نصف الحائط تقريبا، تفكر كيف ستتعامل مع العالم المؤقت الذي رضت به، كيف ستتعامل مع ميرفت دون ان تقحم آسر في مشاكلها، غفت سمية. استيقظ آسر بعد عدة ساعات ليجدها هكذا. شعر بغصة في قلبه الهه الدرجة تريد البعد عنه، توجه نحوها، كانت تبدو أنثى حقا ليست طفلة، كانت ترتدى بيجامة من الستان الابيض، وتربط رأسها برباط من اللون ذاته وتنسدل غرتها ڠصبا على وجهها، توجه نحوها، ثم رفع غرتها، وملس على وجنتيها باطراف اصابعه بحنية شديدة، شعرت سمية بشئ ما فحركت رأسها، هزها برفق، لم تستيقظ فقد كانت مستغرقة في النوم،ثم توجها نحو الفراش، ينظر اليها. وهي نائمة، لم يستطع ان يمنع نفسه. فقد
سمية: خير يا مدام سوزان؟
سوزان: انا آسفة انى صحيتكم من النوم بس ميرفت هانم بتقول يا ريت تنزلوا تحت، لان الحفلة تقريبا بعد ساعتين...
سمية: يااه هي الساعة كام.
سوزان: المغرب ادن يا دكتورة الساعة 6
سمية بابتسامة: حاضر اتفضلى انتى يا سوزان...
استيقظ آسر وجدها نائمة ظل ينظر لها، متمنيا من الله ان تكون حياتهما سويا ولا يفترقا، طُرق الباب. فتململت في فراشها فاغمض عينيه، استيقظ آسر بعدها مصډوما مما فعلت، ظل جالسا على سريره حتى اتت اليه،
سمية بابتسامتها: كويس انك صحيت. نط بعتت وعايزانا ننزل دلوقتى...
لم يرد عليها آسر بل ظل ينظر لها بحب وپصدمة وبتعجب،
سمية: هاااى، انا بكلمك انا سرحت ولا ايه.
آسر: ها، لالا ولا حاجة بتقولى ايه...
سمية: طنط ميرفت بعتت وعايزانا تحت دلوقتى، قوم يلا
آسر بنصف عين: انا زعلان منك جدا، بجد.
سمية بمفاجأة: انا؟ ليه،؟
آسر: مدام انتى مش عايزانى انام جمبك مع انى وعدتك انى ملمسكيش ولسة مبتثقيش في كلامى، ليه مقولتيش ونمتى على الشباك، ينفع كده
سمية بابتسامة: استغفر ربك بس، انا والله كنت قاعدة عادى ونمت ڠصب عنى، مجاش في بالى الحاجات اللى انت بتتكلم عنها.
آسر: يعنى افهم من كده انك مش متدايقة؟
سمية: لا مش متدايقة، يلا الكلام هياخدنا وهتتأخر عن المغرب
آسر بابتسامة: طيب طيب...
نهض آسر من فراشه ثم توضأ وهم بالصلاة، استوقفته سمية،
سمية باستغراب: انت هتصلى هنا.
آسر: المسجد بعيد عن هنا لو روحت دلوقتى هروح ع العشا.
سمية: اممم طيب...
صلى آسر. بينما ذهبت سمية لتبدل ثيابها. ثم توجه لسمية،
آسر: يلا ننزل...
سمية: ماشى...
آسر: ايه اللى في ايدك ده؟
سميية: دى هدية طنط.
آسر: اديهالها في الحفلة.
سمية: ماشى. يلا
نزل بصحبتها ممسكا بيدها ثم توجها لغرف المعيشة لم يجدا والدته، نادى سوزان وعلم ان والدته بالحديقة ترتب للحفل،
آسر: طيب جهزى الغدا يا سوزان لحد ما آجى، اقعدى جوه يا سمسم هشوف ماما وآجى.
سمية: هاجى معاك عشان متزعلش.
آسر بحزم: لا مش هتيجى، ادخلى...
سمية: حاضر...
توجه لأمه، وجدها تشرف على ترتيبات الحدديقة.
ميرفت: صح النوم يا حبيبى، امال سمية هانم فين...
آسر: سمية جوه يا أمى...
ميرفت: طيب الحفلة هتبدأ على 9 الناس هتيجى ان شاء الله، جهزوا نفسكم...
آسر: حاضر يا أمى، بالمناسبة. ارجوكى بلاش تدايقى سمية النهاردة قدام حد او تحرجيها ارجوكى، والا هيكون ليا تصرف تانى. مش عايز الجأله...
ميرفت بعند: انت بتهددنى لتانى مرة بتصرفك المجهول...
آسر: يا أمى ارجوكى متخلنيش ادخل في متاهاتفى بداية حياتى، انتى أمى وحبيبتى واللى رضاكى عندى اهم من اى حاجة في الدنيا، وهي مراتى وخبيبتى، وشريكة حياتى اللى اختارها ليا ربنا ومش عايز اخسر حد فيكم. أرجوكى يا ماما
ميرفت: روح اتغدى، وسيبنى اكمل
آسر: ربنا يخلكى ليا ويرزقنى رضاكى، عن اذنك...
دخل آسر على سمية، ليجدها جالسة تقرأ في رواية الخيميائئ،
آسر: هي وقعت في ايدك؟
سمية: امممم، شوفتها في المكتبة دى قولت اقرا منها لحد متخلص، بعد اذنك.
آسر بجدية: محدش يستأذنن في بيته، يلا نتغدا...
تناولت الغداء مع زوجها وانتهت، ذهب آسر لاداء صلاة العشاء. بينماهمت لتساعد سوزان كما تفعل مع سامية وشروق، فوجئت بحماتها،
ميرفت: انتى بتعملى ايه؟
سوزان: انا قولتلها والله يا ميرفت هانم بس الدكتورة اصرت.
ميرفت باستعلاء: خلصى يا سوزان الناس على وصول، وانتى يا سمية. ٍسيبى اللى في ايدك ده آخر مرة تحصل لو حد شافك يقول ايه
سمية: يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة اهل بيته...
ميرفت: عليه الصلاة والسلام. اتفضلى اطلعى فوق. اجهزى. جى جى في الطريق...
سمية: ياريت يا طنط مداما جى جى متجيش ليا، انا مش هحط حاجة خالص...
ميرفت بسخرية: ليه،؟
سمية: ولا تبرجن تبرج الجاهلية. وكمان آسر مش موافق، فمينفعش.
ميرفت بعصبية: انتى جاية عشان تعلمينى اللى ينفع من اللى مينفعش، متنسيش نفسك، انتى حرة، انتى اللى مش هتعجبى الناس مش انا...
وتركتها ميرفت ثم صعدت لحجرتها، بينما ظلت سمية واقفة مكانها، واهانتها تتردد في مسامعها، صعدت سمية الى غرفتها ودموعها تواسيها دخلت الحمام بسرعة، غسلت وجهها، ثم نظرت له في المرآة، كثيرا، ماذا سيقول الناس، هل ستتكرر المواقف تلك مرة أخرى، هل ستتعرض ثقتها بنفسها وانوثتها للعواصف مرة أخرى، أتى آسر من الصلاة. سئل عن امه وزوجته وجداهما تتجهزان بغرفتهما، توجه الى غرفته ډخلها لم يجد سمية ولكنه وجد باب الحمام مغلق. وسمع صوت المياه، توجه الى الخزانة. وأخرج منها الفساتين التي جلبته امه لزوجته، كانت رائعة، ولكنها عاړية، وذات الوان قاتمة، هذا ما تتعمده والدته تضايق آسر فهو يعر اسلوب والدته، هدفها ان تقول لمية مرة أخرى انك لا تناسبينا فنحن من عالمين مختلفين، تأخرت سمية. ٌلق عليها، طرق الباب،.
آسر بقلق: سمية، سمية. انتى جوه...
سمي: ايوة، زطالعة اهه
ابدلت سمية ثيابها لبيجامتها ورفعت شعرها لاعلى لتتدلى منه بعض الخصل على رقبتها ووجها لتعطيها انوثة ونعومة شديدة، خرجت سمية. نظر لها آسر ثم اقترب منها،
آسر: تعالى شوفى هتلبسى ايه، يلا...
سمية بتوتر: انا خاېفة اوى، قلبى مقبوض
آسر بقلق: انتى تعبانة ولا حاجة؟
سمية: لا بس، معرفش طبيعة الناس اللى هتكون تحت، انا محضرتش حفلات من دى قبل كده. ومش عارفة هتعامل معاهم ازاى.
آسر بابتسامة مطمئنة: تعاملى معاهم على انك سمية مراتى وبنت عمى، ماشى
سمية: حاضر
آسر يصفق بيده: يلايلا، روحى شوفى هتلبسى ايه...
نظرت سمية للفساتين فهى لا تلائمها ولا تناسبها اطلاقا، ولا تناسب المناسبة، نطرت لآسر، الذي رد لها نظرتها بأسف. فابتسمت.
سمية: ممكن نعمل شوية تعديلات على الفستان ده ها ايه رأيك...
آسر متفاجئ: تعديلات ايه،؟ ده ملوش كمام.
سمية بابتسامة: عندى بدى نفس اللون ومتقلقش، عندى خمار اورجانزا هيليق عليه. طويل كمان، فمش هيبان البادى اساسا، وكمان الخمار هيخبى ضيق الفستان من فوق، ها ايه رأيك؟
آسر: البسى فستان كب الكتاب...
سمية: مجبتهوش...
آسر: بس، بس دول غامقين يا سمية.
سمية: ب الفستان الاسود ده تحفة، ملك الالون الاسود. وهنعمل عليه تعديل بسيط زى ما قولتلك
آسر بأسف: لو فيه وقت كنا اشترينا. بس الناس تحت. معلش...
سمية: في ايه؟ ع فكرة بأى انا مبحبش الفواتح خالص ولا عمرى حبيت البسها.
آسر: يعنى فستان الفرح عمرك ماحبتيه
سمية: عمرى متخيلته عليا، المهم يلا بأى عشان منتأخرش
آسر: طيب طيب، شوفى هتلببسى ايه؟
سمية: ماشى هاخد هدومى وادخل اغير...
آسر: بس متتأخريش
سمي: حاضر...
ابتسم آسر لها، عندما رات سمية الفساتين اصيبت بخيبة امل فكلها لا تناسبها نظرت له مستنجدة. وجدت بعيونه أسفا وخجل مما امامها وايضا ضيق، فهو ليس بيده حيلة، ارادت ان تخبره لا يهم فهذه ليست مشكلة، سأاحلها، وستسعد كثيرا، فقامت باقتراح التعديلات عليه، انقضى بعض الوقت وخرجت سمية، ترتدى الفستان، كان من اللون الاسود من قماش الستان به تطريزات خفيف وبسيطة جدا على الذيل، كافرع شجر. من اللون ااحمر القانى وبها الكريستالات، كان رائع عليها، ارتدت بلووتها السوداء، وكان الخمار من الاورجانزا القانية، به لمعة خيفة ارتدت تحته حجاب من اللون الاسود وتحته آخر من الاحملا ليظهر طرفهما فقط، لينمدج اللونان، نظر لها آسر باعجاب شديد، وحب شوق، ونظرة أخرى لم تفهمها سمية. كانت نظرة اشتياق وشغف، خجلت فتوردت وجنتاها ثم نظرت لاسفل، اقترب منها،.
سمية بصوت خاڤت: لو وحش هدخل اغيره...
آسر بصوت حانى: تؤ، وحش ايه، بصيتى لنفسك في المراية...
سمية: اممم
آسر: هخاف عليكى من عيون الناس يا سمية...
سمية: هيحسدونى على ايه ان شاء الله.
آسر مازحا: على حبى ليكى يا ستى. ادخل اغير لحد متلبسى الجزمة بس متتأخريش
سمية: هههه ماشى.
ارتدى آسر حلته السوداء، كان غاية في الجاذبية والوسامة، نظرت له ثم ابتسمت، وسرحت به قليلا، لاحظ ذلك آسر فاحرجها قائلا،.
آسر: بتدورى على حاجة في وشى؟
سمية بخجل: لا...
آسر يمد يده اليها: طيب تعالى اوريكى حاجة...
نهضت مذعنة لأمره، اوقفها اما المرآة، ثم اتى بطقم الالماس الذي انتقته في الصباح والبسها اياه، كان رائعا عليها. تعجبت كثيرا التفتت له ونظرت له بتساؤل.
آسر همس لها: دى شبكتك...
سمية متفاجئة: بس دى غالية اوى. حرام
آسر: متغلاش عليكى...
سمية: عشان خاطرى، بلاش، خدها انا هلبس حاجتى انا جيباها معايا...
آسر يشير الى اصبعه: من يوم ما لبستينى الخاتم ده وانا مقلعتوش فاكرة، وعمرى مهقلعه، انا بطلب منك متقلعيش شبتك النهاردة حتى عشان خاطرى
سمية: بس...
آسر مقاطعا اياها: مبسش ولا حاجةة، ولا مليش خاطر عندك
سمية: ابدا...
آسر: خلاص، وخلينا نعدى النهاردة على خير...
سمية بابتسامة: ماشى، بس العقد شكله اوفر اوى ع الخمار ده...
آسر: ههههه صح استنى كده...
فتح آسر درجه واخذ يبحث عن شئ وجدمراده. كان بروشا رقيقا عبارة عن ورقة شجر من الالماس به فصوص دقيقة جدا من اللون الاسود، كان غاية في الفخامة والرقة، تناوله آسر، ثم اعطاه لسمية، قائلا.
آسر: اعمليه بأى، لانى مبعرفش البتاع ده بيعملوه ازاى هههه.
سمية بتعجب: وده جبته امتى ده كمان؟
آسر: ههههههه ده من زمان جدا، كنت جايبة للهبلة اختى ومعجبهاش، نسيت ارجعه، فخليته هنا، لو عجبك البسسيه.
سمية بامتنان: انا متشكرة جدا على كل حاجة ادتهالى، هفضل ممتنة ليك طول عمرى...
آسر ينظر لها بعمق: وده عشان بروش،؟
سمية اومأت برأسها: لا، عشان حاجات تانية كتيرة اوى، بقولك ايه احنا اتاخرنا وطنط هتدينى الطريحة كده، فياريت ننزل...
آسر : متزعليش من ماما استحمليها
سمية: متقولش كده طنط ميرفت زى والدتى متقلقش، واوعى تزعلها بسببى.
آسر: طيب يلا...
نادين تنظر لآسر ثم تمد يدها لتسلم عليه: ازيك يا آسر، عاش من شافك. وحشتنى جدا...
آسر ولم يمد يده وهو يشير الى سمية: اهلا يا آنسة نادين، سمية مراتى
نظرت نادين لسمية بضيق وغرور بادلتها سمية بنظرة هادئة وواثقة بعكس نارها التي تشب بقلبها،
سمية بابتسامة: اهلا يا آنسة نادين، نورتى.
نادين بدون نفس: اهلا...
ميرفت: امال فين ماما مجتش ليه.؟
نادين: ماما تعبانة شوية...
ميرفت: لا الف سلامة يا حبيبتى اتفضلى...
اضطربت ضربات قلب سمية وظهر التوتر باديا على ملامحها منذ دخول نادين فقد ذكرتها بميرنا، لاحظ آسر وجهها دنى منها.
آسر بهمس: مالك؟
سمية باقتضاب: ولا حاجة.
ميرفت: يلا ندخل يا آسر...
دخل الثلاث، اندمج آسر لبن رجال الاعمال واصدقائه. بينما توجهت لطاولة بعيدة ووقت عليها مبتعدة عن صخب الناس. اتصلت بمى. اخبرتها مى بان محمود مريض ولن تستطيع المجئ. ظلت سمية فترة هكذا تتأمل وجوه الناس، وهذا المجتمع، وقعت عيناها على نادين، كانت متجهة نحو آسر. وصلت عنده، وضعت يداها على كتفه انزلها آسر برفق، لم تتحمل سمية أكثر، ادارت وجهها وظلت تستغفر الله علها تهدأ فوجئت، بصوت خلفها،.
ميرفت: سايبة الناس وجاية هنا؟ ده مش ذوق
سمية بابتسامة مصطنعة: انامش واخدة على الجو ده، سامحينى
ميرفت بمكر: امال فين آسر، انا مش شيفاه
سمية بضيق مكتوم: معرفش هو مع صحابه تقريبا...
ميرفت بتهكم: مع صحابه. قولتيلى. طيب، يلا تعالى عشان تسلمى على الناس، مينفعش مرات آسر تكون مقفولة كده، ايه ده دى نادين هناك اهه مع آسر...
نظرت لهسمية بضيق. ونارها تشتعل وتشتعل، ابعد عنه نادين بأدب جم، ثم اخت عيناه تتجول بين الحاضرين بحثاعن سمية. وجدها بعيدة عنه ولكن وجد امه بجوارها. احس بشئ يحدث، استأذن ثم توجه نحوهما،
آسر باستغراب: انتوا قاعدين هنا وسايبن الضيوف؟
ميرفت: قول لمراتك، انا جاية اناديها.
آسر: طيب يا ستالكل اتفضلى انتى وانا وسمية هنيجى وراكى...
ميرفت: لما اشوف، عن اذنك...
نظر آسر لسمية ليراها جامدة الملامح شاردة بوجهها،.
آسر بقلق: سمسمة، ماما دايقتك
سمية: لا، محدش دايقنى.
آسر: طيب يلا نروح نقف وسط الناس مينفعش. لأازم نرحب بيهم...
سمية بابتسامة ساخرة: انت قايم بالواجب ده كويس. معدش ليا فايدة
آسر: ازاى، يلا متسيبينيش لوحدى...
اذذعنت سمية لطلبه امسك يدها وجدها باردة كالثلج،
آسر: يااه ننتى بردانة اوى كده. اطلع اجيبلك شاال او حاجةمن فوق
سمية: ملوش لازمة. ده من التوتر بس. مش اكتر...
آسر: طيب يلا...
دخلا بين الناس، سويا، كان ينتقل بها من مكان لمكان يعرفها على اشخاص كثر. منهم من يعجبون بها ويسعدون لمعرفتها ومنهم من يستغربونها، كيف ترتضى ميرفت سمية كنة كلها، لم تندمج سمية كثيرا وسط هذه الطبقة من الناس، كانت تشعر بالاختناق، اجهدت سمية كثيرا بهذه الحفل وكذلك زوجها. انقضت ليلتهم سريعا، صعدت ميرفت لغرفتها لتنام. كذلك آسر وسمية، دخلت الغرفة اولا دون ان تنطق ببنت شفة، اخذت ملابسها ودخلت الحمام لتغتسل اغتسلت سمية سريعا ثم خرجت، كانت صورة نادين تخترق تفكيرها وبجانبها صورة ميرنا، تتداخلان في عڼف، تتخيل آسر مع هذه مرة وتلك مرة، جلست على اقرب كرسى ثم امسكن رأسها بشدة، كان آسرفى الشرفة يحادث يوسف للاطمئنان على صحة رضيعهما انتهى آسر ثم توجه داخلا،.
سمية يغلق هاتفه: مى بتسلم عليكى. محمود بأى كويس الحمد لله حرارته نزلت...
سمية بصوت ضعيف: الحمد لله.
آسر نظر اليها، ثم توجه نحوها وجلس على ركبتيه. ثم رفع رأسها. : مالك، انتى تعبتى؟
سمية پألم شديد: لا، شوية صداع. بس راسى ھتنفجر، آآآه...
آسر بقلق: ده أكيد من السهر، ثوانى اجيبلك مسكن.
سمية: لا ملوش لازمة، انا هنام وهكون كويسة. بالمناسبة انا نسيت ادى طنط الهدية
آسر: خلاص اديهالها بكرة ان شاء الله.
سمية وهى تنهض: ان شاء المولى عز وجل، خلاص انا هقوم...
نهضت سمية وهي تمسك راسها ,,,,تفكيرها وخيالها يؤلماها كثيرا. نامت سمية ولكنها كانت غير مستقرة طوال الليل. تتقلب كثيرا على غير عادتها، قلق آسر من نومه على حركاتها. ملس جبهتها، وجد حرارتها طبيعية، دثرها جيدا ثم أخلد الى النوم مرة أخرى. أتى الصباح استيقظت سمية لم تجده بجوارها، بحث عنه لم تجده في الغرفة، غسلت وجهها ثم ابدلت ثيابها، ونزلت الى تحت قابلت سوزان، اخبرتها بانهم يتناولون الافطار في الحديقة، توجهت سمية نحوهما،.
الفصل الحادي والستون...
نزلت سمية وهي تتباطأ يد زوجها. كان ينزل الدرج بثبات وزهو شديد، وقعت عينى ميرفت عليها، وجدتها مرتدية الفستان الاسود ابتسمت ولكن حلة سمية اخفت ابتساماتها، لم تضع سمية ايا من مساحيق التجميل، ولكنها كانت كالعروس. ضحكتها. عيناها، حمر خجلها وحجابها. اعطوا لها رونقها الخاص، اقتربا من ميرفت،
آسر بنظرة ذات معنى: ايه رأيك في ذوق حضرتك على سمية.
ميرفت: يجنن، بس ايه لازمتها الطرحة الكبيرة دى غطت شكل الفستان وشياكته
سمية بابتسامة: انا برتاح في الطرح الكبيرة، وبعدين الفستان كده احسن عند ربنا.
ميرفت: طيب. يلا عشان نستقبل الناس...
استقبلا الضيوف مع أمه كانت سمية لا تسلم ع الرجال وآسر لا يسلم على السيدات، رمقتهما ميرفت عدة مرات شزرا، ولكن آسر اكتفى بابتسامته فقط، ظلا هكذا حتى اتت زائرة. مختلفة من نوعها، كانت تسير كعارضة ازياء ترتدى فستان يصل الى ركبتها من اللون التركواز الذي يظهر بشرتها البيضاء، ذو يدين عاريتين، ترتدى طقما من الالماس، شعرها من اللون الذهبى وعيونها الواسعة الخضراء. ومكياجها الصارخ الذي يبرز جمالها، سلمت عليها ميرفت بحفاوة شديدة،.
ميرفت: اهلا يا نادين نورتى يا حبيبتى، ايه الجمال ده؟
نادين: ميرسى. ده من ذوق حضرتك...
نادين تنظر لآسر ثم تمد يدها لتسلم عليه: ازيك يا آسر، عاش من شافك. وحشتنى جدا...
آسر ولم يمد يده وهو يشير الى سمية: اهلا يا آنسة نادين، سمية مراتى
نظرت نادين لسمية بضيق وغرور بادلتها سمية بنظرة هادئة وواثقة بعكس نارها التي تشب بقلبها،
سمية بابتسامة: اهلا يا آنسة نادين، نورتى.
نادين بدون نفس: اهلا...
ميرفت: امال فين ماما مجتش ليه.؟
نادين: ماما تعبانة شوية...
ميرفت: لا الف سلامة يا حبيبتى اتفضلى...
اضطربت ضربات قلب سمية وظهر التوتر باديا على ملامحها منذ دخول نادين فقد ذكرتها بميرنا، لاحظ آسر وجهها دنى منها.
آسر بهمس: مالك؟
سمية باقتضاب: ولا حاجة.
ميرفت: يلا ندخل يا آسر...
دخل الثلاث، اندمج آسر لبن رجال الاعمال واصدقائه. بينما توجهت لطاولة بعيدة ووقت عليها مبتعدة عن صخب الناس. اتصلت بمى. اخبرتها مى بان محمود مريض ولن تستطيع المجئ. ظلت سمية فترة هكذا تتأمل وجوه الناس، وهذا المجتمع، وقعت عيناها على نادين، كانت متجهة نحو آسر. وصلت عنده، وضعت يداها على كتفه انزلها آسر برفق، لم تتحمل سمية أكثر، ادارت وجهها وظلت تستغفر الله علها تهدأ فوجئت، بصوت خلفها،.
ميرفت: سايبة الناس وجاية هنا؟ ده مش ذوق
سمية بابتسامة مصطنعة: انا مش واخدة على الجو ده، سامحينى
ميرفت بمكر: امال فين آسر، انا مش شيفاه
سمية بضيق مكتوم: معرفش هو مع صحابه تقريبا...
ميرفت بتهكم: مع صحابه. قولتيلى. طيب، يلا تعالى عشان تسلمى على الناس، مينفعش مرات آسر تكون مقفولة كده، ايه ده دى نادين هناك اهه مع آسر...
نظرت لسمية بضيق. ونارها تشتعل وتشتعل، ابعد عنه نادين بأدب جم، ثم اخت عيناه تتجول بين الحاضرين بحثاعن سمية. وجدها بعيدة عنه ولكن وجد امه بجوارها. احس بشئ يحدث، استأذن ثم توجه نحوهما،
آسر باستغراب: انتوا قاعدين هنا وسايبن الضيوف؟
ميرفت: قول لمراتك، انا جاية اناديها.
آسر: طيب اتفضلى انتى وانا وسمية هنيجى وراكى...
ميرفت: لما اشوف، عن اذنك...
نظر آسر لسمية ليراها جامدة الملامح شاردة بوجهها،.
آسر بقلق: سمسمة، ماما دايقتك
سمية: لا، محدش دايقنى.
آسر: طيب يلا نروح نقف وسط الناس مينفعش. لازم نرحب بيهم...
سمية بابتسامة ساخرة: انت قايم بالواجب ده كويس. معدش ليا فايدة
آسر: ازاى، يلا متسيبينيش لوحدى...
أذعنت سمية لطلبه امسك يدها وجدها باردة كالثلج،
آسر: يااه انتي بردانة اوى كده. اطلع اجيبلك شال او حاجة من فوق
سمية: ملوش لازمة. ده من التوتر بس. مش اكتر...
آسر: طيب يلا...
دخلا بين الناس، سويا، كان ينتقل بها من مكان لمكان يعرفها على اشخاص كثر. منهم من يعجبون بها ويسعدون لمعرفتها ومنهم من يستغربونها، كيف ترتضى ميرفت سمية كنة كلها، لم تندمج سمية كثيرا وسط هذه الطبقة من الناس، كانت تشعر بالاختناق، اجهدت سمية كثيرا بهذه الحفل وكذلك زوجها.
آسر: الحمد لله، سفرة دايمة يا أمى.
ميرفت: بوجودك يا حبيبى.
آسر ينهض من مكانه: انا استئذن، ادعيلى.
ميرفت: ربنا يوفقك ان شاء الله.
سمية: السلام عليكم...
آسر بابتسامة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
سمية: مصحيتنيش ليه؟
آسر: آآ.
ميرفت مقاطعة: مين اللى بيصحى مين. هي الآية اتقلبت ولا ايه...
سمية بحرج: راحت عليا نومة، انا آسفة.
آسر بضيق: مفيش حاجة حصلت ولا يهمك.
توجهت سمية لمكان ميرفت ثم اهدتها البروش كان بعلبة من القطيفة السوداء.
سمية بابتسامة: اتفضلى يا طنط يارب يعجب حضرتك.
ميرفت امسكت العلبة: بمناسبة ايه؟
سمية: من غير مناسبة. تهادوا تحابوا.
سُرَّ آسر بما فعلته سمية، كثيرا. اشارلها لتجلس بجانبه، جلست سمية.
آسر: افتحيها يا ماما. قوليلنا رأيك...
فتححتها ميرفت وامسكت بالبروش، لم يبد عليها اى تعبير. نظرت الى سمية، ثم اردفت قائلة، لآسر،
ميرفت: تعيش وتجيب يا حبيبى.
آسر بتأكيد: سمية هي اللى جابتها لحضرتك مش انا
ميرفت: من خيرك...
آسر: يا...
امسكت سمية بكف آسر. بلمسة حانية. كانت الاولى منها، علها تهدئه، نظرلها آسر،
سمية: طبعا يا طنط، كله من خيره، ربنا يخليه.
آسر: طيب، انا. انا هستأذن لانى اتاخرت...
ميرفت: ربنا معاك.
آسر: السلام عليكم.
خرج آسر من غرفة الطعام، ثم لحقته سمية، احس بها ثم الټفت اليها عند الباب،
آسر بابتسامة: بتوصلينى بردو.
سمية: لو مفيش مانع...
آسر: لااااا مفيش خالص. اخبار الصداع ايه؟
سمية: الحمد لله، أنا آسفة انى مصحيتكش...
آسر: ولا يهمك، متنسيش تدعيلى
سمية بصدق: ربنا يوفقك يارب، انت بس قول اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت انك على كل شئ قدير، انا بقولها كل امتحان. والحمد لله ربنا بيوفقنى...
آسر: ههههه بس ده مش امتحان، المهم هتحتاجى حاجة اجيبهالك وانا جاى؟
سمية: سلامتك...
آسر: الله يسلمك. خللى بالك من نفسك، وافطرى وخدى دواكى.
سمية: حاضر، في رعاية الله
آسر وهو يركب سيارته: في رعاية الله...
ظلت سمية تراقب سيارته داعية له بالتوفيق والسداد حتى توارى آسر عن ناظريها، دخلت سمية، ثم توجهت لغرفة الطعام لتناول افطارها، فوجدت ان الطعام قد رُفع، همت بالخروج لتفاجأ بميرفت قادمة اليها،
ميرفت: كل حاجة هنا ماشية بنظام معين وبمواعيد، مينفعش متصحيش النهاردة على الفطار وتسيبى جوزك، الغدا هيكون الساعة 3، انا طالعة انام ومش عايزة ازعاج.
القت ميرفت قذيفتها سريعا ثم خرجت، اسرتها سمية بنفسها ثم توجهت الى المطبخ. حيث توجد سوزان، ولكنها لم تجدها، خمنت انها نائمة هي الاخرى، اعدت لها كوبا من العصير وشطيرة جبن، تناولتهم ثم صعدت لغرفتها. تناولت دوائها ثم امسكت، كتاب العدالة الاجتماعية في الاسلام لسيد قطب. وجلست لتقرأه، بينما هو وصل الشركة وقابل عمه. جلسا ليتناقشان بخصوص العمل والادارة، حتى الساعة الواحدة ظهرا،.
أحمد: انت كده عرفت كل حاجة. ودورك بدأ، ودورى انتهى.
آسر بارهاق: انا مكنتش فاكر كده خالص، الحمل ده تقيل اوى يا عمو
أحمد: مش تقيل عليك، استأذن انا، واتفضل تعالى على مكتبك يا ابنى.
ملت سمية من جلستها تلك، خرجت للشرفة لتستنشق الهواء المنعش قليلا، ظلت سمية تتأمل ا حولها، تأمل القصور التي توجد حولها، وتتخيل ما يحدث بداخلها. وتخيل هذه الطبقة من الناس، تذكرت ما حدث ليلة البارحة، تذكرت نادين وماحدث لقلبها عندما رأتها تسلم على آسر، لماذا لم تخمدها لماذا تركتها تتمكن من قلبها وتفكيرها، انها ستتركه لماذا اذا تمنعه من حقه ومن حق والدته فيه، لكنه يحبها لو كان شخصا غيره لما تحمل رفضها له، وربما مشفق عليها، لم تستشعر قربه ولا حبه الا عندما علم بمرضها، انه شخص يتحمل المسؤولية ويشعر بتأنيب الضمير كثيرا.
فطبيعى ان تكون ردة فعله كذلك، ماذا عليها ان تفعل، لا تستطيع ان تجافيه، سيغضب عليها الله فهو زوجها امام ربها، وله حقوقه، ابسطها لا تغضبه، لكن متى ستنتهى من هذا الصراع متى؟، افاقت سمية من تفكيرها على صوت طرقات، اذنت للطارق بالدخول، فاذا بها سوزان ممسكة بالهاتف اللاسلكى،.
سمية: خير يا مدام سوزان؟
سوزان: آسر بيه على التليفون يا دكتورة اتفضلى.
سمية بابتسامة: طيب متشكرة جدا، اتفضلى انتى وانا هنزله لما اخلص...
سوزان: حاضر.
انصرفت سوزان بينما جلست سمية على الكرسى بالشرفة ,,,,
سمية بلهفة: السلام عليكم
آسر بصوت مرهق: وعليكم السلام، ازيك يا سمسمة؟
سمية بقلق: الحمد لله، انت صوتك تعبان ولا ايه؟
آسر: اعمل ايه في حمايا العزيز. خلصنا شغل في المكتب. وادينى بلف في الادارة بشوف الوضع، عشان بكرة في اجتماع ان شاء الله
سمية بحنان: ربنا يعينك. شد حيلك.
آسر بحنان: وحشتينى جدا، على فكرة.
سمية بجدية مصطنعة: وبعدين؟
آسر: خلاص خلاص يا ساتر، يعنى لو مالك او عمرو او حتى عمو خليل. كنتى عاملتيه ميرى اوى كده...
سمية بشقاوة: يعنى ايه ميرى؟
آسر بضحكة قوية: ههههههههه يعنى عسكرى يا سيادة اللواء، المهم انتى عاملة ايه دلوقتى؟
سمية: الحمد لله. الصداع راح خالص. هتيجى امتى،؟
آسر: معرفش والله على الاقل قدامى ساعتين. دعواتك بس يلا في رعاية الله. خللى بالك من نفسك.
سمية: حاضر وانت كمان
آسر: لا اله الا الله
سمية: محمد رسول الله.
انهت سمية المكالمة مع آسر ثم تنهدت بعمق، هبطت الى اسفل لتضع الهاتف مكانه. فاذا بجرس الباب يضرب، وسوزان تفتح، ونادين تدخل مع سيدة في منتصف الخمسينات،
نادين: طنط ميرفت موجودة يا سوزان
سوزان: ايوة. موجودة ثوانى، اتفضلوا في الصالون.
نادين: تعالى يا مام نقعد في الجنينة احسن...
اقتربت منهم سمية ثم حيتهم،
سمية: اهلا وسهلا، أزيك يا آنسة نادين...
نادين باستعلاء: كويسة جدا...
سمية تنظر للسيدة: معلش مش آخدة بالى من حضرتك؟
ثريا: انا والدة نادين انتى مين،؟
سمية: انا سمية، زوجة آسر...
ثريا تتفحصها من رأسها لاخمص قدميها: انتى؟!
سمية بابتسامة: ايوة انا...
ثريا بضيق: يلا يا نادين، نقعد ف الجنينة، نشم هوا.
توجهتا الى الحديقة متجاهلتيها، تضايقت سمية، ثم صعدت لغرفتها متضايقة، مرت ساعة او اكثر، لا تدرى، اتت سوزان تخبرها بان ميرفت تستدعيها لتناول الغذاء، طلبت منها سمية ان تخبرها انها ستنتظر زوجها، كانت ميرفت تجلس بغرفة الطعام مع نادين وصديقتها، اتت اليهم سوزان واخبرتها.
ميرفت بعصبية خفيفة: طيب روحى انتى يا سوزان...
نادين: ايه قلة الذوق دى،؟
ثريا: عيب يا نادين، متقوليش كده.
ميرفت: لا سيبيها. هي فعلا قليلة الذوق، يا ما قولتلهم الجوازة دى متنفعش ومحمود الله يرحمه. يقولي لا.
ثريا: معلش يا ميرفت بكرة تتعود عليكم...
ميرفت: وانا مش هستني لبكرة يا ثريا، خللونا نتغدى احسن.
انتهوا الثلاث من طعامهم. أذن المغرب، رحلت ثريا وابنتها متعللتين بذهابهم لاحد المولات، مان خرجتا. حتى امرت ميرفت سوزان بمناداة سمية لها، نزلت لها سمية قابلتها ميرفت بعصبية،
سمية: خير يا طنط؟
ميرفت: ممكن اعرف منزلتيش ليه لما ناديتك.
سمية: لانى قولت انى هستنى آسر واتغدا معاه
ميرفت بعصبية: كنتى انزلى واقعدى مع الضيوف. ايه قلة الذوق...
سمية بنفاذ صبر: أانا آسفة، المرة الجاية ان شاء الله هنزل اقعد معاهم
ميرفت: احرجتينى جدا معاهم. يقولواعلينا ايه دلوقت. دول ناس راقيين جدا مش زى اللى انتى عاملتيهم في حياتك قبل كده...
سمية بتنهيدة: لا حول ولا قوة الا بالله.
ميرفت: مش عاجبك كلامى حضرتك...
سمية: العفو يا طنط ابدا، عن اذن حضرتك...
ميرفت: رايحة فين، يا دكتورة.؟
سمية: رايحة. اشوف مدام سوزان تجهز الاكل لآسر لانه على وصول، عن اذنك...
توجهت سمية الى المطبخ ,,طلبت من سوزان البدء بتحضير الطعام لآسر، اعدت لنفسها كوبا من البابونج علها تنال قسطا من الهدوء النفسى، ماهى الا دقائق. حتى اتى آسر، دخل المنزل وجد والدته تجلس بغرفة المعيشة تطالع التلفاز، خلع جاكيته وجلس على الاريكة كان باديا عليه التعب والارهاق.
ميرفت: اتاخرت ليه كده يا حبيبى؟
آسر بارهاق يفرك عينيه: من الصبح شغل وملفات وورق واجتماعات وملاحظات...
ميرفت: اطلع غير هدومك. وانا هقولهم يحضرولك الغدا.
آسر: امال سمية فين؟
ميرفت بضيق: معرفش...
سمعت سمية صوت سيارته، طلبت من سوزان اعداد الطاولة، وخرجت له، كان خارجا من غرفة المعيشة قابلته، كان باديا ليه الارهاق رآها فأحيت ابتسامته، اقتربت منه،
سمية بابتسامة: حمد لله على سلامتك، اتاخرت اوى
آسر بابتسامة مرهقة: الشغل كان كتير اوى...
سمية بابتسامة: ربنا يعينك، انا هطلع احضرلك الهدوم والحمام. والغدا هيكون جاهز ان شاء الله لما تخلص، صليت المغرب...
آسر: الحمد لله...
سمية: ربنا يتقبل، يلا نطلع...
صعدت سمية بصحبة زوجها، حضرت له سمية الحمام. وملابسه، ثم هبطت لتتأكد من كل شئ، نزل عدها آسر بدقائق ولكنه سمع مشادة كلامية، اقترب من غرفة المعيشة اكثر،
ميرفت: قولى انك غلطانة ومش عايزة ابنى يعرف.
سمية: يا طنط انا مغلطتش. بس كل اللى انا عايزاه ياريت حضرتك متشتكيش له. هو تعبان جدا من الشغل، ياريت نخرجه بره علاقتنا خالص
ميرفت: انتى تخرجيه انتى ولا حاجة، انا لا. انا أمه فاهمة.
سمية بتأثر: علشان انا ولا حاجة ملوش لازمة يتدايق بسببى. ولا كمان حضرتك، عن اذنك...
خرجت سمية مسرعة الى الخارج. ودموعها على خديها، ارتطمت بشخص ما في طريقها لم تلاحظه، رفعت رأسها لتجده آسر، اخفضت رأسها سريعا تخفى دموعها، امسك بكتفيها برفق،
سمية بارتباك: الاكل جاهز جوه. عن اذنك...
آسر: رايحة فين؟
سمية تنظر ارضا: مخدتش دوايا. عن اذنك
آسر: تعالى اتغدى معايا الاول.
سمية: مليش نفس.
آسر: مش هعرف اكل من غيرك. والله مهيكون له طعم.
سمية: حاضر...
امسك بيدها. ثم توجها لغرفة الطعام. ازاح لها كرسيها. ثم جلسا، كانت تقلب بصحنها لا تأكل،
آسر: الاكل ده طعمه وحش اوى...
سمية: متقولش على نعمة ربنا كده...
آسر: طيب دوقيه كده...
سمية متذوقة الطعام: طعمه جميل جدا.
آسر بمفاجأة مصطنعة: معقول. طيب دوقى دى كده. يمكن طبقى هو اللى وحش...
امسك آسر شوكة الطعام، ومدها اليها، خجلت سمية.
آسر: اخلصى دوقيها انا بجد جعان، ولا انتى بتقرفى؟
تذوقتها سمية من يده، لم تأكل مثلها من قبل لا تدرى. هل لان الاكل طعمه شهى ولذيذ ام لانها من يد آسر،
آسر: ها؟
سمية: طعمه حلو اوى.
آسر: طيب دوقينى حتة كده من طبقك، يلا.
تناولت سمية شوكتها ثم اطعمته بيدها. تذوقها آسر، ثم نظر اليها.
آسر: تصدقى احسن اكل دوقته...
ابتسمت له سمية. ثم اكملا طعامهما بعد ان نجح آسر بتخفيف ولو القليل عنها واستيعابها، انقضى الليل ومعه ليال كثيرة، والاوضع كما هو عليها، آسر مشغول بعمله الجديد. الذي يضطره احيانا الى الرجوع بوقت متأخر الى منزله، اما العلاقة بين سمية وحماتها ظلت كما هى، لا تغيير فيها ولا تحويل، انقضت الايام سريعا، حتى جاء يوم عيد الاضحى، ذهب الجميع لصلاة العيد، بعدد ذلك ذهبوا مباشرة لمنزل أحمد، اجتمعوا بالحديقة جميعهم كل وزوجه وابنه،.
آسر: هو احنا هنضحى فين يا عمو؟
أحمد: لو كنا في البلد كنا ضحينا في الجنينة، لكن خير. هنروح للجزار ونضحى هناك...
آسر: طب والبنات افرض عايزين يشوفوا؟
سمية: لاااا محدش عايزيشوف حاجة...
ملك وهي تعلم خوف اختها: لااا انا عايزة اشوف هه
مى: وانا كمان
رهف: وانا كمان
أحمد: خلاص تعالوا معانا...
عمرو ينظر لسمية نظرة ذات معنى: هتيجى يا سممية
سمية: مش جاية هه
آسر: ليه؟
مالك: ههههه اصلها پتخاف من الډم، كل ماتشوف اضاحى بيتد
بحوا متقدرش تاكل منهم
عمرو: وتقعد كام يوم قرفانة مش طايقة نفسها، لا وكمان ايه لا يمكن تعدى على الحتة اللى اتد
بح فيها. پتخاف...
سمية تنهض من مكانها مازحة: انا هقوم اشوف ماما. ولما تخلصوا تريقة هاجى ان شاء الله. عن اذنكم
آسر مشاكسا: طيب، بس هتيجى معانا ماشى
سمية: كل سنو وانتو طيبين...
انقضى اليوم وتلته ايام كثيرة. وبدأ آسر يعد لترتيبات العمرة. وقلبه لا يطاوعه، ولكن وعده يدفعه، كان يجلس بالحديقة امام حمام السباحة، يفكر كيف ستنتهى حياته مع سمية، ماذا سيفعل بعدها، كبف سيعيش؟، اتت له سوزان تخبره بان والدته بالداخل تنتظره معها صديقتها وابنتها، دخل آسر لها،
آسر: السلام عليكم
ثريا: وعليكم السلام. ازيك يا آسر؟ عامل ايه؟
آسر بابتسامة مصطنعة: الحمد لله...
نهضت نادين من مكانها، ثم جلست بجوار آسر،
نادين بدلع: طنط قالتلى انك هتسافر بجد؟
آسر بضيق: ان شاء الله. انا وسمية طالعين عمرة
نادين: هتوحشنى اوى، نفسى نقضى كلنا يا طنط يوم قبل ما آسر يسافر زى ايام زمان حضرتك فاكرة؟
ميرفت: ايوة فاكرة يا حبيبتي دي ايام تتنسى. كنت اتمنى انها تستمر لكن هعمل ايه
ثريا: ان شاء الله هترجع، اهه آسر جه وقعد هنا واستقر.
آسر ينهض من مكانه شاعرا بالاختناق: عن اذنكم...
ثريا: انت لسة قعدت معانا.
آسر: معلش يا طنط لوقت اتاخر وانا عندى شغل الصبح...
ثريا: امال فين مراتك. محدش شافها. كل لما نيجى متنزلش ومتقعدش معانا، لازم تعرفها ان كده مش اتيكيت خاص.
آسر بنفاذ صبر: مراتى عاقلة وناضجة بما فيه الكفاية. مش محتاج اعلمها حاجة. عن اذنكم...
غادر آسر سريعا. واتجه الى غرفته، ډخلها وجدها موحشة، فسمية خارجا برفقة امها التي ذهبت للطبيب بناء على طلب ممن آسر، بعدما رفضت الذهاب معه ولم يقو على جبرها. فأخبر والدتها كانت سمية لدى خليل بالمشفى. فحصها جيدا، ثم.
خليل: الحمد لله. مفيش قلق.
سمية: يعنى اقدر اعمل العمرة عادى؟
خليل: ايوة، بس تبعدي عن اى اجهاد زيادة وتاكلى كويس جدا. ودواكى تحافظى عليه. العمرة مجهود. مش عايز يحصل حاجة هناك لا قدر الله.
سمية: حاضريا عمو
مها: بتفضلى تقولى حاضر ومبتعمليش غير اللى دماغك. يا غلبى منك
خليل: ههههه لاوالله هي اتظبطت بعد آخر مرة اى نعم كان الوضع متأرجح لكن استقر دلوقتى وعايزينه يفضل يا سمسمة.
انتهت سمية. ثم ذهبت لمنزلها، وجدت الثلاث على حالتهم تلك، القت السلام وحيتهم، ثم صعدت الى غرفتها، : ان آسر يشرع في تبديل ملابسه. فطرقت الباب ومن تعبها لم تنتظر ان يأذن لها. ويرتدى بنطاله، ما ان رأته سمية حتى اغلقت البا بسرعة وضړبت جبهتها، على غبائها. واتى وجهها بجميع الالوان. بينما هو. اكتفى بابتسامة بينه وبين نسه. اكمل ارتداء ملابسه سريعا. ثم فتح الباب ليجدها تقف بجواره واضعة يدها على وجهها. ضحك اكثر. انتفضت سمية.
آسر: تعالى يلا عشان تنامى.
سمية بخجل شديد وارتباك: آسفة بس كنت اكراك نايم، وبعدين يعنى جاية مستعجلة، معلش والله...
آسر بصوت خاڤت: هششششش هتفضحينا هيقولوا ايه بس. ادخلى يلا.
دخلت سمية واخذت ثيابها سريعا من الخزانة وتوجهت الى الحمام. ابدلت ثيابها وخرجت لتجده يجلس على كرسى. ما ان رآها. حتى ابتسم لها بخبث. ثم.
آسر: دكتور خليل قالك ايه؟
سمية: الحمد لله، اقدر اعمل عمرة ومفيش مشاكل خالص بس احافظ على الاكل والدوا
آسر: عال. طيب يلا عشان تنامى وانا هعمل تليفون وآجى
سمية تنهض: تصبح على خير
آسر: ووانتى من اهل الخير...
خرج آسر من الغرفة ثم أجرى اتصال تليفونى،
خليل: السلام عليكم
آسر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. معلش بتصل فة وقت متأخر
خليل: مفيش مشكلة انا لسة منمتش
آسر بقلق: طمنى يا عمو، وضعها عامل ايه.
خليل: هو احسن من الاول. بس بردو لازم نحاسب
آسر بتردد: طيب. انا. هاسأل حضرتك بخصوص حاجة معينة. بخصوص سمية يعنى.
خليل قد فهم ما يلمح له: اسأل
آسر: سمية تقدر تمارس حياتها الزوجية طبيعى ولا متقدرش؟ ارجوك صارحنى بالحقيقة
خليل: ولو صارحتك. هتجرحها؟
آسر بصدق: مقدرش. ايا كان وضعها، بس اكون مطمن عليها، بس.
خليل: هي تقدر بس هيكون فيه ضوابط معينة. لان ده مجهود، انت فاهممنى؟
آسر بسعادة: اممم. خلاص وصل المعنى.
خليل: الحمد لله. اهم حاجة انك تراعيها وتخللى بالك منها. ولو حبيت نتكلم مع بعض اكتر تعالى.
آسر: بكرة حضرتك فاضى الساعة 1 الضهر
خليل باستغراب: الضهر؟
آسر: ايوة ممكن؟
خليل: خلاص تعالى ع المستشفى بأى.
آسر: خلاص ماشى. تصبح على خير يا دكتور
خليل: وانت من اهله يا ابنى سلم على سمية
آسر: الله يسلم حضرتك، مع السلامة...
الفصل الثاني والستون...
اتى اليوم الجديد ثم توجة الي خليل بموعده. وفهم من خليل اشياء كثيره وتنبيهات مهمة حتى لا تضطرب صحة سمية مرة أخرى، انقضت الايام سريعا. ثم اتى يوم السفر، ودعهم الجميع داعين لهم بالقبول وسائليهم الدعاء في الحرم، وصلا الى المطار. انهى آسر اوراق المغادرة، ولكن الطيارة تأخرت ساعتين، صلا فرضهما ثم توجها لصالة الانتظار لدرجة رجال الاعمال اتخذا مكانا بعيدا عن الناس جلس آسر يتابع اخبار الاسهم والشركات على هاتفه الذكى. بينما سمية شغلها مشهد آخر، عروس بفستانها الابيض وزينتها الكاملة. يبدو انها مسافرة لزوجها، ولكنها تجلس وحيدة،.
سمية: ياعينى...
آسر وهو مشغول بهاتفه: في حاجة يا سمسمة؟
سمية: شوفت العروسة اللى هناك دى، صعبانة عليا اوى.
آسر: هههههه ليه بس؟
سمية: شوف لابس فستانها الابيض اللى اى بنت بتحلم تلبسه وهو مع عريسها او زوجها ووسط اهلهم والفرحة ملياهم. لكن هي لبسته بس عريسها مش جمبها ولا اهلها حواليها.
آسر: كل واحد له ظروفه. متعرفيش ظروفهم ايه.
سمية بتنهيدة: وانت كمان متعرفش احساسها دلوقتى ايه
آسر ينظر لها بعمق: فستانها حلو؟
سمية: اممم، ماشاء الله ربنا يباركلها، ربنا مايحرمش اى بنت من الفرحة دى
آسر: بس انا حرمتك منها يا سمية
سمية بابتسامة: ارادة ربنا، وبعدين عادى...
آسر: وربنا مبيردش غير الخير تأكدى من ده
سمية: الحمد لله، انا عايزة اعمل حاجة للبنت دى.
آسر: هتعملى ايه يعنى.
سمية: تسمحلى الاول؟
آسر: اكيد.
توجهت سمية الى العروس باركت لها. انست وحشتها قليلا، واعطت لها هدية بسيطة قامت سمية بشرائها من هناك، فرحت العروس كثيرا، كان يراقبها كيف تتصرف ويراقب ابتسامتها و العروس ايضا، اتى موعد الطائرة ركب آسر بجوارها، ارسلت سمية تهنئة باسمها واسم زوجها الى العرووس، هبطت الطائرة ارض بلاد الحرمين مطار مدينة جدة، كانت بانتظارهم سيارة في الخارج بسائقها، قامت شركة السياحة بحجزها لهما، ركبا. فتح آسر هاتفه مرة اخرى،.
سمية: لا بجد كتير عليا اوى
آسر: خير؟
سمية: على فكرة انت اخد اجازة من الشغل. سيب اسهم الدنيا واستعد لاسهم الاخرة، بجد انا تعبت من كتر الشغل ده
آسر: خلاص يا ستى، كنت بطمن بس...
سمية: عشان خاطرى، بلاش شغل عشان خاطرى...
آسر: وادى التليفون قفلناه...
سمية: هو احنا هنروح فين دلوقتى؟
آسر: هنروح نريح في الفندق وبكرة الصبح ان شاء الله نروح مكة وبعد كده ان شاء الله المدينة، ايه رأيك؟
سمية: ماشى اللى يريحك...
انقضت ليلتهم في الفندق. ثم توجها صباحا نحو مكة المكرمة. مهبط الوحى، احب البلاد الى قلب رسول اللهصلى الله عليه وسلم، نزلا امام الحرم ترقرقدمع سمية، وتعلقت انظارها بالمسجد،
سمية: انا هستناك هنا...
آسر: طيب ادخلى الريسبشن...
سمية: معلش خلينى هنا...
آسر: حاضر وانا هطلع الحاجات وآجيلك مش هتأخر. خللى بالك من نفسك...
سمية: متقلقش...
جلست سمية بساحة الحرم من الخارج. تنظر اليه يترقرق دمعها من هيبته، انمحت كل الادعية من ذاكرتها، انمحى كل شئ ولكن ظل شئ واحد فقط. تردده، يارب يارب...
. نزل آسر ثم توجه اليها، كانت بملكوت آخر،
آسر: سمية يلا ندخل...
سمية تمسح وجهها: اممم، متنساش تدعى اول ما تشوف الكعبة، الدعاء بيكون مستجاب...
آسر بابتسامة: حاضر يلا...
دخلت سمية الحرم، رات الكعبة، رأتها لم تكن المرة الاولى لاى منهما، ولكن كانت أشد رهبة، كانت الكعبة لها هيبة وجلال، عجز لسان سمية عن النطق. عن اى شئ، كان قلبها يتحرق شوقا للطوف والتعلق باستار الكعبة والسجود امامها، كان وضع آسر لا يختلف عنها كثيرا، دعت سمية وكذلك آسر، اذن العصر فصليا فرضهما امام الكعبة كان سجودهما وركوعهما لا يخلى من الدعء الباكى المناجى لله عز وجل، طافا سويا. كان آسر وهي امامه حتى لا يقترب منها أحد دون ان يمسها، انتهيا من طوافهماثم صليا ركعتين امام الكعبة،.
آسر: هتقرى نروح للسعى ولا ترتاحى شوية؟
سمية: لا يلا. انا كويسة.
آسر: السعى متعب، اكتر من الطواف.
سمية: عارفة، ربك هيعين، وهمشى بالراحة. يلا بأى...
آسر: طيب استنى هنا دقيقة وجاى...
سمية: رايح فين دلوقتى؟
آسر: دقيقة يا بنتى. دقيقة.
انتظرته سمية وعيناها متعلقة بالكعبة، ماهى الا ثوان حتى أتى آسر يدفع كرسى متحرك، وقف امامها، نظرت له سمية متسائلة.
سمية: ايه ده؟
آسر: اقعدى يلا.
سمية: اقعد فين؟!
آسر: اقعدى ع الكرسى.
سمية بعتاب: عشان احنا في عمرة مش هتكلم، انا لسة موقعتش من طولى عشان اقعد ع الكرسى ده، عارفة انك مش عايزنى اتعب وخاېف عليا.
آسر: طيب هاجره كده. واللى يتعب فينا الاول يقعد والتانى يجر ايه رأيك...
سميةة: رأيى اننا نرجعه، اكيد فيه حد هيحتاجه اكتر مننا
انقضى السعى. كانت سمية ترتاح بين الشوط والاخر على الصفا والمروة، أٌجهد سمية قليلا لكنه مر بسلام ارادا التحلل من الاحرام،.
آسر: معاكى مقص؟
سمية: ايوة، هتقص شعرك،؟
آسر: لا. عشانك. انا رايح للحلاق...
سمية: طيب.
تحللت سمية من الاحرام وكذلك آسر،
آسر: يلا دلوقتى نصللى المغرب وبعد كده نروح االاوتيل.
سمية بضحكة مكتومة: حاضر...
آسر: بطلى ضحك، عمرك ما شفتى واحد اقرع؟
سمية: لا شوفت. بس شكلك غريب.
آسر: طيب ليا كلام معاكى بعدين المهم متنسيش تدعيلى، ولما تخرجى اتصلى بيا
سمية بابتسامة: حاضر ان شاء الله.
صلت سمية فرضها كان الامام الشيخ ماهر المعيقلى، بكت بسماع صوته فقط. فقد كان يسكن قلبها الخشوع ومعانى القرآن ووكيفيه تدبره، كانت تتمنى ان تصللى ورائه، دعت كثيرا في صلاتها لعائلتها وللجميع ولكن صاحب النصيب الاكبر كان زوجها، ادا فرضهما ثم توجها الى الفندق، دخلا حجرتهما، جلست على اول كرسى قابلها،
آسر: انا قولتلك هتتعبى.
سمية: الحمد لله، يااااااااه العمرة كانت جميلة اوى احساسها كان رائع.
آسر: هههه انا هدخل آخد دش واطلع اقولك على احساسى انا كمان
سمية وهي تنهض: خلاص ماشى وانا هجيبلك الهدوم...
آسر: خليكى انا هجيبهم.
سمية: يارب انا لسة عاملة عمرة مش عايزاها تضيع...
آسر: هههههه طيب خلاص
اتت سمية لزوجها بملابسه، دخل آسر أخذ دوشا سريعا ثمم خرج،
آسر: سمية، سمية...
توجه آسر داخلا ليجدها تجلس على الكرسى المقابل للنافذة الزجاجية المطلة على الحرم. اقترب منها، وجدها نائمة، هزكتفها برفق،.
آسر بصوت خاڤت: سمية. قومى يلا. سمسمة
سمية بصوت نائم: ها. نعم...
آسر: قومى يا بابا يلا خدى دش كده وغيرى.
سمية بتثاؤب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. حاضر.
اخذت سمية ثيابها ثم ذهبت الى الحمام اخذت دوشا سريعا. كان آسر قد طلب الطعام لهما، خرجت سمية. ترتدى تراينينج رياضى بنطاله من اللون الاسود به خطين من اللون الابيض، وله بلوزة بيضاء تعلوها سترة من نفس البنطال وربطت شعرهاا بتوكة بيضاء، كانت تشعر بالاجهاد الشديد، وجدت آسر يجلس على السرير يقرا بعضا من القرآن.
سمية: انا افتكرتك نمت؟
آسر بابتسامة: من غير ما آكل طبعا لا
سمية: تصدق، انا جعانة جدا.
آسر مازحا: انتى؟ لااا مصدقش، على كده انا جعان جدا جدا جدا.
سمية تجلس على السرير مسندة راسها: بجد والله جعانة. أكل ونوم.
طُرق الباب فتح آسر، انه الطعام، دخل آسر بيده الطعام وضعه على الطاولة،
آسر: يلا يا سمية.
سمية: هو احنا بعد لما ناكل وننام. هننزل الحرم تانى صح.
آسر وهو يرتب الاكل: على حسب صحتك يا دكتورة. يلا بس الاول
سمية: ييعنى؟
آسر وهو يجلس على الطاولة: يعنى تيجى تاكلى. وبعدين انا حاجز الجناح تفتحى الستارة تلاقى نفسك قدام الحرم. يلا بس ناكل ببجد جعان
سمية بتصميم: وبعد كده نتفق.
آسر: حاضر...
جلسا تناولا طعامهما، ثم اذنت العشاء،
آسر: يلا يا ستى هننزل نصلى ونطلع ننام
سمية: ماشى يلا.
نزلا اديا فرضهما ثم توجها الى الفندق. دخلا الغرفة. خلعت سمية عبائتها، ثم توجهت الى السرير فورا. لحقها آسر. وجلس على السرير.
آسر: سمية انتى دعيتى باييه اول ما شوفتى الكعبة؟
سمية: دى حاجة بينى وبين ربنا هو اللى عالم بيها بس
آسر: وانا مينفعش اعرفها، الدعوة دى...
سمية بابتسامة: لا، تصبح على خير.
آسر: سمية مش عايزة تعرفى دعوتى؟
سمية: خليها بينك وبين ربنا
آسر: انتى عارفاها على فكرة. تصبحى على خير...
ادار وجهه للجهة الاخرى متمنيا منم الله ان يقبل دعوته، وهي كذلك، توحدت احلامهما سويا برغم تفرقهما، استيقظا قُرب الفجر. صليا ركعتى القيام واديا فرضهما بداخل الحرم ثم جلسا يتلوان وردا من القرآن امام الكعبة، حتى اشرق الصباح وحامت حولهما حمام الحرم باعثا لهما السلام والطمأنينة، . كان آسر يشرب ماء زمزم، كانت سمية تجلس
آسر: يلا يا سمية نروح نفطر عشان تاخدى دواكى ونيجى تانى.
سمية: معلش. روح انت هات الفطار وانا هستنى شوية واتصل بيا لما تيجى وهطلعلك...
آسر: طيب بس خللى بالك من نفسك، شربتى زمزم؟
سمية بابتسامة: امبارح الحمد لله النهاردة لسة...
آسر: طيب امسكى اشربيها، ماء زمزم لما شُربت له...
سمية: حاضر...
جلست سمية تفضفض لربها وتناجيه ودموع الخشية تنسال من عينيها، كانت هذه ايامهما، طاعة لربهما، معا عبدا ربهما واقتربا من بعضهمما اكثر نسيا الدنيا بما فيها، اتى يوم مغادرة مكة المكرمة احب البلاد الى قلب رسول الله، بكت سمية ككثيرا،
آسر: ان شاء الله هنيجى تانى بتعيطى ليه؟
سمية: خاېفة تكون آخر مرة...
آسر: ان شاء الله طول ما انا عايش العادة دى مش هنقطعها مټخافيش يلا...
ركبا السيارة وتوجها الى المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الفجر اوشك ان يؤذن.
آسر: ها هتعملى ايه...
سمية: تعالى نجدد وضوئنا ونعمل عادتنا اليومية هنناك...
آسر: سمية. اهدى على نفسك شوية. انتى تعبانة ومرهقة
سمية بابتسامة: حاضر ز. يلا.
انتهيا من عادتهما اليومية وذهبا قليلا الى الفندق ليستريحا، استيقظا على موعد صلاة الظهر اديا فرضهما بالحرم زار آسر قبر رسول الله ظل يبكى وينتحب بكاءا داعيا الله، صللى ركعتين بالروضة. لم يكن يشعر بالرض احس انه بجوار رسول الله وصاحبيه حقا، ثم اتى موعد زيارة السيدات اتصلت به لتخبره، كان ببداية الامر رافضا خوفا عليها من الازدحام ولكنها طمأنته، دخلت سمية لتزور قبر رسول الله، وقفت امامه تبكى، تحادثه سرا. تذكرت السيرة تذكرت الوحى والسيدة خديجة تذكرت الظلم الذي تعرض له الرسول صللى الله وعليه وسلم تذكرت عام الحزن تذكرت صورة الضحى. تذكرت امهات المؤمنين، والصحابة. كل شئ، بكت شوقا لرسول الله. سالت الله ان يرزقها مجاورة الرسول في الفردوس الاعلى ومرافقته ومرافقة امهات المؤمنين، صللت ركعتين في الروضة، كانت تشعر انها بالفعل بالروضة، دعت الله كثيرا وكثيرا بادمعها وقلبها، انتهت الزيارة، ثم خرجا. انقضضت الايام سريعا، وكل يوم يقربهما من بعضهما أكثروأكثر، ويزداد حبهما وحرصهما على بعضهما، كل يوم يزداد تقربهما من الله عز وجل ويزداد نور الايمان بقلوبهما، غادرا المدينة ثم توجها الى جدة، وصلا الى الفندق، انقضى يومهما سريعا. واتى ليلهما، كانت جالسة على السرير تقرأ كتاب حادى الارواح الى بلاد الافراح بينما هو ينجز بعض اعماله من خلال اللاب توب، انتهى آسر ثم توجه اليها،.
آسر بجدية: سمية عايز اكلمك في موضوع.
سمية بانتباه: خير قلقتنى...
آسر جلس بجوارها: بس ارجو انك تفكرى كويس في اللى اقولهولك واى حاجة عندك اوعدينى تقوليهالى...
سمية تغلق كتابها: انا مش فاهمة حاجة...
آسر: اوعدينى.
سمية: وعد، ها،؟
آسر نظر لها مطولا ثم اردف قائلا: ليه عايزة تسيبينى؟
سمية پصدمة: نعم؟
آسر بتمهل: ليه عايزة تطلقى يا سمية، ليه؟
سمية بتنهيدة وصوت خاڤت: لان ده افضل ليك وليا
آسر: مين قال؟
سمية: الواقع اللى بييقول.
آسر: لا. ده مش الواقع دى دماغك انتى اللى بتقول كده، انا بحبك وعايز اكمل حياتى معاكى.
سمية: احنا اتفقنا ان
آسر مقاطعا اياها بعصبية خفيفة: سيبيكى من الاتفاقيات والقرف ده، ردى على كلامى انا بامانة، انتى مسامحتينيش لحد دلوقتى. مش كده.؟
سمية بصوت مخټنق: انا مسمحاك من يومها...
آسر امسك وجهها: امال في ايه؟ ليه مش عايزة تكونى جمبى؟
نظرت له سمية بحزن.
آسر پألم مابتحبينيش؟ بتحبى مين طيب،؟ قولى وانا والله هطلقك وانا هجوزهولك، قولى...
لم تتمالك سمية نفسها و اڼفجرت باكية لم تستطع تحمل هذه الكلمة، مسكها آسر منن كتفها،
آسر: للدرجة دى يا سمية، طيب هو مين.
سميةتغطى وجهها بكفيها: ليه، ليه دايما بتشك فيا كده،؟
آسر: انا مبشكش فيكى، ابدا، بس انا مش لاقى مبرر لتصرفك، انا كده بټعذب وانا مش عارف راسى من رجلى معاكى.
سمية: شوفت من دلوقتى وپتتعذب معايا...
آسر: ايوة بټعذب لانك بعيدة عنى ومصممة تبعدى اكتر. متكونيش انانية معايا زى ماكنت انانى معاكى، حطى عينك في عيونى وجاوبينى، بتحبينى ولا لا...
سمية هاربة بعيونها: انا مبكرهش حد.
آسر: بتحبينى ولا لا؟ ردى، و والله هعملك اللى انتى عوزاه بس جاوبى بصدق. بتحبينى ولا لا؟
سمية پبكاء شديد: ايوة بحبك ارتحت، وعمرى معرفت يعنى ايه حب غير لما قابلتك. عمر قلبى محد ډخله غيرك، غيرك انت، انت كل حاجة في حياتى كل حاجة، عشان كده لازم نسيب بعض...
كان آسر يستمع لها متفاجئا من اعترافها له. فقد توقع ان تطلب مجهودا اكثر ولكن يبدو ان قلبها لم يعد يحتمل،ظلت تبكى وتبكى،
سمية: انت متعرفش يعنى ايه عڈاب، متعرفش...
آسر: طيب يا حبيبتى اهدى وبطلى عياط، هتتعبى.
نهضت سمية. وجلست على الكرسى البعيد وظلت تبكى، كانت تخشى ان تقع بين حبه واشواقه وحنانه ,,كانت تخشى الا ټقاومه، شعر آسر باحساسها، فذهب لها ونزل الى مستواها جالسا على ركبتيه. ثم كفكف دموعها.
آسر: مدام هتتعبى انتى كمان ليه عايزانا ننفصل.
سمية: انت متعرفش حاجة...
آسر: انا عارف ان انا وانتى بنحب بعض ليه نبعد
سمية تنظر له بحب وبحزن: عشانك انت، عشان متتعذبش...
آسر باستغراب: نعم؟
سمية: انت محبتنيش، انت حسيت بالذنب اتجاهى بس، متدحكش على نفسك
آسر: انتى بتقولى ايه؟ لا طبعا، انا حبيتك من اول عرفتك فيه. كنت قاسى معاكى عشان كنت خاېف منك. مكنتش متخيل ان فيه حد كده، انا بحبك يا سمية، ومش هسيبك. وهنكمل حياتنا مع بعض ان شاء الله
سمية پبكاء: لا، انت ملكش ذنب تتحملنى، افهم بأى، انت من حقك تكمل حياتك مع واحدة افضل منى.
آسر: ليه بتقولى كده،؟
نهضت سمية وتوجهت نحو النافذة ووقفت امامها وبدموعها، كان آسر خلفها،
سمية: انت لازم تعيش حياتك زى اى راجل، له زوجته وبينه اولاده. انا مش هقدر اكون زوجة كويسة ليك ولا هقدر اجيبلك اطفال، ارجوك افهمنى.
آسر: انتى ليا زوجتى وبنتى...
سمية: ترضى تكون حمل تقيل على حد؟
آسر: لا، بس انتى.
سمية مقاطعةة: بس انا عندى مرض مزمن، بكرة معرفش هيحصللى ايه، مرة فوق ومرة تحت، مقدرش اكون حمل تقيل عليك...
آسر: انتى اللى عتعونى الحمل التقيل اللى على كتافى، محش بياخد كل حاجة يا سمية دى ارزاق، وان كان مكتوبلى ميكونش عندى اطفال انا راضى، عارفة احيانا ببحس انك بنتى والله بكلم جد، انا مش عايز اطفال يا ستى. انا عايزك انتى
سمية: بكرة تحن. انت راجل، مفيش راجل مبيحلمش ان اولاده يكونوا حواليه...
آسر بضيق: انا كنت متجوز ميرنامدة كبيرة ومكنتش حامل. ممكن يكون انا مبخلفش.
سمية بسرعة: بعد الشړ متقولش كده...
آسر يلفها لتصبح في مواجهته: انا بحبك، وعمرى ماهجرحك...
سمية بتنهيدة: خاېفة مقدرش اسعدك...
آسر : انتى سعادتى...
آسر بشدة باحتواء شديدين ظلا هكذا فترة، ثم قال لها.
آسر بخبث: يلا ننام، اتاخرنا جدا.؟
سمية ببراءة: فعلا. الوقت اتاخر...
توجه آسر الى الفراش ممسكا بيد سمية، ثم جلسا على السرير وبدأ وينظر لها نظرات جريئة متشوقة،
سمية بتثاؤب: مش تنام.؟
آسر يقرب اليها: حالا...
قرب اكثر اليها وحاول ان يقلها ولكنها انتفضت وابتعدت. بدت خائڤة، قلقة مرتبكة متوترة...
آسر بقلق: مالك يا حبيبتى؟
سمية: اه، ااه. انا، يعنى.
آسر بخيبة امل: انتى بطنك وجعك؟
سمية بضحكة مكتومة: لا. بس. يعنى.
آسر تلمع عيناه: خاېفة ولا مكسوفة.
سمية بخجل شديد: بصراحة الاتنين، يعنى. ممكن تصبر عليا لما نروح مصر. معلش انا آسفة.
آسر: طيب لو انا قولت لا.
سمية تبلع ريقها پخوف: انت، انت زوجى وليك حقك.
نظر آسر لوجهها وجد حمرة الخجل تكسوه وعيناها مرتبكتان ويداها ترتعشان توترا، ابتسم لها.
آسر قبل جبهتها: خلاص، هما يومين طيارتنا بعد بكرة ان شاء الله، بس في اليومين دول هندردش في المقدمة شوية ماشى...
الفصل الثالث والستون...
ابتسمت سمية بخجل شديد ونامت، استيقظا صلا الفجر ثم ناما مرة أخرى، اتى صباح جديد استيقظ شعر بانه سيخلف وعده ايقظها،
آسر بصوت حانى: سمسمة، سمسمة، قومى يا حبيبتى يلا.
سمية بصوت نائم: عايزة انام، سيبنى شوية.
آسر بابتسامة يهمس بأذنها: ما انتى لو مقومتيش، هتخلينى اتهور. فقومى احسنلك...
استيقظت سمية. ابتعد عنها قليلا ثم عدلت وضعها وجلست على السرير، نظر لها مليا وجد وجهها تكسوه حمرة الخجل. اڼفجر ضاحكا.
آسر: لااا ده انتى هتتعبينى خالص...
سمية بارتباك: هى. هي الساعة كام؟
آسر: الساعة 9...
سمية: ياااه. الوقت لسة بدرى يا آسر...
آسر متفاجئ: انتى قولتى ايه؟!
سمية باستغراب: الوقت لسة بدرى.
آسر: لا. اللى بعدها، قولتى الوقت لسة بدرى يا ايه؟
سمية بخجل: غلطت يعنى؟
آسر مشاكسا: قوليها وانا احكم.
سمية تهم بالنهوض: لا انا هقوم.
آسر امسك بيدها واجلسها: هتقولى ولا، انتى عارفة. والله مچنون واعملها...
سمية بوجه خجل: ، آسر، ارتحت كده.
آسر بتنهيدة رافعا يده الى السماء مازحا يقول: الحمد لله سمعتها قبل ما اموت...
سمية تضربه بخفه على كتفه: متقولش كده بعد الشړ.
آسر ينظر لها بعمق: بتخافى عليا،؟
سمية بصوت رقيق: يعنى لو مخفتش عليك هخاف على مين...
آسر : انا هقوم لانى لو قعدت اكتر من كده هتزعلى منى، عندى شوية شغل هخلصهم...
سمية: وانا هكمل نوم. لانى بجد جعانة نوم...
نامت سمية. بينما كان آسر يرتب اشياء لا تعلمها،
يوسف بصوت نائم: ايه يا بنى حد يتصل بحد دلوقتى، ليكون جرالكم حاجة،؟
آسر: انا اتصل غى اى وقت انا عايزه، وبعين اطمن احنا الحمد لله كويسين جدا
يوسف بتثاؤب: طيب يا عم الحمد لله، سلام.
آسر: استنى يا بنى آدم، طمنى ايه الاخبار؟
يوسف: اخبار ايه ع الصبح كده...
آسر: أخبار اللى انا قولتلك عليه والله يا يوسف لو مكنتش.
يوسف مقاطعا اياه: ايووة ايوة. افتكرت. اطمن كل حاجة تمام يا عم روميو. ان
آسر: طيب كويس اوى، احنا جايين بكرة ان شاءالله على طيارة الساعة 10 ص.
يوسف: نعم يا اخويا، انت قولت انكم هتيجوا بعد يومين تلاتة
آسر: غيرت الحجز عندك مانع؟
يوسف: آسر لسة اهم حاجة مش جاهزة انا ومى وملك غلبنا ومش عارفين نعمل فيها ايه
آسر: ايه هى،؟
يوسف: الفستان يا ذكى.
آسر: ازاى، مى عارفة مقاسها. وكمان ملك. خليها تاخد فستان كتب الكتاب وتجيب مقاسه، انا قايلك بقالى اسبوع، وتقولى لسة مجهزش...
يوسف: اهدى يا عم مالك دخلت فيا شمال ليه ده انت تحمد ربنا انى ضيع اجازتى بسببك، مراتك ليها ذوق معين و خايفين نجيب حاجة متعجبهاش، المهمة دى بأى ع ليك يا بطل اتصرف، سلام...
آسر: يوسف، انت يابنى. الو، يا.
اغلق يوسف السماعة بوجهه لم ينتظر ردا منه، فتح اللاب توب واخذ يبحث عن موديلات، ولكنه تاه بينها فهو ليس على دراية بمثل هذه الامور، اتت له فكرة، فتح اللاب توب الخاص بسمية، واخذ يبحث به عن الصور ربما يجد ضائعته، وجد ملف به صور كثيرة، ولكنها موديلات عبائات محجبات وهكذا حتى اتت عيناه على فستان، كان رائعا ولكن يحتاج لشئ ما، نسخ الصورة لديه. ثم بعثها لاحد افخم بيوت الازياء بفرنسا التي تستورد منهم الاقمشة وطلب منهم تفصيله فورا وارساله باكرا، ولكنه اتى الرد مخيبا لآماله حيث انه يأخذ اسبوع على الاقل. الح عليهم آسر كثيرا وأخذ يغريهم بالمقابل، حتى وافقوا ولكن سيرسلوه مساء الغد، وافق آسر، اتصل بيوسف،.
يوسف: يابنى عايز انام وربنا تعبان.
آسر: اسمع انا هاجى بعد بكرة ان شاءالله. تكونو رتبتوا كل حاجة. سلام...
انهى آسر اعماله الخاصة. ثم نظر الى الساعة ليجدها الحادية عشر، طلبافطارا ثم ذهب ليوقظ سمية، لم يجدها. كانت بالحمام، أخذت دوشا، ثم خرجت. وجدته نائما على السرير واضعا قدما ععلى الاخرى. محملقا في السماء، جلست سمية على كرسى التسريحة تجفف شعرها وتمشطه، انتبه لها ثم ابتسم
سمية: خير سرحان في ايه؟
آسر توجه نحوها: فيكى، هاتى الفرشا دى.
سمية: هتعمل ايه؟
آسر: والله هحاول وانتى شوفى.
بدأ آسر يمشط شعرها. وهي تنظر له بتعجب. لم تتوقع ان يأتى هذا اليوم، انتهى آسر،
آسر: ماشاء الله، بجد انا عمرى مشفت زيه. معنتيش تكشفيه على حد
سمية: نعم؟ ليه بأى مفيش غير اخوواتى. اللى بكشف شعرى قدامهم.
آسر بنصف عين: وعمرو؟
سمية: اخويا الكبير
آسر: في الرضاعة.
سمية: آسر عمرو ده الوحيد اللى بيفهمنى بين اخواتى كلهم، دايما بحس بجد انه اخويا الكبير، كان اى مشكل بلجأله على طول
آسر بعتاب: وانا؟
سمية تبتسم بحب شديد: انت؟، انت لسة بتسأل...
آسر: عايز اتطمن.
سمية بابتسامة: انت زوجى يا آسر، فاهم يعنى ايه، يعنى انا بتاعتك انت ك حاجة فيا ملكك، قلبى معاك وتفكيرى وعقلى وكل حاجةة، انت دلوقتى سندى وحمايتى في الدنيا دى
آسر : ياااه يا سمية، انا مستاهلش كل ده.
سمية: متقولش كده، انت تستاهل اكتر، بس انا اللى مبعرفش اتكلم...
هنا طرق الباب،
آسر بانزعاج: مش وقته خالص...
سمية: انت طلبت الفطار؟
آسر: ياريتنى مطلبته، استنى هروح اشوف...
كانت خدمة الغرف، اخذ منه آسر الافطار ثم دخل.
آسر: يلا يا سمسمة الفطار
سمية: مليش نفس.
آسر: يلا عشان تاخدى دواكى، ومفيش مليش نفس دى تانى...
اذعنت سمية لطلبه، ثم جلسا يتناولان افطارهما، للحظة سرحت سمية وتوقفت عن الطعام، انتبه آسر.
آسر: الاكل معجبكيش؟
سمية: ها، لالا كويس
آ سر: امال مالك كده؟
سمية تنظر له بحزن: خاېفة ټندم بعد كده...
آسر وضع يده على يدها: مين قالك كده...
سمية: خاېفة ييجى اليوم اللى تقول ياريتنى.
آسر بحب: عمره ما هييجى طول ما انتى معايا
سمية: حتى لو كبرنا وملقيناش اولادنا حوالينا.
آسر: طول ما احنا مع بعض خلاص
سمية: آسر اسالك سؤال...
آسر: قولى...
سمية: هتتجوز عليا في يوم يا آسر؟
آسر: ليه بتقولى كده،؟!
سمية: شوقك للاطفال ممكن يخليك تعمل كده
آسر: لو انا مبخلفش يا سمية كنتى سيبتينى وروحتى اتجوزتى؟
سمية: لا طبعا...
آسر: طيب ليه انا اروح اعمل كده؟
سمية لانك راجل، الراجل غير الست.
آسر: فعلا. الراجل عنده عاطفة الابوة دى مكتسبة بيحس بيها بعد ميشوف ولاده قدامه لكن الست غير، العاطفة بتاعتها بتتولد معاها، مين الاصعب انه يكون من غيرها،؟، شيلى الافكار دى من دماغك
سمية: حاضر...
احس آسر ان لديها شئ آخر فقرر ان تكشف جميع الاوراق،
آسر: كملى يا سمية، قولى اللى انتى مخبياه...
سمية بتردد: لا مفيش...
آسر: كملى يا سمية، ها؟
سمية: مش هتحس في يوم انك اقل من حد بسببى؟
آسر وقد فهم ما ترمى اليه: وبعدين بأى، انا احسن واحد في الدنيا طول ما انتى معايا تاكدى من ده، انتى في عينى احسن واجمل واحدة في الدنيا، كللى بأى الاكل هيبرد...
اكملا طعامهما، انقضى النهار سريعا، ثم خرجا، ذهبا ليتمشيا سويا على الكورنيش، تناولا غذائها خارجا، ثم ذهبا ليتأملا لحظة الغروب. لس آسر بجواره سمية..
آسر: منظر الغروب في مصر غير...
سمية: بس مصر مفيهاش نافورة زى دى.
آسر: ههههه، عارفة يا سمية لما كنت في امريكا، كنت بدور على اى مكان فيه مصريين واروح اشوفهم، اى مطعم حتى لو الاكل بتاعه وحش اروحه، مجتمعى كله اجانب صحابى دكاترتى، ياااه الغربة وحشة اوى ايا كان سببها.
سمية: انا كمان كنت متغربة، كنت لما بروح القاهرة وابعد عن بابا وماما والبلد واخواتى، كنت بحس بالغربة بالوحدة حتى الكلية، انا الوحيدة اللى كنت من البلد في الكلية. متأقلمتش مع حد هناك. كنت بحس بالغربة بردو، ولما تيجى الاجازة. اكون زى العيل الصغير اللى كانت تايه ودلوقتى هو رايح لمامته، لبيته...
آسر : عايزة نرجع البلد ونعيش هنناك...
سمية: انا عارفة انك بتحب القاهرة وكمان طنط ميرفت، انا عايزة اكون معاك في المكان اللى انت بتحبه.
آسر: يعنى انتى موافقة نقعد مع ماما؟
سمية: دوو والدتك وانت كل اللى ليها في الدنيا بعدالمولى عز وجل، طبعا موافق انت متعلق بطنط اوى وهي كمان. استحالة اككون سبب في بعدك عن بعض.
آسر: طيب وكلامها ليكى.
سمية: الدنيا تهون معاك يا آسر، بس لا تغرب أحدا رآك وطنا...
آسر: تصدقى مكنتش فاكر انك بتعرفى تقولى كلام حلو كده زى البنات.
سمية بضيق مصطنع: ليهه يعنى شايفنى غضنفر قدامك.
آسر: شايفك طفلة بريئة، ملاك، معرفش
سمية: الكلام الحلو ده كاتبهولك في نوتس عندى من اول تقريبا مدخلت جامعة.
آسر باستغراب شديد: هو انتى تعرفينى من ايامها؟
سمية: ههههه لا، بس قلبى بدء يدق وييقول عايز احب. قولتله خلاص حب حلال، حب نصيبك اللى انت متعرفوش، بدأت اتخيل لو انا مخطوبة هقول لخطيبى ايه، عرفت ان المخطوبين ميصحش بينهم الكلام الصريح ده، اه والله بجد، قولت خلاص مفيش احسن من زوج المستقبل، وفضلت اكتب واككتب. الاقى بيت شعر حلو اروح كتباه، ياااه الحمد لله انى حافظت على قلبى ليك انت...
آسر: انا آسف...
سمية: ليه؟!
آسر: انا محافظتش على قلبى ليكى، نقاء قلبك كتير عليا
سمية تنظر له بابتسامة: قلبك دلوقتى فيه حد غيرى؟
آسر بتنهيدة: أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي وسيفي
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد.
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين
سمية برقة: اذا ما ضعت في درب ففى عينيك عنوانى...
آسر: ربنا يخليكى ليا...
سمية: آسر عايزة ارسم حنة.
آسر باستغراب: ترسمى حنة ازاى.
سمية: الست اهه بترسم للناس حنة.
آسر: انا بقرف منها.
سمية: خلاص ماشى مش مشكلة
آسر ينادى للسيدة: . لو سمحتى يا حجة...
السيدة: بغيت شئ يا وليدى.
آسر: ممكن ترسمى لمراتى حنة...
سمية بصوت منخفض: بس انت بتقرف منها.
آسر: هششش. بس الرسمة متكونش كتير.
السيدة: معرسين جديد يا وليدى.
آسر بابتسامة: ايوة.
السيدة: الله يبارك لكم، هاتى يا بنتى يدك. راح اعملك رسمة ما شوفتيها بعمرك...
رسمت السيدة على ظهر يد سمية رسمة رقيقة للغاية، فرحت سمية بها كثيرا كانت رائحتها كالمسک،.
آسر: يلا نروح نصللى المغرب في المسجد ونروح مول البحر الاحمر او مجمع العرب اللى هنا بيقولوا عليهم كويس.
سمية: حاضر يلا...
ذهبا اديا فرضهما ثم ذهبا للمراكز التسوق. اشتريا هدايا للجميع، تجولا كثيرا بين المحلات التجارية، اذن العشاء اديها فرضهما، ثم ذهبا ليكملا، اجهدت سمية كثيرا.
آسر: سمسمة اقعدى هنا انتى لفيتى كتير.
سمية: هو انت لسة عايز تشترى حاجة تانية؟
آسر: ايوة. واحد صاحبىى قاللى على حاجة، اقعدى استنينى هنا.
سمية پخوف: هخاف اقعد لوحدى هنا.
آسر: مټخافيش يا بابا هنا قسم العائلات، ولو حصل حاجة اتصلى بيا، خدى الفلوس دى خليها معاكى.
سمية: خليهم، انا معايا الحمد لله
آسر قبل جبهتها: بطلى غلبة، يلا مع السلامة...
جلست سمية على طاولة كان بجوارها طاولة عليها عائلة، ذهب الاب والام تاركين ابنهم الاصغر مع سمية قليلا، كان عمره تقريبا 5 سنوات،
سمية: ازيك؟
الطفل: الحمد لله والشكر
سمية: اسمك ايه؟
الطفل: فيصل وانتى ايش اسمك؟
سمية: انا سمية...
فيصل: اختى سمية ممكن تنفخيلى البالون هذا؟
سمية: معلش يا حبيبى انا مقدرش، لما بابا و ماما ييجوا خليهم يعملوهالك
يصل بزعل طفولى: بس انا ابى العب بها الحين...
سمية: معلش يا فيصل لما ييجوا يا حبيبى...
فيصل: خلاص انا ما ابى اجلس هنى...
سمية: هتروح فين.
فيصل: ودى ارووح صالة الالعاب هناك...
سمية: لما بابا وماما ييجوا...
فيصل پبكاء: ودى العب مثل ربعى، ودى العب
سمية الله يسامحك يقولوا خطڤاه: يا حبيبى بطل عياط الرجالة مبيعيطوش، اتفضل شوكولاتة اهه
فيصل: ما ابى. ما ابى، ابى امى وابوى...
سمية: طيب بس يا يا بابا بطل عياط، زمانهم جايين. بطل عياط. عشان خاطرى
فيصل: نفخيلى البالون الله يخليكى، الاولاد كلهم منفخينه الا انا...
سمية بتردد: طيب وهتبطل عياط...
فيصل: اى والله ما راح ابكى ابد...
سمية: طيب هعملهولك بس مش هخليه كبير اوى. ماشى؟
فيصل: انا راح اكمله...
امسكت سمية بالبالون وبدأت تنفخ به لم تنفخ كثيرا ولكنها تعبت اكثر،
سمية بتعب: اتفضل يا حبيبى.
فيصل: بس هذا صغير مرة...
سمية: معلش يا حبيبى. انا مش قادرة...
هنا أتى والديه،
الام: ك عسى ما عذبك،؟
سمية: لا ربنا يخليه...
الاب: ويه عليك، ليش منفخ ه البالون فيصلوه...
سمية: فضل يعيط لحد معملتهوله.
الام: والله هذا كل 5 دقايق بده بالون...
الله يهداه بس، السموحة منك يا اختى والله انه فشلنا.
سمية: ولا يهمك، ربنا يخليه ليكم...
كان آسر يقصد محلا معينا، اشترى ما اراده ثم اعاد ادراجه لسمية، كانت تجلس على الطاولة تشعر بتعب شديد، فكرت بحالتها، ماذا ستفعل انتزوجت آسر، هل ستمرض كل يوم هكذا، تتمنى ان تعيش حياة طبيبعية تتمنى، انسابت دموعها. اسندت رأسها بكفها على الطاولة، ومسحت وجهها بالمنديل، أتى آسر، كانت تجلس وظهرها له، اقترب منها، جلس بجوارها،
آسر: اتأخرت عليكى...
سمية وهى تمسح عينيها بالمنديل توارى ما بهم: لا ابدا، يلا نمشى...
آسر بقلق: صوتك متغير ليه كده؟
سمية: لا ولا حاجة، يلا بس.
آسر بقلق شديد رافعا وجهها اليه: انتى بتعيطى ليه، مالك؟
سمية بصوت مبحوح: يلا نروح ارجوك...
ذهبا الى الفندق كانت طوال الطريق لا تتحدث تنظر فق من خلال النافذة، وصلا الى الفندق كان يبدو عليها التعب الشديد كان آسر في حيرة من أمره كان قلقاعليها للغاية، دخلا غرفتهما، جلست سمية على اولكرسى قابلها،
آسر پخوف: سمية اجيبلك دكتور، ها. سمية.
سمية بصمت متقطع: آسر، هاتلى الدوا. ع الكومدينو.
اتى لها آسر بالدواءسريعا، أخذته سمية. حملها آسر وسدحها على الفراش، ثم جلس بجوارها، اعطته ظهرها ثم بدأت دموعها تنساب حتى نامت، كان لا يدرى ما بها، فضل عدم الخوض باعماقها الان، كان يعلم انها تبكى مرضها تبكى حياتها، ظل بجوارها حتى استقرت انفاسها، واسنغرقت في النوم، نهض آسر وابدل ملابسه، ثم توجه نحوها استيقظا لصلاة الفجر، اديا فرضهما في جماعة ثم جلسا يتلوان الاذكار، انتهى آسر ثم سحبها بدون اى سابقة كلام،.
آسر: قلقتينى عليكى امبارح، ينفع كده...
سمية: انا اسفة
آسر: ايه اللى حصل امبارح تعبك كده،؟
سمية بصوت مخټنق: معرفش، كل ده عشان عملت بالون لطفل كان في المجمع...
آسر بعصبية بسيطة واندفاع: انتى بتستهبلى، ده الواحد السليم بيتعب منها، افرض كان جتلك الازمة لا قدر الله
سمية بدموع بسيطة: يا آسر انا كده مش هقدر اسعدك...
آسر بنفاذ صبر مقاطعا اياها: والله العظيم لو بأيتى تفتحى الموضوع ده هيكون ليا تصرف تانى، سامعة...
سمية: حاضر
آسر: على فكرة طيارتنا بكرةة ان شاء الله
سمية: بس كنت قولتلى انها النهاردة...
آسر: حصل شوية تعديلات، المهم يلا نقوم ننام.
سمية: مش هتقرا الورد؟
آسر: هنقراه ع السرير سوا. يلا.
سمية بابتسامة: حاضر
انقضى النهار سريعا وبدأت سمية ترتتب اغراضهما،
سمية: آسر. الكيس اللى انت جبتهه ده افضيه ولا اعمل فيه ايه؟
آسر بسرعة: لالالالا الا ده. هاتيه انا هحطه عندى اخاڤ انسى اديه للراجل وهو منبه عليا، كده احسن يكون قدام عينى.
سمية باستغراب شديد: خلاص. براحتك...
انتهت سمية من ترتيب اغراضهما. وانقضى الليل بسرعة البرق ثم اتى الصباح تجهزا ليلحقا بالطائرة، ركبا طائرتهما، ثم انقضت الرحلة سريعا حتى هبطت الطائرة بارض مصر الحبيبة،.
الفصل الرابع والستون...
انتهت سمية من ترتيب اغراضهما. وانقضى الليل بسرعة البرق ثم اتى الصباح تجهزا ليلحقا بالطائرة، ركبا طائرتهما، ثم انقضت الرحلة سريعا حتى هبطت الطائرة بارض مصر الحبيبة، لم يخبر آسر احداا سوى يوسف وامره هو الاخر ان لا يخبر احدا، كان ينهى اجراءات الوصول بينما كانت سمية تنتظره جائت سيدة يبدو انها في العشرينات من العمر تحمل طفلتها الرضيعة. جلست بجوارها. كان يبدو عليها الرقى الشديد، جذب انتباه سمية الطفلة، ابتسمت لها سمية فبادلتها الطلفلة واخذت تنظر اليها وتبتسم. انتبهت امها،.
سمية: ماشاء الله ربنا يبارك لك فيها. ماشاء الله عسولة. ز
الام بابتسامة: متشكرة جدا، انتى متجوزة؟
سمية بابتسامة: الحمد لله...
الام: ربنا يرزقك ببنت عسولة زيها...
سمية بابتسامة باهتة: ان شاء الله.
الام تمد يدها لسمية: انا ريم، ودى ندى، وانتى؟
سمية: انا سمية. تشرفت بيكم...
جاءرجلا مقتربا منهم، لم ينتبه لمن تجلس بجوار زوجته، اقترب منها،
الزوج: يلا يا ريم...
ريم: حاضر يا حبيبى، سعيدة جدا بمعرفتك يا سمية...
سمية: وانا اسعد، مع السلامة يا ندى...
يعرف الصوت نعم. انه يعرفه لكن من، سمية. من سمية؟ اهى تلكك، رفع ناظريه ليجدها،
الرجل بدهشة: دكتورة سمية، ال. الفيومى.!
رفعت سمي وجههالتجده شخصا ما. تعرفه،
سمية باستغراب: ايوة يا فندم، حضرتك تعرفنى؟
طارق: انا طارق. وكيل النيابة. فاكرة قضية قدرى عليان...
سمية بتعجب: ايوة ايوة، اهلا وسهلا بحضرتك.
طارق: ريم مرراتى. دى الدكتورة اللى كنت حكيتلك عنها في قضية ابن قدرى عليان. فاكرة.
ريم: ايوة افتكرت. انا سعية جدا انىقابلتك، طارق حكالى عنك كتير...
سمية بحرج: وانا اسعد. استاذ طارق وقف معايا يومها ربنا يبارك فيه.
طارق: انا وقفت مع الحق.
هنا جاء آسر. استغرب كثيرا عندما وجدها تقف بجوارهم، اقترب اكثر منهم،
آسر ينظر اليهم بتساؤل: السلام عليكم، يلا يا سمية؟
طارق مد يده يسلم عليه: طارق الحسينى، وكيل نيابة.
آسر مستغربا: اهلا وسهلا، آسر الفيومى.
طارق: اخو دكتورة سمية؟
آسر باستغراب: هو حضرتك تعرف دكتورة سمية؟
طارق: انا اللى كنت بحقق في قضية ابن قدرى عليان. تشرفت بحضرتك جدا.
آسر: الشرف ليا، بس انا زوجها مش اخوها.
طارق بدهشة: معقولة. الف مبروك...
ريم طبصوت خاڤت: طارق يلا. مامى مستنية برة...
طارق: فرصة سعيدة والله ومبروك يا دكتورة، ولو احتاجتم اى حاجة اتفضل كارتى يا استاذ آسر. عن اذذنكم.
التقط منه آسر الكارت وبحدة
آسر بحدة: شكرا احنا أسعد...
غادر طارق برفقة زوجته، بينمما ظل آسر يتابعه حتى انصرف، لاحظت سمية انزعاج آسر،
سمية: آسر، يلا...
آسر بحدة: مين طارق ده يا سمية؟
سمية: زى ما قالك...
آسر بشك: كان فيه حاجة بينكم،؟
سمية بغصة: يلا يا آسر نكمل كلامنا في الطريق...
ركبا السيار ثم خرجا من محيط المطار والصمت الآسر يخيم، اوقف آسر سيارته، ثم قال لها.
آسر: ممين طارق ده بالضبط؟
سمية بعتاب: اعتقد ان حتى لو طارق كان فيه بيننا حاجة فده في الماضى مش الحاضر، وبعدين هو اى حد يقف معايا ويتكلم يبأى كان فيه حاجة بيننا، ده كان مع مراته وبنته، سؤالك مش في محله يا باشمهنس
آسر بتصميم: طريقته معاكى كانت باينة انه يعرفك كويس جدا، سؤالى في محله جدا...
سمية: عشان الموضوع ده ميتفتحش تانى، طارق كان كلمنى انا وعمو خليل انه عايز يتقدملى وانا رفضت وهو قابل كده باحترام جدا
آسر: ورفضتى ليه؟
سمية بتنهيدة وألم: رفضت عشان تكون حياته زى ما انت شايفها، زوجة واولاد، اسرة كاملة، رفضت عشان مظلموش، ارتحت دولوقتى لما عرفت مين طارق ده
انزعج آسرمن نفسه كثيرا بل لامها اكثر، انهت سمية حديثها بغصة وحزن جعلا دمعتها تترقرق مرة أخرىعلى وجنتها، انتبه لها آسر، مسحها لها.
آسر: استحملى بأى غيرتى، اعمل ايه يعنى.
سمية: ده انسان محترم وكان معاه اسرتهوكان بيكلمك كمان بأدب وذوق. مفروض متظنش كده
آسر يمسك يوجهها: طيب معلش، انا عارف انى زودتها، بس والله ڠصب عنى. انا اساسا بغير خلقة ما بالك بأى حبيبتى، ده نا اغير عليها من الهوا، متزعليش عشان خاطرى
سمية بابتسامة خجلى: مش زعلانة خلاص...
آسر: لالسة زعلانة...
سمية: لا والله مش زعلانة خلاص...
آسر: اثبتيلى طيب...
سمية: انا حلفت.
آسر: مصدقك يا ستى بس عايز اثبات بردو. ان قلبك صافى
سمية بابتسامة: اثبات ايه ده بأى؟
آسر: اثبات مشهور جدا...
سمية: ايه هو يعنى.؟
آسر: قوليلى مش زعلانة يا حبيبى...
سمية بوجه خجل: نعم، لا طبعا.
آسر بمفاجئة مصطنعة: ايه هو انا مش حبيبك؟
سمية: لا بس.
آسر مقاطعا اياها: خاېف حصللى حاجة قبل ما اسمعها بللى ريقى عشان خاطرى، ادينى تصبيرة
سمية بخجل شديد: آسر، الله احنا في الشارع.
آسر: على فكرة بأى بيقولوا حاجات اكتر من كده في الشارع، مش هو ده الممنوع يعنى، ها هاسمعها ولا اخللى عربيتنا سينما ابيض واسود للرايح والجاى
سمية: انت مترضاش، انا عارفة.
آسر اقترب منها: ليه بأى مراتى، ارضى وارضى وهتشوفى
ابتعدت سمية عنه حتى التصقت بالباب
سمية بخجل شديد: آسر احنا في العربية مينفعش كده
آسر يقترب اكثر: اعملك ايه طيب...
سمية باستسلام وبسرعة: خلاص خلاص هقولها...
آسر ابتعد قليلا: يلا قولى...
سمية بارتباك: طيب ودى وشك الناحية التانية...
آسر: ههههههه وشى ولا ودنىى، انا بقول اننا نتعدل شوية عشان كده مش هنسلك، قولى يلا.
سمية بخجل شديد: طيب. ا. اا
آسر يقترب مرة أخرى: طيب انا هوريكى.
سمية بسرعة: خلاص خلاص، يا حبيبى...
آسر يهمس لها: تانى...
سمية بخجل: تؤ. هي بتطلع مرة واحدة.
آسر بټهديد: لكن ليكى يوم يا سمية والله مهتفلتى منى...
سمية، هسيبك لانى اتاخرت
سمية: اتاخرت على ايه...
آسر: عندى مشوار مهم للشركة، هوديكى على طنط مها تسلمى عليها وهرجع آخدك، عندك مانع؟
سمية: طيب نروح تريح جسمك وتروح.
آسر: ما هو انا لو روحت مش هطلع من البيت اساسا، انا بقول اوديكى على طنط احسن...
سمية: طيب انا هتصل بماما الاول...
هاتفت سمية والدتها فرحت كثيرا برجوعها واخبرتها ان اختها بالمنزل ايضا أكمل آسر طريقه الى منزل سمية، وصلا الاثنين استقبلتهم مها بالترحاب الشديد،
مها: يلا يا حبايبى الغدا جاهز.
آسر: اسمحيلى انا يا طنط، عندى مشوار مهم...
مها: يا ابنى انت لسة راجع من السفر، تعالى بس ريح شوية واتغدا معانا.
آسر: تسلميلى يا طنط، بس سامحينى. عندك سمسمة هتقوم بالواجب، يلا عن اذنكم
سمية: طيب هترجع امتى؟
آسر: مش هطول ان شاء الله...
انتظر آسر وظل ينظر لسمية شعرت مها فاسنأذنت للدخول،
مها: طيب انا هدخل يا اولاد عن اذنكم...
دخلت مها بينما ظلا الاثنان،
سمية: واقف ليه روح على مشوارك،؟
آسر اقترب منها : مش هاين عليا.
سمية تبعده عنها بخجل شديد: على فكرة في عمال في الجنينة، مينفعش كده...
آسر يشد أكثر: مراتى محدش له دعوة...
سمية بارتباك شديد: لا والله مينفعش كده خالص...
آسر : هههههه ربنا يصبرنى عليكى، خدى بالك من نفسك وكللى كويس وومتنسيش دواكى...
سمية برقة: حاضر. وانت كمان خللى بالك من نفسك.
آسر: معلش انا عارف انه مكنش ينفع اسيبك بس ڠصب عنى...
سمية بتلقائية: ماما اساسا وحشانى واخواتى. روح ياحبيبى ربنا معاك
آسر مندهشا: حبيبى؟ قولتهالى مرتين النهاردة، ابو الهول نطق.
خجلت سمية كثيرا فضړبته على كفه بخفه
سمية: طيب روح بأى...
آسر قبل رأسها: في رعاية الله...
غادر آسر بينما كانت هناك اعين تراقبهما،
ملك: مش قولتلك يا ماما عشان تصدقى بس.
مها بسعادة: الحمد لله والله كنت قلقانة عليها اوى يا ملك من آسر بس باين عليه بيحبها...
ملك بثقة: امال لو عرفتى اللى آسرعامله ليها النهاردة.
مها باستغراب: عامل ايه؟
ملك تقبل امها: لاااا دى مفاجأة، سلام اروح اشوف اختى بأى
مها: يا بت انتى بأيتى ام ولسة هبلة، يارب صبرنى...
خرجت ملك لتستقبل اختها. ركضت نحوها، واحتضنتها
ملك: هو من لقى احبابه نسى الغلابة اللى في البيت
سمية: ههههه والله وحشتونى جدا، انتى هنا من امتى؟
ملك: من زمااان. المهم تعالى احكيلى عملتوا ايه تعالى تعالىى.
مها: بت يا ملك سيبى اختك ترتاح، يلا يا سمسمة الغدا جاز ونكمل كلامنا على السفرة...
جلست مع اختها ووالدتها، تناولا غذائهما وهما يتحدثان، طلبت منها والدتها ان تصعد لترتاح قليلا، صعدت سمية الى غرفتها، اغتسلت وابدلت ثيابها ثمم نامت، بينما كان يتحدث مع صديقه.
يوسف: طيب اقابلك فين؟
آسر: في النادى انا جمبه اساسا.
يوسف: طيب امرى لله على فكرة ده كله عشان خاطر سمية
آسر: اخلص. انا مستنيك سلام...
ما هي الا دقائق حتى قدم يوسف،
يوسف: السلام عليكم...
آسر: وعليكم السلام.
يوسف يحتضنه: حمد لله على السلامة تقبل الله.
آسر: منا ومنكم، واحشنى والله
يوسف وهو يجلس: متشوفش وحش.
آسر: تشرب ايه،؟
يوسف: عصير.
آسر: ههههه بردو طيب. جارسون، اتنين عصير مانجو...
يوسف: الفستان جه على فكرة الصبح
آسر: عارف، المهم الدعوات فين؟
يوسف: وزعتها امبارح وكله تمام، متقلقش سمية فين
آسر: عند طنط مها، مى هتروحلهم امتى؟
يوسف: هتصللى العصر وتروح ان شاء الله...
آسر: كويس. والفيلا جهزتوها...
يوسف: ايوة الحمد لله، الفرش جه وكل حاجة تمام متقلقش حتى مكتب التخديم هيبعت شغالة ان شاء الله بعد يومين. وكله تمام متقلقش. بس ايه يا عم الافكار دى، لم نعهدك كذلك هههههه
آسر: اتلم بدل ما المك انا...
يوسف: طيب طيب. مفكرتش رد فعل طنط هيكون عامل ازاى؟
آسر بهدوء: توقعت وعارف هيكون عامل ازاى. بس انا مش هبعد عنها على طول، هقضى معاها الاجازة.
يوسف: انت قولت لسمية انكم هتنقلوا؟
آسر: لمحت ليها بس هي قالت لا خلينا مع طنط هي متعلقة بيك والكلام ده
يوسف باستغراب: معقولة،؟
آسر بابتسامة: ايوة، تخيل.
يوسف وقد اراد استفزازه: يا عينى يا عينى صدقنى لو سمية مش مراتك كنت اخدتها وروحت كتبت عليها عدل.
آسر بعصبية خفيفة: تتخرم عينك متلم نفسك يا لا. والله اقلب الطرابيزة فوق دماغك...
يوسف مازحا: عينى يا عينى، بتغير يا بيضة صلاة النبى أحسن...
آسر بنفاذ صبر: امشى من وشى. مش عايز اشوفك قدامى...
يوسف: هههههه خلاصر خلاص، تعالى عشان تشوف التجهيزات، ونتغدى سوا ولا هتروح لسمية؟
آسر: لا هاتصل بيها، مش عايز اشوفها غير هناك، يلا.
مشى الاثنان توجها لمنزل يوسف،
يوسف: تعالى يا آسر مفيش حد غريب.
آسر: عارف يا خفة...
مديحة: ايه ده؟ آسر. حمد لله على السلامة
آسر: الله يسلم حضرتك يا طنط
مديحة: امال فين سمية، نفسى اشوفها من كلام الولاد عنها...
يوسف: يا ماما هتشوفيها النهاردة ان شاء الله نسيتى ولا ايه؟
مديحة: يوووه والله نسيت يا حبيبى، ربنا يباركلكم يا آسر يارب. انا وأدهم ان شاء الله نكون اول ناس
يوسف يغمز لها: ادهم ها. والله باين عليكم عايزين تجددوا شبابكو من ورايا.
آسر يضربه بخفة على رأسه: ما تلمم نفسك في يومك ده. انا معرفش مستحملينوه ازاى ده، امال مى فين؟
مديحة: فوق بترضع محمود، ادخل يا حبيبى ريح
يوسف: ماما. لو توصيلنا على غدا معتبر كده يرم عضمه الباشا فرحه النهاردة ومش عايزين فضايح ههههه
آسر: اتقضلى يا طنط حضرتك...
مديحة: ههههه ماشى يا حبيبى، عن اذنكم يا اولاد
استأذنت مديحة بينما جذب آسر يوسف من ياقة قميصه وادخله الصالون ثم دفعه لاقرب كرسى.
آسر: ما هو انت مش عايز تجيبها لبر في يومك ده.
يوسف: ههههه هو انا قولت حاجة، ده انا غلباااااااان
آسر يشمر اكمامه: كده طيب والله لارجعك لايام مكنت طالب عندى...
يوسف: توبة خلاص والله ههههههه هحترم نفسى خلاص...
طرق الباب ثم دخلت مى؟،
مى بابتسامة صوتكم جاى لبرى...
آىسر اقبل عليها: جوزك عايز علقة...
مى تحتضن اخاها: حمد لله على السلامة، مصر نورت
آسر: منورة بيكى يا حبيبتى، وحشتينى. طمنينى محمود عامل ايه؟
مى: نايم فوق، بس تعالى هنا شعرك راح فين؟ ده بأى قصير خالص...
آسر: حلقته هناك لما كنا في العمرة، المهم طمنينى ايه الاخبار، انا مش مطمن لجوزك
مى: يا حبيبى متقلقش كله تمام، وانا متفقة مع ملك على كل حاجة هروحلها بعد العصر ان شاء الله تككون سمسمة ارتاحت متقلقش خالص...
آسر: مى عشانن خاطرى خللى بالك انا مش عايز غلطة النهاردة.
يوسف: انا بقول انك وقعت ومحدش سمى عليك.
آسر بنفاذ صبر: اللهم طولك يا روح، المهم الفستان هنا؟
مى: ايوة بس مش هتشوفوه، هتشوفوه عليها
آسر: عايز اتاكد
مى: الفستان تحفة فنية اساسا، فاطمن، تعالى اتغدى وخدلك دش والبس بيجامة من عند يوسف وريح عندنا يوم طويل النهاردة
آسر: البدلة بتاعتى فين هنا؟
يوسف يضرب رأسه: اوبااا، بدلك في البيت عندكم.
آسر: طيب، انا هروح البيت واجهز من هناك، عن اذنكم.
مى ك لا عشان خاطرى اتغدى معانا ويوسف هيروح يجيبها، عايزين نفاجئ ماما كمان. هتتبسط جدا
آسر بشك: تفتكرى؟
مى: متقلقش. هي ماما طبعها كده بس بتحبك وانت عارف غلاوتك عندها اد ايه، كلها يومين وتحب سمية وتكون معاها زى العسل، ولما تشوف ولادكم حواليها هتتغير خالص صدقنى، اعز الولد ولد الولد زى ما بيقولوا
آسر بسخرية: يعنى هي مش هتحبها غير لما تشوف احفادها. انا مش عارف اعمل ايه مع ماما.
يوسف: سيبكم بس من الكلام ده. انا مش رايح جايب حاجة مش خدام عيلة الفيومى انا
مى بدلع: سوفة حبيبى، عشان خاطرى
يوسف: انسى...
مى بدلع اكثر: اخص عليك، كده اهون عليك تكسفنى...
يوسف: ايوة يا حبيبتى.
مى بزعل مصطنع: طيب يا يوسف، انا هروح مع آسروخليك مع ابنك بأى على فكرة انا نسيت اغيرله. غيرله وحضرله الرضعة يلا يا آسر
يوسف بسرعة: خلاص خلاص، عايزين البدلة وايه تانى؟
مى /آسر: ههههههههه.
انقضى النهار سريعا ثم اذن العصر. ذهبت مى لمنزل والد سمية. كانت سمية نائمة استقبلتها ملك،
مى: فين سمية؟
ملك: نايمة فوق، هاطلع اصحيها
مى: مااشى بسرعة، ورشا جاية ورايا...
ملك: هي هتيجى هنا ولا الفيلا هناك
مى: لا هنا لان آسر هناك بيحضرها، يلا بس صحيها عشان منتأخرش.
ملك: طيب طيب.
صعدت ملك لتوقظ سمية،
ملك: سمية سمية، سمسمة. قومى يلا.
سمية بصوت نائم: آسر جه؟
ملك بضحكة مكتومة: لا، بس اتصل وقال هيتأخر. قومى بس صللى العصر. بسرعة المغرب هيأدن...
سمية بفزع: ايه المغرب؟ طيب مصحيتينيش بدرى ليه ربنا يسامحك اوعى كده...
ملك: بالراحة بالراحة، العصر لسة مأدن هههههههه
سمية: طيب حرام عليكى خضيتينى...
ملك: قومى بس لان مبآش فيه وقت
سمية: وقت لايه؟
ملك تجذبها من السرير: قومى بس آسر يزعل قومى.
سمية بعدم فهم: ليه؟
ملك: يوووووووووووه قومى يلا...
نهضت سمية ثم صلت العصر ما ان انتهت حتى دخلت ملك،
ملك: اتفضلى يامى، اتفضلى يا مدام رشا.
مى: السلام عليكم
سمية بدهشة: وعليكم السلام، مى؟
مى تحتضن سمية: هههههههه لا عفريتها، وحشتينى والله
سمية: وانتى اكتر يا حبيبتى...
مى: اوعى تكونى مدعيتيش ليا هناك،؟
سمية: انا اقدر بردو. امال فين محمود
مى: سيبته مع يوسف.
سمية: وملك كمان سابت خالدمع عمرو، والله انتوا عيال بجد
مى / ملك: ههههههه.
مى: اتفضلى يا مدام رشا دى دكتورة سمية...
سمية تهمس لمى: مين دى؟
مى بهمس: هتعرفى اسكتى بس...
رشا: اهلا يا دكتور، اتفضلى تعالى هنا...
اجلستها رشا على كرسى التسريحة وأخذت تتأمل وجهها وتفحص بشرتها، وسمية تنظرلثلاثتهم بعدم فهم.
رشا: طيب كويس. ماشاء الله بشرتك زى بشړة الاطفال، مش هتحتاج شغل كتير، انا هعملك الماسك ده ربع ساعة ونشيله على طول وبعدين نكمل. فين الفستان؟
مى: معايا اهه...
فتحتمى علبة الفستان وفردته، انبهرن جميعا به، لكن سمية فوجئت انه نفسه الذي اعجبها ذات يوم وطبعت صورته على جهازها...
كانت الطرحة من نفس القماش ولكن تطريزها الفضى اطرافها، والاكمام ايضا
رشا: ده مش من هنا؟
مى بفخر: لا باريس...
ملك: تحفة يا مى، انما آس...
مى مقاطعة اياها: يلا بأى شوفتوا الفستان، خلاص...
سمية بعدم م فهم: في ايه؟
مى: هششش مش مسموح ليكى السؤال ولا اى حاجة؟
سمية بعند: ما انا لو مفهمتش في ايه متلوموش غيرر نفسكم، هه
ملك تغمز لمى: عمرو عامل حفلة عيد جوازنا النهاردة بس
سمية بشك: طيب حضرتك مبتجهزيش ليه؟
ملك: عشان. شان انا مجهزة ليا كل حاجة فاضل انتى وبس...
سمية: والفستان ده بتاع مين؟
مى بسرعة: ده بتاع مدام رشا كانت عايزاه من واحدة احبتى عشان عايزة تعمل واحد زيه خلاص ارتحتى.
سمية بشك: خلاص ارتحت.
رشا: يلا بأى يا دكتورة ادخلى خديلك دوش وغيرى عشان نكمل.
سمية: نكمل ايه؟
ملك: تكمل مكياجك، والله هزعل منك لو محطيتيش ميك اب يا سمسمة وبعدين مفيش حد غريب. وهتعملهولك خفيف خالص.
سمية: اناا آفة انامبحطش.
رشا برجا: متكسفيفينش عشان خاطرى ده انا مبروحش لحد البيت خالص والله لولا مدام مى ومعزتها عندى مكنتش جيت، ولو حسيتيه اوفر امسحيه ها موافقة؟
سمية بتردد: خلاص ماشى.
ملك / مى بتنهيدة: الحم لله.
ملك: تعالى بأى روحى اتشطفى لحد لما مى تنقى تسريحة شعر كويسة ليها وليا، مش هوصيكى يا مى.
مى تغمز لها: ولا يهمك، اطمنى خالص...
نهضت سمية ثم همت لتأخذ ملابسها،
ملك: اناهجيبلك الهدوم وانتى ادخلى يلا.
سمية: خلاص ماشى...
ملك: سمية بالمناسبة فيه لوشن وحاجات جوه جربيها كده اصل عمروجبهالىوبيقولى كويسة وانا مش مقتنعة بيها
سمية باستغراب: حاضر.
دخلت سمية الحمام. لتجد ان الحمام مرتب جدا ومعد. البانيو ممتلى بالماء وبه الورود التي تفوح منها رائحة جذابة أخذت حماما منعشا ووضعت الاشياء التي اخبرتها ملك بها انتهت سمية، ثم طرقت الباب لملك لتناولها ملابسها، ناولتها ملك املابس الداخلية والبرنص فقط!
سمية: ملك هاتى باقى الهدوم اخلصى...
ملك: مفيش يا سمية اصل مامالمتهم كلهم في الشنط وودتهم على بيتكم هناك، بصى فيه اسدال صلاة تاخديه.
سمية بعصبية: هاتيلى اى حاجة من عندك اخلصى...
ملك بضحكة مكتومة: طيب.
اتت لها ملك بقميص نوم قطنى واعطته لها.
سمية بعصبية شديدة: يا ملك متستهبليش الجو برد. هاتيلى بيجامة ولا حاجة عدلة. أخلصى.
ملك بصوت منخفض: هتفضحينى، اسكتى دى الحاجات اللى انا جايباها معايا البسيه والبسى عليه الاسدال وخلصينا، المغرب هيأدن...
سمية بنفاذذ صبر: طيب.
ارتدت سمية الملابس ثم خرجت، كانت رشا تمسك بالفستان ما ان رأتها حتى ابتسمت.
رشا: ايه الروايح الحلوة دى.
سمية: ده لوشن ملك والله.
رشا: هههههه طيب
سمية: امال فين مى وملك؟
رشا: راحوا يجهزا هما كمان، تعالى عشان نجهز.
سمية: حاضر...
رشا: اطلب منك طلب ومتكسيفينيش...
سمية: اتفضلى.
رشا: قيسى الفستان ده. عايزهاشوفه في اللبس. ااصل اان شوفته في الكتالوج بس...
سمية: مقدرش اعفينى.
رشا برجاء: عشان خاطرى، انا هطلع ن الاوضة وانتى البسيه. والله نفسى اشوفه على حد
سمية بتردد: طيب...
رشا: انا هروح لمدام ملك واشوفها عن اذنك.
خرجت رشا بينما توجهت سمية الى الفستان للتلمس كل لمسة به. اعجبها كثيرا كم تمنت باحلامه ان ترتدى واحدامثله ولكن تعى جيدا انها مجرد احلام لن تتحقق، ارتدت سمية الفستان بينماعجزت عن ربطه من الخلف، تافافت سمية بينما كان الثلاث بغرفة ملك يتخيلونها ويضحكون،
ملك: بجد يا مدام رشا انتى استاذة اقنعتيها بالميك آب اوالفستان كمان، لا مش قادرة اصدق ههههههه.
مى: انا مش متخيلة سمية لما تعرف هتكون عاملة ازاى هههههه.
ملك: هتدينا فوق دماغنا هههه
رشا: بس آسر بيه ذوقه روعة ان اعمرى مشفت فستان بالروعة دى قماش وتطريزوذوق كمان والطرحة وكل حاجة بجدماشاء الله عليه
مى بفخر: عشان تعرفوا بس اخويا ده مفيش زيه
ملك: يا بنتى عشان اختى مراته مش اكتر. متتغريش اوى كده...
رشا: ربنا يباركلهم يارب. انا بقول يلا نروحلها المغرب ادن، ويا دوب. ز
مى: يلا.
رشا: مقولتوليش اعمل ايه في شعرها.
ملك: اوعى تقصى منه حاجة تاكلنا على طول، انتى بس اعمليلها تسريحة بسيطة. وخلاص اساسا كده كده هي هتلبس الحجاب عليه.
رشا: خلاص ماشى خليكو هنا ولما ارن عليكم تعالوا
ملك: اوك
ذهبت رشا، وجدت سمية تجلس على الكرسى يبدو عليها الضيق.
رشا: مالك يا دكتورة؟
سمية: الفستان مش عارفة اقفه من ورا والمغرب ادن ومش عارفة اصللى اعمل ايه؟
رشا: انتى على وضوك؟
سمية: اها الحمد لله.
رشا: طيب خلاص تعالى اقفلك الفستان وصللى.
سمية: انتى شوفتيه علياا خلاص بأى
رشا بسرعة: لالا. لسة. عشانن خاطرى يلا بس تعالى اقفلهولك.
ربطته لها رشا من الخلف ثم صلت سمية، اجلستها رشا على الكرسى وبدات تمشط لها شعرها وسمية في حالة من عدم الفهم والتعجب، انتهت رشا ثم بدأت بوضع المكياج لها، كان غاية في الرقة والناققة برز رقة ملامح سمية، ثم البستها الطرحة، وانتهت، نظرت سمية لنفسها أخيرا لتجد انها كالعروس، فهذا فستان زفاف وطرحة ومكياج، انها عروس، نظرت لرشا وعلى وجهها ابتسامة باهتة.
سمية: اقدر اغير دلوقتى
رشا بثقة: لا، استنى...
اتصلت رشا بمى وملك، ما ان دخلتا حتى.
مى /ملك بدهشة واعجاب شديدين: واااوووو.
الفصل الخامس والستون...
مى: ماشاء الله الله اكبر
ملك بتلقائية: الله يكون في عون آسر النهاردة...
ضړبتها مى على قدمها بشدة.
ملك: اااى. اقصد لانك اتاخرتى عليه يا سمية.
سمية بحرج: ما هي مدام رشا السبب...
مى: بس الستان هياكل منك حتة.
رشا: خلاص متقلعهوش...
سمية: نعم؟
مى: خلاص كه يا مدام رشا ولاناقص حاجة.
رشا: لا كده تمام الحمد لله حتى الجزمة جت على مقاسها هههه
ملك: اشوف اشوف.
رفعت رشا الفستان لملك. كان الحذاء غاية في الرقة من اللون الابيض به كريستالت رقييقة جدا وتطريز يزينه،
رشا: قومى دلوقتى، يا. عروسة.
سمية بعدم فهم: ها...
مى: هههههههه، تتعالى بس.
سمية: في ايه ماما فين.
ملك: هنوديكى ليها دلوقتى.
رن هاتف مى وقتها. ردت.
مى: الو.
آسر: ها خلصتوا؟
مى: ههه ايوة. خلاص
آسر: اوعى تكون حست بحاجة...
مى: ههههههه الله يكون في عونها...
آسر بلهفة: طيب يلا انزلوا انا تحت قداد السلم...
مى: حاضر سلام.
ملك بشك: مين ده؟
مى تغمز لها: ده يوف بيقوللى طنط مديحة محمود جننها، المهم يا بأى.
سمية: يلا فين انا مش فاهمةحاجة خالص، وهمشى ازاى كده.
مى بثقة: اولا انتى مش هتمشى ثانيا كلها ثولنى وهتفهمى كل حاجة، بس نزلى الطرحة دى على وشك القمر ده
خرجت رشا من الغرفة ثم مى ثم ملك بيدها سمية، خرجت سمية لتجد اخيها مالك بحلته السوداء، مد يده لها،
مالك: حمد لله على السلامة وحشتينى
سمية بدهشة: مالك؟
مالك: ايوة، كان نفسى اشوف اليوم ده من زمان، يلا.
مد له يدها لتتأبط ذراعه بتلقائية كانها في دنيا اللا وعى. نزلت سمية الدرج لتجد والدتها بجوار والدها على جهة والجهة الآخرى، آسر قلبها ورحها، زوجها الحبيب آسر، يرتدى حلته السوداء، كان يبدو كالعريس يوم زفافه، نزل ملك باتجها والده الذي تحرك نحوه بكرسيه، ثم مسك يد سمية.
أحمد: الحمد لله انى شوفتك في الفستان ده، كنت حاسس بالذنب. ألف مبروك يا حبيبتى...
توجه آسر نحوها. ثم أخذ يدها من والدها.
أحمد: عارف لو جاتلى في يوم زعلانة هعمل فيك ايه؟
آسر: مش عايز اعرف. ربنا ما يجيب زعل بيننا ابدا...
لفها آسر نحوه، ثم قبل رأسها، هامسا اليها.
آسر بهمس: مبروك. يا عروسة.
سمية بصوت خاڤت: ان مش فاهمة حاجة
اقبلت نحوها والدتها، سلمت عليها، ثم قبلتها.
مها: ربنا يسعدك يا بنتى ويطمنى عليكى، خللى بالك من زوجك ومن حياتك يا حبيبتى.
سمية برجاء: هو في ايه حد يفهمنى،؟
اڼفجر الجميع في حالةة من الضحك،
آسر: في ان النهاردة فرحنا بس كده...
سمية بعدم فهم: فرحنا ازاى، احنا متجوزين من زمان.
آسر اقترب منها وهمس اليها: ده كان كتب كتاب. لكن النهاردة ليلة الډخلة يا دكتورة. يبأى فرحنا ولا لا؟
لم ترد عليه سمية ولكن وجهها كان كفيلا بالرد عليه اخفضت ناظريها وتلون وجهها باللون الاحمر. ابتسم لها آسر،
أحمد: هتتأخروا الناس هناك من بدرى.
آسر: حاضر.
تأبطت سمية ذراع زوجها. ثم توجها لسيارته، بينما البقية ذهب كل بسيارته. كانت صامتة في حالة من الذهول لا تدرى ماذا يحدث، جاءت حتى ترفع الطرحة عن وجهها.
آسر بسرعة: لالا متشيليهاش مش دلوقتى.
سمية: فهمنى في ايه؟
آسر بابتسامة: هتفهمى كل حاجة. احناخلاص وصلنا...
نزل آسر من سيارته ثم انزل سمية، دخلا الفيلا. كانت مينة بالانوار والزينة. كان مظهرها غاية في الرقة والفخامة ذخلا الحديقة. استقبلهما. اثنان لا يستطيع اى منهما الاستغناء عنهما. عمرو ويوسف.
عمرو: ايه يا عم آسر لاطعڼا بقالنا ساعة هنا.
يوسف: من حق الكبير يتدلع يا باشا.
آسر: انتوا مالكم
عمرو بتعجب مصطنع: ايه ده دى سمية؟ مش كنت تقول ان العروسة هيا سمية
آسر: هههههههه هي يا سيدىى العروسة.
اقترب عمرو من سمية بينماكانت هي ذائبة من الخجل، قبل رأسها ثم قال لها.
عمرو: مبروك يا احلى اخت في الدنيا ربنا يسعدك يارب يا سمسمة. ولو آسر رمشلك بس. قوليلى وملكيش دعوة، أياك ثم اياك ثم اياك تزعلها.
آسر: انتو استلمتونى. عمو أحمد ومالك وانت. طيب وصوها عليا
يوسف: ههههه هي غلبانة يا عينى مش محتاجة توصية انما انت مفترى. مبروكك يا سمية.
سمية بصوت خاڤت: الله يبارك في حضرتك.
عمرو: امال فين مراتتنا يا عم؟
آسر: في العربية ورانا زمانهم جايين...
عمرو: اهم جم اهه...
اقبل الجميع نحو العروسين. قبلت ملكك اختها. وكذلك مى،
ملك: بت يا سمية انتى احلى عروسة شوفتها والله
مى: يا بنتى قولى الله أكبر. آسر خد مراتك وروحو افتحو البوفيه الناس مستنياكم جوه انا حاسة انكم هتاخدوا عين النهاردة ههههه
آسر: الله أكبر. اقروا بس ااية الكرسى والمعوذتين، يلا يا سمسمة.
سمية بصوت خافتت: مينفعش ادخل كده انا حاطة ميك أب...
آسر: يا حبيبتى الطرحة اللى على وشك مش مبينة حاجة خالص والله...
مى: اه والله يا سمسمة. وبعدين المكياج خفيف ميبانش من تحت الطرحة.
سمية: عايزة اتاكد بردو...
اخرجت ملك لها مرآه من شنطتهاوتأكدت سمية ان غطاء وجهها يخفى مكياجها تماما وان رشا لم تضع لها المكياج الصارخ. بل كان بسيطا،
آسر: يلا،؟
سمية: امم.
دخلوا الحديقة على انغام الدفوف واناشد الافراح الاسلامية. فقد حرص آسر على ذلك. ولم ينس اغنية عصفورين لحمزة نمرة. التي تعشقها سمية، ولم ينس اغانى ماهر زين وحرص انها تكون بددون موسيقى، حرص الا يبدأ حياته بمعصية للخالق حتى ولو بسيطة. من وجهة نظر البعض. كان الجميع في حالة من الفرح والسعادةوخاصة خليل، فكم تمنى من الله ان يعوض سمية، كانت سمية تمسك ذراع آسر طوال الوقت لم تتركه شعرت انه أمانها، كانت خجلى للغاية شعرت بشعور غريب مزيج من الفرحة والسعادة والخجل والحرج وكل شئ لم تفسر شعورها وقتها، لم تسلم عليها ميرفت، اكتفت بقول &مبروك & انتهى الفرح وسط سعادة من الجميع، رمت سمية باقة الورد بناءا على طلب الجميع، لتستقر بين يدى نغم، نظر مالك لها، ثم اشاح بوجهه بعيدا متذكرا ما عند الله لا يُنال الا بطاعته، أخذ آسر يد سمية ليصعدا. اوقفته سمية.
سمية بصوت خاڤت: احنا هنروح فين؟
آسر: اوضتنا، امال فين يعنى؟
سمية: هي اوضتنا هنا؟
آسر: ههههه ايوة ده بيتنا الجديد هحكيلك على كل حاجة فوق، الناس عمالة تبص علينا يقولوا ايه. يلا.
غادر الجميع بينما صعدا غرفتهما اوقف آسرسمية وحملها ثم فتح الباب.
سمية بخجل شديد: نزلنى...
آسر بمكر: مش هنا، خالص...
انزلها آسر برفق على السرير. ثم اعتدلت لتجلس على حافته، جلست سمية وجلس بجوارها آسر، ثم همت لترفع غطاء وجهها.
آسر بخبث: انتى مستعجلة ولا ايه. أصبرى هههههه
سمية بخجل شديد وارتباك: لا على فكرة. يعنى انا اتخنقت من الطرحة، بس والله.
آسر متنهدا بارتياح: طيب، انا هشيلهالك.
رفع آسر غطاء وجهها كنت تنظر الى اسفل وتفرك يديها بارتباك شديد، كان وجهها رقيق جدا مكياجها بسيط مثلها، لم يغير ملامحها. ولكنه اضاف لها رونق العروس، قبل رأسها ثم رفعل وجهها
آسر بحب: بصيلى يا سمية. اتبسطتى النهاردة؟
سمية مازالت تنظر اسفل: اوى...
آسر: انتى مكسوفة ولا خاېفة؟
سمية تبلع ريقها: يعنى بصراحة. الاتنين، مش عارفة.
آسر ينظر لها بعمق: قريتى كتاب تحفة العروس اللى اديتهولك؟
سمية بهمس: ايوة...
آسر بحب: خلاص مټخافيش، انا مش هاكلك، بصى انا هطلع اغير برة. وهسيبك تغيرى اكتر من كده موعدكيش. ز
سمية بصوت خاڤت رقيق: حاضر
آسر: والله ما جيبنى ورا غير رقتك دى. بالمناسبة لبسك في الحمام وكل حاجة جاهزة حضرتك، عن اذنك.
قبل آسر جبهتها بحب، ثم خرج، بينما سمية فكت حجابها. ثم دخلت الحمام همت لتخلع فستانها لم تستطع، ارادت ان تناديه ولكنها توقفت استحت كثيرا. حاولت وحاولت حتى خلعت فستانها. نظرت حولها لترتدى الملابس. وجدت قمي نوم ابيض رقيق جدا، استحت ان ترتديه وترددت لكنه زوجه وهذا حقه الذي فرضه الله عليها، لبسته سمية على استحياء شديد ثم توضأت وارتدت اسدال الصلاة، خرجت لتجد آسر يرتدى بيجامة من الستان الاسود، توجهت نحوه، الټفت اليها ليجدها كذلك،.
آسر: اسدال الصلاة ده عشان نللى ركعتين مش اكتر صح؟ طمنينى...
سمية بخجل: ايوة...
آسر: طيب يلا نصللى...
صليا الركعتين ثم انتهيا، اجتذبها لحض وشد عليها برفق.
آسر: ايه رأيك في المفاجأة؟
سمية: ربنا يخليك ليا. رتبت كل ده ازاى؟
آسر: مش دلوقتى هقولك الصبح
سمية بتوتر: متقول دلوقتى...
آسر وقد اراد ان يخفف توترها: ههههه حاضر، بصى يا ستى
حكى لها آسر عن مساعدة يوسف وملك وعمرو ومى له وعن الفستان والمنزل وكل شئ.
آسر: بس يا ستى، حبيت اشوفك بفستان الفرح.
سمية: انا محظوظة اوى عشان ربنا رزقنى بواحد زيك، انا بحبك اوى يا آسر.
آسر قبل رأسها: وانا بمۏت فيكى، يلا نشرب اللبن.
شربا اللبن. وقضيا ليلتهما سويا توحدت احلامهم وكذلك ارواحهما كم كان آسر حنونا وشغوفا بها وقلقا عليها ايضا احتواها بحبه لها وغلفها بخوفه عليها. كم كانت خجلى، شعر بحبها له. وبررائتها. ونقائها، اذن الفجر. استيقظ آسر ليجدها نظر لها بعشق وحب..ثم نهض ودخل الحمام وأخذ دوشا. استيقظت لم تجده بجوارها تذكرت ليلة البارحة احمرت وجنتاها. ارتدت روبا لها ثم اخذت ملابسها وهمت لتخرج، اوقفها.
آسر: رايحة فين؟
سمية لم تلتفت له وردت بصوت خاڤت: عايزة اروح الحمام عشان اصللى
آسر ابصوت هامس: طيب تعالى هنا انا خلصت خلاص...
تركته سمية بسرعة ونبضات قلبها تزداد قم توجهت الى الحمام اخذت دوشا سريعا ثم خرجت لتجده ينتظرها على سجادة الصلاة يتلو ايات من القرآن، ما ان خرجت حتى توجه نحوها مبتسما،
آسر: يلا نصللى.؟
سمية: يلا...
صليا سويا الفجر ثم جلسا يتلوان الاذكار. انتهيا ثم اخذ يدها وجلسا على السرير،
آسر بحرج: هسألك سؤال وجاوبينى. متتكسفيش خالص، انا معرفش ينفع اسألك السؤال ده ولا لا، بس ااعتقد لازم اسأل واطمن، جاوبينى بصراحة ماشى
سمية بخجل: حاضر...
آسر: انتى امبارح يعنى، تعبتى اقصد، حسيتى بتعب. ولا كنتى كويسة. انتى فاهمانى صح؟
سمية بخجل شديد: انا. انا كويسة الحمد لله متقلقش، اطمن.
آسر قبل راسها: الحمد لله، أنا آسف على السؤال بس عايز اطمن عليكى...
سمية بصوت هادئ: مفيش مشكلة، آسر هو احنا هنعيش هنا؟
آسر: ايوة.
سمية: بلاش. مامتك هتزعل
آسر: انا مش هقصر معاها، انا مش عايز مشاكل
سمية بابتسامة: متقلقش مش هيكون في مشاكل، ولا انت مش واثق فيا.؟
آسر: لا يا حبيبتى مش كده خالص، انا عارف ماما.
سمية تربت على يده: متقلقش...
آسر: خلاص ماشى اسبوع عسل نقضيه مع بعض ونروح هناك...
الفصل السادس والستون...
سمية: اسبوع عسل؟
آسر مازحا: ايوة يا مدام هو اسبوع مفيش سفر ولا حاجة انا من وقت معرفتك واحنا مقضينها ترانزيت
سمية برقة: يا سلام هههههه.
آسر: انتى لابسة اسدال الصلاة ده ليه؟
سمية بخجل: اصل انا ملقيتش هدوم في الدولاب مناسبة.
آسر بخبث: ازاى؟ انا راصصهم بنفسى
سمية امتقع وجهها: انت؟!
آسر نهض ممسكا بيدها: تعالى اوريكى...
نهضت سمية معه ثم فتح الدولاب واخذ يقلب بين الملابس ووجه سمية تتقلب الوانه، انها جميعها ملابس نوم، ملابس؟ انها ليست ملابس ابدا،
آسر: ده كله ومفيش هدوم يا مفترية
سمية بخجل شديد: لا مفيش انا عايزة بيجامة. او عباية.
آسر: لاااا عباية لا، عندك بيجامات اهه.
سمية بصوت منخفض: انا مش لابسة الحاجات دى.
آسر: اخص عليكى ده انا منقيهم واحد واحد.
سمية پصدمة: نعم؟! انت! ازاى؟
آسر: ههههه فاكرة لما سيبتك لما كنا في المول...
سمية: ايوة لما روحت تشترى حاجات لواحد صاحبك.
آسر: قصدك اجيب حاجات لعروستى وحرمى المصون
سمية بتلقائية: يعنى انت روحت جبت الحاجات دى ومتكسفتش؟
آسر يقربها منه: ههههه لا. اتكسف ليه. هو انا هجيب لحد غريب. ده انا جايبها لسمسمة، حبيبتى ومراتى...
سمية بارتباك: ماشى. طيب. انت مش جعان.
آسر: لا مش جعان، هكون طيب معاكى خدى البيجامة دى وغيرى الاسدال اللى انتى لابساه ده. انا مش متجوز خالتى في البيت
سمية: لا بس...
آسر بحزم: مبسش ولا حاجة اتفضلى غيرى، بسرعة...
كانت سمية خجلى كثيرا فالبيجاما من قماش الحرير لونها احمر. وبحمالات، ابدلت سمية ملابسها. ثم جلست تتامل نفسها بمرآة الحمام، خجلت كثيرا ان يراها هكذا، مشطت شعرها ودهنت جسدها باللوشن. ظلت هكذا لمدة دقائق. حتى اتاها صوته الجهورى.
آسر: على فكرة الحمام مش للنوم. اطلعى لادخل انا اطلعك.
ارتبكت سمية والتقطتت لها شالا كان معلقا. ووضعته على اكتافها. ثم خرجت وجدته امامها،
آسر يصفر: ذوقى روعة على فكرة، بس الشال ده مجبتوش.
سمية بارتباك: اصل الجو برد...
آسر: لا والله؟ طيب تعالى ناكل لانى واقع من الجو
سمية: طيب استنى البس الاسدال
آسر: انتى هتجننينى، اسدال ايه. مفيش حد في البيت خالص غير انا وانتى. الحارس اللى برة خالص.
سميو باذعان: حاضر...
ارتدت سمية روب البيجاما وهمت للخروج من الغرفة، اوقفها آسر بيديه،
آسر: ستوووب، رايحة فين؟
سمية: انت مش جعان هننزل ناكل...
آسر: جعان جدا، جدا. جدا.
اقترب منها آسر بخفة وسقط الشال، فكانت في غمضة عين، احمرت وجنتاها كثيرا، قربها منه اكثر. فتسارعت انفاسها، وتوترت كثيرا، واخفضت ناظريها
سمية بصوت خاڤت: نزلنى.
آسر بهمس: هششش...
نزل آسر ثم توجها لغرفة الطعام، على باب الغرفة.
سمية برجاء: نزلنى بأى
آسر: هنزلك بس بشرط.
سمية: ايه هو؟
آسر: بوسة صغنونة.
سمية بخجل شديد: نزلنى بس ونتفاهم بعدين.
آسر: هههههه هنتفاهم في حاجات تانية، مفيش تفاهم ها هتديهالى ولا؟
سمية: ...
آسر قبلا ثم همس لها: على فكرة برغم ان الكسوف الزايد ده هيتعبنى. بس انا بمۏت فيه...
سمية بصوت خاڤت اوشك على البكاء خجلا. : طيب نزلنى بأى.
انزلها آسر. ثم جلسا على طاولة الطعام. كانت معدة ومرتبة بشكل جيد.
سمية باستغراب: مش انت قولت مفيش حد هنا
آسر: ايوة
سمية: طيب مين عمل الفطار ده؟
آسر: مستهونة بيا حضرتك. انا اللى عملته بقالك ساعة في الحمام نزلت وحضرت الفطار.
سمية بابتسامة حانية: اول مرة اشوف راجل بيعرف يعمل نجريسكو وكمان بيحضر الفطار الصبح، : ده كتيرعليا خالص
آسر مازحا: وانا اول مرة اشوف عرسان ميتعشوش، سمية: ازاى يعنى؟
آسر: مبتسمعيش عن العشا والحمام والحاجات دى؟
سمية: ايوة ايوة...
آسر: كان نفسى اعيش اللحظة دى...
سمية: خلاص هحاول اعملك العشا اللى انت عايزه النهاردة...
آسر بشك: هتعرفى؟
سمية: هحاول. هجيب الطريقة من النت واعمله.
آسر: سيبك من العشا خلينا في الفطار، يلا سمى الله وكلى...
كانت سمية تتناول طعامها بخجل فقد كان آسر يراقبها.
سمية: مبتاكلش ليه...
آسر بابتسامة: شبعان الحمد لله
سمية: هو انت مقولتش انك جعان؟
آسر: سيبك منى. و كملى فطارك.
سمية: انا الحمد لله شبعت
آسر: طيب اشربى العصير و خدى الدوا.
سمية: حاضر...
تناولت سمية دوائها. وبدأت بلم الاطباق ساعدها آسر، كانت تقف بالمطبخ، بدات بتنظيفهم ووضعهم بالحوض.
آسر: سمسمة. انتى بتعملى ايه؟
سمية: هغسلهم...
آسر: يا حبيبتى في غسالة اطباق اهه
سمية: ماخدتش بالى، وبعدين دول طبقين مش مستاهلة.
آسر: اسمعى الكلام. يلاا
سمية: حاضر...
جلس آسر على الطاولة يتتصفح الاخبارعلى هاتفه الذكى. وضعتهم سمية ثم توجهت اليه،
سمية: انا مبحبش الرفاهية الزايدة دى على فكرة...
آسر: على فكرة دى احسن من ان الشغالة تخنقنا وتقعد معانا
سمية: هو انت ناوى تجيب شغالة كمان؟
آسر: ايوة بس هتيجى 3 ايام في الاسبوع ومفيش ليها بيات...
سمية: يا آسر انا كويسة والله وصحتى الحمد لله هي مش زى الاول لكن كويسة اقدر اخدم نفسى واعمل شغل بيتى، ملهاش لازمة الشغالة. وبعدين احنا هنروح عندكم. يبأى ملهاش لازمة
آسر: نتكلم في الموضوع ده بعدين. متشغليش بالك
سمية: حاضر...
آسر بتثاؤب: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، انا عايز انام. يلا نطلع
سمية: ماينفعش، بعد ساعتين على الاقل. احنا لسة آكلين.
آسر: ايوة هتعملى دكتورة وهضم بأى وبتاع. لا انسى...
سمية بتنهيدة ساخرة: دكتورة ايه بس، ده حتى الامتياز مكملتوش، الحمد لله...
شعر آسر بانه سبب في الم آخر كان يغفل عنه، هو تعليمها ومستقبلها، :
آسر: سامحينى انا السبب، ان شاء الله هتكملى الامتياز والدكتوراة كمان في الجامعة اللى انتى عايزاها.
سمية بابتسامة: يا حبيبى انت ملكش ذنب خالص دى اقدار الله. الحمد لله ربما منعك ليعطيك...
آسر : ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك.
سمية برقة: ولا منك...
آسر: يلا نطلع بأى...
سمية: احنا قولنا ايه؟
آسر: يا سمية ده عيش وجبنة حرام عليكى...
سمية: ههههه خلاص نستنى نص ساعة ونطلع ننام
آسر يهمس لها بخبث: ما احنا هنستنى ساعة اتنين براحتننا. بس بردو فوق...
خجلت سمية كثيرا اكتفت بصمتها، وتسارع ضړبت قلبها، بينما كان يراقبها بابتسامة فقط،
سمية بصوت خاڤت: هو انت معندكش شغل.
آسر: شغل يوم الصباحية؟ اتق الله، يلا يلا.
وصعدا الى غرفتهما، دخلت سمية ثم تبعها آسر، جلست امام التسريحة وفكت شعرها. ثم اخذت تخلله باصابعها، توجه آسر الى الخزانة واخرج منها علبة من القطيفة السوداء، توجه نحوها، ثم نظر الى انعكاس صورتها بالمرآة مبتسما لتبتسم له هي الاخرى، نهضت سمية
آسر: تصدقى انا مش مصدق انك مراتى اللى هتكمل معايا عمرى كله...
سمية بخجل: ولا انا...
آسر بهمس: غمضى عينيكى...
سمية: حاضر
اغمضت سمية عينيها، اخرج آسر من جيب بنطاله العلبة وفتحها، امسك يدها ثم البسها هديتها، ثم قبل يدها،
آسر: خلاص فتحى...
فتحت سمية عيناها ثم نظرت يدها لتجدها مزينة بسوار من الذهب الرقيق بع فصوص تزينه،
آسر: عجبك؟
سمية: جدا بس بمناسبة ايه؟
آسر: لازم يكون فيه مناسبة يعنى، بمناسبة اننا مع بعض ياستى...
سمية بحب: كفايا انت معايا يا آسر.
آسر: عارفة جبتها منين؟
سمية: منين؟
آسر: من المحل اللى جمب محل الهدوم بالضبط.
سمية برقة: انت كنت مجهز كل حاجة بأى...
آسر : كل حاجة. يلا عشان ننام...
سمية: حاضر...
خلعت سمية الروب و استلقت على السرير. نام آسر بجوارها، فرد ذراعه لها،
آسر: تعالى مكانك يلا.
اجتذبها آسر برفق الى حض ثم ضمھا بحنان.
آسر: شوفتى الجو مش برد ازاى...
سمية: امم
آسر بحنان جارف: طول ما انا عايش حض هيدفيكى على طوول، الاوبشن ده ليكى انتى بس...
سمية بهمس: ربنا يخليك ليا...
آسر: ويخليكى ليا، يلا ننام.
سمية: آسر، ممكن اطلب منك طلب؟
آسر: اولا حاولى متقوليش اسمى كتير يعنى حبيى روحى الكلام ده. ثانيا وده الاهم انتى تطلبى من غير ما تستأذنى، ها ايه هو الطلب ده؟
سمية برقة: ده انا لو بكلم كوفى عنان مكنش رد عليا كده...
آسر: الصبر من عندك يارب. مراتى بتقوللى كوفى عنان. والله انتى مش عايزة غير جولدا مائيراو مارجريت تاتشر.
سمية بدلع طفولى: احنا هنقلبها لمؤتمر امم متحدة ولا ايه، مش عايز تعرف طلبى؟
آسر يملس على شعرها: هههههه ياريت...
سمية: احكيلى حدوتة...
آسر متفاجئ: حدوتة؟ انتى بتهزرى؟
سمية بتلقائية: لا والله مبهزرش نفسى حد يحكيلى حدوتة، والحد ده يكون انت...
آسر باستنكار مصطنع: اتبنيتك وانا معرفش، انا معرفش احكى حواديت...
سمية: خلاص ماشى مش مشكلة، تصبح على خير...
آسر: انتى زعلتى ولا ايه؟
سمية بابتسامة: تؤ، تصبح على خير.
آسر: اسمعى يا ستى كان يا مكان...
سمية مقاطعة اياه وبطفولة شديدة: هتحكيلى حدوتة؟
آسر: ههههه ايوة، اسمعى يا ستى، بس متتكلميش في النص تنسيهالى انا بلصم فيها بالعافية ماشى...
سمية بفرح شديد: ماشى...
آسر &كان يا مكان في قديم العصر والاوان كان في ضفدع وحش اوى كان في بحيرة. الضفدع ده حزين جدا ووشه مكشر على طول. وده كان بيخليه انانى اوى، عدت عليه أميرة جميلة رقيقة اوى. كانوا بيسموها الملاك من كتر ما كانوا بيحبوها، قربت من الضفدع وحاولت انها تطمن عليه، الضفدع اتدايق منها ونط بعيد وقالها انتى مالك بيا ايه اللى انتى عيزاه من واحد وحش وانانى زيى، قربت منه برغم اسلوبه الۏحش معاها. وراحت شيلاه على ايدها وطبطبت عليه وقالتله الجمال مش جمال الشكل. الجمال جمال الروح والاخلاق. اى حد فينا جواه الحلو والۏحش وبارادتنا بنكون كويسين او لا، شالته الاميره بايدها وباسته على خده، فجأة طلع دخان واتحول الضفدع لأمير حب الاميرة واتجوزها وكده خلصت الحدوتة، عجبتك الحدوتة؟، سمية...
وجدها آسر نائمة مستسلمة …
آسر: نمتى يا ملاكى، الضفدع هو انا. انا اللى اتغيرت حياتى بيكى...
ونام آسر هو الآخر، بينما كانت ميرفت في منزلها مع ابنتها،
مى: يعنى يا ماما جيبانى من صباحية ربنا علشان تهزئينى.
ميرفت بعصبية: يعنى حضرتك كنتى عارفة اللى اخوكى البيه عمله...
مى باستنكار شديد: يا ماما هو عمل چريمة؟، دى مراته حب يفرحها. كفاية انها متعملهاش فرح. وشوفى آسر اتجوزها ازاى، حضرتك مكنتيش ترضى انه يوسف يتجوزنى بالطريقة دى...
ميرفت: الجوازة دى مش هتكمل، انا بقولك اهه. اخوكى مش هيرتاح معاها
مى: يا ماما سيبيهم في حالهم وادعيلهم ووهما هيكونوا كويسين ان شاء الله...
ميرفت: انتى مالك اتقلبتى عليا ليه كده من يوم ما اللى اسمها سمية دى دخلت بيننا، هي البنت دى عملالك ايه، انا اللى امك مش هيا
مى بتنهيدة: يا ماما طلعيها من تفكيرك خالص...
ميرفت: انا هروحلهم، قومى يلا.
مى: لااا. ده كتير، حضرتك هتروحى دلوقتى؟ الساعة 9 الصبح. ودول في مقام العرسان يا ماما، عارفة يعنى ايه؟ عرسااااان.
ميرفت: اسكتى خالص، يلا...
مى وهى تنهض: انا آسفة. انا مش جاية، انا سايبة يوسف هيفرقع. بعد اذن حضرتك.
تركت مى والدتها، بينما ميرفت كانت تشب الڼار بداخلها، فهو ابنها الوحيد هي من ربته وساعدته. كانت تقف بوجه ابيه لصالحه، كانت تود ان تزوجه واحدة تحبها، تكون من المستوى الذي تعتقد انه مستواها، لكنه تزوج ابنة عمه، ويحبها. ايضا، رحلت مى ووصلت الى منزلها. دخلت كانت تبدو في ققمة ضيقها وڠضبها، كانت العائلة تجلس على مائدة الافطار، شاهدتها حماتها،
مديحة: مى. تعالى يا حبيبتى افطرى.
مى: شكرا يا طنط. انا طالعة عن اذنكم...
يوسف بضيق: ماما قالتلك تعالى. اظن انك لازم تحترمى كلامها.
أدهم: اتفضلى انتى يا بنتى اطلعى، سفرة دايمة...
مى وقد اوشكت على البكاء. : عن اذنكم
صعدت مى السلم مسرعة و دموعها ترقرقت على وجنتيها. دخلت غرفتها، ثم جلست على سريرها تبكى،
مديحة: هترجع امتى يا حبيبى،؟
أدهم وهو ينهض: معرفش والله يا مديحة، ربنا ييسر الامور، وانت يا افندى اطلع صالح مراتك، عن اذنكم.
مديحة بعتاب: اخص عليك كده تحرجها، تهون عليك يعنى
يوسف بنفاذ صبر: يووه يا ماما، ما هي الهانم ماشية من 7 الصبح، قال ايه ماما عيزانى، وانا اجازتى هتخلص بعد بكرة، وهي مش اخدة بالها اساسا ان ليها زوج.
مديحة: عيب عليك، ده كلهه يعنى عشان انشغلتوا اسبوع في تجهيزات فرح آسر، ما انت بتسيبها بالاسبوعين والتلاتة يا باشمهندس. عمرها ما تدايقت منك، روح صالح مراتك، مى طيبة وبنت حلال. ملهاش في الدنيا دى بعد ربنا وآسر غيرك. روح شوفها يلا.
الفصل السابع والستون...
يوسف يزفر بضيق: حاضر يا ماما...
صعد يوسف الى غرفته، طرق الباب عدة مرات ثم دخل، مسحت مى دموعها بسرعة، جلس بجوارها وامسك بيدها،
يوسف: معلش انا آسف يا مى، كنت متدايق
مى باقتضاب: محصلش حاجة.
يوسف رفع رأسها له: ايه ده. انتى بتعيطى،؟
مى پبكاء: لو سمحت سيبنى لوحدى.
يوسف: معلش يا مي متزعليش اصل ابنك كمان صحى وانا معرفتش اعمل ايه دادا مش هنا وماما كانت نايمة...
مى: يا يوسف. انا تعبت. ضغط من كل ناحية، وكمان شغلى اللى بعمله من هنا، كل حاجة ضاغطة عليا بجد...
يوسف يمسح وجهها: طيب خلاص. متزعليش قومى اغسلى وشك وغيرى وتعالى عايزك في موضوع مهم...
مى: حاضر...
ابدلت ثيابها لملابس نوم رقية جدا وتعطرت ووضعت زينتها. ذهب لغرفة ابنه ليطمئن عليه، اطمئن عليه ثم توجه لغرفته، وجدها ترتدى ملابس رقيقة قد زادتها انوثة وجمالا. زشعرها البنى الكستنائى منهدل على ظهرها. ومكياجها يبرز جمال عيونها العسلي الفاتحة، اقترب منها
يوسف: مقدرش على الدلع ده كله.
مى: انا آسفة يا حبيبىى عارفة انى اهملتك و.
يوسف وضع اصبعه على شفاتها: هششش...
كانت بجوار زوجها، في السيارة،
أميرة: ياااه ياخليل والله كأنه فرح نغم. بجد فرحت اوى ربنا يسعدهم يارب...
خليل: يارب، سمية تستاهل كل خير. تستاهل حد يعوضها ويفهمها...
أميرة: وآسر هو الحد ده من وجهة نظرك؟
خليل: هكدب عليكى لو قولتلك هو لكن، في نفس الوقت اعتقد انه هيسعى لده...
أميرة: خليل، هو سمية. ينفع تجيب ولاد، يعنى ينفع تخلف...
خليل يتنهد بأسى: لا يا أميرة. مينفعش دلوقتى باى حال من الاحوال، لو قبل كده كان ممكن بنسبة، لكن سمية اتعرضت لازمات كتيرة وانتكاسات كمان اضعفت عضلة قلبها جدا، اى مجهود ولو بسيط هيأثر عليها. كويس انها مبتفكرش في موضوع الشغل ده كم
أميرة بحزن: آسر عارف كده؟
خليل: طبعا عارف حالتها كويس. انا شرحت ليه كل حاجة. عشان يخللى باله منها لوحصل اى حاجة، وهو متقبل كده جدا...
أميرة: يا ترى هيفضل كده ولا في يوم هيقول انا عايز اعيش زى اى راجل، واجيب ولاد؟
خليل: معرفش. الزمن هيعرفنا كل حاجة...
انقضت ساعات وهي نائمة، كانت تشعر براحة غريبة . بدفء بحب. بامااان. هي زوجته، نعم زوجته. استيقظت بعد اذان الظهر. وجدت نفسها بعالمه. تختبئ بين حنايا قلبه وتسكن. ظلت تنظلا الى وجهه، تتأمل قسماته، ابتسمت لا شعوريا،هزت كتفيه بهدوء،.
سمية بهمس: آسر. آسر. قوم يا حبيبى...
آسر بصوت نائم: امممم
سمية: الضهر اذن. يلا عشان تصللى بيا...
آسر يتقلب على سريره: طيب بصى يا بابا، روحى اتوضى واول ماتيجى هقوم على طول. يلا...
سمية: بنتك انا،؟ طيب يا آسرانا هدخل اتوضا اجى الاقيك قمت...
نهضت سمية من سريرها. ثم توجهت الى الحمام توضأت وخرجت لتجده نائما، ايقظته مرة أخرى،
سمية: نفسى اعرف ايه النوم ده.
آسر بتثاؤب: ما انا قاعد عمال احكى ع الضفدع والاميرة وحضرتك نمتى على طول.قوليلى هنام بدل ما انا عمال الف واقول، ماشى مردودالك
سمية بدلع عفوى: هههه معلش هعمل ايه من زمان اوى محدش حكالى حدوتة
آسر وقد بدأ يفيق: من امتى يعنى؟
سمية: اممم من وانا في اولى ابتدائى من اول يوم، ا
آسر: يا عينى عليكى، خلاص كل شهر هالفلك حدوتة واحكيهالك هههههه
سمية: ههههه لا خلاص، يلا بأى نصللى.
آسر: طيب لحد ما تلبسى الاسدال هكون اتوضيت...
سمية: ماشى...
صلا فرضهما، ثم جلسا يتلوان القرآن واذكار الصلاة كعادتهما،
آسر: سمية، ايه رأيك نتغدى برة النهاردة؟
سمية: اممم انا مباكلش من برة خالص.
آسر: خالص؟
سمية بابتسامة: خالص. بصراحة بقرف.
آسر: اممم بتقرفى. خلاص نحطلك ديتول بدل الصوص مع الاكل ههههه
سمية: هههه ماشى اتريق، عايز تتغدى ايه؟
آسر: بصراحة نفسى في صنية المكرونة بالبشاميل بتاعة سامية. ومعاها حمامتين تلاتة. وطاجن كوارع يا سلااااااااااااااااااااام، بس ده في الاحلام يا حبيبتى انا عارف انك هتأكلينى السوتيه عارف...
سمية: ههههه. لا يا سيدى خللي السوتيه ليا. وملكش دعوة بس اختار حاجة واحدة لانى مش زى سامية صراحة...
آسر بتعجب: هو انتى اللى هتتطبخى بجد؟
سمية: ايوة، شوفت. عشان تعرف بس...
آسر: خلاص تعالى ننزل وهقولك...
سمية: حاضر، هغير هدومى...
آسر: طيب هسبقك واشوف ايه اللى ناقص وهاتصل بالسوبر ماركت
سمية: تمام.
ارتدت سمية بنطالا جينز يزينه فرع من الشجر من اللون الاحمر. تعلوه بلوزة بيضاء بها نفس الفرع ومرصع بكريستالات رقيقة جدا، ومشطت شعرها وطوقته بطوق من اللؤلؤ المتبادل بين الاحمر والابيض، توجهت لعلبة المكياج. نظرت اليها بحيرة. فهى لم تضع ابدا لنفسها ولا تعلم الكيفية، فاكتفت بوضع ملمع شفاه فقط، تعطرت.
ثم نزلت لزوجها، توجهت الى المطبخ، كان يجلس بغرفة المعيشة يشاهد التلفاز. توجهت له، جذبه رائحة العطر فنظر في اتجاهها فوجدها، سمية، ابتسم لها. حتى اتت بجواره. اسند خده على يده ثم نظر اليها.
سمية: ها هتاكل ايه؟
آسر: انتى
سمية باستغراب: يا سلام. بجد يا آسر هتاكل ايه؟
آسر: هاكل الاكل اللى موجود هناك ع السفرة
سمية: اكل؟
آسر: ههههه ايوة. تعالى
اخها من يدها ثم توجها الى غرفة الطعام، كانت عليها انوا الاكل الذي طلبها آسر. جميعها. نظرت له بدهشة شديدة، جلس آسر على المائدة.
آسر: يلا يا حبيبى...
سمية: انت طلبت الحاجات دى امتى من المطعم؟
آسر: ههههه مطعم. دى حاجات طنط مها اللى عملاها قال ايه عشان عشا الفرح، ا
سمية: افرض كانوا باظو من امبارح؟
آسر: لا متقلقيش انا حططتهم في التلاجة. يلا كللى.
تناولا غذائهما. ثم سمعا طرقا على الباب ذهب آسر ليفتحه، وجد والدتة بصحبتها اخريات استقبله سر وعلى وجهه علامات التعجب والدهشة.
ثريا: هنفضل واقين كده.؟
آسر: هه. لا. انا آسف اتفضلوا.
ميرفت امال فين مرات؟
آسر: ثوانى وهتيجى عناذنكم، دخل الى المطبخ حيث توجد سمية. وعلى وجهه علامات الانزعاج. كانت ترص الاوانى، لاحظت ضيفه،
سمية: خير يا حبيبى مالك؟
آسر: ماما ومعاها ضيوف برة
سمية باستغراب: معقولة. ضيوف مع مامتك دلوقتى؟
آسر: سمية شوفى اى حاجة يشربوها
سمية: حاضر، استنى خدهم معاك
آسر: لا تعالى انتى.
سمية: طب هلبس وآجى
آسر ماله لبسك ده. وبعدين مفيش عبايات فوق.
سمية: مينفعش اطلع قدامهم كده...
آسر بتصميم ونفاذ صبر: خلاص بأى. مش وقته، حضرى واجب الضيافة وتعالى كده متتأخريش لو سمحتى
تعجبت من اسلوبه فقد كان يبدو عليه الضيق الشديد.
احضرت سمية العصير ثم توجهت الى غرفة الصالون، فوجئت بمن داخلها، القت عليهم السلام بابتسامتها المعهودة، ثم وضعت الصينية على الطاولة وسلمت عليهن وجلست بجوار زوجها. الذي قربها اليه عمدا،
ميرفت: مفيش شغالة هنا ولا ايه؟
آسر: لا مفيش.
ميرفت: انا رأيي كده احسن. باين على سمية شاطرة وهي متعودة على كده كمان. صح ولا يه؟
آسر بضيق مكتوم: اتفضلى اشربى العصير يا ماما. اتفضلى يا طنط. اتفضلى يا نادين
ثريا: كان فرحك حلو اوى يا آسر، بس يا خسارة سمية مبنتش وشها...
آسر اراد ان يغيظها: اصل سمية كانت جميلة اوى ومكنتش عايز حد يشوفها
نادين بدهشة مصطنعة: بجد؟ باين الميك اب بيعمل معجزات فعلا...
آسر بنفاذ صبر: لا دى حلاوة الايمان...
ڠضبت سمية كثيرا وانزعجت، وشعرت بالغيرة الشديدة، فقطبت جبينها لا اراديا.
ميرفت: ايه يا سمية، متدايقة ليه كده. احنا جايين نباركلك على فرح امبارح
سمية بابتسامة باهتة: الله يبارك فيكم، منورين.
ميرفت: عقبال ما اباركلك يا حبيبى على ولادك قريب ان شاء الله، ده يوم المنى...
انزعجت، لا تحتمل اكثر من ذلك،
سمية: بعد اذنكم
ميرفت: سايبانا واحنا في بيتك...
سمية: معلش يا طنط ثوانى ووراجعة عن اذنكم.
كان يراقب الموقف فقط، لم يشأ ان يتدخل حتى جاءت سيرة الاطفال لاحظ سمية وضيقها ومغادرتها المكان،
ثريا ك هو انتوا ناويين تاجلوا الموضوع ده؟
آسر: دى حاجة خاصة بينا، مش وقته الكلام عنها...
ميرفت: طيب هنمشى أحنا ياحبيبى وسلملى على سمية. مقولها مينفعش تمشى وتسيبنا كده. احنا اول مرة ندخل بيتها. يلا يا ثريا
ثريا: يلاا. الف مبروك يا حبيبى...
وصلهم آسر الى باب المنزل، ثم سلم عليهن.
نادين: بجد انا فرحانة ما دام انت مبسوط، بس كنت شايفاك مع حد تانى
آسر: بثقة: بس ربنا كااتبلى سمية، عقبالك يا نادين...
ما ان غادرن من هنا حتى خرجت سمية من الحمام. كانت تبكى به بكاء حارا آلم روحها. وقلبها، غسلت وجهها ثم خرجت، توجهت اليه.
سمية: مشيوا ولا ايه؟
آسر بضيق: ايوة...
سمية: انا اسفة بس حاولت متأخرش عليهم...
آسر نظر الى وجهها ليرى علامات البكاء عليه: انتى بتعيطى؟
سمية: لالا، كنت في الحمام.
آسر: طب يلا ندخل نقعد جوه في الليفينج.
جلس آسر بجوار سمية اقترب منها أكثر وجد علامات البكاء تعبث بوجهها.
. آسر يمسح وجهها: متعيطيش، انا آسف كانت تلميحاتهم غريبة ومستفزة حتى الزيارة انا هكلم ماما...
سمية مقاطعة اياه: يا آسر ده بيت مامتك، تيجى وقت ما تحب، انا اللى دايقنى نادين...
آسر: معلش متدايقيش نفسك...
سمية بتلقائية: اصلك مشفتهاش وهي بتبصلك اساسا.
آسر يمسك ذقنها وينظر لعينيها بعمق: بتغيرى عليا.
سمية تحمر وجنتيها: تؤ.
آسر بفرح: لا بتغيرى، هههه
سمية: بتضحك؟
آسر: اصل كان نفسى احس الاحساس ده من زمان، سمية بتغير عليا...
سمية: ياااه يا آسر عمرك ما حسيته...
آسر: ليه غيرتى قبل كده
سمية: كنت بمۏت قبل كده مش بغير، من اول يوم لينا في امريكا، سبتنى ورحت ليها، والايام اللى بعدها وايام تعبك وبعدها رسالتك، كل ده ومحستش بغيرتى عليك...
آسر پصدمة: انتى كنتى عارفة انى متجوز ميرنا من زمان اوى كده...
سمية بشرود: اممم قبل ما نتجوز، تخيل...
آسر: ومارفضتيش تتجوزينى ليه؟
سمية: عشان مظلمكش واحرمك من حقك...
آسر: انتى كده ظلمتى روحك، وتحملتى اكبر من طاقتك
سمية: انت روحى يا آسر، كنت عايزة اسعدك حتى لو ماليش فيك نصيب، حتى لو انت لحد غيرى. كنت هاجى على نفس ى عشانك، انت، انت يا آسر، اديك روحى من غير ما اسأل.
الفصل الثامن والستون...
سمية: انت روحى يا آسر، كنت عايزة اسعدك حتى لو ماليش فيك نصيب، حتى لو انت لحد غيرى. كنت هاجى على نفس ى عشانك، انت، انت يا آسر، اديك روحى من غير ما اسأل.
آسر بحب: ربنا يقدرنى واقدر اعوضك...
سمية تنظر لعينيه برجاء: وجودك جمبى كفاية عليا...
آسر يقرب اليها: انا بقول نطلع فوق احسن...
سمية بارتباك وخجل شديدين: دلوقتى؟
آسر يقرب اكثر: اى نعم، وحشتينى، اوى. اوى...
غادرت ميرفت بصحبة صديقتها وابنتها، كانت على وشك الانفجار من سمية فلقد اعلن آسر حبه وتعلقه بزوجته بوضوح امامهن، بينما كانت خيبة الامل تملاء نادين.
ميرفت: مالك يا حبيبتى؟
نادين: ولا حاجة يا طنط، آسر باين عليه بيحب مراته اوى
ميرفت: مين قالك كده؟ عشان اللى حصل قدامنا يعنى؟
نادين بغيظ: ايوة.
ميرفت: انا هفهمك كل حاجة، سمية يا نادين بنت عمه ومحمود ربنا يرحمه هو اللى كتب الوصية لسمية وبعدين يا حبيبتى آسر كده كده هيتجوز عليها او هيطلقها، عارفة ليه؟
نادين باهتمام: ليه يا طنط؟
ميرفت بثقة: سمية مبتخلفش، بقالها معاه سنة اهه ومخلفتش وكل محد يجيب سيرة الموضوع ده. يتقلب وشها زى ما انتى شوفتى...
ثريا: معقولة؟
ميرفت بهم مصنع: ايوة يا ثريا، شوفتى ابنى وحظه، لما جم من امريكا كانوا هيتطلقوا لكن صعبت عليه وقال خلاص بنت عمى وعمه كمان مشلۏل. فمش ناقص، ابنى عايز واحدة تعووضه عن اللى هو فيه يا نادين
نادين: يا حبيبى يا آسر، بس يا طنط معتقدش ان في بنت هترضى تكون زوجة تانية.
ميرفت: . هو انتى تقدرى تسمى سمية زوجة. انتى مش شايفاها عاملة ازاى، حد يوم صباحيته يكون بالمنظر ده. يا حبيبتى اللى آسر هيتجوزها هي اللى هتحدد مكانها وهتحدد وجود سمية او لا. فهمتينى. ولا ايه يا ثريا متتكلمى.
ثريا: اتكلم اقول ايه يا ميرفت، اللى احنا بنقوله ده كلام في الهوا، كل حاجة في ايد ابنك...
انقضى النهار سريعا واتى الليل حاملا بالكثير من المفاجآت، كانت سمية تتابع التلفاز بينما خرج آسر لاداء فرض العشاء ولم يعد بعد، تأخر قليلا، قلقت. اخذت تتصل به كان مغلقا، اتصلت به كثيرا، وتأخر اكثر، وزاد قلقها، توجهت لموظف الامن، سالته ولكنه لم يطمئنها، دخلت سمية جابت الحديقة ذهابا وايابا وأفكارها تلعب بها، جاء آسر أخيرا ما ان سمعت صوت البوابة حتى اسرعت الى هناك،.
سمية بلهفة وخوف تصاحبها دموعها: آسر. انت جيت؟
آسر بقلق اقترب منها: ايوة. خير ايه اللى مطلعك دلوقتى، ووشك عامل كده ليه؟
سمية پخوف وقلق: قلقت عليك، كنت فين، وموبايلك مقفول ليه؟
آسر يمسك يديها ووجهها: يا حبيبتى روحت اشترى حاجات وجيت، انتى متلجة كده ليه، لا حول ولا قوة الا بالله. يا بنتى القلق ده غلط، يلا ندخل جوه...
تمسكت سمية بيده فقد كانت قدماها تتمسكان بالهواء، دخلا البيت. توجها الى غرفة المعيشة كان يبدو على وجهها القل الخۏف. البكاء.. مسح على شعرها بحنان. كانت انفاسها متوترة. مازالت مضطربة خائڤة هائجة،
آسر بهمس: انتى ايه اللى قلقك كده.؟
سمية: اتاخرت فضلت اتصل بيك على الموبايل لقيته مقفول، كذا مرة قلقت، كنت شوية وهخرج ادور في الشارع، ليه قفلت تليفونك، ليه تاخرت كده؟
آسر: كنا في المسجد، ونسيت افتحه تانى، عديت ع السوبر ماركت اشتريت شوية حاجات وجيت، مجاش في بالى انك ممكن تقلقلى اوى كده
سمية: الشيطان فضل يلعب بعقلى ويخيلى حاجات كتيرة اوى، عشان خاطرى لو هتتاخر او تروح اى مكان اتصل.
آسر مشاكسا: بدأنا الغيرة والخنقة بأى، رايح فين وجاى منين
سمية بعفوية: لا والله ابدا، بس طمنى ان شا الله بمسج، بس قلبى يكون مطمن عليك يا آسر، انا كنت ھموت من القلق...
آسر : بعد الشړ. وبعدين القلق الزايد ده غلط عليكى، المهم افتحى الكيس اللى ع الطربيزة ده وشوفى جبتلك ايه
لاتقطت سمية كيسا صغيرا وجدت به اكثر الاشياء حبا لها.
سمية بفرحة: شوكولاتة!
آسر: ههههه عيلة والله عيلة محدش صدقنى
سمية بنصف عين: بأى كده،؟
آسر بثقة: كده ونص كمان. هتعملى ايه؟
سمية: انت ايه اللى عرفك انى بحب الشوكولاتة؟
آسر بحب: قلبى...
سمية بصوت خاڤت: تسلملى...
آسر يلتقط الكيس بسرعة: مش هتاخديه غير بشرط.
سمية: شرط؟ شرط ايه ده، هي حتى الشوكولاتة معاك بشرط؟
آسر بضحكة قوية: كل حاجة يا حبيبتى، وانتى عارفة شرطى...
سمية بعناد: مش هعمله هه...
اآسر :لا هتعمليه ودلوقتى حالا...
افلتت سمية من يديه بخفة وركضت متوجهة لاعلى، ببينما آسر توقفه نبأ على التلفاز، ( هروب بن على خارج تونس )،
آسر بصوت عالى: سمية، سمية، الحقى...
سمية: هتدينى الشوكولاتة؟
آسربجدية: يا بنتى تعالى بس في حاجة مهمة، شوفى الخبر ده...
هبطت سمية اليه،
آسر: شوفتى الخبر ده؟
سمية بدهشة: معقولة، هرب بسهولة كده؟!
آسر: اقعدى اقعدى نشوف الاخبار...
جلسا الاثنان يتابعان الاخبار،
آسر: عارفة ان فيه مظاهرات يوم 25هنا،؟
سمية بتعجب: هنا في مصر؟
آسر: ايوة وجميع طوائف الشعب وفئاته كمان، انا متفائل خير ان شاء الله، على الله مجلس الشعب الباطل ده يتحل.
سمية: يا آسر احنا لما كنا بنعمل واقفة كنا بنتفصل، انت بتقول فئات الشعب. ربنا يستر...
آسر: انتى كنتى بتعملى وقفات وحاجات من دى؟
سمية: ايوة...
آسر: بتهزرى؟ وكان ليكى نشاط في الجامعة باى واتحاد وكده؟
سمية: انت فاكرنى جماد متحرك يعنى، لا كنت بشارك معاهم لو حاجة مقتنعة بيها بس مكنتش عضو اتحاد.
آسر: ومتفصلتيش ليه؟
سمية: عمو خليل
آسر: يا سلام؟
سمية: . عارف مع انه كان دايما على خلاف مع رئيس الجامعة والعميد. لكن من كتر حب الطلبة واعضاء هيئة التدريس له محدش كان يجرؤ انه يقوله كلمة...
آسر: دكتور خليل فعلا شخصية محترمة.
سمية بحب: عمو خليل ده مقدرش اعيش من غيره. كان جمبى من غرى في كل حاجة عارف كده الاب الروحى. هو ده. ربنا يخليله نغم ويقر عينه بصلاحها يارب
آسر: كان نفسى اكون عمو خليل، عمرو، مالك. ان شا الله الواد محمود او خالد...
سمية: ليه؟
آسر يقرب منها: بذمتك. متعرفيش ليه؟
سمية بدلع: تؤ...
آسر يقرب أكثر: انا هقولك ليه...
كانت مها تجلس بجوار زوجها في الحديقة،
أحمد: اتصلتى بسمية النهاردة؟
مها: لا، سيباهم على راحتهم، بكرة اتصل ان شاء الله.
أحمد: البيت فضى علينا يا مها.
مها: هي دى سنة الحياة يا حببيبى، ربنا يسعدهم...
أحمد: امل رهف ومالك فين؟
مها: مالك جه من الكلية واتغدا وطلع على اوضته على طول. ورهف في اوضتها يبتذاكر يا بتقرا قصص.
أحمد: خللى بالك منهم يا مها، جيل الايام دى ربنا يهديه
مها: حاضر يا حبيبى.
آسر: انا لو بعرف الشوكولاتة بتخليكى راضية عليا كده كنت جبتلك المصنع كله
سمية برقة: يا سلام...
آسر: انتى عارفة اناهنزل الشغل بكرة...
سمية: بسرعة كده...
آسر: للاسف، فهتقعدى لوحدك. لو حابة اوديكى لطنط مها
سمية: لا ملوش لازمة هستناك، هنا.
آسر: هتمللى، انا هتأخر.
سمية: لو مليت الكتاب موجود...
آسر: اممممم، يعنى الكتاب يغنيكى عن وجودى
سمية: المسكن عمره مايعالج بس بيسكن، وبنشيلهم من الجسم يتعب اكتر...
آسر: هههههه آدى أخرة اللى يتجوز دكتورة...
سمية برقة: مش عجباك يعنى.
آسر: فوق راسى، هو انا كنت اطول.
سمية: من ناحية تطول,,,كنت تطول اكتر كمان بكتيييييييييييير...
آسر: بس قلبى مطالش غير واحدة هي سمية، سمسمة بس.
سمية بعشق: واللى أسر قلبى انت، انت وبس. انا بحبك اوى يا آسر. ربنا ميحرمنى منك ولا من حض الدافى ده...
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوء بكل العيون
يهون مع البعد چرح الأماني
ولكن حبك لا. لا يهون.
انقضى نهارهم سريعا، توالت المباركات والتهنئة على مكتب آسر، بينما كانت تحاول ان تحضر له امسية رومانسية في المنزل استعانت بالنت والمواقع النسائية، حتى رتبت شيئا مميزا، رجع منزله ليلا وجد الانوار مطفئة، نادى عليها لم يجدها، توجه للداخل وجد انوارا خافته تاتى من غرفة الطعام توجه الى هناك، وجد الغرفة مفروشة بالورود ويوجد على الطاولة عشاء مرتب ليكون في قمة الرومانسية. والشموع الفواحة الحمراء تزين الطاولة، ظل ناظرا للمنظر العام لبرهة من الزمن ثم استيقظ من غفوته على صوتها.
سمية: حمد لله على السلامة...
الټفت اليها لم يستطع لسانه الرد، وجدها ترتدى هذا
وشعرها مرفوع لاعلى قليلا بمشبك من الجانب كانت تبدو بقمة انوثتها ورقتها ايضا، اغمض عينيه ثم فتحها مرة اخرى، كانت تقف امامه تشبك اطراف يديها امامها تنظر الى اسفل بخجل، كان بيده باقة من ورود التيوليب الممتزجة بالجورى الرقيق، تركها على الطاولة ثم ذهب اليها بخطأ ثابتة هادئة، رفع وجهها باطراف اصابعه، ثم نظر لعينيها بعمق،.
آسر: انتى سمية مراتى صح؟
سمية بخجل: اممم
آسر: وده بيتنا صح؟
سمية بصوت خاڤت: ايوة.
آسر بخبث: عايز اتاكد، اصل انا مراتى لسة طفلة.
سمية بنصف عين: طفلة؟
آسر : واجمل طفلة كمان، بس ايه الانقلاب اللى حصل ده؟
سمية: وحش يعنى؟
آسر: مفاجأة، اسيبك كام ساعة تكونى كده
سمية: انا عارفة انا مقصرة معاك، حبيت اعوضك، ايه رأيك.؟
آسر بجرأة: رأيي في ايه؟ في البيت ولا فيكى،؟
سمية بابتسامة خجلى: في البيت...
آسر مد يده ليمسك يدها: هقولهولك فوق بس بعد لما ناكل...
انتبهت لباقة الورد.
سمية: الله جميلة اوى...
آسر: متجيش جمب حبيبتى حاجة...
سمية بخجل: بجد يا آسر يعنى انا طالعة حلوة كده
آسر: ههههه مشوفتيش نفسك في المراية...
سمية بتلقائية: بطل بأى. انا اساسا اول مرة اعمل البتاع ده، وانت اول حد يشوفنى كده...
آسر ينظر لها بحب شديد: انتى اتجننى. مش حلوة بس، بحمد ربنا انك مراتى انا، على اسمى انا...
سمية تمسك يده وتقلها: وانا بحمد ربنا انك زوجى يا آسر، بشكر ربنا في كل نفس انك جمبى، كفاية عليا ان انا متأكدة انى هنا، واشارت على قلبه، ده يكفينى...
آسر بخبث: هو الكلام الحلو ده مبيطلعش غير ع الاكل بس، وفوق. مسكن هههه
سمية تحمر خجلا: دوق الاكل بأى يارب يعجبك...
آسر بابتسامة خبيثة: بسم الله. ايه ده. سى فود، يا سلاااام يود وفسفور، مقدرش على ده كله، بس عرفتى تعمليه ازاى؟
سمية بتلقائية: ما انا اتصلت بمى وقالتلى اعمل الاكل ده وجبت الطريقة من فتكات...
آسر بنظرة ذات معنى: والله البت مى بتفهم، زى يوسف.
سمية بزعل مصطنع: وانا مبفهمش يعنى...
آسر: انتى حبيبتى...
انقض ايامهم سريعا كانت كل يوم تتفنن في اعداد عشاء مميز لزوجها وامسية تليق به، تشعر بالتقصير في حقه، تريد ان تعوضه ما تحرمه اياه، ظلا في سعادة هكذا، جاء يوم الانتقال الى منزل آسر الاساسى، ليسكنا برفقة ميرفت،.
الفصل التاسع والستون...
انقض ايامهم سريعا كانت كل يوم تتفنن في اعداد عشاء مميز لزوجها وامسية تليق به، تشعر بالتقصير في حقه، تريد ان تعوضه ما تحرمه اياه، ظلا في سعادة هكذا، جاء يوم الانتقال الى منزل آسر الاساسى، ليسكنا برفقة ميرفت، كانت على باب الغرفة تنظر اليها بحب وحنين،
آسر: متزعليش كده كل فترة هنيجى نريح اعصابنا ههههه.
سمية بحب: عارف، انا بحب البيت ده اوى، احسن عندى من بيتنا اللى في البلد او بيت بابا اللى هنا او بيتكم. بحس ان ده حياتى، بحبه اوى.
آسر: وانا كمان، بتحسى فيه انه مملكتنا لوحدنا. اجمل ايام قضيناها هنا.
سمية تكتف يدها وتنظر له: ليه؟ هو انت ناوى على نية تانية لما نروح عندكم...
آسر: هههههه لا تانية ولا تالتة، هي نية واحدة ربنا يعينى عليها. يلا نمشى؟
سمية بقلق: امم يلا، بالمناسبة طنط ميرفت عارفة...
آسر يمسك كفيها وينظر لعينيها بعمق: ايوة قولتلها الصبح متقلقيش، انا هفضل على طول جمبك، ماشى
سمية بابتسامة: متأكدة.
بينما كانت ميرفت تنتظر ولدها وزوجته، وصلا الى منزلهم، استقبلتهما ميرفت، او بالاصح استقبلت ابنها، نزل اولا ثم نزلت بعده، ظلت واقفة بجوار السيارة ا تزال لديها رهبة من حماتها. تخشى اى احتكاك بينهما، خاصة ان الوضع سيستمر الى انتهاء حياتها، كانت لبينما و توجه لوادته وسلم عليها ثم قبل يدها.
ميرفت: وحشتنى اوى يا ابنى البيت مكنش له طعم من غيرك...
آسر: ادينا رجعنا اه يا ست الكل، ربنا ميحرمناش منك.
نظر آسر الى سمية بنظرة تعنى، تعالى، واقفة عندك ليه، أقبلت سمية نحوها. ثم سلمت عليها. انحنت لتقبل يدها مثل زوجها، ولكنها. سحبت يدها فورا،
ميرفت: حمد لله على السلامة، الغدا جاهز جوه.
ودخلت مىرفت المنزل دون ان تنتظر ردامن ايهما تاركة سمية تشعر بالخجل الشديد. والضيق ايضا شعرت بالاھانة الشديدة، بينما آسر، توجه نحوها
آسر باسف: معلش، متدايقيش نفسك.
سمية بابتسامة باهتة: لا، ولا يهمك، محصلش حاجة.
آسر بابتسامة: طيب يلا ندخل ناكل...
دخلا الاثنان المنزل. توقفت سمية عند السلم،
سمية: هتزعل لو طلعت...
آسر: مش هتتغدى؟
سمية بابتسامة باهتة: انا مبتغداش دلوقتى. وبعدين لسة فاطرة، عايزة اطلع اشوف الاوضة وارتب حاجاتنا.
آسر: خللى سوزان تعملها. وبعدين يلا عشان تاخدى دواكى...
سمية باذعان: حاضر...
جلست بجواره على مائدة الطعام وعلى رأس المائدة كانت ميرفت، تحدث مع والدته وكان يحاول ان يشرك سمية في الحوارولكنها كانت ترد ايوة، صح، عندك حق، طبعا. فقط، لم تأكل كانت فقط تقلب طعامها في صحنها.
ميرفت: الاكل مش عاجبك ولا ايه؟
سمية: ابدا، تسلم ايد حضرتك، انا الحمد لله شبعت، سفرة دايمة، عنن اذنكم
همت سمية بالنهوض، ولكنها اوقفتها بكلمة.
ميرفت وهى تأكل: لما بنقعد على السفرة ميصحش حد يقوم. لما نخلص احنا الكل تقدر تستأذنى.
آسر بحزم: انا شبعت الحمد لله، يلا يا سمية...
صعدت سمية لغرفتها مباشرة دون ان تنتظره، دخلت الى الحمام. فتحت الماء، نظرت لتفسها بالمرآة. هل ستحتمل الاهانات تلك، هل ستحتمل؟ ترقرق دمع سمية، ولكنه افاقت على صوت طرقات آسر ليطمئن عليها، أخبررته انها ستأخذ حماما دافئا فقط وانها بخير، خرجت سمية لم تجده في الغرفة، بينما هو توجه الى والدته بغرفتها، طرق الباب بعصبية. اذنت له بالدخول،
ميرفت: خير.؟
آسر يضغط على يده: يا ماما لو سمحتى احترمى سمي اكتر من كده. دى مراتى، ارجوكى احترميها.
ميرفت: لما هي تحترم عادتناالاول...
آسر اڼفجر غاضبا: يعنى لما وطت تبوس على ايد حضرتك وحضرتك سحبتى ايدك واحرجتيها ده من عادتنا ولما تقوم من ع السفرة قبلنا ده اللى مخالف لنواميس الككون اللى احنا عايشين فيه، حضرتك مبتحبيهاش براحتك، لكن احترامها فرض على كل واحد هنا في البيت...
ميرفت بعصبية: والله عال يا دكتور يا جامعى يا محترم، بتعلى صوتك عليا عشان مراتك، وبتفرضها عليا كمان
آسر يزفر بضيق: استغفر الله العظيم يارب، يا ماما دى مراتى، والله لو سمية قصرت مع حضرتك في حاجة كان بأى ليا تصرف تانى معاها، لكن هي العكس، انا آسف انى عليت صوتى على حضرتك، بس بجد يا مامام انا م هسمح لحد يهينهها في بيتى، طول ما انا عايش...
ميرفت: والله؟ وده اتعلمته فين؟
آسر بغصة: تعلمته من بابا الله يرحمه، فاكرة يا ماما كان بيكرمك ويحسن معاملتك ازاى، مع انه جه على اهله. ومكنش بيزورهم بسبب حضرتك، لكن انا بقولك مش عايزها تتهان، وانا هفضل معاكى على طول مش هسيبك عشانن خاطرها. ولازم تحترميها يا امى. عن اذنك...
الجمت كلماته ميرفت، التي تذكرت زوجها، تذكرت حبه الشديد لها وتعلقه بها. تذكرت عندما تزوجا. كان كلاهما صغيرا في السن ولكنه لم يقوى على بعدها جلست ميرفت على كرسيها وبدات في استرجاع ذكرياتها مع زوجها وبيدها البوم الصور لتقلب به، بينما سمية. وضعها مختلف. تناولت دوائها وابدلت ثيابها ثم صلت العصر. وجلست تتلوا اذكار المساء. ثم توجهت لسريرها علها بداية يومها، ذهب للمسجد ليصلى. ثم رجع. توجه لغرفته. وجدها متدثرة بغطائها في وضعية الجنين كعاتها. يطى ملامح وجهها شعرها، جلس بجوارها، ازاحا خصلات خبأت وجها طفولىبرئ. بان عليه علامات الحزن مرة اخرى، فقد كان وجه سمية معبرا عما بداخلها مهما اخفت، قبل جبهتها، ثم ابدل ملابسه. وفرد جسده بجوارها، فرد ذراعه، ثم حاول ان يقربها اليه، لم يبذل جهدا فما ان شعرت بها حتى استسلمت ، تمسكت به ثم نامت، استيقظا عند اذان المغرب صلا فرضهما،.
آسر: قومى غيرى يلا عشان ننزل
سمية: لا خلينى هنا. مش عايزة انزل...
آسر يملس بانامله على وجنتها: متقلقيش هنقعد في الليفينج
سمية: ان عايزة اقعد احفظ الورد بتاعى النهاردة
آسر: طب انا محفظتوش، هنحفظه لما نطلع
سمية بجدية مصطنعة: على فكرة بقالك ييجى يومين مسمعتش خللى بالك...
آسر: مفكرتينيش ليه.؟
سمية بعفوية: هو انا بلحق اشوفك عشان افكرك يعنى، تروح الركة الصبح وتيجى بالليل. حتى الغدا باكله لوحدى...
آسر: عارف انى مقصر معاكى بس ادعيلى بس ربنا يعينى، والله الحمل تقيل...
سمية: يا حبيبى عارفة، بهزر معاك بلاش يعنى.؟
آسر: يا حبيبتى خدى راحتك...
سمية: بالمناسبة يا آسر بكرة 25 يعنى اجازة، هتعمل ايه؟
آسر: فيه مظاهرات بكرة هنزلها ان شاء الله، اعتقد ان انا قولتلك
سمية بتعجب: مكنتش فاكرة انك آخدها جد.
آسر: بصى يا سمسمة. هي يا صابت يا خابت وفي الاغلب هتخيب ههههه. الناس تعبانة اوى يا سمية، على الله يكون حد عنده ډم ويستجيب لمطالب الناس.
سمية: يعنى رغيف عيش كويس ومرتب يضمن حياة كويسة. دى مطالب تعجيزية، حسبى الله ونعم الوكيل، بجد حكامنا دول هيكون عقابهم عسير عند ربنا بحق الناس اللى ظلومة ومتبهدلة دى
آسر: فعلا والله. كلكم راع، ومسئول عن رعيته.
سمية: اطلب منك طلب؟
آسر: اؤمر يا جميل.
سمية بابتسامة: مايؤمرش عليك ظالم، عايزة آجى معاك بكرة ان شاء الله
آسر بعدم فهم: فين؟
سمية: االمظاهرات...
آسر: بتستهبلى، قومى قومى، ننزل
سمية بعند: انا بتكلم بجد...
آسر: انتى بتستهبلى والله، تيجى مظاهرات بأى وبنات وولاد في بعض، وكمان منعرفش ايه اللى هيحصل، اسكتى يا سمية احسن
سمية: طيب ليه انت هتروح وانا لا؟ ما هو هيكون بردو في هناك بنات وولاد ف بعض.
آسر: يا بابا. انا راجل، الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض
سمية بزعل: يعنى انت مش هتخلينى انزل المظاهرات معاك
آسر: يا بنتى خاېف عليكى والله
سمية: يا آسر عشان خاطرى، هكون معاك ومش هسيب ايدك ابدا
آسر بقلق: يا سمية، افرض جرينا روحنا جينا يا حبيتى هتتعبى...
سمية مازحة: عشان خاطرى و لو كان فيه جرى شيلنى هو انا تقيلة يعنى، ولا حملى هيتقل عليك من دلوقتى.
آسر: ايه الهبل اللى انتى تقوليه ده. زانا خاېف عليكى بس والله
سمية بثقة: متقلقش، يا آسر والله احسن ما اقعد هنا لوحدى وانت مش معايا. حتى يوم الاجازة...
لوحدى وانت مش معايا. حتى يوم الاجازة...
آسر: خلاص ماشى ان شاء الله، ربنا يسهل بكرة
سمية بتلقائية: ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبى يارب
آسر: الله اكبر، اعملك مظاهرة كل يوم يعنى
سمية برقة: ههههه...
آسر: ربنا يخليلى الضحكة وصاحبتها...
انقضى يومهم واتى صباح يوم جديد، صباح 25 يناير لعام 2011، كان اليوم هادئا جدا، نزلا سويا المظاهرات، لم يكن آسر يتوقع ان الاستجابة الشعبية لها كبيرة كذلك، انضم لها كثير من الناس وتحولت الى مظاهرة كبرى، توالت الايام والمظاهرا تكبر وتنتشر في ارجاء الجمهوري حتى جاء يوم الجمعة، 28يناير، نزل آسر ليصلى الجمعة في التحرير. ز. لم يأخذ سمية معه رغم الحاحها الشديد، جلست تتابع الاخبار بغرفتها، رأت الغاز والضړب قلقت كثيرا اتصلت به،.
آسر پغضب: تيجى فين،؟ لا طبعا متستهبليش الوضع هنا ولا واحد على عشرة من التلفزيون خليكى عندك
سمية: يا آسر مينفعش، انتو عندكم المستشفى الميدانى هيحتاج دكاترة. ده واجبى يا آسر، حرام اقعد في البيت كده
آسر: لا يا هانم ده مش واجبك. انتى معاكى عذرك...
سمية: خلينى اعمل حاجة في الدنيا دى مفيدة، عشان خاطرى. ومتقلقش هخللى السواق يجيبنى. ووالله مهخرج من اللمسجد، متقلقش.
وافق آسر بعد الحاح شديد من سمية، وصلت سمية الميدان قابلت آسر ودخلت المشفى الميدانى مباشرة، كان خليل هناك، توالى عليهم المصاپون والشهداء، كانت حالات الاصاپة بطلقات الخرطوش كثيرة جدا ومنها ما تسبب في فقد البصر واحيانا فقد الحياة، وحالات اختناق، وتالت الايام ولم يغادر آسر وزوجه الميدان بل انضم اليهما يوسف ومالك، كانت طوال وقتها في
المستشفى الميدانى بجوار خليل، اما آسر فقد كان يطمئن عليها بين الحين والآخر ياتى لها باحتياجاتها ودوائها، وخليل لم تمنعه الظرروف من مراقبة سمية، انقضت ايام الثورة الثمانية عشر، واتى يوم الجمعة 11/2، قرب المغرب، كانت تجلس في المسجد متعبة ومرهقة للغاية. ذهب اليها،.
آسر: سمية يلا عشان تاكلى، المغرب هيأدن.
سمية بتعب: حاضر...
آسر: عمو خليل فينن
سمية: معرفش. : ان هنا من خمس دقايق...
آسر بقلق: انتى تعبانة ولا ايه؟
سمية بابتسامة جاهدت ان تبدو طبيعية: لااا، ابدا شوية ارهاق.
آسر: اخدتى دواكى؟
سمية بابتسامة: يا حبيبى متقلقش كويسة والله. ها مش هناكل؟
آسر: يلا...
انهيا طعامهما ثم جلس آسر على السور بجواره سمية التي شعرت بالبرد، فارتكنت على كتفه وكتفت ذراعيها، حوطها آسر بذراعه.
آسر: بردانة؟
سمية: شوية.
خلع آسر سترته الجلدية والبسها اياها
سمية: انت كده هتبرد...
آسر: لاا، انا متعود الجو في امريكا كان أمر.
سمية بهم: تفتكر هيمشى يا آسر.؟
آسر بثقة: متأكد، هيمشى ان شاء الله
سمية: يا بختك، بتجيب التفاؤل ده منين؟
آسر: يا بنتى خليكى متفائلة واحسنى الظن بالله، ديته يومين كمان وهيغور متقلققيش.
سمية: والبلد اللى اټدمرت دى؟
آسر: كل حاجة وليها تمن. بس الناس دى ربنا لا يكن يخذلها ابدا...
سمية: يارب. يارب...
آسر: مش كنتى قعدتى في البيت احسن بدل القلق ده
سمية: لا. انا قضيت هنا اجمل ايام حياتى، عارف يا آسر انا حاسة بايه دلوقتى. حاسة انى مش عايزة حاجة من الدنيا تانى. كل حاجة حلمت بيها اتحققت واحسن كمان، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه
آسر: بس انا طمعان في كرم ربنا ولسة في حاجات اجمل مستنيانا انا وانتى، ان شاء الله.
سمية: ان شاء الله يا حبيبى
آسر: قومى يلاا المغرب ادن.
صلا فرضهما وسط لالملايين. كان دعاء واحد فقط يوحدهم، يا الله خلصنا من هذا الكرب، يارب احمى بلدنا شړ الفتن. يارب احقن دمائنا، يارب وحد صفوفنا، ما ان سلم المصلون من صلاتهم. حتى تعالى هتاف واااااااااحد فقط، الله وحده اسقط النظام، ورفرف حمام الحرية والسلام على ارض مصر من جديد. واتت اطياف الامل تزيم سماء مصر. احتضن آسر سمية وصوت ضحكته يتعالى. ويتعالى.
آسر بفرحة عارمة: شوفتى اخر التفاؤل يا متشائمة هانم
سمية: هههههن شايفة بس نزلنى احنا وسط الناس...
آسر : كله هايص اساسا، ياااااااااااااه الحمد لله
سمية تتنهد بارتياح: الحمد لله، ربنا يتمم فرحتنا بخير يارب
آسر بصدق شديد: يارب يا حبيبى يارب...
سمية بابتسامة باهتة: يلا نروح بأى.
آسر [باستنكار: دلوقتى؟! دى الناس كلها هتنزل دلوقتى، خلينا نحضر الاحتفالات، ليس من الحكمة الوقار في البستان ههههه.
سمية: لازم اروح. خللى السواق يجي ياخدنى طيب
آسر: يا بنتى ساعتين وهنروح، متضيعيش الفرصة من ايدك، مش كل يوم في ثورة.
سمية تمسك يده وتشد عليها: انا تعبانة، ولازم اروح، امخدتش الدوا.
آسر بدهشة: ليه؟، انا جايبهولك.
سمية بصوت مضعيف: كان فيه مصاپ تعبان ومحتاجه اديتهوله، كنت كويسة، خفت اقولك، تروح تجيبه، وكان فيه قناصة ع العمارات، اللى حوالينا...
آسر بقلق: طيب، يلا، اتصل بدكتور خليل؟
سمية بتعب: ملوش لازمة، انا هاخد الدوا وهكون كويسة، متقلقش، يلا لان الدنيا زحمة اوى.
آسر: حاضر حاضر.
كانت سمية منقطعة عن دوائها منذ ايام ولا تاكل جيدا وهي بين المصابين والشهداء، ومجهود وقلة نوم وشد عصبى، كل ذلك أثر عليها، استقلا سيارة أجرة، جلسا في المقعد الخلفففى، اتكأت على كتفه ثم نامت ثم اتصل بدكتور خليل،
خليل: الف مبروك يا عم، انا عمال ادور عليكم وشبكتك واقعة.
آسر: احنا مروحيين في الطريق.
خليل: ليه؟ مش هتحضروا الاحتفالات،؟
آسر بحزن: لا يا دكتور. سمية تعبانة ز
خليل بقلق: مالها؟
آسر: معرفش، تقريبا دواها ماخدتوش. وطبعا حضرتك عارف الظروف اللى كانت فيها.
خليل بعصبية: انتوا فين؟
آسر: احنا قربنا نوصل البيت.
خليل: طيب انا هحصلكم على هناك، بس بسرعة يا آسر. ولو هي فايقة اديها حباية من دواها. وخليها تنام في وضعية الجلس ومتتكلمش خالص، ولا تبذل مجهود ودفيها كويس الجو برد، وانا مش هتاخر ان شاء اله
آسر: تمام، انا متشكر جدا لحضرتك
خليل: دى بنتى متشكر على ايه بس، يلا مع السلامة...
وصلا الى المنزل، دفع اجرة السائق ثم حمل سمية وصعد بها الى اعلى بخطواته السريعة. طانت ميرفت بحجرة المعيشة تتابع الاخبار هي الاخرى لم تنتبه لهما. جاءت لها سوزان مهرولة يدبو على وجهها الارتباك الشديد.
ميرفت باستغراب: مالك يا سوزان في ايه؟
سوزان بارتباك: اصل آسر بيه جه، و...
ميرفت بعصية بسيطة: و ايه؟ اتكلمى ,,,
سوزان: وكان شايل الدكتورة، وجرى بها على الاوضة، تقريبا حصلها حاجة.
نهضت ميرفت بسرعة ثم توجهت الى غرفة آسر، كان آسر يجلس على السرير بجوار سمية ممسكا بيدها،
ميرفت: حمد لله على سلامتكم
آسر: الله يسلمك يا امى.
ميرفت بترقب: خير؟ سمية مالها؟
آسر: تعبت شوية، شوية وهتكون كويسة ان شاء الله
ميرفت تنظر لسمية بتمعن: الف سلامة.
لم ترد عليها سمي لكنها اكتفت بايمائه بسيطة وابتسامة. اتت سوزان لتخبرهم.
سوزان: دكتور خليل برة وبيستأذن يدخل.
آسر بسرعة: اتفضل يا دكتور...
دخل خليل كان على محياه القلق والضيق، توجه مباشرة الى سمية
خليل: ممكن تتفضلوا كلكم برة.
/يرفت: تشرب ايه يا دكتور
خليل: فنجان قهوة.
ميرفت: حاضر. ثوانى وسوزان تجيبه، عن اذنكم.
خرجت ميرفت وهي في حيرة من امرها، كان يبدو على ابنها الاسى والحزن الشديدن وخليل كانت العصبية والضيق. ونظراته الى سمية ل تكن طبيعية. سمية، سمية كان يبدوو عليها الاعياء والتعب. فهى لم ترد عليها وهذا ليس من عادتها، ترى ماذا يحدث، تعالى صوت خليل من الداخل،.
خليل: انتى بتستهبلى ولا بتستعبطى، فهمينى لانى مش فاهم ازاى يا دكتورة مريض قلب حالتة مش مستقرة يكون في ثورة ومستشفى ميدانى وقلق وتعب اعصاب وكمان مياخدش دواه بالايام، قال ايه مصاپ صعب عليا ادديتهوله، ده اسمه تهريج...
لم ترد عليه سمية ولكنها اكتفتت بدموع مسحتها بسرعة لاحظ آسر،
آسر بنظرة ذات معنى: معلش يا دكتور خليل، طمنى بس على سمية...
خليل وقد فهم ما يرمى اليه: اطمن. هديها حقنة دلوقتى وهتكون كويسة.
سمية بصوت ضعيف: الحقنة دى بتوجع. مش هاخدها.
خليل: والله العظيم اكسر دماغك لو مبطلتيش عندك ده، هتاخديها هتاخديها، على الاقل عشان تعرفى تنامى...
سمية بصوت اقرب للبكاء: انا اخدت الحقنة دى قبل كده وبتوجع اوى...
خليل وهو يجهز الابرة: عشان كل ما تهملى في صحتك تفتكرى الالم ده، وتفتكرى التعب اللى انتى مسبباه للراجل اللى واقف ده كمان...
اعطاهاالابرة وظل بجوارها حتى اطمئن عليها ونامت، استأذن خليل، خرج معه آسر ليوصله، تحدثا وهما ينزلان الدرج.
خليل: زى ما بقولك، وخللى بالك منها
آسر: طيب الوضع ده هيستمر كتير؟
خليل: هههههه معلش استحمل. زكلها اسبوع بالكتير والوضع يتلغى، بس عشان صحتها
آسر بحرج: احم. مقصدش لكن بطمن عليها والله.
خليل: صادق صادق، المهم لو حصل اى حاجة كلمنى على ططول
آسر بامتنان شديد: متشكر جدا يا دكتور خليل...
خليل: مراتك بنتى. افهم، يلا في رعاية الله
غادر خليل المنزل ثم دخل آسرر وهم ليصعد الدرج، اوقفه صوت ميرفت،
ميرفت: سمية عندها القلب؟!
آسر باسنكار: ايه الكلام ده يا امى؟
ميرفت: سؤال جاوبنى عليه، سمية عندها القلب؟
آسر: هيفيد بايه حضرتك تعرفى؟
ميرفت: مراتك تعبانة من امتى يا آسر
آسر: مراتى، سواء كانت تعبانة او لا. فحالتها الصحية تهمنى انا بس، مش حد تانى.
ميرفت: وتهمنى انا كمان. مراتك تعبانة من امتى؟ انا عارفة كل حاجة. سمعت دكتور خليل صوته كان جايب الفيلا كلها، من امتى يا آسر
آسر يزفر بهمم: مش ممهم من امتى يا أمى، المهم ان حضرتك تخفى عليها شوية، ارحميها يا ماما، لو مى كانت مكانها لا قدر الله. يا ترى كنتى هتعملى ايه؟ عن اذنك...
ترك آسر ميرفت في صدمة. دهشة. تعجب، تفكير، هل سمية فعلا مريضة منذ زمن، كانت تتحمل ڠضب ميرفت عليها. وكلامها دون ان ترد او تحرك ساكنا، احست ميرفت ببعض الشفقة على سمية، فتح آسر باب غرفته وجدها نائمة مازالت، اغتسل وابدل ثيابه ثم صللى ركعتى شكر وقضاء حاجة، جلس بجوارها يقرأ قرآنا، انقضت الايام سريعا. زصحة سمية تحسنت عن السابق. فهذا حالها كالمنحنى، صعودا وهبوطا، تحسنت معاملة ميرفت لها نوعا، لم تعد تتعمد احراجها او مضايقتها على الاقل. ولكنهاما زالت جافة، تعلق آسر وسمية كثيرا بمحمود وخالد الطفلين الصغيرين، كانت زيارتهما لهما متكررة، حيث انشغال آسر الشديد بعمل فيذهب صباحا ثم يأتى متأخرا ليلا، كانت سمية تقضى وقتها في المنزل او عند والدتها او تحضر الندوات الدينية والعلمية، كانت تحاول ان تشغل نفسها، مرت اسابيع تلتها شهور، كانت ميرفت تفكر في شئ واحد. فقط. لا غيره، في احدى الايام كانت سمية تجلس بغرفتها تقرأ كعادتها، طرقت سوزان باب غرفتهها.
سمية: ادخل.
سوزان: ميرفت هانم طالبة حضرتك.
سمية طوت كتابها. ثم اردفت بتعجب: طنط ميرفت؟ عيزانى انا؟! خير؟
سوزان: معنديش فكرة والله يا دكتور. هي منتظرة حضرتك في اوضتها...
سمية: طيب اتفضلى يا مدام سوزان انا جاية...
كانت ميرفت تجلس بغرفتها، تقلب بين البوم الصور العائلى لها، صورها بصحبة زوجها الفقيد وابنائها، في مختلف مراحل حياتهم وفي مختلف المناسبات، طرقت سمية الباب. اذنت لها ميرفت بالدخول.
سممية: مدام سوزان قالت ان حضرتك عيزانى...
ميرفت بهدوء: اقعدى يا سمية...
جلست سمية في الكرسى المقابل لها، تسائلة مترقبة. ما سيحدث،
ميرفت تمد لها البوم الصور: شوفتى الالبوم ده قبل كده؟
سمية تلتقطه منها: لا، معتقدش.
ميرفت: طيب شوفيه...
اخذت سمية تقلب الصور، وتشاهد مراحل حياة آسر. كان يحمله والده. هنا وهناك. كانت والدته حولهما. هنا كان يحمل مى ويلعب معها. كم كانت تبدو الاسرة سعيدة، وصور أخرى لآسر مع محمود الصغير، كم كان ينظر له بحب، توقفت سمية عند هذه الصورة مررت اناملها بعفوية عليها. كانت ميرفت تراقبها، احست انها اصابت هدفها،
ميرفت: عجبتك الصور؟
سمية: جدا...
ميرفت: شوفتى محمود كان مبسوط بالاولاد ازى.
سمية: ربنا يرحمه. كان بيحبكم اوى يا طنط...
ميرفت بتنهيدة: ربنا يرحمه، اللى عوض عليا غياب محمود عنى، اولادى يا سمية. مى وآسر، كل ما بشوفهم بحس ان محمود لسة عايش معايا...
سمية: ربنا يخليهم لحضرتك يا طنط وميحرمكمش من بعض...
ميرفت: آآمين، انا عايشة حياتى ليهم هما بس. امنية حياتى سعادتهم وراحتهم، وخصوصا آسر ده سندى في الدنيا، وابنى الكبير والراجل بتاعى بعد محمود الله يرحمه، عايزة اطمن عليه يا بنتى قبل ما ېموت
سمية: ربنا يخللى حضرتك ليهم
ميرفت: امنية حياتى اشوف ذريته حواليا يا بنتى. اطمن عليه انه مش هيكون وحيد في الدنيا، انا ست وانتى ست ومحدش يفهمنا غيرنا. انا هكلمك في موضوع بس وعد اوعى يطلع برة. فهمانى؟
سمية تبلع ريقها بترقب: اتفضلى يا طنط
ميرفت: بصى يا بنتى انا عارفة انك تعبانة ومش هتقدرى تخلفى دوقتى او بعد كده...
سمية پصدمة مقاطعة اياها: آسر قالك؟!
ميرفت: لا والله يا بنتى، انا اللى عرفت، الست يا بنتى لازم تضحى عشان سعادة الراجل، انتى شايفة آسر بيحب الاطفال ازاى ومتعلق بيهم. وشايفة فرحة ويوسف ولا عمرو باطفالهم، متحرميش ابنى من الفرحة دى يا سمية.
سمية بغصة: المطلوب منى ايه يا طنط،؟
ميرفت: انا كلمت آسر في الموضوع ده اكتر من مرة لكن هو رافض، انا عارفة انه بيبك ومش عايز يجرحك بس يا بنتى هو زيه زى باقى الرجالة عايز يشوف ولاده حواليه.
سمية بصوت مخټنق: مفهمتش بردو انا مطلوب منى ايه؟
ميرفت: قوليله يتجوز يا سمية، هو مش هيتجوز غير لو انتى قولتيله، يا بنتى ربنا مبيرضاش بالظلم وحاله ده ظلم ليه، هو بيحبك وعمر اللى هو هيتجوزها دى مهتاخد مكانك في قلبه، لكن على الاقل يشوف ذريته حواليه. ابنى مش صغير الى اده عندهم طفل واتنين
سمية بهمس: يتجوز؟!
ميرفت باسترسال: انا عارفة انه صعب على اى واحدة، بس انا عارفة انك بتحبيه وتتمنى له السعادة، والست بتضحى عشان سعادة جوزها، وانا عارفة انك مش انانية، ها قولتى ايه؟
سمية پضياع: اقول ايه في ايه يا طنط؟ حضرتك عيزانى اقوله روح اتجوز واحدة تانية؟
ميرفت: عشان سعادته. انا عارفة انه طلب صعب على اى واحدة...
سمية بتهكم: ويا ترى هدورله على عروسة كمان واروح اخطبهاله؟
ميرفت بسرعة: لا، العروسة موجودة، نادين بنت ثريا، كانت متجوزة قبل كده بس انفصلت عن زوجها كان مبيخلفش ومحبش يظلمها معاه هي كمان، ها قولتى ايه؟
سمية بتجهم: قولت اللى فيه الخير يقدمهه ربنا...
ميرفت بامل: فكرى كويس. عارفة انك مش هتظلمى ابنى، وصدقينى لما تشوفى فرحته هتنسى اى حاجة تانية، فكرى يا بنتى وقوليلى هتعملى ايه. بس ياريت تفكرى بعقلك مش بقلبك...
خرجت سمية ودموعها معها، تجر اذيال المها وحسرتها على فرحتها التي اقسم الجميع عليها انها لن تكتمل يوما، دخلت رفتها. ارتمت على سريرها بسرعة. تبكى وتشهق. تبكى حظها وتبكى قلبها تبكى حبها، تبكى كل شئ، ها قد عاودت غيوم الاحزان سمائها من جديد لتعربد فيه، يبدو ان سحابة الصيف الهادئة كانت مجرد معجزة لن تتكرر ابدا، لم عليها الټضحية كل مرة، لم عليها ان تضحى باعز ما تملك الآن. هل ستحتمل زواج آسر من اخرى، هل ستحتمل وجوده مع امرأة اخرى. يعيش معها. ينام معها، يدللها، يسمعها كلامه، يشكيها همه، تكون اما لاولاده، هل ستحتمل،؟! بدأت النيران تخترق قلبها وعقلها لتأكله، هل هذا اشد الما ام رؤيته تعيسا وحيدا في حياته، ترى ما الحل،؟ ما الحل، كعادتها سمية نهضت وتوضأت ثم صلت ركعتين. ظلت تشكو الى ربها وتبكى لم تدر كم من الوقت مر وهي على هذه الحالة، اذن المغرب صلت سمية، ثم خلدت الى الفراش، تصارعها احلامها واحزانها. ها قد أًسرت بالحزن مرة أخرى ولكن هذه المرة تختلف، فالحب قد عرف طريقه الى قلبها وكذلك هى، نامت سمية، اتى آسر نتأخرا، دخل البيت لم يجد احد. كانت ميرفت مع صديقاتها في الحديقة، ولكن لا وجود لسمية. تعجب كثيرا. حيث ان من عادتها انتظاره، تسمع صوت سيارته فتنزل تننتظره او تفتح له الباب،.
آسر ينادى: سمية. زسوزان، سمية...
قدمت له سوزان.
سوزان: حمد لله على السلامة يا آسر بيه، اجهز لحضرتك العشا؟
آسر: سمية فين؟
سوزان: تقريبا هي نايمة في اوضتها...
آسر بتعجب: من امتى؟
سوزان: تقريبا المغرب. انا طلعت اصحيها للغدا. قالتلى انها مصدعة وملهاش نفس، احضر لحضرتك العشا
آسر بقلق: ماشى، انا هطلع اشوفها، سوزان. ؛ضريلها هي كمان اكلها
سوزان: امرك ي آسر بيه. عن اذنك.
صعد لها آسر بسرعة بسيطة، دخل الغرفة ليجدها مظلمة ينيرها اضاءة بسيطة من الحديقة تتخلل زجاج الغرفة، وصوت المنشاوى المنخفض يرتل القرآن، اشعل مصابيح الغرفة، ثم خلع سترته، واقترب منها بهدوء. كانت نائمة كعادتها متكورة على نفسها تحتضن وسادته ما ان سمعت صوت الباب يغلق. حتى بكت وانسابت دموعها، كيف ستخبره. كيف ستتقبل هي الامر، انتهى آر ثمم خرج، مسحت وجهها بسرعة وتظاهرت بالنوم مرة أخرى، مشط شعره وتعطر بعطره الجذاب. ثم توجه اليها، اخذ يمرر انامله على وجنتيها الناعمتين، ويتأمل وجهها تفاصيلها قسماتها، قبل رأسها بشوق.
آسر بهمس: سمية، قومى، سمية
سمية تفتحعينيها وبصوت خاڤت: حمد لله على السلامة
آسر: الله يسلمك يا حبيبتى، قومى يلا عشان نتعشا.
سمية تعتدل: مليش نفس والله...
آسر يمسك وجهها: انتى كنتى بتعيطى ولا ايه؟ انتى وشك عامل كده ليه؟
سمية تمسك يده : لا يا حبيبى. بس عشان نايمة من زمان بس...
آسر: اممم وكمان متغديتيش...
سمية بابتسامة باهتة: بصراحة النوم اغرانى جدا...
آسر بابتسامة مشرقة: طيب يلا. قومى ناكل...
سمية: مليش نفس والله.
آسر يمسك يدها: لا، يلا قومى...
نهضت سمية، شعرت بدوخة بسيطة،
آسر: ما انتى من الصبح مكلتيش لازم تدوخى. يلا
سمية: حاضر هغير واصللى العشا وآجى.
آسر يجلس على الكرسى: ماشى بس بسرعة...