رواية ندى محمود
انت في الصفحة 1 من 117 صفحات
_ الفصل الأول _
هناك بعض الاقاويل التي تصف العشق على أنه ثقة
ولكن في حال انقشاع الثقة وانحلال الخېانة والغدر والكذب محلها فسينقشع معها مفهوم العشق على أنه ثقة ويصبح يمثل بالنسبة لهم ماهو إلا تلاعب بالمشاعر كدمية على مسرح يحركها صانعها كما يشاء
ملاذ
.. وكيف أنه شعور لا يزال حتى الآن فقد كان متبقي على زواجهم شهر فقط ! من أين جاءته كل هذه القسۏة ليفعل بها هكذا ! ورغم خداعه لها يحاول العودة !! .. وتحاوطها الذكريات المؤلمة من كل الجهات وتتناثر في الهواء كتراب هبت عاصفة قوية ففرقته ومن جهة ذكرياتها السعيدة وعشقها له الذي يشعل النيران وتأكلها حتى النهاية ! .
_ هتقعدي لغاية إمتى كدا ياملاذ
نظرت لها پانكسار ولم تجيب وتولت دموعها الدور في التحدث فملست أمها على شعرها قائلة بأعين دافئة ومشفقة وهي تجيبها بشيء من الحدة
خرج همسها الضعيف والعاجز المختلط بصوت دموعها
_ أعمل أيه ياماما بحبه
أجابتها في سخط بسيط
_ بتحبيه إيه !! .. لا أنا ولا أبوكي كنا موافقين عليه أساسا وإنتي اللي صممتي اكمنك بتحبيه واحنا وافقنا وأهو إيه اللي حصل
نظرت أمامها تحدق بفراغ وتهمس بصوت مزقه الألم
قبضت على ذراعها بشيء من الحدة واللين هاتفة بصرامة
_ لا إنتي مش كابوس ياملاذ دي الحقيقة فوقي وانسيه وبصي لحياتك إنتي لسا صغيرة وألف من يتمناكي اللي زي ده يابنتي ميستهلش غير الكره .. ميستهلش حبك النقي والصافي ليه لإن ميعرفش معنى الكلمة دي أساسا
همت بأن تعترض فرأت قسمات تنم عن رفضها القاطع لاعتراضها فأماءت لها بالإيجاب في استسلام ووجه خالي من التعابير .
هناك البعض لا يعترفون بهذه الأقاويل التي تصف العشق ولا يعترفون بالعشق ذاته ! يرونه سمة مشاعر تافهة ومخادعة تدخل القلب فتلوثه ! .. يفضلون العيش خالين الوفاض ويستخدمون مقولة جورج برنارد شو العربة الفارغة أكثر جلبة من الممتلئة ! .
حسن
الشاب الذي بلغ نصف عقده الثالث يمتلك عينان ثاقبة بقدر دهائها وقسمات وجهه الصارمة تعطيه طابع يختلف عن شخصيته الحقيقية المرحة والمحبة للحياة لا زال يتذكر عشقه الأول الذي يراه الآن مصدر لتلوثات قلبه ! يرجع بشريط الفيلم الأسود للخلف ويعيد مشاهدة كيف خدعته بعد أن كانوا على عتبة الارتباط الحقيقية وفاجأته بقولها أنها تمت خطبتها على رجل غيره ثم يتقدم قليلا بالشريط ليرى محاولاته معها بأن تتراجع ويمطرها بوعوده لها بأنها ستكون زوجته بالقريب العاجل كانت وعود صادقة وكان هو على أتم الاستعداد لتنفيذها ولكن جوابها أوقف دقات الساعة عند هذه اللحظة حسن أنا أساسا محبتكش عايز الحقيقة إنت كنت مغفل وأنا كنت بستغل إنك من عيلة حسب ونسب ومعاكم فلوس واغنيا وقولت مفيش مشكلة لو اتجوزتك وعيشت معاك بس لما جاتلي الفرصة دي ولقيت واحد ممكن يحققلي كل اللي نفسي فيه بجد مقدرتش أرفضه وحاجتك اللي جبتهالي كلها طول فترة علاقتنا أهي ابقى اديها لبنت الحلال اللي هتكون من نصيبك تلك الكلمات لا يزال أثرها في نفسه حتى الآن رغم مرور سنتين على انفصالهم ولكن نعتها له بالمغفل يتردد في أذنه كل دقيقة ومع الوقت أدرك أنه كان مغفلا حقا .
_ إيه ياحسن حرام عليك
هو أنا ناقصة خضة !
قالتها وهي تلهث من فعل الخضة ليمسح هو على وجهه ويقول معتذرا
_ معلش يا يسر سرحت شوية إنتي كويسة
اماءت له بالإيجاب وسط نظراتها الدقيقة لملامحه فخمنت فورا فيما كان شارد لتلتهب نيران الغيرة بداخلها ولكنها لا تمتلك الحق للحديث معه في شيء كهذا واكتفت بقوله المخټنق لعلمها جيدا أنه جاء ليأخذها مغلوب على أمره
_ أنا اللي آسفة ازعجتك ياحسن بيه مكنش لازم يعني تاجي وتاخدني أنا كنت هروح وحدي
طالعها بطرف عينه بعد أن لمس الاستهزاء في نبرتها وقرر هو الآخر أن يحدثها بنفس طريقتها
_ والله أنا كمان ده كان رأى بس نعمل إيه بقى في مرات عمك هي اللي أصرت إني آجي أخدك بما أنكم معزومين عندنا النهردا
اشاحت بوجهها
بعيدا عنه
وهي تضغط