رواية بقلم ډفنا عُمر
انت في الصفحة 1 من 24 صفحات
الفصل الأول
بزاوية هادئة من الغرفة التي غمرتها شمس الصباح المتسللة من بين شقوق النافذة الكبيرة خلفه جلس إبراهيم على أريكته وأمامه مصحفه المشرع على آيات سورة الكهف عيناه تتحرك فوق الكلمات القرآنية بخشوع يرتلها بخفوت محافظا علي قواعد تشكيل الحروف كما يجب ليختم قراءته طاويا المصحف هامسا بدعواته سرا ثم بسط سجادة صلاته ليقضي صلاة الشروق.
نظر لزوجته الراقدة فوق الفراش وتفاصيلها البارزة مع شعرها الثائر فوق وسادتها تسر عينه ليبتسم بمسحة حنان وهو يراها تحاول فصل جفنيها فتوصدها قبضة النوم فأخبرها لسه بدري ياحور يدوب صليت الشروق.
غمغمت بصوت ناعس مغموس بإغواء لذيذ وايه صحاك بدري كده يا هيما
توجه يرقد جوارها وهو يدس جسده تحت الغطاء
همهمت بشيء غير مفهوم ليهتف حور ماتقومي تعمليلي لقمة صغيرة مع كوباية شاي.
تذمرت بوهن أبوس ايدك سبني انام يا ابراهيم عيالك طلعوا عيني على ما ناموا وانا لازم ارتاح عشان معركة كل يوم.
_ طب بس ما تغلطش في الشياطين.
رفع عاجبيه بدهشة ثم لكز جانب خصرها بقوة ناعمة حور اياكي تقولي علي ولادنا كده تاني.. آل شياطين آل..دول نعمة ربنا رزقنا بيها ربنا يحفظهم.
قاطعهم طرق الصغيران قبل دفعهما باب الغرفة واكبرهم يقول ماما انا جعان.
ضحك وهو يهز رأسه ساخرا خلاص ياختي نامي انا هتصرف.. ثم شاكسها والله كتر خيرها شروق مرات اخويا هتفطرنا بعد الصلاة فطار ملوكي على السطح.
رفعت إحدى حاجبيها ورمقته بتحذير فغادر بعد أن شاغبها بحركات وجهه الضاحكة ثم تلحفت بالغطاء مستسلمة لنومها العزيز.
ابتسمت بوهج حاني لا يفارق محياها
عيوني بس شكلك نسيت البتنجان اللي طلبته حماتي بتحب البابا غنوج من إيدي.
_ لا جبته اهو مانسيتش حاجة.
هتفت وهي تلتقط الأكياس بهمة
طب روح للعيال واطلعوا للسطوح أنا خليته فلة.
_ لوحدك يا شروق حور مرات اخويا مش ساعدتك فيه
_ أنت عارفها بتصحي متأخر شوية وانا صاحية من بدري ده غير فطار السطوح ده اقتراحي بصراحة ومش فارقة مين يعمله يا تيمور..ما عيالي هيلعبو فيه.
هز رأسه بتفهم معتمدا أن الأمر لن يسوء زوجته وفعلته بطيب خاطر..فربت على ظهرها ربنا يديكي الصحة ياحبيبتي.
_ تسلملي يارب روح بقا خليك مع الولاد احسن كانوا بيتخانقوا زي عوايدهم من شوية وانا هخلص وارن عليك تنزل تاخد مني الأكل.
_ ماشي.
ثم عاد مقتربا منها بمشاغبة بس على فكرة انتي ضحكتي عليا امبارح وضيعتي ليلة الخميس يا قاسېة.
ضحكت بطيف خجل أشعل وجنتاها رغم مرور عشر سنوات على زواجهما وقالت يا راجل لم نفسك ما انت عارف ازاي كنت مهدودة مع اختي في فرش شقتها وجيت مش شايفة قدامي.
غمزها بمكر يبقي تعوضيني الليلة أنا أجازة بكرة.
دفعته بقوة مزيفة وعبوس حاجبيها المنمقة جعلهما أكثر جمالا تيمور بلاش دلع ومسخرة على الصبح روح للعيال صوتهم طالع وخاېفة يأذوا بعض ونادي على مامتك و اخوك ومراته وعياله عشان الفطار يحلى في اللمة انا هعمل الطعمية المحشية اللي بيحبوها..
وواصلت بسخاء كرمها وياريت كمان تنادي عم علي يفطر معانا ينوبك ثواب.. يمكن ننسيه حزنه شوية بعد مۏت مراته الحاجة زينب الله يرحمها.
حدجها بتقدير شديد وبريق إعجاب وحب ثم انحني ولثم قمة رأسها أنتي ازاي جواكي الحنان ده كله يا شروق قلبك بيساع الغريب والقريب مابتتحمليش تشوفي حد زعلان أو وحيد حتى جارنا عم علي مش سايباه وبتراعيه وعيونك عليه.. نفسي اعرف عملت ايه في دنيتي عشان يرزقني بيكي يا ست الناس.
تفتحت براعم الزهور بقلبها وهو يسكب عليها مشاعره وإطراءه الذي لمسها لكنها غمغمت بمزاح تخفي به تأثرها شكل غزالتك رايقة وراضي عني انهاردة يا ابو العيال.
أجابها دون تردد دايما راضي عنك ربنا خليكي ليا يا شروق انتي اللي بتجمعينا ومخلية حياتنا دافية ومليانة ود..
تقسم انها لا تريد أكثر من هذا الآلق الراضي بعين زوجها تفعل كل شيء ولا تغيب تلك النظرة عنه تحبه وتعشق كل ما ينتمي إليه..ولن تقصر يوما معه ومع