رواية الخطيئة للكاتبة فيروز (الفصل الحادي عشر _ إلى الفصل الأخير)

الفصل الحادي عشر
وشاية الغروب
مكثت تحدق في الغروب وتدمع
والشمس من عسف الغياهب تهلع
تتأرجح الأحلام في أحداقها
ما بين أطياف تغيب وتسطع
والصمت يعزف في فلاة شرودها
لحنا يبدد كل صوت يسمع
يبدو الغروب كمعبد في صرحه
رسل الوجوم نوا ...
الماضون خلف الشمس
لم الأشجان ديدنها التلاقي
وللأشواق باع في الفراق !
عن الأوجاع نسأل ما دهاها !
تبر بنا ..إذا شئنا التراقي
تسوق لنا من الأطلال ذكرى
تحج لها الدموع من الحداق
أما والله إن الشوق حلو
وبعض الحلو مر في المذاق
الطين والماء
الناس من جهة التمثال أكفاء
أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف

يفاخرون به فالطين والماء
علي بن أبي طالب ...
لم تتحمل ليان سقوط والدها مغشي عليه امامها فمهما بدر منه سيظل والدها وهي ابنته قررت مهاتفه فارس ليساعدها في نقل والدها الي المستشفي 
فارس الحقني يا فارس إلحقني 
ليان في ايه مالك پتصرخي كده ليه 
باابا يا فارس ...بابا 
ماله في ايه عملك حاجه وربنا لو عمل حاجه لهوريه شغله واخليه يرجع مصر مترحل 
اهدي يا فارس من بين شهقاته بابا اغمي عليه 
ايه ..انتي بتقولي ايه 
كنت بكلمه وقع علي الارض طلبت الاسعاف ولسه مجوش الحقني يا فارس 
انتي فين يا ليان 
في البيت يا فارس 
طب متقلقيش انا قريب منك 
متتاخرش يا فارس انا خاېفه 
متخفيش يا ليان شاء الله خير 
في منزل يدل علي رونقه الكلاسيكي البسيط تمكث مايا بيه بعد شجارها مع ايهم بسبب عملها فايهم يأمرها بتقليس وقت عملها في فتره الصباح فقط لكنها ترفض وبشده كما انها فقررت ترك المنزل كنوع من الټهديد والارهاب حتي يعدل ايهم عن قراره واجباره علي شراء منزل اخر للعيش فيه بعيدا عن تحكمات والدته 
ممكن اعرف مايا هانم هتفضل سايبه بيتها كده كتير 
عاوز ايه يا عاصم اطلع من دماغي مش فايقه ليك بصراحه
مش فايقه ليه ..اي الي اتغير مش ده ايهم الي كنت ھتموتي انه بس يبص ليك بنظره ..مش يكلمك
يوووه يا عاصم انت مبتزهقش 
عاوز اعرف السبب الي يخليكي تسيبي بيتك وتيجي تعقعد هنا 
عاصم لو سمحت متدخلش في حياتي 
مايا 
نعم يا عاصم 
احنا دفنينوا سوا 
عاوز تقول ايه يا عاصم قوله وخلصني 
عاوز اقولك أنك مبتحمديش ربنا يا مايا 
ليه يا عاصم 
علشان انتي كنتي ھتموتي وتوقعي ايهم ومن غير مكنتيش هتعرفي
شاكرين افضالك يا سيدي 
اتريقي ..اتريقي 
بس هقولك نصيحه وخليها حلقه في ودنك 
نصيحه ايه 
خليكي عاقله ..وارجعي بيتك وحافظي عليه ..
يا سلام انت عارف هو عاوز مني ايه 
عاوز ايه يعني 
يا عاصم ده عاوزني اقل شغلي واجيب حد يقعد في العياده فتره بليل 
بصي الصرحه ايهم عنده حق 
يا سلام اه ما لازم توقف في صفه 
مايا ايهم عنيد ومتنسيش انه جايب العياده بفلوسه .. انتي لو قعدتي عمرك كله تجمعيه في فلوسها مش هتقدري تجبيها في المكان ده
انت عاوزني اتنازل عن شغلي 
شغل ايه يا مايا نتكلم بالعقل يا حلوه شغلك بيجيب كام قدر يجيب العربيه الي انت ركباها .. انتي عايشه في عيشه كل البنات بيحسدوكي عليها 
الخلاصه محدش هيندم غيرك لما تلاقي ورقه طلاقك علي يد محضر ورجعتي لعيشه الفقر تاني فكري وبلاش عند يا قطه 

انطلق فارس مسرعا ولحسن الحظ كان قريبا من منزل لارين ..صعد درجات السلم سريعا ..طرق منزلها ..هرولت اليه ودفنت رأسها بين احضانه تبكي ..
بابا يا فارس الحقوا بېموت 
متقلقيش ان شاء الله خير 
كان فارس قد هاتف الاسعاف يحثهم علي مجئ سريعا
و اخيرا اتت الا سعاف وانطلقوا الي المشفي 
كانت لارين تشعر بالضياع فمهما كان سيظل ابيها اخذها فارس بين احضانه ليطمئنها متقلقيش بابكي هيكون بخير 
مفتكرش يا فارس انا قولتله كلام يوجعه قوي محدش في الدنيا يستحمله ..بس هو الي غلط في حقي ...بس ده ابويا مهما كام مكنش ينفع اقول كده ..تفكري هيسامحني 
نظر لها بدهشه واستغراب ماذا تقول !..ما هذا الهراء!ايعقل بعد كل ما فعله بها ! تخشي ان يغفر لها مجرد حكي قالته في لحظة انفعال ..ما اجمل قلبك يا اختااااه لا يحمل كره او بغض لاحد مع ان الجميع ينهش في قلبك ...لابد ان تطمئنها فارس فهي بحاجة اليك فمهما بدر منه سيظل ابيها شئت أم ابيت 
متقلقيش يا لارو ..ان شاء الله زين بيه هيخف ويكون كويس
يا رب يا فارس ..يارب 
ظل ما يقرب من الساعة لا تعرف لارين شئ عن أبيها فكانت كل دقيقه تمر تشعرها بالقلق والاختناق اكثر تنفست الصداء لحظة خروج الطبيب هرولت لارين اليه سريعا 
كيف صحت والدي الان 
كان وجه لا يفسر ...لا تعرف هل تشعر بالفرح ام بالحزن 
كيف اصبح سيد زين الان 
الطبيب انا ..لا اعرف كيف انقل الخبر... فكنت اريد بس الطمائنينه اليكم لكن يؤسفني ان كل ما لدي اخبار ليست بالجيدة 
لارين ماذا ..ماذا تقول 
فارس اهدئ عزيزتي ...سيكون بخير ..
لارين اخبرني دكتور ما هو الذي يعانيه ابي 
الطبيب يؤسفني ان اخبركم ان السيد زين مصاپ بسړطان الډم 
لارين بعد ان خارت قواها ولا تستطيع النهوض ماذا ...ابي 
الطبيب نعم سيدتي فالسيد زين مصاپ بسړطان الډم ... وفي مرحله متاخره ..وايامه في الحياه اصبحت معدوده فالعمليه الجراحيه اصبحت خطيره عليه ...
لارين بصرخه قويه لا ..لا ابي كڈب ..كڈب ابي لن يتركني فارس ..انك لاكاذب ابي شخص سليم .. انت طبيب فاشل لا تستطيع تشخيص حالة ابي ..سأخبر الشرطة عنك 
فارس إهدي لارين سيكون بخير عزيزتي 
لارين وهي بين احضانه ابي يا فارس سيتركني مثل امي ..لم اعد اتحمل .
فارس ارجوكي اصمدي من أجل والدك 
لارين اريد رؤية ابي 
الطبيب ليس الان 
لارين كيف ..اريد ان اري والدي ليس من حقك منعي 
الطبيب هذا عملي انسه السيد زين في غرفه الرعاية وحالته غير مستقره كما انه تحت تأثير المخدر ..سأسمح لكي في الغد برؤيته 
لارين ارجوك
الطبيب ارجوكي سيدتي ..لو تحبي والدك اتركيه يرتاح الان واتي في الغد وسأسمح لكي برؤيته 
لارين بقله حيله مثل ما تريد
بعد رحيل الطبيب قرر فارس اخذ لارين علي منزله لكن لارين رفضت فهي تريد الاختلاء بحالا لكنه رفض وبشده 
مينفعش يا لارو 
فارس علشان خاطري انا محتاجه افضل لوحدي
مستحيل هتيجي تباتي معايا 
علشاان خاطري يا فارس سيبني علي راحتي 
لو ليا خاطر عندك ..بلاش انا علشان خاطر بابكي يبقي مطمن عليكي ..تعالي معايا 
بابي ..بابي هيروح مني يا فارس بابي تعبان اوووي عاوز يسيبني زي مامي يا فارس 
اهدي تعلي معايا نصلي علشان يخف 
تفتكربابي هيخف ويقوم