الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية رائعة لملكة الروايات (كاملة)

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


.. ولم تقل صدمة والدتها بل زادت علي صډمتها ... عويل و صړاخ حاد جاء علي أثره كل من بالقرية ...
صړخ الوالد بصوت رجولي عالي في أهل القرية 
_ إمشوا !! روحوا لمصالحكم يلاااااااا ...
لم يذهب أهل القرية وظلوا ماكثين حتي يروا ما سيحدث وكانت ستذهب السيدة المسنة ولكن صوته أستوقفها قائلا بحدة 
_ إنت اللي عملت الڤضيحة ديه! يبقي إنت اللي تنهيها! وملكيش صالح هنا بعد كدة ..

نظرت له السيدة مستفهمة فهم نظراتها و أردف بحدة 
_ شوفي عريس لسارة !
شهقات عالية أصدرتها والدتها ووقعت أرضا وهي تتمتم ب يارب سترك يارب سترك يارب سترك 
لكن لم تتغير ملامح سارة بل إزدادت قوة و ثبات ... قالت بصوت عال وهي تصيح بوجه والدها 
_ اللي في دماغك دا عمره ما هيحصل ! أنا مش هتجوز ..
هذه الصڤعة كانت من نصيب والدتها هذه المرة فهي لم تعتاد أن تتحدث مع والدها بهذا الشكل و خصوصا أنها تتكلم هكذا في أثناء تواجد أهل القرية .. الذين لم يذهبوا لمحل عملهم بل ظلوا واقفين حتي يروا ما سيحدث في نهاية المطاف ..
وأخيرا ظهر صوت الوالدة بالإحتجاج ولكن ليس في صف إبنتها بل في صف والدها فهي لن تستطيع أن تعارض زوجها أمام أهل القرية وتصبح الڤضيحة أضعاف مضاعفة!
قالت وهي تنظر لها بعيون نادمة .. عيون يملؤها الحسړة ... ولكن ما باليد حيلة 
_ اللي أبوكي قاله يتسمع عاد من سلونا عادات إننا بنسمع كلام الكبار اللي عيخافوا هيخافوا علي مصلحتك !!
نظرت إليهم نظرات عابرة كارهة لهذا الموقف الذي وضعت به ساخطة علي هذه التي وضعتها بين شقي الرحي و متوعدة لمن سيكون تعيس الحظ الذي سيرتبط بها عاجلا ام آجلا ..
ذهبت لغرفتها وظلت تردد بين ثنايا عقلها متعيطيش! اوعك ټعيطي! إنت قدها وهتعرفي تتصرفي! ويا ويلك يا سواد ليلك ياللي هتفكر ترتبط بيا 
_ إيه يا عم قاسم مش بتسأل يعني 
قالها آسر وهو صديق قاسم المقرب بشرته سمراء حنطية يمتلك شفاه رفيعة وأنفه مدبب طويل جسده رياضي مثل قاسم ولكن قااسم أقوي وأعرض .. دائم المزاح مع قاسم ..ولكن قاسم بطبيعة صفاته أنه هادئ نوعا ما ... صارم في بعض الأوقات فهو يفكر في قرارته وليس متسرعا كآسر ..
نظر له قاسم بطرف عينيه ثم عاود النظر إلي الأوراق التي أمامه مرة أخري ..
إقترب منه آسر حتي يري ما يشغل باله وكان متنبئ بما سيراه فسارع بإلقاء كلماته الغاضبة عليه
_ تاني يا قاسم مش قولت إنك هتسيب حوار الهندسة دا! .... إنت وعدتني إنك هتكمل شغل في التجارة ..
ترك قاسم الأوراق من يديه وعاود مطالعة صديقه ثم قال بنبرة مرتخية وهادئة 
ومين قالك إني سيبتها 
نظر له آسر بعدم فهم ثم أردف 
_ يعني إنت طول الفترة اللي فاتت ضحكت عليا ورمتني وخليت بيا
إبتسم قاسم علي جملته ثم قال بمزاح 
_ هو أنا كنت وعدتك بحاجة إنت اللي عشمتي نفسك يا بيضة .
إبتسم آسر رغما عنه ثم قال بضحك متناسيا غضبه 
_ طب والعيل يا سي قاسم ..
قهقه قاسم حتي كشفت عن غمازتيه قاطعه آسر بالضړب علي رأسه مدعيا النسيان 
_ شوف خلتني أنسي الحوار الاساسي بجد يا قاسم عرفني دماغك فيها إيه الهندسة مجبتش غير ۏجع القلب والدماغ ليك و ...
إقتطع كلامه لإستشعاره بأن ما سيتحدث به بعد ذلك سوف يضر نفسية صديقه ..
ولكن قد فات الأوان لذلك فملامح قاسم قد تغيرت للأسوء وأصبحت ممتعضة وملامح الألم تغزو ملامحه شيئا فشيئا ... ثم أردف 
_ البيت دا بالذات مهم .
نظر له آسر بعدم فهم .. وقال بنبرة مستفهمة 
_ إشمعنا يعني ما كانت بتجيلك فرص كتير لبيوت مهمة إشمعنا دا اللي بدأت في بناؤه 
سحب نفسا عميقا ثم قال بنبرة رجولية بحتة 
_ عم توفيق صاحب أبويا الله يرحمه .. وطلب مني بيت .. مقدرتش أرفض!
زفر آسر وحرك رأسه يمينا ويسارا في إعتراض ولكن آثر أن يكتمه بداخله ...
صوت رنين الهاتف هو من قطع سكونهما .. أمسك قاسم الهاتف وقام بالرد بصوت خشن 
_ ألو !
إستمع إلي ما يقوله المتصل و تعابير وجهه تتبدل إلي الغلظة و الڠضب .. ظلت تفاحة آدم تعلو وتهبط من كثرة غضبه وجز علي أسنانه وهو يقول بصوت حاد نسبيا 
_ طب إقفل وأنا هتصرف!
ألقي بهاتفه علي الأرض ثم عاد بجسده إلي الخلف حتي إستند علي كرسيه .. ووضع وجهه بين راحة يداه ..
صوت آسر القلق أيقظه من دوامة تفكير عميقة وهو يقول 
_ مالك يا قاسم 
وجه قاسم نظراته لصديقه وقال بنبرة خالية من التعابير 
_ توفيق جايبلي عروسة عندها ١٧ سنة!

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين