رواية للكاتبة شاهنده كاملة
من زمان ومبقتش فى دماغى أساسا.
رفع يحيي إحدى حاجبيه قائلا
متأكد يامراد
ظهر التوتر أكثر على ملامح مراد ليقول بعصبية
طبعا متأكد..من يوم ما بقت رحمة مرات هشام والموضوع ده إتقفل بالنسبة لى يا يحيي.
تنازعت يحيي مشاعر ثائرة هزت كيانه ..مابين غيرة وألم وندم وشعور يستقر فى أعماقه ..إنه شعور عميق بالخېانة تجاه إخوته.. ولكنه قال بهدوء لا يعكس تلك المشاعر
قاطعه مراد قائلا بحزم
بالنسبة لى هيفضل عايش العمر كله ..هشام مش بس كان أخويا الأصغر منى..لأ ده أخويا اللى ربيته على إيدى و مستحيل أخون ذكراه مهما حصل وأقرب لمراته..ده غير إنى متجوز..وياريت منفتحش الموضوع ده تانى يايحيي..متندمنيش إنى قلتلك على مشاعرى فى لحظة ضعف..رحمة بالنسبة لى دلوقتى مش أكتر من أرملة أخويا الله يرحمه وبس..مفهوم
طب وبشرى.. تعرف حاجة عن الموضوع ده
قال مراد نافيا
لأ طبعا..مكنش ينفع تعرف ..بشرى طول عمرها مبطيقش رحمة لله فى لله..مابالك بقى لو عرفت حاجة زي دى..الموضوع ده لازم يفضل سر بينا وبس .
اومأ يحيي برأسه موافقا..ليقترب مراد ويجلس على المقعد المواجه ليحيي قائلا
ظهرت البرودة على ملامح يحيي وهو يقول
مش عارف..أنا عملت اللى علية وبعتلها تقارير أختها الصحية..وهي حرة ..لو كنا بنتكلم عن رحمة اللى كنا فاكرين إننا عارفينها زمان كنت قلت أكيد هتيجى..بس إنت عارف كويس إن دى مش رحمة بنت عمنا اللى إتربينا معاها ..وإنت شفت بنفسك هي عملت إيه..دى واحدة احنا بجد منعرفهاش..وبعد اللى عملته زمان..ممكن نتوقع منها أي حاجة ..إنت ناسى كمان لما أخوك ماټ وكنت أنا برة مصر..وخبيتوا علية وسافرت إنت عشان تجيب چثة أخوك تدفنها فى مقابرنا هنا فى القاهرة..و لما طلبت منها تيجى معاك رفضت ..فيه زوجة فى الدنيا ترفض تحضر مراسم ډفن جوزها الأخيرة..مهما كان بينا وبينها من مشاكل
معاك حق..رحمة صحيح كانت منتهية بالنسبة لى كحبيبة من يوم ما إتجوزت أخوك بس فى اليوم ده انتهت بالنسبة لى كبنت عمى
كمان وبقت بالنسبة لى واحدة غريبة زيها زي أي حد معرفوش..دى حتى مهنش عليها تسألنا عن مكان قپره..أو تحضر الذكرى السنوية بتاعته.
أغمض يحيي عينه فى ألم ثم فتحهما وقد ذهب الألم وحل محله برودة قاسېة وهو يقول
توجس قلب مراد خيفة من نبرات يحيي الصارمة يدرك أنه من الأفضل لرحمة أن لا تثير ڠضب يحيي..فيحيي عندما يغضب يجب ان يبتعد عنه الجميع ..فغضبه قد ېحرق الاخضر واليابس.. وكل من يقع فى طريقه هو هالك لا محالة..ليتمنى فى قرارة نفسه أن لا تلبى رحمة دعوة أختها وأن تظل بعيدة تماما عنهم..فهذا هو الأفضل للجميع.
كانت رحمة تضع أشياءها وملابسها الخاصة داخل حقيبتها..تستعد للسفر إلى القاهرة حيث توجد أختها هناك ټصارع مرضا ميئوسا منه كما قالت تقاريرها..حاولت عرض تلك التقارير على بعض الأطباء المشهورين فى دبي ولكن مع الأسف كانت النتيجة واحدة ..أجمع الكل على أن صاحبة تلك التقارير تنتظر المۏت مابين لحظة وأخرى..أدمعت عيونها فى تلك اللحظة وهي تترك ما بيدها وتجلس ساكنة تحاول ان تستجمع شجاعتها..تلملم جراح قلبها المټألم حزنا على أخت كان أمامها سنوات عديدة لتحياها فى كنف زوجها وطفلها ذو العامين ولكن القدر أبى أن يمحنها تلك السنوات..أغمضت عيونها تسمح لدموعها بالسقوط على وجهها تتذكر ذلك الزوج ..تتقطع نياط قلبها عندما تمثلت أمامها صورته ..عينيه العسليتين..حواجبه المعقوفة..غمازتيه..ضحكته التى تبرزهما وتحملها إلى عالم آخر..فتحت عينيها تنفض مسار أفكارها ..كيف تفكر فيه مجددا ..كيف سمحت لنفسها أن تتذكره أو لم تعد نفسها مرارا وتكرارا أن تنساهأو لم تقسم أن تمحى ذكراه من حياتها إلى الأبد..ليس فقط من أجل أختها..بل أيضا من أجل
كرامتها