رواية للكاتبة لؤلؤة (من الفصل الحادي والثلاثين للفصل الأربعين)
محتاجينها هنطلب عربية من الشركة وخلاص.
خليل طيب كده اطمن عليكى اكتر يا سمسمة.
سمية متشكرة جدا يا طنط عن اذنكم...
ميرفت اتفضلى...
كان يجلس مستيقظا يقرأ كتاب رسائل فان جوخ. عبقرى الفن التشكيلى بينما كانت الساعة تجاوزت الواحدة والنصف ليلا قلقت زوجته
ميرنا بصوت نائم خير آسر مش تنام ليه
آسر ولا حاجة يا ميرنا. قلقان شوية...
آسر بعفوية مش عارف اتصلت بسمية عمى احمد تعبان وجاله شلل تيجة العملية. مش عارف لسة قلبى مقبوض...
ميرنا نعم انت اتصلت. بسمية. ليه تتصل بيها
آسر يا ميرنا بنت عمى وابوها بېموت ومحدش يعرف اخباره غيرها كبرى دماغك روحى نامى انتى يا ميرنا. انا مش جايلى نوم. معلش. انا هستنى اصللى الفجر وانام.
آسر بعصبية ميرنا. انا مش فايقلك انا فيا اللى مكفينى واعملى حسابك بكرة هنروح لباسل ويمن. يمن حامل وعايزين نباركلها
ميرنا انت اعمل اللى عاوزه انا مش اروح مكان...
آسر بهدوء وحزم لا هتروحى. انا قولت هتروحى يعنى هتروحى اتفضلى روحى نامى الوقت اتاخر...
آسر بعصبية شديدة كلمة زيادة مش هيحصلك طيب فوق
جزعت ميرنا من صوته ووجهه الذي ينم عن ڠضب شديد. فقررت ان تنفذ ما امرها به ام هو ظل حبيسا لانقباضة قلبه ورجفة صدره اما هي توجهت لجامعتها انهت محاضرتها ومعملها متوجهة لمنزل محمود بصحبة رفاعى السائق دخلت سمية المنزل صعدت لااعلى لتدخل غرفة محمود كما اعتقدت ولكن هذه غرفة آسر...
سمية لا تعب ولا حاجة يا طنط. حضرتك واقفة على رجلك من الصبح طمنينى عمو محمود ايه اخباره
ميرفت باكية لا لسة على حالته ادعيله يا سمية...
سسمية ان شاء الله ربنا هينجيه ويشفيه متقلقيش يا طنط. دوا الضغط بتاع حضرتك لازم تاخديه. اتفضلى...
ميرفت متشكرة. ايه ده. دى مى بتتصل. اقولها ايه...
ميرفت باكية انا مش هقدر اقولها دى روحها في محمود
سمية طيب طيب. انا هتصرف عمو خليل فين.
ميرفت هو مع الدكاترة...
وفجأة. سمعوا حركة قلقة وسريعة بين الاطباءء في المشفى
ميرفت باكية في ايه ى ايه يا سمية
سمية بقلق معرفش يارب استر
ميرفت في ايه يا دكتور خليل...
خليل بقلق وتوتر خير خير...
وفجأة خرج عليهم احد الاطباء بوجه شاحب حزين بارد. متجهم توجه الى خليل
الطبيب دكتور خليل. ثوانى بعد اذنك...
ميرفت پبكاء في ايه في ايه...
خليل اهدى يا مدام ميرفت. اهدى تعالى معايا يا دكتور...
خليل خير في ايه...
الطبيب للاسف. البقاء لله انا مقدرتش اقول للمدام.
خليل بحزن والم البقاء والدوام لله. لله مااعطى ولله ما اخذ خلاص يا دكتور انا هبلغها...
الطبيب طيب البقاء لله مرة تانية ولوسمحت عدى على الحسابات تحت عشان الاجراءات.
خليل حاضر حاضر عن اذنك...
الفصل الثاني والثلاثون...
استقبل زوجها الخبر برضا وصبر وحمدا الله امرهم الاطباء ان عليه المكوث لمدة لا تقل عن ثلاث اشهر ومن المحتمل ان تزيد رتب أحمد مع اخيه امور العمل ولكن لم يخبره بما آلت له حالته الصحية علم خليل بالامر من مها واخبرها الا تخبر سمية فاختباراتها على وشك ان تبدأ مرت ثلاث اشهر بسرعة لم تتغير امورهم فيها كثيرا بل كانت على وتيرة واحدة هادئة آسر دائم الانشغال بدراسته وجامعته. بدأت الخلافات بينه وبين زوجته تقل شيئا فشيئا سمية كانت بين بيتها ومذاكرتها. اوقفت تدريبها في المشفى راضخة لامر خليل منعا لارهاق نفسها كانت ايامهاا لا تخلو من مضايقات المدعوة ميريهان وتهديداتها ولكنها لم تخبر احدا ولم تعر هذا الامر انتباها هذا كانت الايا م ولكن هيهات ان دامت على هذا الحال ففى يوم من ذات الايام كانت سمية تجلس في شرفة منزل خليل كان الضوء خاڤت جدا بحيث لا يراها احد انت تجلس تطالع القمر. فقد كان بدرا. ياله من منظر بديع سبحان الخلاق. من يصدق ان هذا البدر في الحقيقة جسم معتم. ولكن اشعة الشمس قلبت كياانه وغيرت صفاته ليصبخ منيرا للطرق ورمزا للجمال والرومانسية فسبحان الله كانت غارقة في بحر خيالها انتبهت لوقع خطواته. ارادت ان تنهض ولكنها سمعت ما اجبرها على الجلوس.
خليل طيب يعنى انت متاكد ان أحمد دلوقتى كويس ويقدر ينزل مصر
أمين ايوة والله يا خليل متقلقش هو كمان اسبوعين ولا حاجة وهينزل ان شاء الله.
خليل طيب وحكاية رجله دى اكيد هتاثر على نفسيته لما ييجى وبالتالى هتأثر على علاجه هنا.
أمين معتقدش. احمد ومراته تعايشوا مع الموضوع بسلاسة جدا ماشاء الله ومظنش ان موضوع الشلل ده هيأثر على علاجه ان شاء الله
خليل يعنى مفيش امل خالص أحمد يرجع يمشى تانى
أمين للاسف يا خليل انت عارف. دى اعصاب. يعنى للاسف مفيش امل...
خليل لا حول ولا قوة الا بالله طيب. معلش يا أمين تعبت معايا بس أحمد اكتر من اخويا.
أمين عيب يا خليل متقولش كده انت هتحتاج منى حاجة تانية
خليل لا سلامتك يا أمين وياريت اى تطور لاحمد يحصل تبلغنىى بيه.
أمين ان شاء الله. مع السلامة
خليل مع السلامة...
كانت تستمع لحديث خليل. بدهشة بصجمة بتعجب لم تقو على البكاء. كانت تشعر بان مكروها ما حدث لوالدها فمن طريقة كلام امها احست بذلك وايضا خليل بعبارته المبهمة حين يهاتف أمين امامها لماذا حدث هذا. ايعقل ان يصبح والدها عاجزا عن المشى حتما انه لا يستطيع تحمل ذل فهو شعلة نشاط لا يحب الجلوس في المنزل ابدا دائم التحرك بين اعماله العديدة كان مثالا للقوة والرجولة والحماية ايعقل ان يصبح عاجزا جلس خليل على كرسى لم ينتبه لوجودها. ولكن هناك صوت انفاس قوية سريعة. مضطربة. مصډومة غاضبة. مكتومة حرك بصره قليلا ليجدها تنظر اليه پصدمة كبيرة. واجمة الوجه لا تتحرك توقع حينها ما حدث.
خليل بارتباك سمية ايه اللى جابك هنا اقصد انتى هنا من امتى
سمية ...
خليل سمية انتى سمعانى. سمية...
سمية بصوت مكتوم. متهدج بابا بابا ماله رجله مالها
خليل بارتباك رجله ايه يا بنتى هو كويس جدا وجاى ان شاء الله خلال الايام دى...
سمية بدموع تنسكب من مقلتيها بغزارة لم تشعر بها لا. هو مش