رواية للكاتبة ندى محمود كااااملة
وقولت ادخل اسلم عليك بس خۏفت تكون مش فاضي ولا حاجة فكنت هرجع تاني
أجابها آدم ضاحكا
_ لا فاضي تعالي ادخلي هفرجك على التجهيزات اللي خلصت ونقعد نشرب فنجانين قهوة مع بعض
زينة بابتسامة متوترة
_ مبحبش القهوة !
آدم
_ خلاص هنشرب شاي يازينة ادخلي يابنتي مالك متصنمة كدا ليه !
لم يكن آدم بأحمق حتى لا يفهم مشاعرها تجاهه ولكنه كان يتصرف بطبيعية تماما وكأنه لا يدري بأي شيء
في أمريكا
حين يتصرف الولدين بأنانية وعدم حكمة ورزانة يكون الضحېة الوحيدة بينهم هو الطفل
تروق له حتى يكون مع صغيرته ولم يفكروا بماذا تريد هي وكانت النتائج هكذا تجلس الطفلة حزينة تعاني من اشتياقها لأبيها ولا تقوى على فعل شيء سوى الاستماع لحجج والدتها الواهية في غياب أبيها عنهم وابتعادهم عن منزلهم لكل هذه الفترة الطويلة !
تنهدت جلنار بعدم حيلة واقتربت من ابنتها تقول بخفوت
تهللت أساريرها فورا وقالت بفرحة غامرة
_ إيه هو
_ مش هنقوله احنا
قاعدين فين لأن كدا المفاجأة اللي احنا عاملينها ليه هتبوظ
هنا باستغراب
_ مفاجأة إيه
أجابت جلنار بابتسامة عذبة
_ مش بابا عيد ميلاده قرب احنا هنعمله مفاجأة حلوة وهنرجع البيت في يوم عيد ميلاده عشان يتفاجيء بينا لكن لو قولناله مكانا هياجي هو والمفاجأة هتبوظ
_ مش هنقوله
أمسكت جلنار بهاتفها وطالعت صغيرتها بابتسامة متوترة بدأت دقات قلبها تتسارع وصوت بعقلها يلح عليها بطريقة مرهقة للأعصاب تراجعي لا تفعليها !! ستندمين صدقيني كانت على وشك التراجع بالفعل لكنها لم تفعلها على آخر لحظة فقط من أجل صغيرتها التي تتحرق شوقا لمحادثة والدها بعد غياب شهرين وربما حتى هي التفكير بأنها ستحادثه بعد كل هذا الغياب أربكها
كان عدنان بمكتبه الخاص في المنزل يمسكبالدموع كانت دمعة تقف على أعتاب جفنيه وما منعها من النزول سماعه لصوت رنة مميزة
خرجت من هاتفها كانت رنة أحد تطبيقات السوشيال ميديا ضيق عيناه بريبة وأمسك بالهاتف يحدق في اسم المتصل بدهشة حيث كان الملف الشخصي الخاص بزوجته رفرف قلبه بتلهف امتزج بالڠضب المدمر وأجاب فورا بصوت جهوري
_ جلنار أااا
توقف عن الكلام ودخلت السکينة لصدره وكأن الحياة أعطته فرصة جديدة ليحيا وهو يستمع لصوت فتاته وهي تهتف بفرحة
_ وحشتني أوي يابابا
لاحت الابتسامة الأبوية والحانية على شفتيه ليحيبها بصوت ضعيف بعد أن تلألأت العبرات في عينه
_ وإنتي كمان ياهنايا وحشتيني أوووووي عاملة إيه ياقلب بابا إنتي كويسة
أخذت جلنار الهاتف من على أذنها وضغطت على زر فتح محادثة الفديو ثم أعطتها الهاتف مرة أخرى وهمست في أذنها بصوت منخفض
_ قوليله افتح الفديو يابابا
قالت هنا بحماس طفولي وصله في صوتها تردد ما قالته لها والدتها
_ افتح الفديو يابابا
انزل الهاتف من على أذنه فور سماعه لجملتها وضغط هو الآخر على زر محادثة الفديو فانفتح الفديو رأى صغيرته وهي تحدق بشاشة الهاتف التي تراه فيها وهي تضحك بسعادة فاتسعت ابتسامته أكثر وكانت جلنار تجلس بجانب صغيرتها تتابع انفعالات وجهه لوهلة شعرت بالندم الحقيقي والإشفاق على وضعه ترك لحيته حتى ڼموت وكبرت وظهرت الهالات السوداء أسفل عيناه التي توضح عدم نومه المنتظم من فرط التفكير والحزن
لكنه لا يزال تماما كما اعتادت أن تصفه كالعقاپ قوى في نظراته وصلب وشامخ حتى في أشد لحظات ضعفه ولطالما كانت ترى عيناه الواسعة تشبه عيني العقاپ في حدة نظرها وفي لونها البنى الغامق وحاجبيه المقطبين مما يعطيه مظهرا رجوليا مثيرا
هتف عدنان بتلهف
_ إنتوا فين ياحبيبتي
_ مش هينفع عشان المفاجأة
_ مفاجأة إيه !
نظرت هنا لأمها التي هزت سبابتها ورأسها بالنفي تحذرها من أن تخبره بشيء لاحظ عدنان وجود جلنار بجانب ابنته فقال بصوت غليظ ومستاء
_ اديني ماما يا هنا
حولت شاشة