رواية للكاتبة نونا المصري كااااملة
فضلت ان تصمت حتى لا توتر الجو اكثر.. وسرعان ما نزل المصعد فصعد ادهم قبلها ووضع نظارته مجددا اما هي فترددت من الدخول لانها لم تستعمل المصعد ابدا منذ اخر مرة علقت فيها معه مما جعله يدرك انها خائڤة من ان يتكرر ما حدث فقال بصوته الهادئ : متخفيش..اللي حصل مش هيتكرر تاني.
نظرت اليه لمدة ثواني وسرعان ما اخفضت بصرها ودخلت الى المصعد ثم ضغطت زر الطابق الرابع حيث كانت تعمل اما هو فضغط زر الطابق الاخير حيث كان مكتبه واثناء رحلتهما في المصعد اندلعت النيران داخل قلبه بسبب رائحة عطر الفانيليا التي كانت تضعه مريم وبالكاد منع نفسه عن احتضانها فقد عاد ليدمن على تلك الرائحة الجميلة التي عانى كثيرا ليتخلص من تأثيرها خلال المدة التي قضاها في الغربة .
توقف المصعد في الطابق الثاني وصعد به احد الموظفين فألقى على ادهم التحية وردها له الاخير بهزة ارستقراطيه من رأسه ودام الصمت حتى توقف المصعد مجددا في الطابق الرابع... نزل الموظف اولا وارادت مريم ان تنزل ايضا ولكن ادهم امسك بذراعها فجأة وضغط على زر اغلاق الباب بينما نظرت هي اليه بذهول .
يتبع.......... الفصل الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
توقف المصعد في الطابق الثاني وصعد به احد الموظفين فألقى على ادهم التحية وردها له هذا الاخير بهزة ارستقراطيه من أسه ودام الصمت حتى توقف المصعد مجددا في الطابق الرابع... حيث نزل الموظف اولا و أرادت مريم ان تنزل ايضا ولكن ادهم امسك ذراعها فجأة وسحبها الى الداخل ثم ضغط على زر اغلاق الباب الامر الذي صدمها فنظرت اليه بتوتر شديد وهو يضغط على ذراعها منتظرا باب المصعد حتى يقفل .
وما ان تحرك المصعد صعودا الى الاعلى حتى افلت يدها ببطء دون ان يعطيها تبريرا لما فعله وكأنه لم يفعل شيئا ولم يمسك يدها ويمنعها من الخروج فنظرت اليه بعيون تملؤها التساؤلات ورمشت عدة مرات ثم سألته بتلعثم : ل.. ليه عملت كدا
نظر إليها بدوره ودقق النظر بها جيدا مما جعلها ترتبك ثم سأل ببرودة أعصاب : عملت ايه
فقالت : ليه منعتني اخرج
أسند ادهم ظهرة على مرآة المصعد وكتف ذراعيه قائلا : هتعرفي لما نوصل مكتبي.
بعد تلك الجملة توترت مريم كثيرا وتساءلت قائلة : وانا هعمل ايه في مكتب حضرتك
فنظر اليها بنظرة فاحصة ثم اردف بسخرية : متخفيش... انا مش بعض ودلوقتي اسكتي لغاية ما نوصل.
قال ذلك ثم اغمض عيناه وهو ساندا ظهره الى جدار المصعد اما هي فسيطر عليها التوتر وقالت في نفسها : يا ترى عايز مني ايه
في الحقيقة ادهم ابقاها في المصعد ليتأكد ان كانت ستؤثر عليه اكثر اما لا وبالفعل كانت قد اسكرته تماما... ليس برائحة عطرها الساحرة فقط بل كل شيء فيها كان يثير جنونه... طولها الذي ينتهي الى حد صدره وشعرها البني المموج كأمواج البحر وسمرة بشرتها التي تشبه لون القمح ولون عيونها العسلي البراق كلنجوم وشفتيها المرسومتين وجسدها المنحوت ... بأختصار كلها على بعضها كانت تعجبه واصبحت السل الذي يفتك بقلبه ويشغل تفكيره لليل نهار .
وما ان وصل المصعد إلى الطابق الاخير من الشركة حتى قال دون ان ينظر إليها : تعالي ورايا.
ثم خرج قبلها اما هي فأزدردت ريقها واخذت نفسا عميقا وبعدها لحقت به إلى مكتبه حيث نهضت السكرتيرة سلمى عندما رأته وقالت بدهشة : ادهم بيه !
فقال لها : سلمى ...مش عايز اي ازعاج .
ردت سلمى : حاضر يا فندم.
قالت ذلك ونظرت الى مريم ثم سألتها بخشونة : انتي بتعمليه ايه هنا انا مش قولتلك قبل كدا مش مسموح لاي حد من الموظفين يجي هنا
أرادت مريم ان تتحدث ولكن ادهم سبقها بقوله : انا طلبت منها تيجي.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم التي ارتبكت من نظرته الحادة واضاف بنبرة امر : تعالي ورايا.
وبعد أن قال ذلك دخل إلى مكتبه الفاخر اما مريم فشعرت بثقل في قدمها ولا تعلم لما شعرت بالرهبة منه بالرغم من كونه انسانا عاديا وليس وحشا الا انها كانت تهابه كثيرا حتى أكثر مما كانت تهاب والدها الراحل... تقدمت نحو باب المكتب بخطوات مرتبكة وهي تفرك يديها وبعدها دخلت ووقفت سلمى تحدق بباب المكتب المغلق بنظرات تملؤها التساؤلات ثم سألت نفسها : هو في ايه
في مكتب ادهم......
جلس على كرسيه الجلدي بكل راحة خلف طاولة مكتبه المستطيلة بينما وقفت مريم على بعد مترين منه وهي متوترة... وما زاد توترها أكثر هو الهدوء الممېت إذ ان الرجل لم يقل اي شيء بل اخرج علبة سجائره الفاخرة من جيب سترته واشعل سېجارة واخذ يشعلها بكل استرخاء وبعد ذلك وجه نظره اليها بينما كانت تتلفت حولها وتنظر في ارجاء المكتب حيث كان كل