رواية للكاتبة نونا المصري كااااملة
فنظرت مريم اليه وقالت : انا اسفه يا استاذ هاني بس لازم ارجع البيت دلوقتي...خليها مره تانيه.
هاني : خير... في حاجة
مريم : متشغلش بالك...مفيش حاجة مهمة.
هاني : طيب تحبي اوصلك.
مريم : متشكرة بس مش عايزه اعطلك عن شغلك .
هاني : ولا هتعطليني ولا حاجة... اساسا دلوقتي استراحة الغدا يعني مفيش عندي شغل.
فابتسمت مريم وقالت : وبرضو مش عايزه اتعبك معايا.
هاني : الله يسامحك... ودا كلام برضو احنا زملاء في الشغل ودا اقل واجب اعمله .
مريم : خلاص... ماشي.
فأبتسم هاني واردف بحماس : يلا اتفضلي .
فحملت مريم حقيبتها ثم قالت : متشكرة.
وعندما ذهبا الى موقف السيارات وصعدا في سيارة هاني قادها حتى اوصل مريم الى منزلها بعد ان اعطته العنوان وكانت الساعة آن ذاك تشير الى الواحدة ظهرا... فنزلت من السيارة ونظرت اليه من النافذة وهي تبتسم قائلة : متشكرة يا استاذ هاني.
هاني : العفو... تحبي استناكي.
مريم : مفيش داعي... مش عايزه اتعبك معايا اكتر .
هاني : براحتك... يلا سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم شغل محرك سيارته وهم بالمغادرة اما هي فنظرت الى نفسها مجددا ثم تنهدت تنهيدة عميقة وصعدت الى الدور الثاني من العمارة التي كانت تسكن بها مع اختها الصغيرة مرام توجهت نحو شقتهم واخرجت مفتاح الباب من حقيبتها وبعدها دلفت الى الداخل وذهبت لتبدل ملابسها وبعد ان فعلت ذلك خرجت من المنزل ونزلت من البناية وهي في غاية الروعة بملابسها البسيطة المكونة من بنطال رسمي باللون الأسود وقميص ابيض ذو ياقة ذهبية مزركشة ... اوقفت سيارة أجرة وعادت الى الشركة فرأها ادهم وشعر بالرضا لانها نفذت ما طلبه منها بالحرف الواحد.
تسارع في الاحداث............
في صباح اليوم التالي استيقظت كعادتها مبكرا فذهبت الى غرفة اختها لكي تيقظها من اجل الذهاب الى المدرسة وبالفعل فعلت ذلك ولكنها انتبهت ان اختها مرام كانت تبدو مريضة ووجها شاحب فسألتها بقلق : انتي كويسه يا حبيبتي
ابتسمت مرام وقالت : ايوا... انا كويسه مټخافيش
وضعت مريم يدها على جبين اختها ثم قالت : غريب... مفيش حرارة يبقى ليه شكلك تعبانه
مرام : متقلقيش يا مريم... انا كويسه وزي الفل.
مريم : قوليلي يا حبيبتي... قلبك بيوجعك حاسه في ۏجع ... طمنيني !
فهزت مرام رأسها بالنفي واردفت : لاء يا ميمي ...مش حاسة بحاجة.
مريم : اوك... يلا قومي علشان تجهزي نفسك وانا هحضرلك الفطار.
مرام : حاضر.
ثم خرجت مريم من غرفة اختها لكي تعد الفطور وما ان خرجت حتى تغيرت ملامح وجه مرام ووضعت يدها على صدرها واغمضت عيناها پألم فهي اخفت امر ألم قلبها عن اختها الكبيرة لئلا تجعلها تقلق لانها كانت تعرف مريم حق المعرفة وما ان تشعر بالقلق حتى تصبح كالمچنونة تماما ومن المؤكد انها ستأخذها الى المستشفى فورا وهي لم تشاء الذهاب الى المستشفى حتى لا تكلف اختها دفع فاتورة الفحوصات الطبية حيث انها كانت تدرك مدى حاجتهما الماسة للمال .
وبعد ان فعلت كل منهما روتينها اليومي... ذهبت الكبيرة الى عملها برفقة صديقتها الهام كالعادة اما الصغيرة المړيضة فذهبت الى مدرستها وفي الشركة ... توجهت مريم نحو مكتبها قبل ان يصل ادهم بقليل فوجدت هاني ينتظرها هناك فابتسم فور رؤيته لها وقال : صباح الخير يا انسه مريم.. عاملة ايه النهاردة
استغربت من امر وجوده بالقرب من مكتبها منذ الصباح حيث ان جميع الموظفين يعلمون ان الطابق الاخير من الشركة خاص ب بالإدارة وقسم السكرتارية فقط ولا يسمح للموظفين العاديين ان يذهبوا إلى هناك... فاقترت منه وقالت : صباح النور..بتعمل ايه هنا يا استاذ هاني
وقف هاني يعبث بشعره وابتسم ببلاهة قائلا : بصراحة كنت مستنيكي.
مريم : خير.. في حاجة
هاني : في الحقيقة انا مش عارف ازي هفتح معاكي الموضوع بس.. تقبلي تخرجي معايا النهاردة انا عايز اعزمك على الغدا وبتمنى انك تقبلي.
فابتسمت مريم بعفوية وقالت : ان شاء الله... ولو اني انا اللي لازم اعزمك لانك وصلتني البيت امبارح.
هاني : لا العفو... دا واجب عليا.
مريم : يبقى هقابلك في استراحة الغدا.
فاتسعت ابتسامة هاني واردف : وانا هستناكي...يلا مش عايز اعطلك اكتر عن اذنك.
قال ذلك ثم اراد ان يغادر ولكنه توقف عندما رأى ادهم واقفا امامه على بعد خطوات ويبدو من ملامح وجهه المنزعجة انه سمع حديثهما كله ...فابتلع الشاب ريقه ثم ابتسم بإرتباك وقال : ص.. صباح الخير يا فندم.
ولكن ادهم رمقه بنظرة مخيفة وكأنه كان يريد ان يأكله حيا وبعدها تجاهله تماما ثم توجه نحو مكتبه بدون ان يلقي التحية على مريم التي قالت : صباح الخير يا فندم.
فدخل مكتبه بصمت ممېت وفي داخله تسونامي يتخبط بجدران صدره ...وما ان دخل المكتب حتى ارخى ربطة عنقه بقوة واخذ صدره يعلو ويهبط نتيجة الڠضب الشديد الذي سيطر عليه في تلك