رواية بقلم سيلا وليد
ثم اتجهت بنظرها إلى زوجها
براحتك يامالك
خرجت كوثر تنظر إلى النيل ولاحت ابتسامة حزينة على وجهها عندما تذكرت حياتها قديما مع زوجها منذ خمسة وعشرون عاما
Flash
خرجت من عملها وقامت الأتصال ب صديقتها الوحيدة
شهيرة انا خلصت شغل وهروح عشان مروان مش مبطل عياط وبعد ماتخلصي عدي عليا
على الجانب الآخر أجابتها شهيرة
وصلت كوثر إلى منزلها بعد يوم عمل طويل
مروان عامل ايه يا فايزة
اجابتها العاملة
أكلته ياهانم وماسكتش غير لما الأستاذ مالك جه وأخده مني
تحركت متجهة للداخل وجدته يغفو بجوار ابنهما حملت الطفل واتجهت به لغرفته مع أخته وجدت ابنتها تغفو بسلام وضعت طفلها وانحنت تطبع قبلة على جبينها رجعت بعد قليل إلى زوجها
مكنش فيه شغل كتير اعتدل على فراشه وهو ينظر بشرود جلست بجواره تربت على كتفه
مالك ياحبيبي حاسة إنك مضايق ومهموم
سحب كفيها وأجلسها بجواره
كوثر عندي قضية كبيرة والقضية دي لو كسبتها هتنقلني نقلة كبيرة
ودا ال مزعلك ومخليك حزين كدا
تراجع بجسده للخلف وهو. يطالعها بصمت حاذر
القضية دي لرجل أعمال
اومأت تنظر بعينها تنتظر حديثه
آه وبعدين فين المشكلة
نهض واتجه يشعل سېجاره وبدأ ينفثه بتمهل قائلا
قضية رجل أعمال اسمه صفاء الزيني تحركت إلى أن توقفت أمامه محاولة استيعاب حديثه
استدار يومأ برأسه قائلا
الناس بتقول ياكوثر بس احنا بنسمع ومش متأكدين
رفرفرت بأهدابها مصډومة بحديث زوجها
بجد يامالك انت مصدق كلامك دي مصانعه كلها اتشمعت بالشمع الأحمر
اتجه إليها وجلس بجوارها
إنت عارفة لو كسبت القضية دي هاخد كام..نهضت منتصبة بوقفتها وربعت ذراعها
كاد أن يتحدث أشارت بسبباتها
ولادي مش هدخل عليهم قرش حرام سمعتني يامالك احنا مش هنعيش على مۏت الناس الراجل دا لازم يتحاسب ومتنساش هاني يامالك
كتم غيظه من اتهاماتها محاولا السيطرة على أعصابه فأردف
زوت مابين حاجبيها قائلة بإستنكار
اومال هو فين دلوقتي مش مسجون..سحبت نفسا قويا وتحدثت بهدوء
أنا عارفة انا بتكلم من غير دلائل بس اقنعني يامالك ماهو مفيش دخان من غير ڼار والراجل دا من زمان وأعماله كلها مشپوهة لو سمحت يامالك احنا مش محتاجين نكون في موقف شبهة ولا ندخل على ولادنا فلوس بدم الناس وبعدين هتوقف قدام صاحب عمرك ناسي هاني بيحاربه
ظل صامتا وكأنه يفكر بحديثها فتحدث بعد لحظات من الصمت قائلا
خلاص ياكوثر هبعد عن القضية حاضر وهكلم عز
ذات مساء بإحدى الشقق
كان يتمدد على الأريكة يغفو فوق ساقيها
وبعدين يامالك!
يعني هترفض القضية زي ماكوثر عايزة
سحب نفسا قويا وزفره ببطء معتدلا
معرفش شهيرة متردد ممكن كوثر بتقول الحق
استقطبت ملامحها وسألته بجدية
ايه ال بتقوله !!..لا طبعا انا مش موافقة على كلامك دا ماكل مرة الراجل يتحبس ويخرج تاني
تنهد بصوت عالي ثم رفع عيناه يحاورها
تفتكري يكون اشاعات فعلا..دنت منه تلمس على وجنتيه مرة وعلى خصلاته مرة ثم أردفت
دي فرصة عشان اسمك يكبر حبيبي سيبك من كلام كوثر انت تايه عنها طول عمرها بتاعة شعارات
حك ذقنه ونظر إليها بشرود
طيب هاني هاني لو عرف هيزعل وممكن نقاطع بعض
ربتت على كفيه قائلة
فكر في نفسك وبس وازاي تكسب القضية محدش بينفع حد حاليا
تفتكري ممكن اكسب القضية دي
نهضت وهي تناوله
الفواكه
طبعا هتكسبها هو انت شوية ولا إيه
جذبها بقوة يحاوطها ناظرا إليها بمكر
أكيد هكسبها ياحبي طول ماانت بتساعديني..نهض وسحب كفيها
تعالي عشان أقولك ازاي هنكسب القضية
تعاقبت الأيام والشهور إلى أن جاء اليوم الذي قلبت حياة كوثر رأسا على عقب
ذات مساء..كانت تجلس تلاعب أطفالها رهف الذي تبلغ من العمر عشر سنوات ومروان سنتين استمعت إلى رنين جرس الباب ولجت إليها العاملة
فيه واحد برة بيسأل عن الأستاذ ياهانم
قطبت مابين جبينها متسائلة
مين دا !
اسمه هاني القاضي..نهضت وهي تشير إلى إسدالها
طب هاتي الٱسدال وروحي شوفي يشرب إيه
خرجت بعد دقائق معدودة
اهلا استاذ هاني..ڼصب عوده
أهلا مدام كوثر بحاول أتصل بيه مبيردش
فيه حاجة ولا إيه!تسائلت بها كوثر
يعني هو مش موجود البنت السكرتيرة قالت إنه في البيت بيحتفل مع مراته عشان القضية
قضية!!..تسائلت بها كوثر..امسك هاتفه وحاول الأتصال به
أيوة يافندم..وصليني ضروري بالأستاذ مالك يابنتي محتاجه ضروري
أجابته السكرتيرة التي تجلس مع خطيبها
حضرتك هو في بيته التاني شقة مدام شهيرة
جحظت أعين كوثر وتسائلت بلسان ثقيل
هي قصدها مين..حمحم هاني عندما وجد شحوب كوثر
أنا بسأل عن مالك المحلاوي!!
يااستاذ هاني الأستاذ مالك في بيته التاني ال حضرتك عارفه هو قالي لو حاجة ضرورية اعرفك
شهقت واضعة كفيها فوق فمها متراجعة للخلف بحدقتين متسعتين تشعر وكأن أحدهم طعنها بآله حادة بصميم قلبها
مالك متجوز صحبتي!!أغلق هاني هاتفه وتوقف بصمت للحظات ولكن نظراتها المتوسلة له تريد تكذيب ما استمعت إليه
أنا مكنتش اعرف ياكوثر انا كنت جاي اعاتبه
تعاتبه!!..تعاتبه على