رواية ولاء رفعت كاملة
جانبا وقالت
أيوه يا رقية يا ختي ده حتى النبي وصى على سابع جار.
ونظرت إلى زوجها وأردفت
يلا يا عرفة روح عشان تلحق تجيب الفلوس.
ولج من باب منزله يتحمحم ويقول
السلام عليكم يا أهل الدار.
خرجت من الغرفة والقلق يسرى بداخلها خوفا إنه ربما قد رآها عندما خرجت من منزل الشيخة حسنات العرافة ازدردت ريقها ثم بادلته التحية
ركضت نحوه لتلتقط الوشاح الحريري الذي يلقيه على كتفه جلس على الأريكة فچثت على ركبتيها أمامه لتخلع عنه حذائه الأسود سألها بحدة
أمال فين جاسر
كانت أختي هنا الصبح ومسك في حمزة ابنها خدوه معاهم.
نظر إليها پغضب وصاح بها
وماله ابن أختي إن شاء الله
قد مل من ذلك الحديث الذي يكرره إليها عندما تسأله فأجاب بامتعاض
لأنه عيل متدلع وقليل الرباية ودايما بيحرضه على المصاېب ولا نسيتي لما خلاه يفهمنا إنه بيروح المدرسة ولولا جواب الإنذار كان زمان ابنك مرفوض
ما خلاص يا يعقوب مش كل مرة تقول نفس الكلام.
شعر بسأم من الحديث معها يعلم خصالها السيئة والتي أشهرها العناد والإصرار أشار إليها بيده وقال
روحي يا راوية حضري ليا الغدا ربنا يهديكي.
صدح رنين جرس منزله فكادت تتجه نحو الباب فأوقفها
ادخلي أنتي جوه هاشوف أنا مين.
خير يا عرفة فيه إيه اللحمة ما كفتش الناس
ابتلع ريقه وأخبره
بص يا معلم عم حسين اللي حكيت لك عنه اللي بيته وقع السنة اللي فاتت بسبب الزلزال وجه سكن في الشقة اللي قصادنا.
كان الأخر ينصت إليه عاقدا ما بين حاجبيه فسأله باهتمام
ألتقط أنفاسه ثم أجاب
تعب ودخل المستشفى والدكتور قال لينا لازم يعمل عملية لأنه بعيد عنك جاله جلطة في القلب والعملية تكلفتها عشرة تلاف جنيه بنته الوحيدة معهاش غير ألف فبصراحة أتصرفت عشان يدخلوه العمليات ودفعت التلات آلاف اللي المفروض أطلعهم لله.
عقب يعقوب وهو يفكر في الأمر بعناية
ذهب إلى غرفته وفتح الخزانة فتح درج خشبي صغير وتناول منه مبلغ من المال وقبل أن يغلق الدرج لاحظ أن هناك نقص في النقود الموضوعة.
عاد إلى عرفة وقال له بصوت خاڤت
خد دول
تسعة تلاف ادفع باقي حق العملية والباقي إديه لبنته مؤكد هيحتاجوا فلوس ولو في أي حاجة تعالى قولي.
رفع عرفة يده في وضع الدعاء
ربنا يبارك لك يا معلم ويرضيك ويرزقك من حيث لا تحتسب.
مع مرور كل دقيقة أصبح الانتظار لا يحتمل تجلس رقية متكئة ومرفقيها أعلى فخذيها وكفيها على وجهها تردد الكثير من الأدعية من أجل والدها تتلو ما تحفظه من آيات القرآن الكريم حتى وصل إلى سمعها صوت فتح باب غرفة العمليات خرج الطبيب ويعتلي الوجوم ملامح وجهه نهضت على الفور تسأله وقلبها على حافة الهاوية
خير يا دكتور طمني على بابا.
نظر إلى أسفل بحزن وأسف قائلا
البقاء لله.
2
2
صوت الشيخ محمد رفعت يدوى بين أرجاء المنزل حيث تجلس النساء يرتدين الثياب السوداء وأمام المنزل نصبت السرادق يأتي الرجال لتأدية واجب العزاء الذي قام بالإشراف عليه عرفة وبعض رجال الحارة وقد أتى يعقوب فنهض عرفة ليرحب به ويعد له مقعد خاص
اتفضل يا معلم.
رفع يعقوب يده ليوقفه قائلا
ما تتعبش نفسك يا عرفة أنا جاى عشان أعزي الآنسة رقية هي فين
أجاب وهم بالعودة إلى داخل البناء
ثواني هقول لأم محمود هخليها تنده لها من جوا أصل الشقة عندها مليانة ستات كتير.
ذهب عرفة وأخبر زوجته بطلب يعقوب فولجت إلى داخل منزل رقية التي حاولت أن تتماسك أمام الجميع فمنذ أن أبلغها الطبيب پوفاة والدها لم تكف عن البكاء أبدا حتى لم يعد لديها قدرة على ذرف الدموع مرة أخرى ربما أصاب الجفاف عينيها.
دنت منها هويدا وأخبرتها بهمس أن يعقوب ينتظرها في الفناء لتعزيتها نهضت على الفور وخرجت إليه بينما هو كان يخفض بصره قال لها عندما وقفت أمامه
البقاء والدوام لله يا آنسة رقية.
سرعان ما اخترق سمعه صوت أنثوي ناعم قد أرهقه الحزن
حياتك الباقية يا معلم يعقوب.
وبدون أن يشعر نظر إليها وظلت عيناه تتجول على ملامحها التي تتميز بالهدوء والسکينة ربما لم تكن أكثر جمالا من زوجته لكن لديها شيء ينقص الأخرى بل أشياء كثيرة كان يتمنى أن يجدها في شريكة حياته كالقبول والراحة وكأن روحه وجدت ما تسكن إليه تلك العيون التي ذبلت من فرط الدموع اهتزت إليها جدران فؤاده ما هذا الشعور الغريب الذي داهمه من مجرد نظرة!
يلا بينا يا معلم.
كان صوت عرفة وعندما أدركه يعقوب تحمحم قائلا
لو محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك احنا جيران وكلنا واحد.
أومأت إليه وأجابت
تسلم يا معلم.
قاطع تلك اللحظة دخول مجموعة من السيدات قد