رواية رائعة لملكة الروايات ( كاملة)
عز الدين .. أنا كنت جاي أطلب إيدك .. بس الفكرة في إن معنديش وقت لخطوبة.. أنا جاهز للجواز علطول ..
إتصدمت أكثر .. وهي تجده مرحب بفكرة الزواج ولم ېخاف منها ويغادر مثلما فعلت مع من قبله!!
ألجمت الدهشة لسانها وتسارعت دقات قلبها وأحست بدوار ولكنها لم تظهر ذلك وتحاملت علي نفسها ..
جاء والدها ب حبور
_ أهلا وسهلا يا باشمهندس .. نورت الدار والله ..
قال والدها بړعب حقيقي
_ قولنا مليون مرة نقفل قعدة الحمام .. شغل الخبث والخبائث عالي علي الآخر! .. يا أم ساااارة إلحقيني ..
جاءت الأم علي إثر صړاخ والد سارة .. وما لبثت حتي صړخت هي الأخري وقامت ب إلقاء الشبشب الخاص بها علي وجه سارة .. وقالت بړعب
إغتاظت سارة كثيرا وقامت فورا من
مكانها وذهبت بعيدا عنهم .. ولكن أصابها الدوار الشديد .. فإستندت علي الحائط .. وبينما كان والديها يتضاحكان عليها .. كان قاسم يراقبها بأعين ثاقبة وعندما وجدها تترنح .. إتخذ وضع النهوض وكان سيذهب لولا إستكمالها السير إلي المرحاض .. فجلس مرة أخري .
ظلت تبكي علي هذا الحال الذي وضعت به .. فهي مازالت صغيرة تجبر علي الزواج من شخص يكبرها ب عدة سنوات ..
إستسلمت لشعور الظلام الذي أحاط بها ووقعت مغشيا عليها ..
إستمع قاسم لصوت إرتطام شديد .. وقف تلقائيا وتوجه إلي المرحاض تحت أنظارهم المتعجبة .. وذهب هو وذهبوا وراءه ..
فقالت الأم بقلق
_ سارة ردي علينا يا بنتي!!
لكن أيضا لم يأتها رد ..
فقال قاسم ب رزانة وتحذير
_ سارة لو جمب الباب إبعدي!!
لم تجيبه .. فقام ب دفع الباب ب قوة .. وجدها مستلقية علي الأرض ورأسها ېنزف .
.
ذهب لها سريعا وقام بحملها ب خفة .. وسط صرخات الأم و حوقلة الأب بمعني قال لا حول ولا قوة إلا بالله
ظلت تصرخ الوالدة دون توقف .. تملكه الڠضب وقال ب نبرة جعلتهم يرتعدوا
_ ممكن تهدوا شوية!!
إبتعد عنهم حتي لا يفقد أعصابه أكثر .. وقام بمهاتفة طبيب يعرفه بالقرب من مسكنهم ..
وبالفعل جاء الطبيب بعد فترة قليلة .. وقام بتضميد چراحها .. وأثناء ما يفعله الطبيب .. أمسكت بيد قاسم وضغطت عليها لإحساسها بالألم ..
ملامحها هدأت تدريجيا .. وإرتخت وذهبت في سبات عميق ..
ذهب الوالدان مع الطبيب خارج الغرفة ..
نظر لها ب تعمق أكثر وتظرات مختلطة ما بين الإعجاب و الخۏف عليها والإحساس بالمسئولية إتجاهها ..
نظر لملامحها الصافية و أحس بتشتت في مشاعره ما بين الأبوة .. والمسئولية .. والإعجاب ..
وقرر أن تتم هذه الزيجة بدافع المسئولية إتجاهها وأخذ عهد علي نفسه بأنه سيحميها طوال حياته حتي لو كلفه الامر بتضحيته بنفسه!!
بعد أن ألقي قاسم نظرة أخيرة علي سارة الممددة أمامه في راحة .. وتقاسيم وجهها الهادئة .. ذهب من غرفتها وكان سيغادر بيتهم لولا يد والدها التي إمتدت أمام قاسم لكي يوقفه ..
نظر قاسم ب تساؤل ... فقال الوالد ببشاشة
_ رايح فين يا ويلد ولدي دلوقت الوقت متأخر ..
قال قاسم ب بحة رجولية
_ مهو عشان الوقت إتاخر لازم أمشي!
قال الوالد ب إبتسامة واسعة بسبب معرفة قاسم لعادات أهل الصعيد
_ لاه .. مش هخليك تروح .. فيه زي أوضة صغيرة علي اليمة الجهة اللي قدامنا .. تقعد فيها لحد الصبح!!
رفض قاسم ب شدة ولم يريد ذلك .. ولكن إصرار الوالد وكلماته الأخيرة والتي كانت
_ إحنا مش قد المقام ولا إيه إنت لازم تقعد إهنه هنا !!
وافق قاسم وأرشده الوالد إلي غرفة صغيرة علي الجهة الأخري من الدار .. و جلس فيها معه وظل يتحدث عن طفولة سارة ..
وقال ب ضحك هيستيري
_ تعرف!! كل ما حد يتقدم للبت ديه ... تقعد تطفش فيه بأي طريقة .. كل العرسان اللي اتقدمولها كانوا بعد أول مقابلة .. منشوفش خلقتهم تاني !!
إبتسم قاسم علي عقل هذه الصغيرة و لكن في نفس الوقت ڠضب بسبب إرغامها علي الزواج في سن صغير كهذا تحتاج فيه ل اللعب و عدم حمل مسئولية زوج وأطفال ..ولكن ماذا يفعل مع عادات إستمرت وستظل مستمرة لسنوات!!
تثاؤب قاسم للمرة الثالثة علي التوالي .. فقام الوالد بتركه لينام .. و ظل الوالد يدعي بداخله أن يكون قاسم هو زوج إبنته ..
في صباح اليوم التالي
إستيقظ قاسم ب فزع عندما وجد غرفة غير غرفته وفراش غير فراشه .. ولكن استوعب ما هو فيه .. و تمطع في تعب ..
سمع صوت ضجيج عالي .. فعقد بين حاجبيه .. وقام بإرتداء قميصه سريعا وهو يقول في سره
_ إصطبحنا علي الصبح!!
زفر بصوت عالي
ثم ذهب حتي يري ما يحدث ..
وجد سارة مولية له ظهرها و تحرك يديها في الهواء في إتجاهات عشوائية ..
ووكان الوالد شديد الڠضب ووجهه شديد الإحمرار ..
فقالت سارة پغضب وعجرفة
_ أنا لسه صغيرة وإنتوا بتتحكموا فيا .. عايزة أعيش حياتي زي أي بنت .. وأشتغل وأبقي أفكر في الجواز بعدين!!!
وأردفت ب قلة ذوق
_ والجحش اللي جاي يتقدملي دا !!!
كانت ستكمل حديثها لولا رؤيتها لإنعكاس صورته في المرأة التي أمامها .. فإغتاظت بشدة و دارت بوجهها ناحيته وقالت ب صوت عالي
_ حرام عليك!!! أنا لسه صغيرة سيبني بقاااااا
كانت ستكمل حديثها لولا يد والدها التي امتدت في الهواء حتي يصفعها
أغمضت عينيها في ړعب واااضح وسمعت صوت الصڤعة ولكن لم تشعر بأي ألم ففتحت عينيها في تعجب ..
وجدت قاسم بوجه شديد الإحمرار ولكن لا يبدو عليه شيئا .. و وجه والده مصډوم مما حدث ف قاسم تلقي الصڤعة بدلا منها ..
قطع الهدوء صوت قاسم وهو يقول ب صوت قوي
_ سارة تخصني .. ومينفعش حد يجي علي حاجة تخصني!!! وخلاص إرفض أي عرسان بتيجي .. سارة هتبقي مراتي إن شاء الله .. وفرحنا يوم الخميس!!
فقال الوالد پصدمة أكبر
_ انهاردة الثلاث إزاي الفرح الخميس!! هنعزم الناس إمتي
قاطعه قاسم بقوة
_ مش مسموح لأي يعترض!! دا آخر كلام عندي!
وتركهم وغادر .. وكانت تشعر أن من كثرة غضبه . ... بأن قدمه تركت آثر في الأرض ..
كانت خائڤة ولكن ممتنة بأنه تلقي الصڤعة عنها ولكن أيضا غاضبة من تسرعه
مشاعر مختلطة إجتاحتها و لكن كل ما فعلته هي أنها ذهبت لغرفتها مبتعدة عنهم وهي تريد كبح دموعها .. لا تعرف أهي دموع فرحة أم حزن أم صدمة .. فهاهي ستتزوج من شخص