الخميس 09 يناير 2025

رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

عليها تحية الصباح التي استقبلتها بأنظار شائنة متجاهلة
ترحيبه الودود بها
أنت هنا بتعمل ايه 
ألقى نظرة على الصغير الممسك بكف أمه والذى بدوره يراقب
طيفهصغيرها لا يشبهها هو فقط نال تلك العيون الناعسة منها لا
أكثر ولكنها الآن متسعة ومترقبة للغاية لرد فعل الغريب على أمه
الذي لازالت تزجره بالنظرات وهي تشد بكفها على كفه فقال
بإبتسامة واسعة وهو يقدم الحلوى له
صباح الخير يا أيهمدى عشانك .أمسك
لكن الصغير رغم إبتسامته التي اتسعت للضعف ربمالم يتقبل
عطيته بسهوله والټفت إلي أمه التي أشارت له بهدوء كي يقبلها قائلا بأدب جم
شكرا
كانت عيناه مركزة عليها وعلى رد فعلها المقتضب فقال بهدوء
نوصل أيهم ونكمل كلامنا في العربيةالموضوع مهم بخصوص امبارح
فقالت محاولة الهروب لا سيما أنها لا تضمن أن يكون الموقف
مراقبا بالكامل من والدها المحترم
نكمل كلامنا فى الشركة ياباشمهندس
القى كلماته المقتضبه وهو يسير متجها لسيارته دون اكتراث
ومين قالك اننا رايحين الشركة !
رفعت أنظارها للأعلى واطمأنت أن والدها غير متواجد بشرفة
شقتها والتي تطل على الشارع حيث يقفان واتجهت لسيارته بخطوات مسرعة وهي تنبه صغيرها
أيهم اقعد حلو في العربية وماتعملش دوشة
الحضانة كانت تبعد دقائق معدودة عن مقر سكنهاعادت
لسيارته متجهمة واندفعت للداخل بثورة عارمة
على فكرة اللي أنت بتعمله ده مايصحش متنساش أنا ست
عايشه لوحدى وماينفعش ولادي يشوفوك والأهم من كده أن الشغل ليه مكانه
الټفت إليها هادئا
أنت كنت ممكن تقولي الكلمتين دول من على باب العمارة
أساسا لكنك جيت معايا لأن الشغل عندك أكتر من مكتب في الشركة
كاد يمازحها قائلا ده غير تأثيري الساحر عليك ولكن نظرة
الشياطين التي تطل من عيناها جعلته يقلع عن الفكرة فاكتفى
بالعقلانية سبيل في حوارهما المشحون
تنفست بعمق وقالت بجدية
خير فيه إيه وليه مش هنطلع على الشركة 
أجاب بغموض
أنا وأنت عندنا مأمورية
وانطلق بسيارته
أنت أزاي تسمحلها تاخد الولاد معاها محرم بيه
رفع أنظاره لأمه التي اقټحمت غرفة مكتبه بالقصر فقال بهدوء
محاولا السيطرة على ثورتها العارمة
وهيقعدوا هنا منغيرها يعملو أيه أنت تعبانه وأنا برة طول النهار لم تأبه لهدوءه واستطردت بنفس الھجوم
وأنت من أمتى بتسمحلها تبات بره أصلا 
دعك وجهه بكفيه متعبا وهو يقول بنفاذ صبر
أمى اللي بين وبين سالي مافيش حد ليه الحق أنه يتدخل فيه
زائد إني مشغول ببلاوي مؤخرا مش مخلايني لا فايق لسالي ولا للولاد
اقتربت منه بقلق وهي تقول
إيه اللي بيحصل ومخبيه عليا 
نظر لها وهو عاجز حتى على التنفس فقال بإقتضاب
مشاكل في الشغل
ردت بسرعة غاضبة
أنت قلت بلاويإيه اللي حصل ماتنطق 
نظر لها ولنظراتها المشټعلة
قدر خوفه أن يصيبها مكروة إن علمت بما اقترفه صغيرها الغالي
قدر سعادته بهذا البريق الۏحشي الذي يطل من عيناها مؤكدا له
أن أنفاسها لازالت متشبثة بهذا الجسد وتلك الحياة فقال بهدوء
زياد ورطنا بمصېبة جديدة من مصايبه
جلست بهدوء أمامه وقالت
عمل إيه ب 
رد غاضبا
بنت الزهري ضحكت عليه وأخدت الشركة منه
رفعت أمه رأسها إليه وقالت بجمود
دي بتنتمم منك
رفع حاجبيه وقال بإندفاع
قصدك إني أنا السب !
همست له بفحيح قبل أن تنصرف مرة أخرى لمهجعها
قصدي أنك أنت الهدف
وفي علم الطبيعة تعلم أن الهدف السهل هو الهدف الساكن
لذلك لم يكن أمرا غير متوقعا أن يرتدي أفضل حلة لديه ويتأنق
مغادرا القصر نحو شركة أخيه
فهو لن يعترف بملكية آل الزهري لما ساهم ببنائة ولو بقطرات عرق
كان يلتهم المخبوزات الساخنة إلتهاما وهي ترقبه بهدوء ظاهري
وفنجان قهوتها شارف على آخر قطراته وقال متفكها
على فكرة أنت المفروض تفطري كويس
ردت ببرود وهي تهز راسها
على فكرة أنا فطرت وفنجان القهوة اللي انت طلبتهولي قرب
يخلص وكل ده ماعرفتش إيه نوع المأمورية اللي طالعين فيها
تمالك نفسه من الضحك متسليا بمظهرها الغاضب وقال
انت لما بتيجي تعاقبي ولادك بيكون شكلك كده 
جمعت أنفاسا متلاحقة بصدرها وهي تنظر للأعلى وقالت أخيرا
باشمهندس أسامة أنا بالظبط قدامي
قاطعها برقة مستنكرا
باشمهندس !.أنا لحد امبار كنت أسامة بس
دفع بطبق لمخبوزات جانبا وأشار للنادل ليحضر مزيدا من القهوة وقال بعملية تامة
أحنا لازم نعرف إيه اللي بيدور من ورانا في مجموعة الزهري يا درية
وأخيرا ! حديث متزن عن العمل
انصتت له وقالت
فعلا بس أزاي 
رد ببساطة
البداية أنت
اتسعت عيناها وقالت
أنا !
ارتشف القليل من قهوته
أنت صحفيه في مجلة إقتصادية هتطلعي دلوقت على مقر
الشركة أنا خليت سكرتيرتي تاخدلك معاد مع نائب مجلس
الإدارة هتسألية الأسئلة اللي في الظرف وحاولي تكونى لطيفة
لطيفة كلمة مكونة من خمسة أحرف معنونة لديها فقط لمطربة شهيرة
تناولت منه الظرف مستنكرة وقالت بنبرة ثقيلة
التمثيلية دي فاشلة جدا!اا
أقر مؤكدا بهزة رأس
واردبس في حالة أن النائب بصباص وعنيه زايغةالعجلة ممكن تمشي
رفعت له أنظارا حاړقة ساخرة
ده أنت كمان عاوزني أمثل دور فيها
ضاقت عيناه ولم يستطع المقاومة وقال بمكر
يمكن الدوركان يكون مسبوك كويس لو بلبس أمبارح
احمرت وجنتها بشدة وقالت وهي تستعد للإنصراف
أنا غلطانة أني وافقت آجي
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات