رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
الخطوات
مع تنورة ضيقة تشد على ساقيها وكانت السقطة تماما تحت
أنظاره عندما كان يدلف هو الآخر من باب العقار المعدني
فاندفع نحوها عارضا يده بمساعدة جاذبا إياها برفق لتقف مرة
أخرى على ساقيها فالتفتت له بحرج عارم تشكره وهي تهندم
مظهرها الأشعث قائلة بكلمات متناثرة
شكرا ...دكتور. عن إذنك
وكادت أن تسقط مرة أخرى وهي تهرب من حصاره فحمل عنها
على مهلك يا مدام درية بالراحة
التفتت له قاضبة الجبين بالراحة وأين لها بالراحة!
فقالت بجمود وهي تتسلق الدرجات على نحو هادئ تلك المرة
وتمد له بذراعها لتحمل أشيائها
ضغط على زر استدعاء المصعد متجاهلا يدها الممدوة وهو يقول بحبور
على إيه الجيران لبعضيها
نظرت له تلك النظرة المتشككة وتقدمت نحو المصعد
النساء أولا حتى يتزوجن
واستقلت المصعد وهو يجاورها وأنظاره تحوم فوقها بتسلية فهي
اليوم على غير العادة ممتعة جدا للأنظار مما أشعره بالغيرة فكم من أنظار سبقته إليها
وعندما ظنت أنها النهاية لهذا اليوم اتضح أنه بلا نهاية
فقد استقبلتها صرخات صغيرها مرحبا بها بتلك الكلمات التي
كانت ببساطة الضړبة القاضية
ولكن تلك الكلمات لم تكن ترقى لمسمى القاضية تماما إزاء
النظرات المسددة نحوها على نحو غير راض تماما وزعيق أصم أذنيها وهي تغلق الباب
ايه اللي أنت لابساه ده يا درية فيه واحده في سنك تلبس كده ده اللي أنا ربيتك عليه
وأنا اللي كنت مطمن أنك عايشه لوحدك
وضعت أكياس البقالة على الطاولة وهي تنفث ڠضبا من جملته
أزيك يا بابا !
وأردفت ببرود
وحشتنا
وتنهدت وهي تحصي داخلها ربما للألف فأبيها لن يكف عن
الحديث المهترئ بشأن استقلالها بحياتها دونه ولكنها ترسي داخل ابنها قاعدة أبدية
على الصغير دوما أن يحترم الكبير
نظراته كانت تصب عليها ڠضبا لا يحتمل وهم يتناولون طعام العشاء وقال بغير رضى
وضعت الملعقة بهدوء وقالت بأنفاس متهدجة
بابا من فضلك ممكن نبقى نتكلم على انفراد
نفث غير راض وقال مؤكدا بټهديد
طبعا إحنا لينا قاعدة مع بعص
وبعد انتهاء وجبة العشاء حملت له فنجان القهوة كما يفضلها
للشرفة بعدما أمرت أولادها بالتوجه لأسرتهم دون نقاش
ووضعتها بحذر وهي تقول بأدب
أمرها بكلمات مقتضبة
رايحة اتطمن على الولاد عاد ليأمرها مجددا
سيبي الولاد دلوقت كبروا ويعرفوا يناموا لوحدهمأنا عاوزك في موضوع مهم
له في محاولة واهية لفرض الود المفقود بينهما
ابتسمت
تحت أمرك يابابا
ركز أنظاره عليها وهو يقول
اسمعي اللى هقولهولك كويس ومش عاوز رد عليه قبل ماتفكرى فيه
تشبثت يدها بالمقعد وهي تقول بإقرار هادىء
حضرتك جايبلي عريس رد بفخر
عقيد متقاعد٤٣ سنةعلى خلق وأدب إنسان ملتزم وأنا اللي
مربيه عنده شركة أمن محترمة
هزت رأسها وقالت وهي تنصرف لغرفتها
أوكيهعن اذنك .تصبح على خير يابابا
عقد حاجبيه غاضبا وقال
هوا إيه اللي أوكيه وتصبح على خير
التفتت له وقالت بهدوء
مش حضرتك قولتيلي إنك مش هتاخد رد قبل ما أفكر فيه
كويس وأنا دلوقتي محتاجه أنام واستحاله أفكر في حاجه كويس وأنا في الحالة دي
أشار لها بإصبعه منذرا
وأنا مش هقبل برفضك زي كل مرة يادرية وخصوصا بعد اللي شوفته النهاردة
سارت نحو حجرتها ودمائها بالفعل كانت تحترق
فأبيها الغالي يعترض على ملبسها الذي اضطرت له في ظروف
غير عادية وزوجته يكاد يكون مظهرها المعتاد على نحو أكثر فجورا
الفصل السادس
الإندفاع نحو الاڼتقام أمرا باعثا للتحدي والذي بدوره قد يتغلب علي كل شيء حتى أنه قد ېقتل الألم في مهده كان مدركا أنها ليست معركته وأنه ليس كأخيه الأكبر حامل لواء إمبراطورية سليم. فلطالما ظن نفسه كائنا مسالما لاينبغى له مصارعة أي شخص كي يحافظ على مجد اسم سيندثر مع الوقت لامحالة.
هو لا يحمل كل هذا الوفاء لأسم والده ولا تلك الروح القتالية في سبيله ولكنه يحمل الألم بين طيات عقله ووجدانه أينما كان ولم يجد مايقتل هذا الألمفالۏجع أقوى مما يبدو لذلك هو يقتات على مسكنات واهية في مطاردة درية وبقية الحسناوات التي تمر عرضا بحياته إحداها ولكن بعد زيارة أخيه بالأمس و...
ياللعجب أيضا هدوء جاسر
الغريب أثناء تلقيه إعترافات الأخير بوقوعه بشرك لعبة بوكر
غير أخلاقية وانصرافه صامتا لكأنما فقد حيلته!
وجد في الإنتقام عرضا أكثر من مغرى للتغلب على هذا الألم وربما دحره لسنوات قادمة
هو كان واثقا أنه سيعود
ولكنه فقط يسعى لإلتقاط بعض الأنفاس الخالية من الۏجع امرا مشروعاأليس كذلك
وقد يبذل في سبيله كل ماهو مشروع وغير ذلك
توقف بسيارته الرياضية أمام منزلها وألقى نظرة خاوية لساعته
الثمينة بضعة دقائق وتظهر صيده الثمين لهذا اليوم
وقد كان
ظهرت ببذلة عملية كحلية اللون وجدلت شعرها حتى آخره
ووجهها كالعادة خالي من المساحيق تحمل ..
بيد حقيبة
متوسطة الحجم وباليد الأخرى تمسك بصغيرها
لابد أنها في طريقها لتقله لحضانته
ترجل من سيارته وسار بضعة خطوات حتى توقف أمامها وهو
يلقى