رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
وشفاة بلون الكرز ممتلئة ولازالت عيناها متعلقة به فقال بهمس أجش
عمرو برضه معذور
واحتبست أنفاسها فور أن وقع بثغره على كفها برقة بالغة أما هو فكان دون قناع وعيناه الرمادية تلمعان في الظلام
وتعلقت عيناها بمحياه الوسيم فمد ذراعه واجتذبها من فوق جسد هذا الملقى أرضا ليدور بها بأرجاء الشرفة حتى قادها للداخل راقصا تحت أنغام الموسيقى الصادحة وهي تضحك له بدلال.
للحياء ولكنه أشعرها بأنوثتها الوليدة تحت أنظاره الماكرة وهم بإبتعاد لائق كي لايتهور مثل هذا العمرو وسط هذا الجمع الحاشد ويحدث مالا يحمد عقباه
فجذبت ذراعه سريعا قبل أن ينصرف وسألته
طب مش هتقولي اسمك !
جاسر سليم
خلعت نظارتها الشمسية الأنيقة ودفعت بها لخصلات شعرها الفحمية ومضت عيناها بنهم تلتهم مشهد الأفق والبحر الممتد أمامها من شرفة شقتها الفاخرة والتي تتوسط قلب الإسكندرية
وبالتحديد صرحها الأعظم
رنين هاتفها لم يتوقف عن الصدح
خبر عودتها للبلاد بعد عشر سنوات كاملة أثار موجة عارمة من المشاعر لدى المقربون منها ظاهرها الترحيب المبالغ فيه من قبل أصدقائها من الرجال
كيف لها أن تترك الأراضي الفرنسية في مثل هذا التوقيت من العام !
سارت بخيلاء نحو الداخل وهي تتأمل كل قطعة من جسدها الملفوف برداء أسود قاتم بنعومة صنع خصيصا
لها بتوقيع أشهر بيوت الأزياء العالمية فقط ليبرز جمالها فهو ماكان ليزيده شيئا بالمرآة العريضة أمامها
أتاها صوت صديقتها المقربة وهي تقول
بقى أعرف من الشلة في النادي أنك رجعت وماقولتليش ده ماكنش عيش وملح يا داليا.
ضحكت وقالت
أنجي أنت حبيبتي وحبيت أعملهالك مفاجأة
ردت الأخرى بإنفعال
وأحلى مفاجأة السهرة عندي الليلة
فحاولت الإعتراض متعللة بالتعب والإجهاد فقالت
خلينا بكرة أو بعده أكون ارتحت شوية ضاقت عينا أنجي وقالت
اتكأت على المقعد خلفها وهمست سريعا
زياد بيسهر عندكأيه لم الشامي على المغربي
تنهدت انجي قائلة
مش عارفةفي ليلة لقيته جاي مع الشلة ومن يومها
أطبقت شفاها بقوة ولكن صوتها خرج خائڼا بدفء ينطق اسمه بهمس معذب
فردت صديقتها سريعا
تعالي الليلة ونحكي .مستنياكي بااااي
صوتها الخائڼ لازال يتلذذ بنطق حروف اسمه
وقلبها لازال يتألم فقط من ذكر حروف اسمه
وعقلها لاينفك عن التفكير بكل مايخص بماض كان لها مع كل حروف اسمه
تزوج للمرة الثانية منذ ست سنوات.
وانجب للمرة الثانية فتاة صغيرة يقولون أنها قطعة مصغرة من أبيها تماما كطفله الأكبر
ورغم ذلك لم تستطع محوه ليلة من خيالها
حمقاء إن ظنت أنها ستتخطاه يوما وتمضي قدما بحياتها
وكيف لها أن تمضي خطوة وهي تتوعده كل ليلة بأحلامها
أنه سيأتيها يوما راكعا تحت قدمها يطلب عفوها وودها ويعتذر من هجرها
الحظ الليلة حليفه
يكاد يشعر به يرفرف بنسمات الهواء حوله لقد فاز بما خسره أمس مضاعفا
والجمع حوله يأن پألم الخسارة متعرقا متحفزا للنيل منه ولكنه يشعر بأنه الملك
فأكمل الرهان بتهور واضعا كل مكسبه رهن هوى النرد وفاز
فاز بالرهن ولعبة النرد بل وأيضا بأنظار تلك الفاتنة التي تراقبه بهدوء مثالي طيلة أمسيته
والتقت عيناه بعيناها الفيروزية ولم تشيح بأبصارها بعبث المراهقات بادلته النظرة بالنظرة
بل وبهمس خاڤت لم يفقه معناه حصد جائزته وصافح منافسيه وحمل شرابه ومضى نحو الفاتنة
بخطوات بطيئة غير متعجلة.
ففي قاموسه أصبح للمطاردة مفهوم جديد
عندما تقترب من إمراة اقترب ببطء واختفي قبل أن تلحظ
جلس إلى جوارها وطلب مشروبا كالذى تحتسيه من النادل الهائم بجمالها
فقال مبتسما
كنت بتقولي أيه وأنا بلعب
ابتسمت له وقالت بغموض
دى تعويذه عشان تكسب
اتسعت إبتسامته وهو يقول
يهمك أوي أني أكسب
حركت رأسها بخيلاء وتمايلت خصلات الليل الدامس حول جيدها وهي تهمس له بثقة بالغة
ما أنا ليا النص
ضحك بصخب وهو يهم بإقتراب عابث
النص مرة واحدة
شرابه المسكر بدأ ينال من عقله إذ لم ينتبه للټهديد المبطن بحديثها وهي تتابع بتصميم
ويمكن كله
وضع كفه على راحتها الممدوة أمامه وهمس لها
وأنا كلي تحت أمرك زياد سليم ..ياترى هتشرف بإسمك
أسدلت أهدابها وهي تسحب كفها برقة بعيدا عن نطاق يده
قائلة
داليا الزهري
وكأنما صبت فوق رأسه دلوا باردا فأفاق من خدر شرابه وهو يقول عابسا
بنت أمين الزهري
ابتسمت له بثقة وقالت
أخيرا افتكرت متقولش أن قلبك أسود زي أخوك
أهداها ابتسامة مکسورة شاردة فلقد كانت عائلته على وشك الإفلاس بسبب من يكون أبيها لولا زيجة أخيه الأكبر التي أنقذت وضع العائلة المادي من الاڼهيار
فكيف لا يحمل لها سودا بقلبه!
مدت له بيدها تعرض عليه صفحا وهي تقول
اللي فات ماټ ولا أيه يازياد!
هل تعلم كم هي شهية
بشرتها ناعمة مخملية وردية كالجوري
لامعة كشلال استوائي
وخصلات الليل تنسدل بدلال بعشوائية لذيذة مفرطة