رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
وبصغارها وأيضا بأعمال آل سليم
فولائها أصبح لهم ففي النهاية راتبها من يضع الطعام على طاولة تمتد أمام عائلتها الصغيرة ولذلك هي دوما تنبش وتبحث عن أية أخطار متخفيه تحيط بهم
وتهب للدفاع عن الشركة كقطة شرسة تحمي أولادها الضعاف
وحتى اليوم أنقذت الشركة من عدة خسائر فادحة أثناء تواجد زياد وبعد انفصاله عنهم
فالكل يترقب انفراط عقد آل سليم.
والكل يسعى لأن يكون الانفصال داميا وقريبا
راقبها وهي تعدل وضع عوينتها الأنيقة وتشير له بالقلم لتلك الأرقام التي بات عليه من السهل جدا ملاحظة أهميتها
وهنالك أيضا خبر دخول شركات الزهري مرة أخرى لسوق المال والأعمال عن طريق شراء كمية لا بأس بها من أسهم شركة سي أم أي التي يطمح هو للاستيلاء عليها
أمين الزهري توفى منذ عامان والذي يقوم بأعمال الشركة الآن رئيس مجلس الإدارة المنتدب شاب غر في أواخر الثلاثينيات
لا يهتم كثيرا بأمر الشركة قدر اهتمامه بملاحقة الحسناوات
فأمين الزهري لم يكن له ولد فقط ابنته داليا التي تركته ورحلت
عن البلاد منذ زمن بعيد بعد أن هجرها هو طوعا وبإرادته
كان الاڼتقام ليكون ذا معنى إن كان منذ سنوات
ولكن اليوم هنالك خطب ما!
ونظرية المؤامرة التي تسطرها درية من حين لأخر بسبب أو بدون قد تكون صحيحة جدا تلك المرة
عقد حاجبيه وهو يشمر عن ساعديه قائلا
اطلبي من وكيل ينزل البورصة دلوقتي بنفسه ويشوف الأخبار أيه
وهاتيلي ملف أعمال الزهري خلال السنة اللي فاتت
بالأرقام وكمان معلومات عن شركة سي أم اي وأي صفقات داخلين فيها قريب
رفع لها أبصاره وهو يومئ برأسه قائلا بسخرية
الحمد لله أنك مالكيش نصيب في الشركة كنت زمانك بتقولي أخد نصيبي وأمشي وساعتها كنت هكون واثق إنك هتنجحي وإستحاله ترجعي تاني
نظرت إليه وهي تدرك ألمه وانصرفت بهدوء ولم تعقب.
إذ أنه إما يكون مشټعلا پغضب أو غارق بأفكار وعمل لا ينقطع
ومع ذلك فهو ساخر طيلة الوقت وقلما يكون مزاجه رائقا لمزاح أو ماشابه ولذلك هي تشفق كثيرا على تلك المسكينة التي
تعلقت بحبال عقد زواجه
اتجهت مرة أخرى لمكتبها وهي لازالت تفكر في مغزى كلماته
ولد بملعقة ذهبية هو حتى لا يدرك قيمتها
ولم تكن أموال أبيه ولا إرثه
فملعقته الذهبية أخيه جاسر الذي يهتم كثيرا لأمره ويفسرها تحكما خانقا هذا الغبي
الذي كانت لطالما تدعوه سرا بتلك الكنية.
فجاسر المقدام
وأسامة الحنون
وزياد الغبي
وتلك قصة الشجعان الثلاثة التي كانت تسردها لصغيرها أيهم
ذو الخمسة أعوام والذي يتعلق بفراشها كل ليلة وهؤلاء هم
أبطالها
تود أن يصبح الكبير مقدما والأوسط حنونا والصغير ألا يكون
أبدا مثل ذاك الغبي
وأن يدرك جيدا قيمة أخويه في حياته
ألقت نظرة سريعة على انعكاس هيئتها على الرخام الزيتوني اللامع خصلات شعرها مشعثه قليلا والأفضل أن ترتبها
كما أن سترتها الرمادية الأنيقة والتي تعلو تنورة تماثلها وصلت.
بحافتها لمنتصف ساقها يبدو أنها تعاني لطخة من حلوى أيهم
الصغير عند أعلى كتفها عندما كانت تحمله صباحا لحضانته
توقفت عند مكتبها الذي يتوسط بهو الطابق وفكت جديلتها الناعمة العسلية الخامل بريقها لتمشطها
ولكن مشهد تلك البقعة اللزجة ضايقها كثيرا فحاولت تنظيفها
بسائل تنظيف شاشات الحاسوب ولكن لا فائدة عليها الاستعانة بالصابون!
التفتت حولها بقلق تعلم جيدا أن جاسر لا يغادر حجرة نهائيا قبل الخامسة مساءا والطابق
لا يحوي إلا غرفة مكتبه وغرفة
لتخزين الأوراق الهامة التي كانت فيما مضى غرفة سكرتارية
ولكن تغيرات طرأت على الطابق مع تغيير تصميمات الشركة.
الداخلية منذ أن غادرها زياد جعل جاسر يأمر بتجهيز غرفة لأسامة فهو الشريك المتبقي
ولكن الأخير رفضها مصمما على الإحتفاظ بغرفته في الطابق الثاني وسط بقية الموظفين كما كانت دوما
وبقيت الغرفة شاغرة ومكتبها الذي يتوسط الطابق ويقع أمام
المصعد تماما وعرضه يزيد عن الثلاثة أمتار هو أقرب ليكون بمنصة استقبال عما يكون مكتبا في الواقع
خلعت سترتها التي كانت ترتديها فوق بلوزة حريرية زرقاء عاړية
الذراعين وتقدمت نحو دورة المياه الرخامية وفتحت صنبور المياه النحاسي
وشرعت في تنظيف تلك البقعة العنيدة.
وتناثرت خصلات شعرها الطويلة حولها وعندما انتهت نظرت للسترة غير راضية بالمرة
فالبقعة قد أزيلت تاركة ورائها بقعة أكبر مبللة بالمياه النظيفة
وإن ارتدتها بتلك الحالة فستصاب بداء الرئة على أسوء تقدير
عادت مرة أخرى لحيث مكتبها وقررت رفع سترتها أمام تيار
المكيف الساخن الذي يعلو الحائط خلف مكتبها لعلها تجف قليلا
وقفت لدقائق عدة قبل أن تسمع نغمة مميزة لأذنيها للغاية
تلك النغمة التي تصاحب وصول المصعد للطابق وتنبأ عن خروج شخص منه ولابد أنها مدام هدى
التي أصبحت منذ أشهر قليلة مديرة لقسم الحسابات بالشركة والتي تعمل فيها منذ أكثر من خمسة عشر سنوات قد صعدت لها
كعادتها رافضة الاستعانة بالساعي حاملة لتلك الأرقام التي طلبتها منها آنفا طلبا لصحبة وثرثرة نسائية عابرة
فقالت دون