الثلاثاء 12 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني

انت في الصفحة 7 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

أن تلتفت
تسلم إيدك ياهدهود حوطيهم عندك على المكتب
واتبعت ضاحكة باستهزاء
زي ما أنت شيفاني متنشره بالجاكت
لم يظن أنه من الممكن أن يقف يتطلع لجسد امرأة بتلك النظرة
من قبل فهو دائما يغض بصره محترما للنساء من حولة لاكنه تغير
كذلك نظراته
كذلك مدام درية بهيئتها المتزمتة دوما!
سترتها المغلقة والمحكمة أصبحت معلقة للأعلى نحو تيار جهاز المكيف الساخن وذراعها
أما خصلات شعرها العسلية المموجة والمربوطة دوما بجديلة أما
أسفل ظهرها أو أعلى رأسها كتسريحة جدته رحمة الله عليها قد انفرط عقدها واسترسلت خلف ظهرها لتصل لمنتصفه
ولولا صوتها المميز ببحته لظن أن جاسر قد عين في غيابه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
موديلا تصلح لمجلات الاثارة التي كان يبتاعها زياد في صغره!
ارتبكت درية عندما لم تعثر على شاردة صوت من هدى التي ما
أن تراها حتى تندفع بثرثرة فما بالها بهيئتها !
فالتفتت على استحياء ووجدته واقفا بشحمه ولحمه يتطلع إليها
بنظرة لم تعلو قسمات وجهه قط عندما كان يراها هي أو أي امرأة على وجه الأرض من قبل
أخفضت ذراعها فورا وهي ترتدي سترتها التي لاتزال مبتلة تحت أنظاره وهي تقول بارتباك بصوت مرتجف
حمدالله على السلامة ياباشمهندس
اقترب منها ولازالت نظرة التسلية تعلو ملامحه الجديدة بالنسبة
لها فخصلات شعره قد استطالت وجمعها بعقدة مطاطية خلف
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رقبته كما أنه تخلى عن سترته العملية ليرتدي بدلا منها الجينز
الأزرق الباهت وسترة من الجلد الأسود الطبيعي تعلو تيشرت ناسع البياض
بلل طرف شفتيه وهو يقول بابتسامة ماكرة
إزيك يادرية!
تلك المرة الأولى التي يتخلى فيها عن الألقاب الرسمية والتي يحرص على استخدامها مع الجميع والسبب واضح
فهيئتها منذ قليل كانت لتكون في غرفة خاصة وليس بهو طابق رئيس مجلس الشركة !
فاحمرت وعبست وقالت باستياء موجهة له نظرة مؤنبة إذ كان يتحتم عليه أن يعلن عن وجوده أو الأقرب يغض بصره كما كان دوما يفعل
الحمد لله. أبلغ جاسر أنك موجود ولا هتدخل على طول !
هي تصرفه بأدب وبرود كان ليشعر بالضيق والخجل في السابق
ولكنه اليوم وفي تلك اللحظة الاستثنائية
اسند ذراعه على سطح مكتبها وهو يقترب منها وعطره يلفح أنفاسها
طب مش هتطبيلي حاجه اشربها وأطمن منك على الشغل وأخباره !
فرفعت سماعة الهاتف بحزم وهي تملي المتلقي بكلمات معدودة
قهوة سكر زيادة فوق يامحفوظ
وضعت سماعة الهاتف وناولته نسخة من الملفات المتأخرة التي
لم يطالعها منذ ثلاثة أشهر كاملة كانت احتفظت بها له صامتة
أخذها منها وهو يغمز لها بعينه
على فكرة بشربها سادة دلوقتي
وانصرف لغرفة أخيه
ولم تكن هي لتعيد على مسامع محفوظ تغير ذوقه
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
على أية حال فهي أم لثلاث وأمر تغيير طلبات المأكل والمشرب
غير وارد لصغارها فكيف برجل ناضج يبلغ أربعين عاما!
الفصل الثالث
العمليات الحسابية جزء لا يتجزأ من حياتها اليومية
مضت نحو المصعد وهي تحمل بقالة تكفى عشاءا وفطورا
لأطفالها وهي تحصي الجنيهات بيدها الأخرى ١٦ جنيه ربع جبنه٢٠ جنية ربع بسطرمة!
كيف ومتى قفزت الأسعار تلك القفزة الچنونية!
عقدت حاجبيها وهي تفتح الباب وكادت أن تصطدم بالخارج منه
وعادت للخلف خطوتين و لولا أنه أسرع ومد ذراعه نحوها لكان نصيبها حتما سقطة مهينة من فوق الدرجات العريضة تحت ناظريه
عبست بشدة في وجهه وتمتمت بحرج شديد
متشكره يا دكتور نبيل
تنحنح قائلا بحرج هو الآخر
أنا اللي آسف زقيتك منغير مقصد كنت مركز في حالة مريض كده شغلاني.
ولمح بفطنته خطواتها المتقافزة نحو المصعد فقال
آسف مش هعطلك أكتر من كده
ودون أن تلتفت له مرة أخرى قالت
معلش أنت عارف الولاد بيبقوا قاعدين لوحدهم
ووقف هو يتطلع المصعد المغلق إثرها يتابع بعينيه تلاحق
الأرقام المضيئة على شاشته ونسي تماما حالته التي تنتظره في المشفى
منذ أن انتقل للعقار منذ خمس سنوات وشغلته تلك المرأة التي تعيل بمفردها أسرة مكونة من ثلاثة أطفال أشقياء. أشقياء جدا.
في الواقع بل الصغير وحده.
متذكرا حوادث الصغير المتتالية آخرها حريق أشعله بمراب
العقار منذ شهران تقريبا عندما كان يجري تجربة على سرعة
اشتعال الحرائق بكميات مختلفة من الجازولين
أما الأوسط فصبي يبلغ إحدى عشر عاما معتدل في الطول معتدل في الهدوء
والكبير البالغ ستة عشرة أعوام أكثرهم هدوء ورزانة كأمه بالضبط
وهو الأعزب الذي أصاب الأربعون كرمح لا يخطئ فوصل مداه بل وتخطاه بثلاثة كاملة
مكتفيا بمهنته السامية وبنجاحه وبخطبة وحيدة أثمرت عن ستة
أشهر لا أكثر بعدها هجرته لآخر أكثر مالا وسطوة
صوت التلفاز أثار استياء الجارة في الشقة المقابلة
علمت ذلك فور تطلعها لملامحها المنقبضة والغير راضية بالمرة
بل وأنها حاولت مخاطبتها ببعض كلمات الأسف التي أصبحت
تبتلعها كل صباح ومساء فلم يصل لسامعي جارتها والسبب
صوت المذياع الذي انضم للحفلة المسائية التي يقيمها صغيرها
دفعت الباب ووضعت أكياس البقالة پعنف ومضت نحو لوحة
المفاتيح التي تتحكم بكهرباء المنزل وأطفأتها بحسم
فڠرقت الشقة في ظلام دامس.
وبعد لحظات اصطدمت عيناها بضوء المصباح اليدوي المنبعث
من كف صغيرها وهو يكتم ضحكاته فتقدمت منه غاضبه ونزعته
من يده ووجهته نحوه وهي تقول پغضب بالغ
أنا كل يوم أرجع ألاقي المهرجان ده شغال!
رد صغيرها
وأنا أعملك أيه أنت اللي بتتأخري وبحس البيت فاضي

انت في الصفحة 7 من 36 صفحات