رواية للكاتبة نونا المصري كااااملة
يحتاجونه لذا وضع توقيعه على ملفها الشخصي دليلا على قبولها للعمل وبعدها استمر في فعل ذلك مع كل ملف شخصي كان يقرأه حتى وصل الى اخر ملف والذي كان ملف مريم... نظر إلى صورتها الشخصية مطولا ثم قال : بقى كدا... هي جت هنا علشان الوظيفة.
قال ذلك ثم قرأ ملفها واعجبته امكانياتها خصوصا لأنها كانت من بين العشرة الأوائل في الكلية التي درست بها كما انها حاصلة على شهادة تقدير واحترام من الكلية على انجازاتها وتفوقها في امور البرمجة والتكنولوجيا ولكن ما لفت انتباهه اكثر هو سنها..وتساءل في نفسه كيف استطاعت فتاة في الواحد والعشرين من العمر ان تعمل وتدرس وتعتني بأختها الصغيرة في الوقت ذاته ومع ذلك تفوقت في دراستها كما انه انتبه على امرا مشتركا بينها وبين الهام امين وهو انهما درستا في نفس الكلية وعملن في نفس المكان ونفس الوظيفة فخمن انه من الممكن ان تجمعهما صداقه قوية كما ان كمال وضع علامة P على ملفها باللون الأحمر وتعني perfect مثالي وذلك دليل على انها ممتازة للعمل فوضع توقيعه على ملفها ثم اغلق المغلف ووضعه على الطاولة وتابع عمله على الحاسوب.
وفي الوقت ذاته في الأنترنيت كوفي ... كانت الهام متوترة جدا وتدعو الله ان يتم قبولها في الشركة بينما كانت مريم هادئة للغاية فنظرت اليها وقالت : انا مستغربه منك يا ميمي... ازاي قادره تتصرفي عادي كدا وكأنك واثقه انهم هيقبلوكي !
ابتسمت مريم وقالت : دي اسمها ثقة في النفس يا بنتي يعني انا اتكلمت كويس وكمان مؤهلاتي ممتازه يبقى ليه الخۏف من الفشل
الهام : تصدقي عندك حق
مريم : وكمان ماتنسيش انهم هما اللي قالوا في اعلان التوظيف ان مش لازم يكون عند المبرمج خبرة واهم حاجة يبقى فاهم هو بيعمل ايه ومعاه شهادة جامعية وانا وانتي عندنا المؤهلات المطلوبة للشغلنه دي.
فابتسمت الهام قائلة : والله العظيم كلامك ريحني...ويا رب يكون عندك حق.
مريم : معرفش هيحصل ايه بس قلبي بيقولي اننا هنتقبل... على العموم احنا هنعرف النتيجة كمان ساعتين.
فقالت الهام بتململ : هيعدوا عليا كأنهم شهرين.
ضحكت مريم وردت عليها : متقليش... ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
وبعد مرور ساعة......
عادت مريم الى المنزل فوجدت شقيقتها مرام جالسة امام التلفاز تشاهد مسلسلا كانت تتابعه خلعت حذائها وقالت : ثواني يا حبيبتي وهحضرلك الاكل.
مرام : متعبيش نفسك يا ميمي... انا اكلت مع صحابي في المدرسه.
مريم : بجد يعني مش جعانه
مرام : لا مش جعانه..
مريم : طيب انا هروح استريح شويه في الاوضه ولو حسيتي بالجوع قوليلي فورا .. اه وما تفضليش قاعدة قدام ال tv كتير اتفقنا .
مرام : حاضر.
ثم دخلت مريم الى غرفتها المتواضعة فوضعت حقيبتها جانبا ثم فتحت خزانتها واخرجت منها ملابس بيتيه مريحة وبدلت ملابسها واستلقت على سريرها لكي تستريح من ارهاق العمل ولكن سرعان ما سقطت ضحېة النوم وكانت الساعة لا تزال الخامسة مساء....بعد مدة رن هاتفها فامسكت به وهي مغمضة العينين ثم اجابت دون ان تنظر الى الشاشة وقالت بصوتها النعس : آلو...
في تلك اللحظة سمعت صوت صړاخ صديقتها الهام التي قالت بنبرة سعيدة : الحقي يا ميمي.... انا نجحت وهبتدي شغل في شركة رويال من بكرا الصبح !
فنهضت مريم بسرعة وابتسمت قائلة : بجد يا لولو
الهام : والله العظيم.
مريم : الف مبروك يا حبيبتي.
الهام : متشكرة يا روحي... قوليلي بقى انتي ايه اللي حصل معاكي
فنظرت مريم الى الساعة في هاتفها وقالت : الساعة دلوقتي 17:48 هما قالوا هيتصلوا بيا الساعة 18:00 يعني كمان 12 دقيقة.
الهام : طيب انا هقفل دلوقتي بس ابقي طمنيني ماشي .
مريم : اوك... يلا سلام دلوقتي.
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها ونهضت من سريرها وخرجت من غرفتها فوجدت اختها جالسة تنجز فروضها المدرسية سألتها بعتب : ليه سبتيني نايمه يا مرام كدا مش هقدر انام في الليل.
فنظرت مرام اليها وقالت : شوفتك تعبانه قلت اسيبك تستريحي شوية .
مريم : طيب انا هروح اغسل وشي وابتدي في تحضير العشا وانتي كملي مذاكرة.
مرام : اوك.
ثم دلفت مريم إلى الحمام لتغسل وجهها وما هي الا دقيقة حتى سمعت صوت رنين هاتفها صادرا من الغرفة.... فقالت لها اختها : موبايلك بيرن يا ميمي.
فخرجت من الحمام بسرعة ثم ركضت نحو غرفتها وامسكت هاتفها واجابت قائلة : آلو.
المتصل : آلو مساء الخير.
مريم : مساء النور.
المتصل : بكلم الانسه مريم مراد
مريم : ايوا حضرتك.
المتصل : انا سكرتيرة كمال بيه وبكلمك من شركة رويال للتجارة الإلكترونية.
ازدردت مريم ريقها وقالت : اتفضلي....انا سامعاكي.
السكرتيرة : الف مبروك يا انسه انتي انقبلتي في الشغل وتقدري تبتدي من بكرا الصبح.
في تلك اللحظة ابتسمت مريم ابتسامة مشرقة وسألت بغير تصديق : حضرتك بتكلمي جد !
السكرتيرة :