رواية للكاتبة نونا المصري كااااملة
وبعدها غسلت وجهها وعادت الى مكانها فنهض الشاب مجددا لكي يفسح لها مجالا لتجلس مجددا فنظرت اليه وقالت بصوت ضعيف : متشكره.
ثم جلست وارادت ان تفتح قارورة الماء لكي تشرب ولكنها كانت مغلقة بشدة لذا لم تستطيع ان تفتحها لانها كانت ضعيفة ولا تمتلك القوة لتضغط على نفسها بسبب قلة الأكل فنظر اليها الشاب ثم وضع حاسوبه جانبا ودون اي تردد اخذ قارورة الماء من يدها قائلا : خليني اساعدك.
فنظرت اليه وهو يفتح القارورة وغمغمت : م.. متشكره... تعبتك معايا.
اعطاها الشاب الماء وابتسم بعفوية قائلا : على ايه... دا اقل واجب.
فشربت مريم بعض الماء بينما كان هو يحدق بها وبعد ان انتهت سألها : احسن !
اومأت برأسها قائلة : ايوا... متشكره.
الشاب : العفو...شكلك اول مرة تسافري في الجو مش كدا
مريم : ايوا... دي اول مره اركب طياره واخرج برا مصر .
الشاب : وليكي حد عايش في نيويورك طبعا لو مش هزعجك بسؤالي.
مريم : لا ابدا ..هروح اقعد عند صاحب بابا انا وصاحبتي اصله يبقى عمها...وحضرتك يا استاذ !
فابتسم الشاب وقال : خلينا نتعرف الاول...انا خالد... خالد نجم رجل أعمال حره .
يتبع.... الفصل السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة ممتعة للجميع
صافحت مريم الشاب المدعو خالد وقالت : وانا مريم مراد ....مصممة مواقع الأيكترونية ومبرمجة تطبيقات .
خالد : اتشرفنا .
مريم : الشرف ليا انا .
وابتسم خالد ثم استطرد : متقلقيش طبيعي تحسي بدوخة علشان دي اول مرة تسافري في الطيارة وكمان شوية وقت هتتعودي وكل حاجة هتبقى تمام .
مريم : باين على حضرتك انك مقضيها سفريات في الطيارة مش كدا يا استاذ خالد ولا انا غلطانة
خالد : عندك حق انا فعلا بسافر كتير ودا بحكم شغلي لأني راجل اعمال وبقضي معظم وقتي برا مصر .
مريم : وعيلتك بيسافروا معاك برضو ولا بتسافر لوحدك
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجه خالد فقال بنبرة حزينة : الوالد والوالدة...تعيش انتي وانا كنت ابنهم الوحيد ومعنديش قرايب غير عمة وحده عايشه معايا في نيويورك وانا بعتبرها امي التانية لان هي اللي ربتني من وانا صغير .
وبعد قوله ذاك شعرت مريم بالحزن لانها تذكرت افراد عائلتها الذين ماتوا واحدا تلو الآخر وتركوها وحدها فذرفت دمعتين رغما عنها وقالت بنبرة مخڼوقة : اصعب حاجة في الدنيا لما المۏت يخطف منك اعز انسان على قلبك... بس هنعمل ايه بقى هي دي الحياة... محدش بيدوم وكل الناس هيموتوا في الاخر.
قالت ذلك ومسحت دموعها فأنتبه عليها خالد واردف بتوتر : الظاهر انا فكرتك بحد كان غالي على قلبك جدا بس هو... ماټ مش كدا
ازدردت مريم ريقها واجابت : ايوا... عيلتي.
فسألها خالد بغير تصديق : كلهم... ماتوا !
ردت عليه بنبرة مرتجفة للغاية : في الاول ...بابا توفى قبل تلات سنين بحاډثة شغل وبعدين... ماما ماټت من سنة تقريبا..ومفضلش غيري انا واختي الصغيرة بس هي ... هي كمان راحت الاسبوع اللي فات وسابتني لوحدي...
قالت ذلك واجهشت بالبكاء الامر الذي اربك خالد ولم يعد يعلم ما الذي يجب أن يفعله فقال بتلعثم : انا...انا اسف يا انسة مريم مكنش قصدي افكرك بحزنك بتمنى انك تسامحيني.
فمسحت مريم دموعها مجددا وهزت رأسها بالنفي قائلة بصوت مخڼوق : ولا يهمك... اساسا انا مستحيل انسى الموضوع دا ابدا يعني انت مفكرتنيش فيه.
اخرج الشاب منديله الحريري من جيب سترته وقدمه لها قائلا : اتفضلي... امسحي دموعك وانا اسف مرة تانية .
فنظرت مريم اليه لتجد في عينيه نظرة صادقة وحزينة يغلب عليها بعض الندم لانه جعلها تبكي فابتسمت واخذت المنديل من يده واردفت : متشكره...وارجوك بلاش تعتذر لانك مغلطش في حاجة .
ثم مسحت دموعها وابتسم هو لها وقرر ان يغير الموضوع إذ قال بعفوية : قوليلي بقى ...هي فين صاحبتك اللي سافرت معاكي
اشارت مريم نحو مقعد الهام التي كانت بعيدة عنها قليلا وتغط في سبات عميق ثم اجابت : شايف البنت اللي نايمة هناك هي دي بقى صاحبتي واسمها الهام أمين ودي تبقى اجدع واروع صاحبة في الدنيا كلها وانا بعتبرها اختي مش بس صاحبتي .
في تلك اللحظة تحركت الهام اثناء نومها وعبثت بشعرها فأصبح فوضويا مما جعل خالد يبتسم وقال : دي باين عليها طيبة اوي.. بتشتغل ايه
مريم : برضو مصممة مواقع إلكترونية .
خالد : جميل... انتوا بتشتغلوا نفس الشغلانه وكمان صحاب حاجة حلوه.
مريم : ايوا بس انا تخصصي هندسة الكترونية وبرمجة تطبيقات بينما التخصص بتاعها برمجة مواقع والتسويق الإلكترونى.
خالد : وانتي تعرفيها من امتى
مريم : من وحنا صغيرين اصلها....
ويستمر الحديث والتعارف بينهما
عوده الى مصر ...
كان يقود سيارته بسرعة چنونية ويبحث عنها كالمچنون الذي يبحث عن آبره في كومة قش عيناه تشتعل وكأنها جمرات غارقة بالدموع كما كان