رواية للكاتبة نونا المصري كااااملة
يعقد ما بين حاجبيه بشدة فتكون بينهما شق عميق وكان وجهه مشدودا للغاية مما جعل عظمام فكيه وعروق رقبته تظهر للعلن ويديه كانتا تضغطان على مقود السيارة بقوة كبيرة وكأنه يحاول ان يحطمه ... وبينما كان على تلك الحال صاح بنبرة غاضبة : ازاي اتجرأت
ثم ضړب المقود بيديه واردف : مين اداها الاذن علشان تسيبني وتخرج برا مصر .. مين سمح لها تبعد عني ببساطة كدا هي فاكره لو انها قدرت تسيب مصر مش هعرف الاقيها يعني دا انا ادهم عزام السيوفي وهلاقيكي يا مريم لو كنتي تحت سابع ارض ومش هسمحلك تسيبني ابدا ...مش المرة دي ودا وعد مني .
قال ذلك وزاد من سرعة سيارته ولكن سراعان ما تذكر شيئا مهما لذا ضغط بقدمه على الفرامل واوقف السيارة في منتصف الطريق فجأة مما سبب عرقلة سير في الشارع فاخذت ابواق السيارات تصدر اصواتا وسمع شتائم السائقين.. فقال احدهم : ايه انت مچنون !
وآخر : وقفت كدا ليه يا متخلف عايز تعمل حاډثه !
وآخر : انت اعمى ولا ايه !
وآخر : لما انتوا متعرفوش تسوقوا تركبوا عربيات ليه !!
ولكنه لم يهتم لاي شخص منهم بل قام بتدوير السيارة وعاد بها الى البناية حيث كانت تسكن مريم... وما هي الا مدة قصيرة قد مرت حتى وصل فترجل وركض متوجها نحو البواب وسأله بلهفة : متعرفش هي سافرت فين
فنظر البواب اليه بغرابة وقال : لا يا بيه... محدش يعرف لانها سافرت فجأة.
اشاح ادهم بنظره عن الرجل كما لو كان يفكر بشيء وسرعان ما عاد ونظر اليه قائلا : متشكر.
ثم عاد الى سيارته وهو يقول في سره : اكيد البنت اللي اسمها الهام دي تعرف مريم راحت فين انا لازم اسألها .
قال ذلك ثم صعد في السيارة وشغل المحرك وقاد بنفس السرعة الچنونية حتى وصل إلى الشركة وتوجه فورا إلى القسم الذي كانت تعمل فيه الهام وقف جميع الموظفين عندما رأوه وقد شعروا بالتوتر لانه دخل دون سابق إنذار واخذ يبحث عن احدهم بين المكاتب... فاقترب منه مدير القسم وسأله بتردد : عايز.. عايز حاجة يا فندم
نظر ادهم اليه وسأله : فين الموظفة اللي اسمها الهام أمين
المدير : الهام أمين هي استقالت من الشغل بقالها يومين .
قطب ادهم حاجبيه بشدة وسأل بدهشة : استقالت !
المدير : ا.. ايوا يا فندم.
فصاح ادهم پغضب : وانا ليه معرفش هو انا رجل كنبة في الشركة دي ولا ايه
ارتعش المدير من شدة التوتر وقال بتلعثم : ح.. حضرتك م.. مكنتش هنا لما هي قدمت استقالتها ومحدش قدر يوصلك ابدا.
في تلك اللحظة اعاد ادهم شعره الى الخلف وبعدها خرج من القسم كما لو انه اعصار اما الموظفين فتنهدوا بقوة لان الخطړ زال عنهم.... فذهب هو الى مكتبه في الطابق الاخير حيث نهضت سلمى بسرعة عندما رأته وقالت : نورت يا فندم.
فأقترب منها وقال بلهجة أمر : اتصلي على البنت اللي اسمها الهام أمين دي وخليها تيجي الشركة حالا.
سلمى : تحت امرك يا فندم.
ثم دخل ادهم الى مكتبه اما سلمى فوقفت تحدق بالباب وقالت بتساؤل : هو ايه اللي بيحصل بالضبط في الاول مريم ودلوقتي الهام ... يا ترى ايه اللي عملوه البنتين دول لادهم بيه
قالت ذلك ثم تنهدت وبدأت تبحث في هاتفها عن رقم الهام الشخصي وعندما وجدته حاولت الاتصال بها ولكن النتيجة كانت ان الهاتف خارج نطاق الخدمة...فحاولت مره ثانية وثالثة ورابعة وكانت النتيجة نفسها فتنهدت مجددا ثم نهضت من مكانها واقتربت من باب مكتب ادهم اخذت نفسا عميقا وبعدها طرقت الباب ودخلت فوجدته واقفا امام النافذة ينظر من خلالها إلى الشارع والمباني الاخرى بتركيز كبير وكان ېدخن سېجارة والدخان يتصاعد من حوله اقتربت قليلا ووقفت خلفه ثم اردفت : انا جربت اتصل عليها يا فندم بس الموبايل بتاعها مقفول.
نفث ادهم الدخان من فمه وقال بهدوء : جربي تتصلي بأهلها ...اكيد هتلاقي رقمهم في ال CV بتاعها.
سلمى : حاضر.
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب وعادت الى مكتبها وبدأت تبحث في الكومبيوتر عن سيرة الهام الذاتية وعندما وجدتها اكتشفت ان الفتاة لم تكتب في سيرتها الذاتية رقم هاتف منزلهم وانما سجلت رقم هاتفها الشخصي فقط بالاظافة الى العنوان لذا دونت العنوان على ورقة صغيرة وعادت الى مكتب ادهم حيث وجدته واقفا بنفس الوضعية فقالت : انا اسفه يا فندم بس الانسة الهام مكتبتش رقم تليفون البيت في ال CV بتاعها وانما سجلت رقم الفون الشخصي والعنوان ...وانا سجلتهولك على الورقة دي .
فالټفت ادهم اليها ثم اخذ الورقة من يدها والقى عليها نظرة واحده فقط وبعدها اعادها الى سلمى ومر من جانبها متوجها نحو باب مكتبه دون ان ينبس ببنت شفة فخرج