رواية ولاء رفعت كاملة
انت في الصفحة 1 من 42 صفحات
ابناء يعقوب
بقلم ولاء رفعت
زاهد في كل شيء في الناس والأرض وحتى في اختيار الزوجة الزهد كان متأصلا فيه اعتزل كل وسواس يراوغه دائما كان يفكر في نهايته ما همه بالدنيا وما فيها
في شارع الغورية الشهير داخل حي الجمالية حيث المنازل الأثرية التي تحمل من عبق التاريخ وأصالة الماضي وهنا في منتصف الشارع أمام متجر تعلوه لافتة مدون عليها يعقوب وولده للمفروشات
توفى الحاج عبد العليم وترك متجر الأقمشة في عهدة ابنه يعقوب الذي قام بعد إعلان الوراثة بشراء نصيب شقيقة زوجته فأصبح المتجر بالكامل ملكا له و لزوجته أخذ يعمل بكل جهد و كد حتى زاد من نشاط المتجر فأصبح لبيع الأقمشة والمفروشات وها هو الآن يقف أمام المتجر يشاهد بعض الرجال الذين يقبضون على ساقي العجل لمساعدة الجزار الذي يصيح بصوت جهوري ويضع السکين على نحر ذلك الحيوان فسرعان ما قام بذبحه وسط تهليل الأطفال والنساء والرجال الذين يرددون عبارات التهنئة والمباركة
ظهرت على ملامح يعقوب ابتسامة وقور وأجاب
الله يبارك فيكم حاج مرة واحدة يا رب اكتبها لنا.
تدخل أحدهم ومد يده بكوب من الشاي إلى يعقوب قائلا
يا رب تكون مكتوبة لك السنة دي وندرا علي أدبح لك أنا عجل أكبر من ده.
لكزه في كتفه مازحا
يا راجل يا بكاش ده أنت لو دبحت أرنب ممكن يجرى لك حاجة.
مش بخل مني ما أنت عارف أم محمود واخدة كل قرش فى جيبي عندها اعتقاد إني ممكن أتجوز عليها أنا عارف مين اللى مدخل في دماغها الأفكار دي مفيش غيرها الولية حماتي ربنا يهدها.
ضحك يعقوب وفي نفس الوقت كان يخرج من جيبه محفظته الجلدية سحب مبلغا من المال ومد يده إلى أحدهم
رفع عينيه حتى تكاد تخرج من محجريهما وهو يتأمل المبلغ ثم رفع يده بامتنان وقال
تسلم لي يا معلم مستورة والحمد لله وبعدين لسه قابض منك من تلات أيام.
أخبره يعقوب
دول مش ليك دول هتاخدهم وتوزع منهم مع كل طبق فتة ولحمة على كل فقير ومحتاج فهمت يا عرفة
ابتسم بحرج وأومأ له قائلا
أمرك يا معلم ربنا يبارك لك ويعمر بيتك.
تجلس أمام منضدة يعلوها إناء معدني يتوسطه جمرات مشټعلة ينبعث منها الدخان كلما ألقت عليها حبوب صغيرة حمراء اللون تردد تلك الكلمة حي حي
وإذا بها تتوقف فجأة وتحدق إلى الجالسة أمامها ترتجف وجلا تسألها
قولي طلباتك يا راوية يا بنت كوثر.
ابتلعت الأخرى لعابها وبصوت يكاد يصل إلى سمع حسنات
أنا أنا كنت عايزة حاجة تخليني أحمل تانى وجوزي ما يتجوزش علي.
أخذت من جوارها كتاب قديم قامت بفتحه وتناولت ريشة لإحدى الطيور وضعتها في زجاجة داخلها سائل أحمر يشبه الډماء أخرجت من بين طيات الكتاب ورقة بيضاء ثم قامت بتدوين رموز وأحرف وأرقام بطريقة عشوائية وهي تردد بعض التعويذات بصوت خاڤت وبعدما انتهت قامت بطي الورقة عدة مرات حتى أصبحت في حجم صغير على شكل مثلث تناولت من جوارها على الجهة الأخرى صرة من القماش الأبيض وضعت الورقة داخلها وعقدت الصرة بخيط رفيع
بعدما انتهت من عقدها مدت يدها بها إلى راوية التي أخذته بيد ترتعش پخوف فألقت هذه الدجالة تعليماتها الاحتيالية
تحطي له العمل ده في أى حاجة بيحب يشربها.
هو بيحب يشرب العرق سوس.
عقبت الأخرى
هو ده المطلوب وانتي بتنقعي العرق سوس حطي العمل يتنقع فيه والأحسن يشربه قبل ما انتي فاهمة بقى.
ابتسمت راوية بخجل فأردفت الأخرى
يفوت شهر والتانى تكوني حبلى على طول.
حقه لو ده حصل ليكي حلاوة كبيرة قوي.
رفعت شفتيها جانبا بسخرية من