رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
يغمم لنفسه
إذا فهي الحړب !
الحظ يبتسم له مجددا
فجميلته دعته لأول مرة في منزلها الخاص
ولديه الليل بطوله ولربما استطاع اقتناص المزيد من ساعات
النهار الأولى وزوجته قد سافرت صباحا ولن تعود حتى مرور أيام أو ربما أسابيع
قبض على ذراعها وهي تتجه نحو الطاولة المستطيلة لتجهز له مشروبا منعشا وهو يحادثها لائما
مابترديش على مكالماتي ليه
فهو يمتزج مزجا بدمائها المتحركة
زياد أنت عارف أنا مشغولة أد إيه في الشركة والزفت المندوب مبهدل الدنيا
جذبها إليه وهو يقول
حبيبتي أنا تحت أمرك قوليلي اللي نفسك تعمليه وأنا أساعدك
ازدادت خطواتها نحوه باقتراب مهلك وعطرها يلفح أنفاسه قائلة برجاء
بجد يا زياد هتقف جمبي وتساعدني
هتف بها بشوق
طوقته فجأة وهي تهمس له
ربنا يخليك ليا
فتملصت منه بنعومة معنفة إياه بدلال بضحكة.
مٹيرة
زياد وبعدين معاك
نظر لها كطفل خائب منعت عنه حلواه وهو يقول بتأثر
اعمل إيه معاك بس
جذبته ليجلس وهي تقدم له شرابه قائلة
احنا هنقعد سوا نشرب ونلعب وبعدين ..
صمتت تاركة المجال لتخيلاته فقال بمكر وهو يتأمل هيئتها
جينز باهت يحيط بساقيها المٹيرة جدا للاهتمام فوقه تنسدل
بلوزة قطنية بسيطة بلون أزرق قاتم ووشاح مزركش يحيط برقبتها
وخصلات شعرها مرفوعة بمطاط صغير لا شكل له
وبعدين إيه !
دفعت له بالشراب ليتجرعه شرابا مخلوطا بمسحوق سحري كما اعتادت تسميته
قائلة بمكر مماثل
بعدين دي هتعرفها من نهاية اللعبة
لعڼة إيه
أمسكت بورق اللعب وهي تقول له بحرفية تامة
هنلعب بالورق .واللعبة جولات واللي هيخسر جولة ...
صمتت وحدقت بعيناه وهي تعض على شفتيها فقال باندفاع
يعمل إيه
أسبلت عيناها الفيروزية ولمست بخفه يده القابضة على كأسه وقالت بصوت دافئ
وضع كأسه بحماسة وهو يقول
وأنا جاهز
الطعم ووقعت الطريدة بالفخ الذي نصبته لها
كالعادة استغرقت بعملها على الحاسوب وتناست الوقت الذي
كان يمضى سريعا خلف انصراف جاسر هو الآخر
تطلعت لعقارب الساعة شاهقة لقد تجاوزت السابعة بقليل
فلملمت أوراقها وأغلقت الشاشة أمامها وارتدت حذائها المطروح أرضا إلى جوارها
سحبت الأسانسير قبل ما أضغط أنا عشان أنزل.
هزت رأسها وقالت
خلاص اتفضل حضرتك
وشددت على كلمة حضرتك فضاقت عيناه ومد يده ليمنع انغلاق باب المصعد
وقال بتوتر
أركبي يا درية أنا مش هاكلك
عقدت حاجبيها پغضب أيظن أنها حتى
تخشاه !
مضى يتطلع لقسماتها العابسة فقال بخفة
جاسر مشى
ردت باقتضاب
من ساعة
عقد حاجبيه وتوقف المصعد وفتح الباب فهمت بالخروج مسرعة إلا أنه اعترضها قائلا
وأنت إيه اللي مقعدك كل ده
رفعت عيناها إليه فبرغم أن طولها يتجاوز المائة وستون سنتيمترا إلا أنه كان يفوقها بكثير
وقالت بحرفية بالغة
كان عندي شغل
كان لازال يحملق بها عابسا وهو يقول
ومين اللي قاعد مع الولاد دلوقتي
ردت بتهكم ضائقة ذراعا بمحاصرته له بالكلمات والنظرات
الغير مفهومة
مفيش حد ولذلك بعد إذنك مضطرة امشي بسرعه قبل ما يحصل حاجة لا قدر الله
استبق خطواتها المسرعة وهو يقول
هوصلك هكذا
انصرف وهو يلق لها بهذا الأمر ببساطة وكأنما عليها الطاعة فقط لا غير !
حملقت بأثره وقد اشتاطت ڠضبا وصممت على تجاهله
كان قد انصرف لسيارته الرياضية الفارهة ذات اللون الأحمر.
الصاخب إحدى مظاهر التغيير الغير مفهومة التي طرأت عليها
فهو كان يعتنق سيارة رباعية عائلية لمدة تزيد عن الخمس سنوات
وتوقفت جانبا في انتظار لظهور مؤجل لأحدى سيارات الأجرة
الشاردة والتي قلما تجود الظروف بها في مثل هذا التوقيت
توقف بالسيارة أمامها محدثا عاصفة ترابية محدودة وهو يقول.
بنفاذ صبر
رقم واحد مش هتلاقي تاكسي الساعة دي رقم اتنين لو لقتيه ٩٠ هيكون شارب ومتنيل فاركبي أحسن يادرية وبلاش عند
عقدت حاجبيها وهي تحدق بهيئته إنه ېصرخ بها آمرا إياها بتنفيذ ما قد ألقاه على مسامعها آنفا والأدهى أنه محق
فهي حقا تخاطر بإضاعة المزيد من الوقت في انتظار اللاشيء.
وقد يظهر هذا اللاشيء ولكن قد يحدث مالا يحمد عقباه
كانت تغلي وتزبد ومع ذلك استنشقت نفسا عميقا وهي تفتح
الباب راسمة على وجهها ببراعة تلك الملامح التي تواجه بها
أفعال صغيرها التي تدفعها للجنون في كثير من الأحيان ومفادها حسابك معايا بعدين
ولغرابة الأمركاد يقهقه وكتم ضحكته بصعونه
لا يعلم مالذي يكتنفه مؤخرا عندما يكون بمواجهتها ولكن عليه أن يعترف أن الأمر أضحى ممتعا
بل هو في الواقع ممتع لحد كبير.
مكالمة هاتفية واحدة وراء الاخرى تطمئن فيها بصوت رقيق
على أولادها أذاب عظامه وختمت حديثها بضحكة عفوية وهي تقول لصغيرها
خلاص يا أيهماما ارجعاقعد هادي ومؤدب وماتديقش إخواتك
وضعت هاتفها في حقيبتها وأخير كسر حاجز الصمت المرسوم بينهما ليقول بتعجب ايهم !
قالت يإمتعاض
باباه الله يرحمه هوا اللي اختار الأسم
ضاقت عيناه وقال
وواضح إنه مش عاجبك أقرت بضيق
معناه مچنون قال بمكر
مايمكن مچنون بيك
ثم سألها
وبقية