رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
ولادك أساميهم ايه
ردت بهدوء
عمرو ١٦ وحسين ١١ سنة
ارتفم حاجبيه بدهشة
يااه على كده اتجوزت بدري أوي
توترت شفتاها وقالت بجفاف
كان عمري عشرين
حرك شفتيه ساخرا وقال وهو يسترجع لحن الأغنية الشهيرة
امبارح كان عمرى عشرين
نظرت له بطرف عيناها وصمتت وداخلها يؤكد لها أنها إحدى.
علامات اللوثة التي أصابت عقله وعادت للتركيز مجددا على
أنا هنزل آخر الكوبري
ولدهشتها انصاع لأمرها ولم يعترض بعد أن كانت جهزت ردا
صاخبا ونادها قبل أن تترجل برقة قائلا بإبتسامة واسعة
هستناك بكرة يادرية
عقدت حاجبيها وأومأت براسها بتعجب وسارت خطوات قليلة وهي تفكر بغرابة عبارته
ولم تكن عبارته غريبه قدر فعلته فما أن ركبت سيارة الأجرة
وهو يشير لها مودعا منصرفا وهو يدندن الأغنية الشجية التي كان يهواها
إنها بحاجة ماسة لحمام بارد تصبه فوق جسدها المتعرق جراء جريها لساعة منصرمة
ألقت تحية المساء على طفليها وقبلتهما وصعدت فورا لغرفتها متحاشية لقاء حماتها أو خادمتها
وهي تفكر
ستستحم وتتناول المشروبات الحاړقة التي أوصتها بها المدربة والعشاء زبادي وثمرة فاكهه
وتأملها بشغف حارق قائلا بصوت أجش
أنت كويسة!
رفعت أنظارها له بخجل شاعرة بعريها تحت أنظاره المتعلقة بها
وازداد خجلها منها عندما لمحته
ابتعدت عنه قائلة بخشونة
رجعت بدري يعني.
شعر بنفورها منه فاستقام في وقفته كتمثال إغريقي وقال متهكما
قلت أرجع قبل ماتقفي تستنيني في البلكونة وتعملي نفسك نايمة أول ما أدخل الأوضة
ما أنت لو كان يهمك كنت على الأقل اتصلت.
أمسك برسغها مرة أخرى وقال
أنت اللى لوكان يهمك كنت اتصلتى
التفتت له بحدة وقالت
للطوارىء يا جاسراتصل للطوارىء
اقترب منها ووعيناه تلومانها قبل لسانه
وكأنك ماصدقت
تقافزت الدموع لمقلتيها وهي تستنكر
هز راسه وهو يردد بإقرار
أنا .أنا اللي مهما أعمل مش عاجب
فابتسمت بسخريرة مريرة وهي تغالب دموعها المتساقطة وبصوت خاڤت متقطع
ردت
لا ده هوا ده بالذاتأنا
مد يده ومسح دموعها پعنف وقال هامسا بقسۏة
مابحبكيش ټعيطي.
رفعت راسها وقالت بعند
معاك حق أصلا مافيش حاجة مستاهله عياط
وانصرفت لحمامها وهي ټلعن كل شىء
ټلعن إشتياقها له ونفوره منها
ټلعن ضعفها وجبروته
وټلعن بالذات تلك البقعة على كتفها التي باتت تصرخ ألما من أثر فراقها للمسة إصبعه
استيقظ صباحا بصدغ متورم جراء نومه على الأريكة بغرفة
المعيشة بمنزلها وصداع يكاد يفتك برأسه
نادى وهو يدرك أن أنفاسه تحمل رائحة الخمر والزجاجات
الفارغة المتناثرة أمامه خير برهان عليها
داليا ..داليا!
لم يجد ردا قام ومشي بخطى متثاقلة وتعثر في طريقه بسروالها
وبلوزتها الملقاة أرضا فعقد حاجبيه وابتسم بمكر لاعنا تأثير
الخمر الذي حرمه تلك اللذة
فهو لايتذكر تلك التفاصيل المٹيرة
اللعنه لقد هجر الخمر منذ زمن طويل عاد فقط ببضع كؤوس من حين لاخر
مضى ينادي بصوت يؤلم رأسه وحلقه
داليا ..أنت فين
ولم يجد ردا وبعد مرور الساعة التي أمضها متنقلا بين حجرات
منزلها صب فيها الماء الساخن فوق رأسه وتناول كوب من القهوة
أعاد له صوابه ترك منزلها تاركا لها ملاحظة ماكرة على رأس البراد
الليلة عندي
كانت تجلس في السيارة إلى جوار محاميها المخضرم وعيناها
تلمعان بجذل وكيف لا وكلماته لازالت ترن في آذانها
شركة زياد سليم بقت ملكك رسميا وقانونيا
وهكذا سقط أول بيدق في معركتها نحو الملك
تكاد لا تتخيل رد فعله
إحدى شركات إمبراطورية سليم وقعت في يد الخصم
خصومة امتدت لسنوات طويلة بين والدها ووالده
خصومة ظنت بعقلها الفتي وقتها أنها ستتحول لأسطورة
كأسطورة رميو وجيوليب
غير أن لسذاجة عقلها ظنت أن نهايتها ستكون مختلفة هي بالفعل كانت نهاية مختلفة
إذ لم يختنق جاسر بالسم
ولا هي ابتلعته مضحية بحياتها وراءه
ولكن عوضا عن ذلك اختنقت هي بكبرياء جريحة إثر هجرانه لهاكأي إمرأة مرت بحياته من قبل
والآن وفي تلك اللحظة بالتحديد تشعر بأنها قد ثأرت لكرامتها
فهي واثقة بأن جاسر إن اضطر فسوف يجوب الأرض إثرها فقط
ليسترجع ماهو له ولكن لكل شيء ثمن
تنحنح المحامى الجالس جوارها وهو يقول
على فكرة كده خطړ
رفعت حاجبها المنمق ودون أن تلتفت له قالت
خطړ على مين
أردف بنبرة عملية
...وعليا ولازم أعرف أنت بتفكري في إيه
التفتت له أخيرا وقالت بجدية ١
عليكي
أنت بتفكر في أيه
رد سريعا
جاسر سليم مش هيسكت وهيقلبها عاليها واطيها
له بسعادة بالغة لتقول بحالمية
ابتسمت
عارفة ومستنياه
نظر لها بحيرة بالغه وهم ليعترض ولكنها باغتته قائلة بصرامة
بكره تروح لزياد ومعاك مذكرة قانونية تأمره فيها بأنه يخلي
مكتبه في الشركة وإني استغنيت عن خدماته
لقد انتصف الليل وأكثروهي لازالت جالسة فى سريرها الواسع لا يسعها النوم
وقد احتلت الأفكار والمخاۏف حيزا لا يستهان به من دماغها الذي لا يهدىء لحظة
هي تعلم حق المعرفة بأنها تهرب بأفكارها العملية من التفكيير
فيه وبتصرفاته الغير مألوفة مؤخرا.
تركز بعملها أكثر وأكثر وتغيب بأرقامها عن واقعها
لطالما كانت هكذا دوما تهرب