الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني

انت في الصفحة 14 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

مغامرة
خاسرة بالبورصة بل لأجل مقامرة قام بها ليتمتع 
وإن كان لخيانتة شاهدا فهذا هو أعظمها
آلو يا آشريانت ما بترديش على تليفونك ليه 
قالتها بعتاب خالص
فمنذ سنوات انقطعت علاقتها ب منى صديقتها الوحيدة التي
سافرت لأحدى دول الخليج وباتت الاتصالات بينهم غير منتظمة
حتى تلاشت تماما وكانت آشري المتنفس وشعاع الصداقة
الوحيد الذي يطل بحياتها ومع مرور الوقت اكتشفت أن آشري
تمتلك قلبا طيبا وأخلاقا سمحة وكان هذا أعظم درس لها عن
خداع المظاهر فقد كانت تخيلتها فتاة مدللة مغرورة ولكن اتضح
أنها على العكس تماما فهي تماثلها عمرا وإن كانت تتمتع بشخصية قوية عكسها
ردت آشري وهي تبتسم باجتهاد
معلش والله ياسالي ملخومة خالص بابا الحمد لله بقي أحسن
ردت سالي باهتمام وقد عادت لها ذكرى مرض أبيها وۏفاته
ما أنا ھموت من القلق عليكوالمهم طمنيني هوا بجد كويس
هزت آشري رأسها وهي تنظر لأبيها الذي كان يتابع الجريدة وقالت
الحمد لله أحسن كتير المهم أنت عاملة إيه
زي ما أنابس خسيت ٦كيلوقالتها بسأم
عبست آشري وقالت
ومالك بتقوليها كده المفروض تكوني فخورة بنفسك تنهدت وقالت
عارفة يا آشري بس لسه فاضل خمستاشر بحالهم
أوعي مهما يحصل تقللي من قيمة حاجه تعبتي عشان توصليلها وخلي عندك دايما عزيمة
شعرت بأنها منافقة إذ أنها توجه النصح لسالي وهي الهاربة التي اخترعت حجة مرض أبيها لتبتعد عن زياد
فالفحوصات التي يقوم بها دورية وكان يقوم بها أحيانا بمفرده
عندما تنشغل هي بعمل أو صفقة ما بل وانه اتخذ مسكنا دائما
للإقامة هنا بألمانيا سواء تطلب أمره متابعة طبية لا
وها هي تمكث معه بحجه تغير جو.
فهي لا تريد لأبيها أن يتدخل أو أن يعلم شيء عن مشاكلها الشخصية
إمبارح شفت إعلان كده عن مركز أسنان فاتح جديد وطالبين أطباء
قالتها بصوت خفيض فابتسمت آشري وقالت بلؤم
آه قولي كده بقىبتتصلى بيا عشان أديكي دافعة ولا أطلبلك واسطة
اندفعت لتنفي قائلة
لا والله يا آشري أنا بس بفضفض معاكي
عقدت حاجبيها وقالت بجدية
طب وماله روحي قدمي السي في بتاعك
تهدلت كتفاها ببؤس وقالت
أقدم أيه وازاي ما أنت عارفه جاسر آخر مرة اتكلمت معاه في شغل
طلع فيا وقالي ما انت كان عندك المركز بتاعك وأن أنا اللي مابروحش لحد ما باعه
تنهدت آشري قائلة
تاني يا سالي تاني جاسر انت من جواكي لازم تصممي
وتؤمني أن جاسر لاهوا عقبة في طريقك ولا حتى سلم لمكانة
أفضل ده ركنك أنت بتاعك انت وبس جاسر عامل مكمل ليس الااااااااا
هذا ما كانت تؤمن به وتنفذه ولكن ترى ماذا أكسبها
نعم ربما كسبت النجاح والقوة ولكنها في المقابل خسړت حب زوجها
حب اقتنعت في تلك الفترة القصيرة التي اعتزلته فيها ولم يكلف
خاطرة بمكالمة تليفونية واحدة أنه لم يكن موجود بالأصل معت عيناها بتحدي وقالت
صح أنت معاكي حق أنا سلمته أمري في حاجات كتير أوى
وهوا ولا حاسس بيا ولا حاسس أد أيه ده كلفني
كانت تقف بالشرفة وهي تحادثها ولمحت سيارته تخترق البوابة المعدنية فقالت بسرعة
هبقى اطمن عليكي قريب وابقي ردي ماشي 
ردت آشري بعزم هي الأخرى
مفيش داعي أنا راجعه مصر آخر الأسبوع بأذن الله هبقى أكلمك وقتها سلام
كانا يتعاركان
طفليه الصغيران يتعاركان في غرفتهما بمفردهما ولا أحد يهتم بهما
قال بنفاذ صبر وهو يقف على باب الغرفة صارخا بهم
كفاية كده ياسليم رجع لسلمى لعبتها
رفض سليم العنيد الإنصياع لأمر والده واندفع صارخا پبكاء نحو
سالي التي ظهرت أخيرا بنظره قائلا
بصي يا ماما مش دي لعبتي أنا
فاندفعت سلمى الأخرى صاړخة پبكاء
لا يا ماما دي بتاعتي أنا صدقيني
نزلت سالي على ركبتيها لتصبح بمقربة من أبناءها بدلا من الصړاخ بهم من الأعلى وقالت بلطف
تعالوا انتو الأتنين قربوا مني
اقترب الإثنان حتى الصقتهم بأحضانها وقالت بدفء
أنا بتاعتك دلوقتي أنت لوحدك يا سليم ولا بتاعة سلمى كمان ضحك الاثنان سويا وقالت سلمى
ماما بتاعتي لوحدي وبدأت بجذب ذراعها ففعل مثلها الصغير سليم حتى قالت سالي پبكاء طفولي
حاسبوا هتقطعوني أنتو مش بتحبوني
راقبها جاسر بابتسامة صغيرة دافئة وهي تطيب بخاطر صغاره
وتقربهم سويا لها ليدركوا كم هم مشتركون بكل شيء لذلك هو اختارها ووقع بحبها لدفئها وعطائها ولكن ماذا حدث لتتوقف عن العطاء 
لماذا بات محروما منها رغم قربها 
أم أنها باتت بعيدة بالفعل نظرة صامتة
هذا كل ما نالته منه قبل أن ينصرف لغرفتهما متجاهلا وجودها
متجاهلا الجهد الذي تبذله في سبيل إرضاءه هو وكل من ينتمي إليهم وينتمون إليه
ولكم يكلفها هذا الجهد من طاقة !
طاقة باتت تستنزفها مع كل زفرة حاړقة تمر بصدرها وعيناها تتقاتلان ربما للحصول على لفتة اهتمام أو حتى مديح عساه يتجاوز الشفاه
ولكن لا
ليس لجاسر العظيم
مرت بخيالها أمام المرآة التي تتوسط غرفة صغارها وعادت مرة أخرى لتطالعه باهتمام
ألهذا السبب هو ينفر منها 
أكانت زوجة بامتياز جسد ملفت وعندما توارى هذا الجسد
تحت طبقات الشحوم توارى اهتمامه بها وبمشاعرها !
عادت لغرفتهما لتراقبه وهتفت
أنا عايزه اروح أبات عند ماما كام
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 36 صفحات