رواية للكاتبة يسرا مسعد من الفصل 1 إلى الفصل 11 الجزء التاني
يوم
كانت تسعى لشجار
فهذا هو السبيل الوحيد لها
لتثبت لنفسها أنها لازالت تؤثر به وإن لم تستطع إشعال جذوة
اهتمامه فحتما ستشعل ڠضبة
فتلك الجملة بالتحديد وهذا الطلب بالأخص كان دوما الوقود المثالي
الټفت لها وهو يخلع قميصه وقال بنظرة باردة
براحتك وانصرف للحمام ليغتسل
هكذا دون أي اهتمام وأقسمت داخلها لو أنها جمعت قدر
ظلت على تلك الحالة المتوترة بعد مكالمة المحامي المختص
بشئون المجموعة الطارئة والغير عادية والتي تحمل في طياته باختصار
خبرا أسودا
لا تدري كيف سيتقبله جاسر ولا ماذا سيفعل بعد سماعه
وللمرة الألف بعثرت خصلاتها من جذورها بأنامل مرتعشة وهي
بفوضى أسهم ودوائر لا حصر لها ولا انتظام
لقد سيطرت ابنة الزهري على شركة الصغير الساذج
كانت تنتفض فعليا
وتخيلت نفسها لوكان زياد بشحمه ولحمه أمامها لأوسعته ركلا وضړبا
كيف له أن يقدم على تلك الفعلة الشنعاء!
ولكن الواقف أمامها لم يكن زياد بل كان هو بابتسامته العابثة
جنون امرأة تدعى درية
تقدم منها بخطوات متمهلة وهو يقول بصوته الرخيم
مالك يادرية
ابعد عنى الساعة دي يا أسامة
وهكذا عم طوفان مشاعرها المحترقة أرجاء المكان
كما أنها
برعونة إمرأة زادت كيلوجرامين لا أكثر
راقبها بعيون وقحة فالتفتت له زاجرة واقتربت منه وهي لا تبالي
لا نظراته الملتهبة ولا لهيئتها الأنثوية الصاړخة قائلة بأمر غير قابل للنقاش
وهمت بانصراف لولا أنه قبض علي ذراعها وقربها منه قائلا پغضب وأنفاس متسارعة
دي مش طريقة تكلمي بيها عضو مجلس إدارة يا درية
حاولت نفض ذراعها من قبضته ولكن كل ما نالته حصار متمكن
ولكنه خفيف الضغط وصوت متبرم هادئ
ممكن تقوليلي بالراحة زياد عمل إيه
رفعت عيناها نحوه بصلابة وهي تقول آمره بهمس
كان يركز بأنظاره على شفتيها بلونها الوردي الهادئ الخالي من الأصباغ وقال كاذبا وهو ينفذ أمرها
آسف هاه زياد عمل ايه
هندمت خصلات شعرها تحت أنظاره المترقبة وقالت بعدها بابتسامة مريرة
باع شركته لداليا الزهري
هكذا ألقت القنبلة بوجهه
قبل أن تتحرك بخطوات هادئة نحو المصعد
وفقد هو كل تركيزه بتفاصيل درية التي كانت تغيب
لنغمة هاتفه المميزة تعلن عن استقبال مكالمة من أخيه الأصغر
الذى ما أن أجابه حتى قال
أسامة عاوز أقابلك ضروري فرد قائلا بحزم
مستنيك في البيت
كان يجلس علي الأريكة حاملا كيسا من الماء المثلج فوق أنفه
ليتوقف الڼزيف الذي أصابها جراء لكمة قبضة أخيه والتي
استقرت تماما فوقها وهو يستمع لنقاشه مع محامي مجموعة الشركات عبر الهاتف
وعيناه تتابع خطوات أخيه التي كانت تدور بغير انتظام في غرفة
المعيشة الواسعة وقلبه يصلي برجاء أن ينبثق الحل من الهاتف وتعود شركته لملكيته
ولكن كلمات أخيه المتسائلة أسقطت تلك الصلوات عندما قال
پغضب مكتوم
بعتها بكام يازياد ياترى كان التمن إيه !حسابك في البنك مازادتش مليم
فرد پبكاء
أنا اتضحك عليا
شعر بتعب يصيب ساقه فجلس أمامه وقال بهدوء
اتضحك عليك إذاي
ولكن زياد ظل صامتا فماذا عساه أن يقول لقد قبض ثمنا مرئيا
نساه بفعل شراب مخدر وقد لا يكون حتى رآه ولكن الأوراق الرسمية تثبت صحة توقيعه
ظل منتظرا لإجابة أخيه الأصغر وعندما لم يحصل علي شيء
صړخ بقوة قائلا
إذاي يازياد انطق
ارتعد زياد وعاد للخلف وقال
يا أخي دا أنت طلعت أنيل من جاسر
قام وشده من تلابيبه صارخا به
أيوه أنا أنيل من جاسر عشان رقم واحد أنا اللي شجعته يديك
نصيبك ورقم اتنين خنت ثقتي فيك ورقم تلاته طلعت أنت مغفل
اتضحك عليك من واحدة ست كانت عشيقة أخوك في يوم من الايام
ثم تركه لاهثا واتجه نحو الطاولة خلفه وأشعل لفافة تبغ وأردف بصوت يرتعش انفعالا
أنت عارف أنت إيه ! مش بس أتاخدت منك كتك لاء كمان طلعت كوبري
ألقي زياد الكيس الثلجي على الأريكه وقام وتقدم نحوه برجاء
أنت لازم تساعدني أرجع شركتي
ضحك أسامه بسخرية قاسېة
ياترى هتقول لمراتك يا زياد هتقولها أيه رحت تجري وره واحده من ماضي أخوك
بيعتك اللي وراك واللي قدامك
فصړخ فيه قائلا
كفاية بقى يا أخي أنت إيه مابترحمش
أشار له بإصبعه قائلا
الدنيا مش بترحم وداليا ولا آشري ولا جاسر مفيش حد منهم هيرحمك
أنا فعلا مش هرحمه
قطع صوته الصمت المخيم بينهما فالټفت له زياد مړتعبا واتجه نحوه أسامة مرحبا قائلا
درية كلمتك
نظراته كانت كالړصاص الذى لايخطىء الهدف ونبرة صوته كانت تهدد پقتل رحيم إن أمكن الأمر
المحامي كلمني وجاي ورايا ودلوقتي قدامك ربع ساعة
تحكيلي فيهم بالظبط إيه اللي حصل
امتقع وجه زياد وهو يومئ براسه
حاضر هاحكي كل حاجة
أيمكن لهذا اليوم أن يكون له نهاية أروع من تلك !
خاطرة مرت بذهنها وهي تقف مرة أخرى على قدميها بمساعدة من جارها الوسيم
لقد سقطت على الدرجات بفعل اندفاع غير محسوب